يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، ومرتزقته، يوم السادس من فبراير خلال الأعوام: 2017م، و2018م، و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية ضد الإنسانية، بغاراتِه الوحشية، منازل المواطنين، وخيام البدو الرحل، وشبكات الاتصالات، والمزارع، في محافظات تعز، والحديدة، وصعدة.

ما أسفر عن استشهاد مواطن وجرح 7 أخرين، ونفوق عشرات المواشي، وتدمير المنشآت الخدمية والمنازل والمزارع والخيام، والسيارات، وأضرار في الممتلكات، وترويع النساء والأطفال، ومضاعفة المعاناة، وتفاقم الأوضاع المعيشية، ومشاهد مأساوية تنتهك القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

6 فبراير 2017.. غارات العدوان تستهدف شبكة الاتصالات في مفرق المخاء بتعز:

في السادي من فبراير عام 2017م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة إلى سجل جرائمه المستهدفة للمدنيين والأعيان المدنية، في اليمن، مستهدفاً هذه المرة، شبكة الاتصالات بمفرق المخا بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن تعطيلها بشكل كامل، وحرمان مئات المواطنين من خدمة أساسية، وعزلهم عن العالم، وتأخر حوالتهم المالية ، وقلقهم على مرضاهم ، ومغتربيهم.

كما تسببت الغارات بتدمير كلي لمولدات الطاقة، ومخازن الوقود، ومكان الحارس، وملحقات وأبراج الشبكة، وخسائر وأضرار مادية بعشرات الملايين.

معاناة الأهالي، وقلق كبار السن والاباء على فلذات أكبادهم، والأطفال والنساء على معيليهم، جزء من أثار وتداعيات الجريمة، فيما مشاهد الدمار تعكس مدى الحقد على الشعب اليمني وبنيته التحتية، وتوغل العدوان في تدميريها، وانتهاك القوانيين والمواثيق الدولية والإنسانية.

يقول أحد الأهالي: “شن طيران العدوان السعودي الأمريكي، 7 غارات على، شبكة الاتصالات وتم تعطيلها بالكامل، وبكل الشبكات، ونحن نعاني من عدم توفر تغطية، عزلونا عن أهلنا المغتربين، والمرضى الذي يتعالجوا في العاصمة”.

استهداف المنشآت الخدمية والبنية التحتية، جريمة حرب واستهداف ممنهج للاقتصاد اليمن، وتعطيل كل مقومات الحياة، ومضاعفة معاناة الشعب اليمني، لإجباره على ترك أرضه وتركها للمحتلين والغزاة.

6 فبراير 2017.. 4 شهداء وجرحى بجريمتي حرب لغارات العدوان على خيام البدور الرحل ومنازل بصعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2018م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريتي حرب جديدتان بمحافظة صعدة، تضافا إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً في الجريمة الأولى، خيام البدور الرحل في منطقة المهاذر بمديرية سحار، بغارات مباشرة، وفي الجريمة الثانية منزل أحد المواطنين في عزلة البقعة بمران مديرية حيدان، أسفرتا الجريمتين عن شهيد و2 جرحى بينهم مرآتان، وخسار واضرار في الممتلكات.

سحار: شهيدا وجريح بغارات وحشية على خيام البدور الرحل

ففي جريمة استهدفا خيام البدور الرحل أسفرت غارات العدوان عن استشهاد مواطن وجرح أخر، وتدمير الخيام، والسيارات، والممتلكات، وترويع النساء والأطفال، وسكان المناطق المجاورة.

فيما كان البدو الرحل يبحثون عن الماء والمرعى ويتنقلون من منطقة إلى أخرى، كان طيران العدوان السعودي الأمريكي، يرصد حركتهم وانفاسهم من السماء، متربصاً بهم الدوائر، وفي لحظة أنقضت طائراته الوحشية، على إحدى الخيام بصواريخ وقنابل مدمرة، أسفرت عن أبادة شبه محققه، أسفرت عن شهيد وجريح، دون أي ذنب.

