الواحدة تلو الأخرى... ترامب يقود انسحابات بالجملة من المنظمات الدولية
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُعيد تشكيل السياسة الخارجية بقرارات جذرية، تضمنت انسحابات من منظمات دولية ووقف تمويل برامج رئيسية، ما أثار جدلاً واسعًا بين مؤيد ومعارض.
منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025، شرع الرئيس دونالد ترامب في تنفيذ تغييرات جذرية أعادت تشكيل ملامح السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
مع انطلاقة ولايته الثانية، لم يتردد ترامب في توجيه ضربته الأولى إلى منظمة الصحة العالمية (WHO)، فوقّع أمرًا تنفيذيًا يقضي ببدء إجراءات الانسحاب الأمريكي من الهيئة الأممية. لم يكن قراره مفاجئًا، فقد حمل على عاتقه منذ ولايته الأولى انتقاد المنظمة، حيث اتّهمها بسوء إدارة جائحة كوفيد-19 والخضوع لضغوط سياسية. رأى ترامب أن واشنطن لم تجنِ سوى الخسائر من هذه المنظمة، فقرر إنهاء العلاقة تمامًا، معلنًا عن إعادة توجيه التمويل الأمريكي إلى مبادرات صحية أخرى، بعيدًا عن مظلة المنظمة الدولية.
ضربة مزدوجة: الخروج من مجلس حقوق الإنسان وقطع تمويل الأونروا
في خطوة تصعيدية أخرى، أعلن البيت الأبيض في 4 فبراير 2025 انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واتهمه بتبني سياسات منحازة ضد إسرائيل، وهي الحجة التي لطالما استخدمها ترامب لانتقاد المجلس. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد قرر أيضًا وقف أي تمويل موجه إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بدعوى ارتباطها بحركة حماس، وهي اتهامات رفضتها الوكالة بشدة، مؤكدة أن برامجها مخصصة لدعم اللاجئين في المناطق الأكثر احتياجًا.
تفكيك شبكة المساعدات: تقليص دور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
ضمن سياسته لتقليص التدخل الأمريكي في الشؤون الدولية، وجه ترامب ضربة قوية للجهود التنموية العالمية، حيث أمر بسحب معظم موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) من مهامهم حول العالم. وترتب على ذلك تعليق عشرات البرامج الحيوية في مجالات الصحة والتعليم ومكافحة الأوبئة، في أكثر من 120 دولة. لم يكن لهذا القرار وقع محلي فقط، بل أثار موجة من التحذيرات الدولية، حيث اعتبره خبراء التنمية ضربة قاسية للجهود الإنسانية، خاصة في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على التمويل الأمريكي.
منظمة التجارة العالمية في دائرة التهديد: انسحاب مؤجل أم ورقة ضغط؟
رغم انسحاباته المتسارعة، لم يقرر ترامب بعد الخروج من منظمة التجارة العالمية (WTO)، لكنه لم يفوّت فرصة تهديدها علنًا. في عدة تصريحات سابقة، أبدى الرئيس الأمريكي استياءه من آليات عمل المنظمة، زاعمًا أنها تصب في مصلحة القوى الاقتصادية الأخرى على حساب الولايات المتحدة. في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز عام 2018، قال ترامب: "إذا لم يتطوّروا، فسأنسحب من منظمة التجارة العالمية." كما كرر هذا التهديد لاحقًا في مقابلة مع وكالة بلومبرغ، معتبرًا أن المنظمة "أنشئت ليستفيد الجميع باستثناءنا نحن." وعلى الرغم من عدم صدور قرار رسمي حتى الآن، إلا أن المتابعين يرون أن إدارة ترامب قد تستخدم ورقة الانسحاب من المنظمة كورقة ضغط لإعادة صياغة قواعد التجارة الدولية وفقًا لرؤيتها.
ترقب لتداعيات القرارات الأمريكية
أثارت هذه الانسحابات حالة من الجدل العالمي، حيث اعتبرها البعض إعادة تموضع استراتيجية لإعادة التركيز على المصالح القومية، بينما وصفها آخرون بأنها تفكيك ممنهج لدور واشنطن القيادي في النظام الدولي. وقد سارع الخبراء الدوليون إلى التحذير من تداعيات هذه القرارات، خاصة على جهود مكافحة الأوبئة، حقوق الإنسان، والمساعدات التنموية.
في ظل هذه التحولات المتسارعة، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل تعيد الولايات المتحدة صياغة دورها العالمي وفقًا لرؤية ترامب، أم أن الضغوط الداخلية والخارجية ستجبرها على إعادة النظر في هذه القرارات الجريئة؟
اسم الصحفي • Mohammed Saifeddine
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تجميد المساعدات الأمريكية يعطل جهود الإغاثة ويهدد الملايين في العالم بمجاعة كارثية هجوم من ماسك وترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "منظمة إرهابية" تدار من "مجانين متطرفين" ترامب والصحة العالمية كلاكيت ثاني مرة.. الرئيس المقبل ينوي الانسحاب من المنظمة فهل يفعلها مجددا؟ منظمة الصحة العالميةدونالد ترامبالولايات المتحدة الأمريكيةمنظمة التجارة العالميةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب ضحايا قطاع غزة غزة إسرائيل فرنسا دونالد ترامب ضحايا قطاع غزة غزة إسرائيل فرنسا منظمة الصحة العالمية دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية منظمة التجارة العالمية دونالد ترامب ضحايا قطاع غزة غزة إسرائيل فرنسا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة إنسانية رجب طيب إردوغان احتجاجات حكومة الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة منظمة التجارة العالمیة منظمة الصحة العالمیة یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
وزارة الصحة تطلق الدفعة الأولى من سفراء سلامة المرضى بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية
أعلنت وزارة الصحة والسكان عن فتح باب التسجيل في الدفعة الأولى من مبادرة سفراء سلامة المرضى التي تهدف إلى نشر ثقافة سلامة المرضى داخل المجتمع وتعزيز دور الأفراد في دعم جودة الخدمات الصحية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وتستهدف المبادرة المرضى وذويهم وممثلي منظمات المجتمع المدني وطلاب الجامعات والمعاهد وطلاب المدارس الثانوية والمدارس التمريضية إلى جانب الأخصائيين الاجتماعيين والعاملين بالقطاع الصحي بمختلف تخصصاتهم، مع تفضيل المتقدمين الذين لديهم خبرة سابقة في الأنشطة التطوعية أو الفعاليات الطلابية.
وتشمل المبادرة برنامجًا تدريبيًا لتنمية المهارات الشخصية وتقديم محتوى متخصص في سلامة المرضى بهدف رفع الوعي وترسيخ مبدأ السلامة لدى الجمهور.
ويحصل المشاركون على شهادة معتمدة من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية إلى جانب فرص للمشاركة في الأنشطة التوعوية والفعاليات القومية الخاصة بسلامة المرضى وبناء شبكة من الشباب القياديين في هذا المجال وإتاحة فرص لحضور المؤتمرات المتخصصة ونشر إنجازات المتميزين على منصات الوزارة الرسمية.
ويمكن للراغبين في التقديم الاطلاع على الشروط والتسجيل من خلال الرابط الإلكتروني المرفق.