تشهد المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج توترات سياسية غير مسبوقة نتيجة التدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية، إضافة إلى الصراعات المشتعلة في المنطقة، التي خلقت حالة من عدم الاستقرار الداخلي في عديد من البلدان العربية ومن بينها ليبيا.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي تتدخل عدة جهات وشركات أجنبية في الشأن الداخلي الليبي بهدف تزكية الخلاف السياسي ببن القوى الوطنية، لإبقاء وضع البلاد غير مستقر، وعدم التوصل لحل ينهي هذا الخلاف ليتجاوز الأشقاء مرحلة صعبة من عمر الوطن قاربت على 14 عاما.

التدخلات الأجنبية في ليبيا 

وكشفت تقارير عدة عن حجم تدخلات الشركات الأجنببة العاملة في ليبيا لتزكية الصراع السياسي، ومنها الشركات الأمريكية والإيطالية، التي تتخذ من التعاون الاقتصادي مع الحكومة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، غطاء لنشاطها في دعم وتدريب الجماعات المسلحة داخل البلد العربي الشقيق وتعزيز الانقسام ببن شركاء الوطن.

وقد سلط التقرير السنوي لمجلس الأمن حول ليبيا والصادر نهاية 2024، الضوء على كم الجهات الأجنبية المتواجدة داخل الأراضي الليبية والمشاركة في تدريب الجماعات المسلحة في جميع ربوع البلاد ودورهم الهدام في إبقاء الوضع السياسي والأمني والاقتصادي في حالة تدهور حتى يومنا هذا.

وأشار التقرير إلى شركة أجنبية بعينها برز اسمها عبر مواقع التواصل اجتماعي لأشهر طويلة دون أي رد فعل من قبل حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي والمجتمع الدولي المعني بالملف الليبي.

ولفت التقرير إلى أن شركة "أمينتوم" الأمريكية العسكرية الخاصة، قدمت دورات تدريبية لأطراف ليبية مسلحة داخل ليبيا وخارجها.

فيما أكدت شركة "أمينتوم" أنها قامت بتدريب جهات أمنية ليبية محتملة خارج ليبيا بموجب العقود المبرمة مع الولايات المتحدة.

وعلى خلاف إدعاء الولايات المتحدة وشركة "أمينتوم" عن عدم وجود أي سجل يفيد قيام الشركة العسكرية الخاصة بأي أعمال في ليبيا أو بإشراك جهات أمنية ليبية، فقد ثبت أن الشركة قدمت تدريبات لجماعات مسلحة في قاعدة معيتيقة الجوية مطلع العام 2024 ونشرت 400 عنصر على أقل تقدير داخل ليبيا.

الأمر لم يتوقف عند الشركات الأمريكية بل تطرق إلى التواجد الإيطالي في الداخل الليبي، والذي لم يقتصر على الاستثمار في قطاع النفط الليبي وتوقيع الاتفاقيات مع حكومة الوحدة الوطنية، فقد وصل الأمر لإدخال قوات أجنبية إلى البلاد تُعرف باسم الفيلق الأوروبي.

والفيلق الأوروبي هو قوات عسكرية مشتركة مكونة من الجماعات المسلحة من المنطقة الغربية وخبراء وعسكريين إيطاليين جاءت بهم روما إلى طرابلس وفق اتفاقية تم توقيها بين رئيس الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بهدف مجابهة أزمة الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا نحو إيطاليا ودول القارة العجوز.

والهدف من تواجد هذا الفيلق داخل البلاد هو حماية استثمارات الشركات الإيطالية العاملة في حقول النفط والغاز داخل الأراضي الليبية، وتقديم الدعم العسكري اللازمة للجماعات المسلحة التابعة لرئيس حكومة الوحدة وضمان بقاءه في منصبه لأطول فترة ممكنة.

واتخذت إيطاليا قرارا بتشكيل الفيلق الأوروبي بعد ان رأت الصمت الدولي بخصوص تواجد شركة "أمينتوم" في قاعدة معيتيقة الجوية، وقررت أن تتبع النهج نفسه درايتا منها بالوضع الأمني المتدهور في ليبيا وما يشكله من تهديد على استثماراتها وأجنداتها في ليبيا.

وبحسب خبراء: استمرت الصحف ولمدة عام تتداول أنباء عن وجود قوات عسكرية أمريكية خاصة في غرب البلاد، ولم يكن هنالك أي رد مقنع غير الإنكار والتهرب من المسؤولية، ليكشف تقرير لجنة التحقيق هذه الحقيقة ودور أمينتوم في ليبيا.

وتساءل الخبراء عن الوقت الذي يلزم الجهات المعنية للكشف عن تواجد الفيلق الأوروبي والنظر إلى الحقائق والدلائل الواضحة على وجوده وعلى رأسها زيادة الاستثمارات الإيطالية في ليبيا في جميع المجالات على الرغم من الانقسام السياسي والمؤسساتي؟".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ليبيا الولايات المتحدة الجماعات المسلحة حكومة الوحدة الوطنية الفيلق الأوروبي المزيد حکومة الوحدة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

بالصور.. قفزات هائلة لأسطول الركاب والبضائع للشركات التابعة للقابضة للنقل البحري| تفاصيل

=شهد أسطول نقل الركاب والبضائع بالشركات التابعة للشركة القابضة للنقل البحري والبري انطلاقة غير مسبوقة، تزامنًا مع تنفيذ خطة شاملة لتطوير خدمات النقل وتعزيز القدرة التشغيلية.

في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، قامت الشركة القابضة بتدعيم أسطول شركات نقل الركاب بـ 529 أتوبيس وميني باص جديد صناعة مصرية، مجهز بأحدث وسائل الراحة والأمان، بما في ذلك شاشات عرض ومنافذ شحن وأنظمة تكييف متطورة، إلى جانب إدخال أتوبيسات بدورين ورفع كفاءة الأتوبيسات الحالية لتوحيد مستوى الخدمة على جميع الخطوط.

وشملت الخطة تدبير:

شركة شرق الدلتا للنقل والسياحة: 256 أتوبيس وميني باص بإجمالي 2.043 مليار جنيه، لتشغيل 73 خطًا و45 محطة رئيسية وفرعية.

شركة غرب ووسط الدلتا للنقل والسياحة: 209 أتوبيس وميني باص بإجمالي 1.609 مليار جنيه، لتشغيل 60 خطًا و38 محطة.

شركة الصعيد للنقل والسياحة EGBUS: 64 أتوبيس بإجمالي 570.5 مليون جنيه، لتشغيل 64 خطًا و64 محطة.

كما تم إدخال نظم الحجز والتحصيل الإلكتروني وربطها بأنظمة متابعة السائقين والمركبات، مع إنشاء غرفة سيطرة مركزية مزودة بتقنيات GPS لضمان الالتزام بالجداول ومعايير السلامة، فضلًا عن تحديث البنية التحتية والمراكز وورش الصيانة، ورفع كفاءة 228 أتوبيسًا وضمان توفر قطع الغيار الأصلية.

وفي قطاع البضائع، تم دمج الشركات في شركة النيل لنقل البضائع، وتدبير 150 رأس جرار و153 نصف مقطورة متنوعة، إلى جانب رفع كفاءة 150 سيارة وتقديم خدمات النقل المبرد لتغطية المنتجات الغذائية والأدوية بكفاءة عالية.

وأكدت الشركة أن هذا التطوير يعكس استثمارًا استراتيجيًا في التنمية الشاملة، ويعزز رؤية مصر 2030 لتقديم منظومة نقل حديثة تجمع بين التكنولوجيا المحلية والصناعة الوطنية، لتلبية احتياجات المواطنين والبضائع بكفاءة وأمان.

طباعة شارك نقل الركاب القابضة للنقل البحري السيسي

مقالات مشابهة

  • خلافات عائلية.. سائق يعتدي على شقيقة زوجته بسلاح أبيض داخل شركة بالإسكندرية
  • مصرع شخصين وإصابة آخرين في حادثة إطلاق نار داخل جامعة براون الأمريكية
  • وزير البترول: عمل الحديثة للحفر بالكويت نموذج مشرّف للشركات المصرية بالخارج
  • إعلامية: الدبلوماسية الأمريكية تصطدم بتصلّب روسي أوكراني رغم تحركات دفع السلام
  • سعر الدولار اليوم في البنوك مقابل الجنيه المصري.. كم تسجل العملة الأمريكية؟
  • هل يستطيع حزب العدالة والتنمية المغربي إعادة بناء نفسه؟ رأي من الداخل
  • بالصور.. قفزات هائلة لأسطول الركاب والبضائع للشركات التابعة للقابضة للنقل البحري| تفاصيل
  • بعد صمت 14 عاما إعادة المتحف الوطني والدبيبة يعلن: ليبيا لن تنكسر
  • رئيس بوركينا فاسو: الثورة جعلتنا نموذجا في طريق السيادة
  • ليبيا ترحّل مجموعة من المهاجرين المصريين