هنا ازهقت روح إنسان، بري، وسفك دم أخر، ودمرت السيارات والخيام، وبعثرت الفرش والأثاث في كل اتجاه، كما نفقت المواشي، صغارها وكباراها، كل ما كان ذو قيمة بات دون قيمة.

البدور الرحل من أشد الفئات الاجتماعية اليمنية فقراً وعوزا، وتعتمد في حياتها وتوفير لقمة عيشها على المراعي وتربية الحيوانات، وتسكن الخيام المتواضعة، ولا تملك مأوى يقيها حرارة الصيف وبرد الشتاء.

يقول أحد البدو الرحل: “نحن بدور رحل شدادين من مناطقنا متنقلين، بعد الماء والكلاء، وجاء الطيران السعودي، يستهدف خيامنا ومواشينا، وسياراتنا، أيش له عندنا، ما في بطوننا له شيء، ضربونا في الليل ونحن في الخيمة نائمين، سفكوا دماؤنا، ورعوا أطفالنا، هذه أشلاء من أجساد أهلنا، وهذه دماء مسفوكة دون ذنب، وين هي الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان، ما سمعنا لهم صوت للدفاع عن المستضعفين في اليمن؟ “.

مواطن أخر يقول ” الساعة واحدة بعد منتصف الليل، سمعنا غارات العدوان على خيام البدو الرحل، سعينا إلى المكان، وجدانهم ممزقين أشلاء ودماء مسفوكة وحيواناتهم وأبلهم وسياراتهم كل شيء مستباح، دون أي وجه حق”.

غارا ت العدوان على البدو الرحل، جريمة حرب مكتملة الأركان، وعن سابق إصرار وترصد، وانتهاك خطير لكل القيم والمواثيق الدولية والإنسانية، ووصمة عار في جبين الإنسانية.

حيدان: جريحتان بغارات العدوان على منزل أحد المواطنين

اما في أستهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، لمنزل أحد المواطنين في منطقة مران، أسفرت عن جريحتين، وتدمير المنزل وأضرار في الممتلكات والسيارات المجاورة، وترويع النساء والأطفال.

تقول إحدى الجريحات: “طيران العدوان ضرب تحت البيت ونحنا نهب لنا فطور باب البيت، نشتي نسرح، ضربنا انا وأختي ونحن نسوي فطور لأطفالنا”.

استهداف المدنيين والأعيان المدنية جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، تدعوا العالم لتجرك الجاد والفاعل، لسرعة وقف العدوان رفع الحصار على الشعب اليمني، ومحاسبة مجرمي الحرب، وتقديمهم للعدالة.

6 فبراير2019.. جريحان بقصف مدفعية مرتزقة العدوان على مزارع المواطنين بالحديدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2019م، ارتكب مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، وخرق إضافي إلى خروقاتهم المتكررة، لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، مستهدفين هذه المرة، مزارع المواطنين في منطقة المدمن بمديرية التحيتا، بقذائف الهاون، ما أسفر عن جريحان، وأضرر في الممتلكات، وترويع العاملين، والأهالي.

أهالي منطقة المدمن كانوا يمارسون حياتهم الاعتيادية ويذهبون إلى مزارعهم، للعمل صباح كل يوم، وفي هذا اليوم المشؤوم، كانت هاونات مرتزقة العدوان لهم بالمرصاد، فحولت حياتهم إلى رعب وخوف، وجرحت مواطنين، وأبكت أهاليهم، وحدت من حركة الحياة، والأعمال، وضاعفت معاناة المزارعين.

يقول أحد الجرحى من فوق سرير المستشفى: “جتنا قذيفة هاون انا وصاحبي إلى المزرعة التي كنا نشتغل فيها من جهة الفازة، من قبل المرتزقة، وكانت الشظايا في يديه اليسرى واليمني، ونقول للعدوان وأدواته، نحن صامدون في أرضنا ولن تنالوا منا مهما كانت جرائمكم”.

