الاحتلال يعذب الأسرى المحررين حتى اللحظات الأخيرة.. نقل 7 للمستشفى
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
كشف مكتب "إعلام الأسرى" في حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء السبت، أن الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين وصلوا إلى قطاع غزة "يعانون من آثار تعذيب ممنهج".
وأوضح المكتب في بيان له أن "المحررين الذين وصلوا إلى المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة يخضعون لفحوصات طبية عاجلة، نتيجة ما تعرضوا له من انتهاكات خلال فترة اعتقالهم".
من جانبهم، أكد أسرى فلسطينيون محررون أنهم واجهوا أصنافاً من التعذيب والتنكيل في سجون الاحتلال. ودعوا إلى تسليط مزيد من الضوء على أوضاع آلاف الأسرى الذين لا يزالون يقبعون في زنازين الاحتلال.
ووصف الأسير المحرر شادي فخري البرغوثي، الذي أمضى 45 عاماً في السجن، ظروف الاعتقال بأنها "قاسية للغاية"، حيث كان الاحتلال الإسرائيلي "يتفنن في تعذيب الأسرى، ويحرمهم من الطعام والدواء، ويمارس بحقهم إهانات متكررة، فضلاً عن اقتحام غرفهم ومصادرة ممتلكاتهم الشخصية".
لأول مرة يلتقي الأب بابنه خارج السجن منذ ولادة الابن قبل 45 سنة. الوالد فخري البرغوثي اعتقل لمدة 33 عاماً وأفرج عنه في عام 2011، والابن شادي اعتقل لمدة 22 عاماً وتحرر اليوم ضمن صفقة تبادل الأسرى. pic.twitter.com/I7bhG2cDZF — خبرني - khaberni (@khaberni) February 8, 2025
شهادات محررين من قطاع غزة، حول تعذيب الاحتلال للأسرى. pic.twitter.com/4QJw2KePw5 — شبكة قدس | الأسرى (@asranews) February 8, 2025
وكشف شادي عن أنه فقد نحو 35 كيلوغراماً من وزنه بسبب سياسة التجويع التي اتبعها الاحتلال بحق الأسرى، مؤكداً أنهم مُنعوا من ممارسة شعائرهم الدينية، بما في ذلك الصلاة وصلاة الجمعة.
وأضاف أن قوات الاحتلال "نكّلت بهم قبل لحظات من الإفراج عنهم"، مشيراً إلى أن هذه الممارسات القمعية لا تزال مستمرة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حيث توجد حالات مرضية مستعصية بينهم.
ووصف شادي ما يجري في سجون الاحتلال بأنه "موت بطيء"، داعياً إلى تسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين.
من جهته، قال نادي الأسير الفلسطيني إن 7 أسرى مفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل تم نقلهم إلى المستشفى بسبب تدهور حالتهم الصحية.
وأوضح رئيس النادي، عبد الله الزغاري، أن "جميع الأسرى الذين خرجوا اليوم بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة وفحوصات شاملة نتيجة ما تعرضوا له من تعذيب وحشي خلال فترة اعتقالهم".
وفي وقت سابق من السبت، وصل عشرات الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، في إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار.
وكانت أعداد كبيرة من الفلسطينيين قد تجمعت لاستقبال الأسرى المحررين، حيث عمّت أجواء الفرح والزغاريد مع وصول الحافلات إلى القطاع.
وتأتي هذه الدفعة الخامسة ضمن صفقة "طوفان الأحرار"، التي تشمل الإفراج عن 183 أسيراً فلسطينياً، بينهم 42 من الضفة الغربية، و3 من القدس، و138 من غزة، من بينهم 111 اعتُقلوا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتتضمن المرحلة الأولى من الصفقة الإفراج عن 1737 أسيراً فلسطينياً على مدار 6 أسابيع، بواقع دفعات أسبوعية. يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، ويتألف من ثلاث مراحل، تستمر كل منها 42 يوماً.
وفي سياق متصل، استمر الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، في ارتكاب انتهاكات ممنهجة في قطاع غزة بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، حيث خلّفت عملياتها العسكرية أكثر من 159 ألف بين شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها العالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية حماس الأسرى الاحتلال غزة تعذيب حماس غزة الأسرى الاحتلال تعذيب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الأسرى الفلسطینیین سجون الاحتلال قطاع غزة من صفقة
إقرأ أيضاً:
مسعفون بغزة يروون معاناتهم تحت القصف الإسرائيلي
غزة- مع دخول ساعات الليل الأولى، وصلت إشارة استغاثة لطاقم الإسعاف والطوارئ في الخدمات الطبية للتحرك لإنقاذ مصابين وانتشال شهداء، عقب استهداف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي شقة سكنية في حي التفاح شمال قطاع غزة.
خلال دقائق، وصلت سيارة إسعاف تقل ثلاثة أفراد من طواقم الإنقاذ يرافقهم مصور صحفي إلى مكان الحدث، وسارعوا إلى الصعود إلى البناية السكنية مستعينين بكشافات إنارة لتبديد الظلام الحالك الذي يخيم على المكان، وسط صراخ النساء والأطفال الموجودين في الداخل، بينما ظل سائق الإسعاف داخل المركبة التي تظهر عليها الإشارات الدالة، كالضوء الأحمر، مستعدا للتحرك تجاه المستشفى فور عودة زملائه.
وبعد وقت قصير من محاولات الإنقاذ، دكَّت مدفعية الاحتلال المكان بقذيفة ثانية، حينها تحولت الضوضاء إلى صمت مطبق، وتطايرت الحجارة في الطريق الذي غطاه الدخان والبارود دون معرفة مصير المسعفين الذين كانوا داخل المبنى.
فقد نجله وزملاءهاستنجد سائق الإسعاف بمدير وحدة الإسعاف والطوارئ في الخدمات الطبية فارس عفانة، الذي هرع للمكان رفقة طاقم إنقاذ إضافي، لكن خطورة الأوضاع الميدانية اضطرتهم للانسحاب وقد حالت دون استكمال المهمة.
وتملَّكت الأحزان والدموع طاقم الإنقاذ، وراح عفانة يرقب عقارب الساعة منتظرا بزوغ الفجر، حيث كان نجله "براء" المتطوع ضمن طاقم الإسعاف الذي لا يزال يوجد داخل البناية السكنية دون أن يعلم شيئا عن حالتهم الصحية.
إعلانوعند السادسة والنصف صباحا عاد عفانة والطاقم المنهك للبحث عن زملائهم المفقودين، فوجدوا أجسادهم أشلاء بعدما أصابتهم القذيفة المدفعية مباشرة، لينضموا إلى قافلة طويلة ضمت عشرات الشهداء والأسرى والمصابين من طواقم الإسعاف والخدمات الطبية.
يقول فارس عفانة الذي فقد ابنه وزملاءه في الاستهداف الأخير للطواقم الطبية يوم 9 يونيو/حزيران الجاري، إنهم يعملون في دائرة الخطر الشديد، ويتوقعون الاستشهاد أو الإصابة في كل مهمة، لأن الاحتلال كرَّر اعتداءه المباشر على الطواقم الطبية منذ بداية الحرب على غزة.
ويسيطر الحزن على ملامح عفانة الذي انتهى من تشييع نجله وزملائه، وعاد ليستكمل عمله في إسعاف المصابين بعدما كثفت إسرائيل غاراتها على المناطق الشمالية والشرقية لمدينة غزة، رغم محاولات الاحتلال إخراج الخدمات الإسعافية عن الخدمة بشتى الوسائل.
ويضيف عفانة للجزيرة نت، أنه وفي ليلة العيد التقط كوادر الإسعاف صورة تذكارية، وكأنهم يودعون بعضهم بعضا، وما هي إلا ساعات حتى استشهد ثلاثة منهم، ومع ذلك "نواصل عملنا الإنساني الذي كفلته جميع القوانين الدولية، وجرّمت استهداف العاملين فيه خاصة بأوقات الحروب".
وكان لفقد عفانة ابنه وزملاءه وقع ثقيل عليه وعلى بقية طاقم الإسعاف، ومع ذلك يستمرون في مهمتهم رغم صعوبتها، بعد إخراج معظم المستشفيات عن الخدمة، ومنع توريد الوقود الخاص لعمل مركبات الإسعاف، وشح المعدات المستخدمة في الإسعافات الأولية ومحاولات إنقاذ الحياة.
يستذكر عفانة حصار الاحتلال لمحافظة شمال قطاع غزة مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتعمُّده حرق وتجريف مركبات الإسعاف والدفاع المدني في الأيام الأولى من العدوان، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يريد من استهداف خدمات الإسعاف والإنقاذ والمستشفيات إعدام أي محاولة لإنقاذ الحياة، وبالتالي دفع الفلسطينيين إلى ترك أماكن سكنهم قسرا.
إعلانوزيادة في تعقيد عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني أعادت قوات الاحتلال قبل أيام قطع الاتصالات عن معظم مناطق قطاع غزة، ما حال دون تمكن المواطنين من التواصل مع مراكز الإسعاف والطوارئ للإبلاغ عن أماكن الاستهداف الإسرائيلي، ما يضطر الطواقم الطبية للتحرك بناءً على رصد أصوات الانفجارات والدخان المنبعث من الأماكن المستهدفة، حسب عفانة.
وفي الأثناء يجلس المسعف حاتم العجرمي متأهبا لاستقبال أي إشارة استهداف إسرائيلي للانطلاق رفقة طواقم الإنقاذ، فقد عاد ليكمل عمله فور إطلاق الاحتلال سراحه خلال مراحل تبادل الأسرى في فبراير/شباط الماضي، بعد قضائه نحو 4 أشهر داخل السجون الإسرائيلية.
ويسرد العجرمي للجزيرة نت، تفاصيل مؤلمة لاعتقاله رفقة الطواقم الطبية من داخل مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة عقب اقتحامه في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حينما تعرض للإهانة وإجباره على خلع كامل ملابسه، وتقييده أياما كثيرة داخل معتقل سدي تيمان الذي ذاع صيته بالتعذيب الوحشي للمعتقلين الفلسطينيين، حيث خضع للتحقيق على خلفية عمله الإنساني وإنقاذه المصابين.
ويعيش العجرمي وسط دوامة من الدماء والأشلاء، فهو لم ينقطع عن عمله منذ بداية الحرب إلا أثناء اعتقاله، وشاهد كثيرا من أهوال العدوان الإسرائيلي، ومع ذلك يواصل مهمته "الصعبة" حسب وصفه.
ويقول العجرمي "لا يمكن وصف اللحظات المؤلمة أثناء انتشال جثامين زملائي المسعفين، بعدما كانوا يرافقونني على مدار الساعة، ورغم ذلك، علينا الاستجابة في بعض الأحيان لعدة إشارات في آن واحد، بسبب كثافة القصف الإسرائيلي".
وفي أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بغزة حصلت عليها الجزيرة نت، فإنه منذ بدء العدوان على قطاع غزة، قتلت إسرائيل 1580 من الطواقم الطبية، واعتقلت 362، ودمرت 38 مستشفى، و82 مركزا طبيا، و164 مؤسسة صحية، و144 سيارة إسعاف.
إعلان