القصة والحكمة من تحويل القبلة في منتصف شعبان
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
شهد منتصف شهر شعبان حدثًا مفصليًا في تاريخ الإسلام، حيث تحولت قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، استجابةً لأمر الله تعالى.
كان لهذا التحول حكمة عميقة ومقاصد عظيمة، إذ لم يكن مجرد تغيير في اتجاه الصلاة، بل كان اختبارًا للإيمان، وتأكيدًا على مكانة النبي ﷺ، وتعزيزًا لوحدة الأمة الإسلامية.
يؤكد الشيخ محمود السيد صابر، المفتي بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن تحويل القبلة جاء استجابةً لدعاء النبي ﷺ، حيث كان يكثر النظر إلى السماء متمنيًا التوجه إلى الكعبة المشرفة، فجاء الوحي الإلهي ليحقق رغبته: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.
إلى جانب ذلك، كان التحول اختبارًا للمؤمنين، إذ كان عليهم الامتثال الفوري لأمر الله دون تردد، مما يرسخ أهمية الطاعة المطلقة لله ورسوله ﷺ، كما قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
قصة تحويل القبلةفي مكة، كان النبي ﷺ يصلي تجاه بيت المقدس مع جعل الكعبة بينه وبين القبلة، وعندما هاجر إلى المدينة، استمر في استقبال المسجد الأقصى لما يقرب من ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا. ثم نزل الأمر الإلهي بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام في منتصف شعبان من السنة الثانية للهجرة، كما جاء في قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}.
كان لهذا الحدث أثر كبير في التمييز بين المؤمنين الصادقين والمنافقين، فالمؤمنون استجابوا فورًا قائلين: "سمعنا وأطعنا"، أما المشركون والمنافقون فاعترضوا وحاولوا التشكيك في الحكمة من التحول، لكنهم خابوا وخسروا.
الدلالات العميقة لتحويل القبلةمكانة النبي ﷺ عند ربه
كان النبي ﷺ يتمنى استقبال الكعبة، فجاء الأمر الإلهي تحقيقًا لرغبته، مما يؤكد علو مكانته عند الله.
الرابطة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى
يدل هذا التحول على العلاقة القوية بين المسجدين، كما ورد في الحديث الشريف: "المسجد الحرام أول بيت وضع للناس، ثم المسجد الأقصى، وكان بينهما أربعون سنة".
تأكيد وحدة المسلمين والتسليم المطلق لأمر الله
استجاب المسلمون فورًا لأمر الله، مما يظهر تكاتفهم وإيمانهم العميق بوحدة الأمة الإسلامية، حتى أنهم تساءلوا عن مصير صلوات من ماتوا قبل التحول، فطمأنهم الله بقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}.
ترسيخ مفهوم العبودية لله تعالى
يؤكد التحول أن الغاية العظمى هي عبادة الله وحده، بغض النظر عن اتجاه القبلة، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}.
تكريم أمة الإسلام وجعلها أمة وسطًا
أظهر هذا الحدث مكانة أمة الإسلام التي وُفقت للقبلة التي بناها إبراهيم عليه السلام، مما يؤكد اصطفاءها للشهادة على الأمم، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
كان تحويل القبلة حدثًا عظيمًا يحمل في طياته العديد من الدروس والعبر، حيث اختبر الله إيمان عباده، وأكد مكانة نبيه ﷺ، ووحد المسلمين على قبلة واحدة تربطهم بعقيدتهم وتاريخهم المشترك. إنه ليس مجرد تغيير في الاتجاه، بل رمز لوحدة الأمة وثباتها على منهج الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القبلة الإسلام المسلمين المسجد الحرام والمسجد الأقصى قصة تحويل القبلة المسجد الحرام تحویل القبلة لأمر الله النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
دعاء النبي للتخلص من الأرق .. يجلب لك نوماً هادئاً
دعاء النبي للتخلص من الأرق، وردت أحاديث صحيحة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- لإزالة الأرق لمن لم يستطع النوم.
ولقّن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم- خالد بن الوليد دعاءً يقول فيه: «اللهمّ ربّ السموات السبع وما أظلّت، وربّ الأرضين وما أقلّت، وربّ الشياطين وما أضلّت، كن لي جارًا من شرّ عبادك كلّهم جميعا أن يفرّط عليّ أحدٌ منهم أو يطغى، عزّ جارك وجلّ ثناؤك».
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من اليأس والقنوط من إجابة الدعاء، فقال: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ـ ما لم يستعجل ـ، قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت، فلم أر يُستجب لي، فيستحسر ويدع الدعاء. رواه مسلم، فمن يعاني من الأرق وقلة النوم عليه أن يسأل بعض أهل الاختصاص من الأطباء والصيادلة، فإن الله تعالى ما أنزل داء إلا أنزل له دواء، علم ذلك من علم وجهله من جهله، كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء . رواه أحمد وغيره، لذا يقدم موقع صدى البلد دعاء النبي للتخلص من الأرق ..
دعاء النبي للتخلص من الأرق«اللهمّ غارت النجوم، وهدأت العيون، وأنت حي قيوم، لا تَأخِذكْ سِنة ولآ نَومْ يا حَي يا قِيِومْ، أهْدِئْ ليلي، وأنم عيني».
«اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأراضين وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر عبادك كلهم جميعا أن يفرط علي حد منهم أو يطغى عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك ولا إله إلا أنت».
عن ابن عبّاس، عن النبيّ - صلّى الله عليه وسلم-، قال: «كلمات الفرج: لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، لا إله إلّا الله ربّ السماوات السّبع وربّ العرش الكريم».
قال النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- إنّ للمكروب دعاء وهو: «اللهمّ لا إله إلّا أنت، رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كلّه، شأن الدّنيا والآخرة، في عفوٍ منك وعافية، لا إله إلّا أنت ».
- عن أسماء بنت عميس، قالت: سمعتُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم- يقول: «من أصابه غمٌّ، أو همُّ، أو سقمٌ ، أو شدّةٌ ، أو ذلٌّ ، أو لأواء، فقال: الله ربّي لا شريك له، كشف ذلك عنه».
دعاء الارق
- قال عبد الله بن مسعود- رضى الله عنه - قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم-: « ما أصاب مسلمًا قط همٌّ ولا حزن فقال: اللهمّ إنّي عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماضٍ في حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همّي، إلّا أذهب الله همّه وأبدل له مكان حزنه فرجًا"، قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلّم هذه الكلمات؟ قال: بلى، ينبغي لمن سمعهنّ أن يتعلمهن».
- نُقل عن الرّسول- صلّى الله عليه وسلم- أنّه كان إذا أصابه همٌّ أو غم أو كرب يقول:«حسبي الربّ من العباد، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرزّاق من المرزوقين، حسبي الّذي هو حسبي، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم».
قالت دار الإفتاء، إن الأرق هو السهر وامتناع النوم ليلًا، وقد ورد في السنة النبوية ما يعين على زواله؛ فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَكَا خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَنَامُ اللَّيْلَ مِنَ الأَرَقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ-: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ أَنْ يَبْغِيَ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلا إِلَهَ إِلا أَنْتَ» أخرجه الترمذي.