جرائم العدوان الموثقة في السادس من فبراير خلال 9 أعوام نزر بسيط مما هو في الواقع، نظراً لمحدودية الإمكانات الإعلامية، وسعة الجغرافيا المستهدفة، ومخاطر التنقل من منطقة إلى أخرى، ومن محافظة إلى أخرى، وتبقى هذه الجرائم، بمثابة دليل على وحشية العدوان، وتعمده في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة المقصودة، ودعوة لمحكمتي العدل والجنايات الدولية للقيام بمسؤوليتهما في ملاحقة مجرمي الحرب ومحاسبتهم، وتحقيق العدالة لأسر وذوي الضحايا في الشعب اليمني، وسرعة وقف العدوان رفع الحصار عنه.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان السعودی الأمریکی والمواثیق الدولیة طیران العدوان غارات العدوان الشعب الیمنی فی الممتلکات البدو الرحل العدوان على جریمة حرب أسفرت عن

إقرأ أيضاً:

في حضرة الصمت العالمي: جريمة سعودية جديدة على الحدود… والشاهد جثة متفحمة

يمانيون | تقرير
في صمتٍ دولي مخزٍ، وفوضى ضمير إنساني مستمرة، يواصل جنود حرس الحدود السعودي ارتكاب جرائم إبادة ممنهجة بحق فقراء اليمن القادمين من مناطق أنهكها الجوع والحصار.

آخر فصول هذه المأساة كان الشاب عبد الله علي قاسم الشمري، الذي خرج من قريته بمديرية حيدان في محافظة صعدة، بحثًا عن عمل بسيط يقي أسرته الموت جوعًا، ليعود جثة متفحمة، بعد أن حوّله النظام السعودي إلى هدف مباح للحديد والنار.

“برمودا الحدود السعودية”… مصيدة الفقراء اليمنيين
لم يكن عبد الله مجرمًا أو متسللًا كما تروّج الآلة الإعلامية السعودية، بل كان واحدًا من آلاف اليمنيين الذين هجّرهم الحصار، ودفعهم الفقر إلى عبور حدود “الأمل الموهوم”، حيث كانت السعودية تقدم نفسها قبل الحرب كدولة جاذبة للعمالة اليمنية، لكنها تحوّلت بعد العدوان إلى مثلث موت شبيه ببرمودا، لا يخرج منه اليمني حيًّا غالبًا.

بحسب إفادات الشهود الناجين من المذبحة، فإن جنود الحرس السعودي اقتادوا عبد الله ورفاقه إلى مراكز احتجاز سرّية، وهناك بدأت فصول التعذيب بالنار، والكيّ بالحديد، والإجبار على المشي فوق الجمر، وانتهت بصرخات عبد الله الأخيرة قبل أن يلفظ أنفاسه متفحمًا.

شهادات الناجين: “كانوا يحرقوننا… وكنا أحياء”
صلاح الجرفي، أحد الناجين، تحدث وهو يئن من آثار الحروق:

“كانوا يضعون الحديد المحمّى على أجسادنا، كأننا لسنا بشرًا… أجبرونا على المشي فوق الجمر، وقتلوا عبد الله أمام أعيننا.”

أما عادل سالم، الناجي الآخر، فكان أكثر ألمًا:

“كنا نبحث عن رزق لا عن معركة… عبد الله احترق وهو يصرخ: (ما عملنا شيء)… وما زال صوته يطاردنا حتى اليوم.”

هؤلاء الشهود عادوا محمّلين بجراح جسدية ونفسية، في وقت بقي فيه جثمان عبد الله ملقى في وادٍ على الجانب السعودي من الحدود، دون أن يُسلّم، أو يُوثّق كجريمة حرب، أو حتى تُثار قضية إنسانية باسمه.

جرائم ممنهجة لا حوادث فردية
ما جرى ليس استثناءً، بل تكرار لنمط دموي بدأ منذ بدء العدوان على اليمن عام 2015.

قوات حرس الحدود السعودية ارتكبت مئات الجرائم المشابهة على امتداد الشريط الحدودي، حيث تم توثيق حالات قتل عمد، تعذيب بالنار، إطلاق نار مباشر على مجموعات من العمال والمهاجرين، بل وصل الأمر إلى إطلاق النار على نساء وأطفال في مناطق حدودية مثل رازح ومنبه.

تقديرات حقوقية تشير إلى سقوط أكثر من 2,000 ضحية خلال السنوات الأخيرة في جرائم مماثلة، معظمهم فقراء أو عمال أو أشخاص يبحثون عن اللجوء.

