التقي أمير قطر وتسلم دكتوراة فخرية| البابا تواضروس في رسالة للعالم: "المسلمون أغلبية ونعيش معهم في انسجام"
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
تسلم قداسة البابا تواضروس الثاني أمس الإثنين، الدكتوراة الفخرية من جامعة بازمان بيتر الكاثوليكية، وذلك في احتفالية كبرى في مقر الجامعة بالعاصمة بودابست.
واستقبلت كاتلين نوڤاك، رئيسة جمهورية المجر، بالقصر الجمهوري بالعاصمة المجرية بودابست، قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد المرافق لقداسته.
ومن جهته عبر قداسة البابا تواضروس عن سعادته البالغة بهذه الزيارة وبالحفاوة التي لاقاها من الجميع في المجر، ووجه الشكر لرئيسة الجمهورية على هذه الدعوة الكريمة، وعلى منح جامعة بازمان بيتر الدكتوراة الفخرية لقداسته.
وحضر الاحتفالية شاميين چولت نائب رئيس الوزراء المجري وعدد من المسؤولين المجريين، ورئيس الجامعة ومجلسها، كما حضر أيضًا السفير المصري لدى المجر السفير محمد الشناوي وأعضاء السفارة، والوفد الكنسي المرافق لقداسة البابا.
وأكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أننا نعيش في بلادنا مصر مع إخوتنا المسلمين، وهم الأغلبية، في محبة وانسجام ووحدة وطنية ينظر كلٌ منا للآخر باحترام، ونعمل معًا من أجل بناء وتنمية وخدمة كل إنسان.
لافتا إلى أن العالم امتلأ بالحروب والنزاعات والعنف والإرهاب، وتزايدت أعداد اللاجئين والنازحين والمشردين والمتعبين وهذا يزيد مسؤوليتنا نحو الإنسانية، كما يقول الكتاب المقدس "أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ.".
البابا تواضروس يتسلم الدكتوراة الفخريةوقال البابا تواضروس الثاني، خلال تسلمه درجة الدكتوراه الفخرية: إنه من دواعي سروري تواجدي هنا على أرض هذه البلاد الجميلة، وأن التقى بكوكبة من الأكاديميين والباحثين المميزين والضيوف، وأعتز أيضًا أن أتسلم هذه الدكتوراه الفخرية في رحاب جامعة عريقة مرموقة والتي أنشئت منذ مئات السنين، لها هذا التاريخ الطويل في الدراسة، والعلوم، واللاهوت، والحقوق والإنسانيات، وتؤدى دورًا عظيمًا في الارتقاء بالطلبة الشباب من كل العالم وتبحث في التطور على كل المستويات.
وأضاف حينما أسير في ردهات الجامعة أتذكر أيام دراستي الجامعية في كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، وكيف تعلمنا من كل الأساتذة الذين زرعوا فينا الأمل والنظرة المتفائلة وحب المعرفة وحكمة الحياة، وكيف نعمل في خدمة الإنسانية.
الصيدلة علم وفن وإنسانية
وتابع البابا تواضروس الثاني، أتذكر أنهم قالوا لنا أن الصيدلة علم وفن وإنسانية وهكذا أحببنا التعليم وتبحرنا فيه، وهو ما وجدناه أيضًا في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية التي تهتم بالتعليم، وترى أن التعليم والتنمية هما قدمان تسير بهما من جيل إلى جيل.
وعقب أن الكنيسة ساهمت مع الدولة المصرية في إنشاء العديد من المدارس العامة، ولنا دور أيضًا في التعليم الروحي من خلال الكليات اللاهوتية ومدارس الأحد التي مر على تأسيسها ١٠٥ عام، وذكرها قداسة البابا شنودة الثالث سلفي في استلامه شهادة الدكتوراه من جامعتكم الموقرة في نفس اليوم منذ ١٢ عام.
ووجودي هنا اليوم يعبر عن استمرارية التزام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعلم والتعليم، ويرسخ الرسالة التي نحملها في دعم التعليم والارتقاء بالمجتمع على مستوى العالم.
التنمية والمجتمع
وتابع قائلا، أما التنمية فهي من أجل المجتمع، وتقدمها الكنيسة من خلال المكرسين والمكرسات في خدمات الرعاية والتنمية الروحية والاجتماعية والترجمات والمكتبات والمدارس والمستشفيات وبيوت الطلبة وخدمة اللاجئين والنازحين ودور النشر المختلفة الورقية الاليكترونية التي بها نستطيع أن نخدم كل إنسان وكل الإنسان.
منهج المحبة في التعليم المسيحي
ونوه البابا تواضروس إلى أنه ومن خلال التعليم والتنمية نقدم المحبة التي نصل بها إلى قلب كل إنسان لأنها قمة الفضائل، وأود أن أشرح منهج المحبة في التعليم المسيحي لأجل تنمية المجتمع، وسأستخدم أصابع اليد الخمسة كمثال توضيحي لما فيها من تنوع وتعاون وتكامل، كما أنها حاضرة في الاستخدامات اليومية لكل إنسان.
محبة الله الخالق
أولا: محبة الله الخالق، حيث يقول القديس المصري الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة "كل موضع تمضى إليه اجعل الله بين عينيك" ، والوصية الأولى في الكتاب المقدس "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ" (تث ٦: ٥).
أما تنفيذها العملي فهو من خلال الفهم الأعمق لله الذى أحبنا أولًا، وفي محبته تتشارك الكنائس على مستوى منظمات العمل المسكوني والهيئات الدولية، مثل مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس مصر.
محبة الطبيعةوأشار البابا تواضروس إلى أن هناك أيضا محبة الطبيعة وكل ما فيها:"فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ" (تكوين ١: ١)، ثم خلق الإنسان وأعطاه سلطانًا على الطبيعة ليرعاها ويحافظ عليها.
لكن تواجه عالمنا الآن تحديات جديدة على رأسها تغير المناخ والاحتباس الحراري وندرة المياه والتصحر والجفاف وغيرها، وهي القضايا التي تهم المجتمعات الدولية والإنسانية عامةً.
وقد استضافت بلادي مصر مؤتمر المناخ العالمي العام الماضي وكان لها دور مميز فيه، وهنا أذكر اهتمام بلادكم المحبوبة بمصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح وما نفذته من أنظمة لإدارة النفايات والتحول الحيوي وبرامج الزراعة المستدامة وإنشاء مناطق محمية للغابات والموارد المائية.
كما تدعم التعليم والعلم وتقدمه للطلاب في كل العالم، وفي هذا الصدد أود أن أشكركم على المنح الدراسية التي تقدم للطلبة المصريين، ليتعلم الإنسان ويدير مسؤوليته بفهم ووعى ودراسة.
محبة الأخر “الإنسان”
وتابع ثالثًا: محبة الآخر (الإنسان)، بسبب انتشار المادية في العالم صار العالم جائعًا للحب ولا يجد مصدرً حقيقيًا للارتواء، وقد ذكرت في لقائي مع البابا فرانسيس في مايو الماضي خلال اجتماعه بساحة القديس بطرس "لقد اخترنا المحبة حتى لو كنا نسير عكس تيار العالم الطامع والذاتي، لقد قبلنا تحدي المحبة التي يطلبها منا المسيح، لنكون مسيحيين حقيقيين".
هذه هي رسالتنا، لذا نحتفل مع الكنيسة الكاثوليكية كل يوم ١٠ مايو بيوم المحبة الأخوية وهو ما يظهر اهتمام الكنيستين بالعلاقة بينهما، كما أننا نعيش في بلادنا مصر مع أخوتنا المسلمين، وهم الأغلبية، في محبة وانسجام ووحدة وطنية ينظر كلٌ منا للآخر باحترام.
ونعمل معًا من أجل بناء وتنمية وخدمة كل إنسان، لقد امتلأ عالمنا بالحروب والنزاعات والعنف والإرهاب، وتزايدت أعداد اللاجئين والنازحين والمشردين والمتعبين وهذا يزيد مسؤوليتنا نحو الإنسانية، كما يقول الكتاب المقدس "أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ." (١تس ٥: ١٤).
محبة الوطنوذكر البابا تواضروس رابعًا: محبة الوطن، وأود أن أتحدث عن وطني مصر، فهو وطن فريد، له حضارة تمتد إلى سبعة آلاف عام، ويقولون أن مصر جاءت، ثم جاء بعدها التاريخ.
كما أن له مستقبل يبنيه كل المصريين وراء قيادة سياسية حكيمة، لها رؤية وعلم، وامتزاجهما معًا أعطى شعبنا مذاقًا خاصًا، وقد تباركت مصر بزيارة العائلة المقدسة منذ أكثر من ألفي عام، وفيها أقدم كنائس وأديرة العالم منها الكنيسة المعلقة التي تأسست في القرن الرابع الميلادي.
وفيها أيضًا كاتدرائية ميلاد المسيح والتي تعد أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، تم افتتاحها عام ٢٠١٩، وحاليًا نبني عاصمة إدارية جديدة لتصير أرقى مدينة ذكية، وفى نفس الوقت نبني المتحف المصري الكبير الذي يعد أكبر متحف حضاري لعرض الحضارة المصرية القديمة فيه، وأدعوكم جميعًا لزيارته بعد الافتتاح خلال الشهور القليلة القادمة.
محبة السماء والأبديةوقال خامسًا: محبة السماء والأبدية، نحن نعيش بأقدامنا على الأرض لكي نعمرها ونبنيها ونخدم بعضنا البعض فيها، ولكن عقولنا وأشواقنا دائما نحو السماء التي هي "هُوَ ذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ" (رؤ ٢١: ٣).
لذا يجب أن نلتزم بالوصايا الإلهية التي تعلي من قيمة الإنسان والأسرة كما أرادها الله. إن كلمة FAMILY بحروفها تعنى أن الاسرة هي كيان الحب: Father and Mather I love you.
وأكد البابا تواضروس على ما قاله فيكتور أوربان "يجب أن نبني سور حول أطفالنا لحمايتهم من الأيدلوجية الجنسية التي تستهدفهم، الأم هي المرأة والأب هو الرجل، اتركوا أطفالنا وشأنهم".
لنقاوم جميعًا الضعفات البشرية من خلال إظهار مواقفنا الحاسمة أمام التحديات الأخلاقية التي تشوه الطبيعة الإنسانية التي خلقها الله. فرسالتنا الرئيسية أن نكون نورًا للعالم وملحً للأرض، أشكركم مرة أخرى على هذه الدكتوراه الفخرية وفرصة الحديث معكم، وأنتظركم جميعًا خلال زيارتكم لمصر.
البابا تواضروس وأمير قطر
والتقى قداسة البابا تواضروس الثاني الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، بالعاصمة المجرية بودابست.
ويقيم الأمير حمد آل ثاني في نفس الفندق، الذي يقيم فيه قداسة البابا في بودابست، والتقيا مصادفةً في بهو الاستقبال بالفندق، وتبادلا كلمات التحية والمودة، ووجه قداسة البابا الشكر على الرعاية التي يتلقاها الأقباط في دولة قطر والاهتمام بالكنيسة القبطية في العاصمة القطرية الدوحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قداسة البابا تواضروس الثاني البابا تواضروس الثاني تواضروس الثاني قداسة البابا تواضروس الثانی من خلال
إقرأ أيضاً:
إنفانتينو يكشف تفاصيل "ثورة فيفا": مونديال الأندية سيفتح أبواب الأمل للعالم
كشف جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عن رؤيته الطموحة لبطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، والتي ستُقام للمرة الأولى بمشاركة 32 فريقًا على غرار كأس العالم للمنتخبات، مؤكدًا أن هذه النسخة تمثل "منعطفًا تاريخيًا" في مسار كرة القدم على مستوى الأندية.
إنفانتينو: لو كان هذا المونديال موجودًا سابقًا لشارك فيه جورج وياقال إنفانتينو إنه جاء من خلفية أوروبية حيث تهيمن الأندية الكبرى على المشهد الكروي، وتُقام بطولات قوية تضم نجومًا من مختلف الجنسيات، إلا أن الأندية من خارج القارة الأوروبية لم تُمنح يومًا "المنصة الحقيقية" لتقديم نفسها على المستوى العالمي، وهو ما تسعى هذه البطولة لتغييره.
أكد رئيس "فيفا" أن أحد الأهداف الأساسية للبطولة هو جعل كرة القدم "أكثر عالمية"، حيث تسعى المنظمة لكسر التركيز على النخبة الأوروبية، ومنح الفرصة لأندية من قارات مثل آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية، للمشاركة في منافسات على أعلى مستوى، مما يفتح أبواب الأمل أمام جماهير ومواهب هذه المناطق.
الأهلي يؤدي مرانًا خفيفًا في الفندق استعدادًا لموقعة إنتر ميامي في افتتاح مونديال الأندية عاجل.. الزمالك يستقر على رحيل أيمن الرمادي رغم التتويج بكأس مصروأشار إلى أندية بعينها مثل ماميلودي صن داونز من جنوب إفريقيا، وأولسان هيونداي من كوريا الجنوبية، وأوكلاند سيتي من نيوزيلندا، موضحًا أن مشاركتها في البطولة من شأنها أن تُلهم شعوبها وتُعزز تطور اللعبة في بلدانهم.
وأضاف إنفانتينو أن كرة القدم على مستوى الأندية تُشكّل النسبة الكبرى من النشاط الكروي العالمي، مؤكدًا أن تطويرها يتطلب إيجاد بطولات دولية تُوفر فرصًا عادلة ومتكافئة لجميع الفرق، وتُبرز جهودها في اكتشاف وتطوير اللاعبين.
قال إنفانتينو: "مشاركة أندية من مختلف القارات تُلهم الأطفال حول العالم وتجعلهم يحلمون بأن يصبحوا جزءًا من هذه المسابقة في المستقبل. إنها لحظة فارقة ستُحفّز الأمل والطموح في المجتمعات الكروية الناشئة".
استشهد إنفانتينو بالنجم الليبيري الأسطوري جورج ويا، الرئيس السابق لليبيريا والحائز على الكرة الذهبية، مؤكدًا أن رغم مكانته الكبيرة في عالم كرة القدم، فإنه لم يشارك أبدًا في كأس العالم للمنتخبات، لكن لو كانت بطولة الأندية موجودة بهذه الصيغة، لكان شارك ونافس على مستوى عالمي.
نجم ليفربول على رادار الدوري الإسباني من بوابة هذا النادي تشافي هيرنانديز يقترب من العودة إلى التدريب عبر بوابة الدوري السعوديأوضح رئيس "فيفا" أن البطولة بنظامها الجديد ستحقق إيرادات تُقدّر بنحو 2 مليار دولار أمريكي، مشيرًا إلى أن كل مباراة في البطولة تُقدّر قيمتها بـ 30 مليون دولار، وهو ما يجعلها من أكبر البطولات من حيث العائد المالي في تاريخ كرة القدم للأندية.
وفي لفتة تُرضي جماهير اللعبة، أعلن إنفانتينو عن شراكة تاريخية مع منصة "DAZN" تتيح بث جميع مباريات البطولة الـ63 بشكل مجاني في مختلف أنحاء العالم، وهو أمر نادر الحدوث في بطولات الأندية الكبرى، حيث تكون معظم المباريات محصورة في القنوات المدفوعة.
وقال: "كرة القدم ملك للجماهير. أخبرني عن بطولة كبرى يمكن للجمهور مشاهدتها مجانًا اليوم؟ غالبًا كل شيء مدفوع. نحن نكسر هذا الحاجز".