باسيل بعد تشكيل الحكومة: نقف لما نؤمن به ولو وقفنا وحيدين
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
كتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر "اكس": "قلت أننا لا نتمسك بأي شيء، ولكننا لا نقبل بأي شيء، لا نقبل أن يسمي أحد عنا من يمثلنا لا نقبل أن يتنكر أحد لهويتنا ونضالنا لا نقبل أن نتخلى عن حقوقنا ودورنا. لم نقبل أن يمد أحد يده على قرارنا، وطبعاً على كرامتنا لم نقبل أن يفؤض أحد علينا شيئاً من غير قناعتنا ولو عاقبنا.
pic.twitter.com/LnAwAuACU9
— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil) February 8, 2025المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إيران وإسرائيل.. صراع وجودي يُعيد تشكيل المنطقة
مقدمة
هذه قراءات ومتابعة لما يحدث في الحرب بين إسرائيل وإيران، من خلال أفكار وتحليل وفق المعطيات الموجودة. يُعد الصراع الإيراني الإسرائيلي من أبرز الصراعات الإقليمية والدولية التي تعكس صراعات أوسع على النفوذ والهيمنة في منطقة الشرق الأوسط، والتي أصبحت ساحة لتنافس جيوسياسي معقد يضم قوى دولية وإقليمية متشابكة. ما يحدث من عدوان إسرائيلي على إيران وما يصاحب ذلك من ردود فعل، يؤكد أن هذه المواجهة ليست وليدة اللحظة بل جزء من مشروع استراتيجي إسرائيلي أمريكي طويل الأمد يهدف إلى إعادة رسم موازين القوى في المنطقة.
إيران: حضارة قديمة ونفوذ حديث
إيران أمة ذات حضارة عريقة ساهمت بشكل كبير في تاريخ الإنسانية. من الإمبراطوريات الفارسية القديمة إلى الجمهورية الإسلامية الحالية، مرت إيران بمراحل مهمة من التحول:
في العصر الحديث كانت تحت حكم الشاه دولة علمانية وحليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة والغرب، وتمتعت بنفوذ إقليمي واسع.
الثورة الإسلامية عام 1979 شكلت نقطة تحوّل دراماتيكية، حيث أخرجت إيران من النفوذ الأمريكي الغربي، وأطلقت مشروعًا دينيًا سياسيًا بقيادة الإمام الخميني.
توسع إيران الإقليمي عبر دعمها أنظمة وأحزاب مسلحة في لبنان (حزب الله وحركة أمل)، العراق، سوريا، واليمن، إضافة إلى علاقات عسكرية مع دول مثل باكستان وكوريا الشمالية.
العلاقات الإيرانية الإسرائيلية: من تحالف إلى عداء
لم تكن العلاقة بين إيران وإسرائيل دائمًا على هذا النحو العدائي. في عهد الشاه، كانت إيران حليفًا لإسرائيل، مع وجود جالية يهودية في إيران. لكن الثورة الإسلامية قلبت الموازين:
اعتبرت إيران إسرائيل عدوًا أساسيًا ورافضة شرعيتها.
دعمت إيران القضية الفلسطينية وأذرعها العسكرية في المنطقة.
رأت إسرائيل في التمدد الإيراني تهديدًا وجوديًا، خاصة عبر أذرع إيران في لبنان وسوريا والعراق.
الأبعاد الإقليمية للنزاع
الخليج العربي: يشهد توتراً بين إيران ودول الخليج لا سيما السعودية والإمارات، على خلفية صراعات مذهبية ونفوذ إقليمي، بالإضافة إلى النزاع على جزر محتلة.
الملف السوري واللبناني واليمني: إيران بنت حضورًا قويًا في هذه الدول عبر دعم أنظمة وأحزاب مسلحة، في مواجهة مباشرة لمصالح إسرائيل والدول العربية. سقوط النظام السوري، الذي أخرج من المعاملة أو النفوذ الإيراني .
الحرب العراقية الإيرانية التي أسهمت في تعقيد المشهد الإقليمي، مدعومة خليجيًا وغربيًا.
التحالف الأمريكي الإسرائيلي
يشكل التحالف بين واشنطن وتل أبيب العمود الفقري لمواجهة إيران.
إسرائيل تنفذ عمليات استخباراتية وعسكرية ضد إيران مدعومة بتكنولوجيا أمريكية.
المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران تمر بتقلبات، فيما ترفض إسرائيل أي تسوية لا تلغي البرنامج النووي والصاروخي الإيراني.
واقع المواجهة والتحديات
إيران تعرضت لاغتيالات قادة بارزين واستهداف منشآت نووية، وتعتمد على ترسانة صاروخية رغم افتقارها إلى قدرات جوية ومنظومات دفاع جوي متطورة.
تواجه إيران معارضة داخلية متزايدة، خاصة بين الشباب الرافض للقيود الدينية والتشدد السياسي.
في إسرائيل، مع وجود انقسامات سياسية، هناك إجماع على ضرورة مواجهة التهديد الإيراني.
احتمال تدخل دول مثل باكستان بشكل مباشر أو دعم غير مباشر، وعلاقات عسكرية ونووية بين إيران وكوريا الشمالية، تزيد من تعقيد الصراع.
السيناريوهات المستقبلية
التفاوض: حتى في حال تنازل إيران عن بعض برامجها، فإن الثقة بين الأطراف ضئيلة، خصوصًا مع إسرائيل التي تطالب بإلغاء كامل للبرامج النووية والصاروخية.
تغيير النظام الإيراني: أمر بعيد في ظل التشابكات الداخلية والإقليمية، وقد يرتبط بتنازلات إيرانية كاملة.
تصعيد الصراع: وارد في ظل الدعم الأمريكي الإسرائيلي ومحاولات إسرائيل استباق نفوذ إيران.
خاتمة
هذا الصراع يمثل تحديًا وجوديًا حقيقيًا لإيران التي تواجه تحالفًا دوليًا قويًا يضم الولايات المتحدة ودول الناتو. نجاح إيران سيكون بمثابة هزيمة للغطرسة الأمريكية والإسرائيلية، وقد يعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط والعالم. في المقابل، فإن إخفاقها يعني المزيد من الصراعات وعدم الاستقرار الإقليمي والدولي.
وعلى الرغم من التحالف الوثيق بين إسرائيل وأمريكا، تحمل إسرائيل قناعة لا تتغير، مستمدة من تركيبتها وأهداف المشروع الصهيوني، الذي يهدف إلى العيش منفردة وآمنة، وهو ما يفسر تمسكها الشديد بمواجهة إيران كتهديد وجودي لا يحتمل التساهل.
في ظل هذه الديناميكية المعقدة، تبقى دول المنطقة والعالم الحلقة الأضعف، ضحية لصراعات النفوذ والمصالح الدولية التي تعيد رسم خرائط السياسة والجغرافيا، وتُدخل المنطقة في دائرة متجددة من التوتر وعدم الاستقرار، مع بروز تحالفات جديدة وتعميق تحالفات قائمة، حيث تُهدد مصالح دول كبرى مثل الصين وروسيا، وتبرز دول مثل باكستان والهند كلاعبين جدد في هذه الساحة المتشابكة.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.