السعودية والحرب الاقتصادية: من التجويع إلى الحرق
السعودية لم تكتف بالحرب العسكرية والقصف والتجويع والحصار، بل وسّعت أدوات الحرب لتشمل العقاب الفردي بالحديد والنار.
هذا النمط من القتل لا يخرج عن سياق حرب اقتصادية منظمة ضد اليمن، تتضمن:

إغلاق المنافذ أمام المسافرين والمغتربين. منع تصدير العمالة اليمنية التي كانت تشكّل شريان حياة للاقتصاد المحلي. استهداف العملة اليمنية والتلاعب بأسعار الصرف. قصف البنية التحتية وقطع طرق الإغاثة.

وفي ظل هذا الحصار، أصبحت “الهجرة من أجل البقاء” خيارًا إجباريًا، و”الحدود” مصيدة موت جماعي.

مفارقة الحرب: طرف واحد يقتل، والعالم أخرس
من اللافت أن كل الجرائم تُرتكب بحق يمنيين على الجانب السعودي، بينما لم تُسجل حالات قتل لمواطنين سعوديين على الطرف اليمني، رغم أن المناطق الحدودية تشهد توترًا مستمرًا.

وهذه الحقيقة تُظهر أن هذه حرب من طرف واحد، تستهدف الفقراء، وتستخدم فيها كل وسائل الإبادة الصامتة: الجوع، الحرق، التعذيب، الصمت، والخذلان الدولي.

جرائم ضد الإنسانية وصمت دولي
ما جرى لعبد الله الشمري، ومن قبله المئات من اليمنيين، لا يُصنَّف كـ”حالة فردية” أو “حادثة حدودية”، بل هو جريمة حرب مكتملة الأركان:

تعذيب بالنار قتل خارج القانون احتجاز سري إنكار وجود الضحايا صمت وتواطؤ دولي

وفقًا للقانون الدولي الإنساني، فإن قتل المدنيين، وتعذيبهم أثناء الاحتجاز، يُعد من الجرائم الجسيمة التي تستوجب الملاحقة الجنائية الدولية.

من “تنومة” إلى “الشمري”: مجازر تتكرر
ما جرى لعبد الله يذكّر بمجزرة حُجاج تنومة عام 1923، حين أبادت السلطات السعودية أكثر من 3,000 حاج يمني، في واحدة من أسوأ المجازر التي لم تُحاسب حتى اليوم.

الفرق الوحيد أن عبد الله لم يكن حاجًا، بل فقيرًا يبحث عن الحياة، فكان نصيبه الاحتراق حيًا.

إلى متى؟
عبد الله الشمري لم يُقتل في معركة، ولم يمت بالخطأ، بل تم قتله متعمدًا وبدم بارد، داخل سجون لا تحمل أسماء، وبأيدي جنود يمثلون نظامًا ينتهك القانون والكرامة.

إن ما يحصل على الحدود السعودية اليمنية هو وصمة عار في جبين الإنسانية، ولن تُغسَل بصمت الإعلام ولا بصمت المنظمات الدولية.

إنه ملف يجب أن يُفتح دوليًا، وتُطلق فيه حملة عدالة دولية للضحايا الذين يُقتلون فقط لأنهم يمنيون وفقراء.

مقالات مشابهة

  • 4 شهداء بغارات إسرائيلية على لبنان.. والجيش يتحدث عن عوائق انتشاره في الجنوب
  • هيومن رايتس ووتش: قتل إسرائيل المواطنين الباحثين عن الطعام جريمة حرب
  • 4 شهداء بغارات إسرائيلية على لبنان
  • 10 شهداء وعشرات المصابين بغارات إسرائيلية على غزة
  • 10 شهداء وعشرات المصابين بغارات الاحتلال على غزة
  • بينهم عائلات بأكملها.. ارتفاع شهداء العدوان على غزة إلى 60,249
  • شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 31 يوليو
  • في حضرة الصمت العالمي: جريمة سعودية جديدة على الحدود… والشاهد جثة متفحمة
  • 104 شهداء و399 مصاباً في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية