سودانايل:
2025-08-01@01:43:59 GMT

الجنرال البرهان مكانه السجن

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

لا يمكن أن يكون (حاميها حراميها)، ولا يوجد مسوغ أخلاقي واحد يجعل من قائد جيش الاخوان مشعل حرب السودان، جسراً للعبور الى الحكم المدني الديمقراطي، ولا يجوز للشعب أن يتغافل عن الجريمة الكبرى التي ارتكبها هذا الرجل، الذي ذبح ثورة ديسمبر من الوريد الى الوريد، فضلاَ عن قيادته للحرب ضد شعبه صبيحة يوم الخامس عشر من شهر ابريل قبل عامين، الرجل الذي ما يزال يرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين بطيرانه الأجير، وسكاكين جنود كتائبه الإرهابية، وبنادق مرتزقته الأجانب، كل فظائع قطع الرؤوس وبقر البطون في ولاية الجزيرة، ومجازر اسقاط براميل الموت على سكان دارفور وجنوب كردفان، تعد جرائم حرب وإبادة جماعية، قد اعترف بها في مدينة "ود مدني" متحدثاُ إلى جنوده، بأنه هو الذي أمر الطيار بقصف (العبــد) الذي كان مختبئاً تحت الجسر، ما أكد على أن التعليمات للطيارين بقصف المدن صادرة منه، فهو لا يملك أدنى أسباب الموثوقية من القوى المدنية، وأعظم خطيئة ارتكبها هذا الجنرال الغارق في دماء السودانيين، انقلابه على الحكومة المدنية الانتقالية التي أتى بها ثوار ديسمبر، فالمثل الشعبي يقول بأن الذئب لا يٌعيّن حارساً لحماية الأغنام، وبدوره الكبير في اطلاق رصاصة الحرب، من المستحيل أن يسمح الشارع السوداني لأن يقود منصة التغيير، لأنه يمثل أقوى عمود ارتكز عليه نظام الاخوان المسلمين الإرهابي في الآونة الأخيرة.


الخطاب المهادن الذي تقدم به الجنرال مصاص الدماء، أمام حشد من بقايا نظام الاخوان المسلمين والمتحالفين معهم، ومجيئه متأخراً لاستعطاف القوى المدنية، وبعض حملة السلاح الاستراتيجيين المؤمنين بجذرية الحل، يدل على أن التخبط قد أخذ من الرجل مأخذاً، وبات الشارع يتساءل كيف لنا أن نصوم أربعة وأربعين شهراً ثم نفطر على بصلة؟، فمن بعد ما أصاب الناس من نزوح وهجرة وتشرد وفقدان للأنفس والثمرات، يأتي هولاكو العصر ليبشر الناس الصابرين بأنه سيقود سفينتهم لبر الأمان، بينما أنيابه تتقطر دماً ملعوقاً من رقابهم، وكأنما كتب على السودانيين أن يمتطي ظهرهم على الدوام القتلة والسفّاحون، من جنرالات الاخوان المسلمين، الذين تغولت ترسانتهم العسكرية على ثمانين بالمائة من موارد البلاد الاقتصادية، فكيف يأتي مثل هؤلاء بالحكم المدني الرشيد؟، الذي يؤمن أصحابه بالتداول الديمقراطي للسلطة التي أساءوا استخدامها، حتى قال عنهم عرّابهم الراحل الدكتور الترابي (أكلوا الأموال أكلاً عجيبا)، لم تنجب حواء السودانية رجالاً بهذا القدر من ظلم الأهل والعشير، مثلما أنبتت هذا النبات الشيطاني المسمى بالإخوان، إنّه السرطان المتجذر في عظم الدولة، والذي لابد من إزاحته بعد أن دفع الشعب الكلفة الباهظة للحرب التي استهدفت السودانيين، لم يعد الخطاب القديم والنبيذ الأقدم يصلح لكي يكون علفاً تأكله الدواب، ناهيك عن أن يكون دليل قوم فقدوا كل شيء ليحصلوا على الوطن الفسيح.
كيفما تكون نهاية الحرب، لن يكون الجنرال البرهان جزءًا من المشهدين السياسي والعسكري، مهما كلف الأمر من تضحيات جديدة، ليس هذا فحسب، بل لن يفرّط السودانيون هذه المرة في إغلاق الباب بالضبّة والمفتاح، حتى لا تأتيهم (ريح) الاخوان، إلى قاعات الاجتماعات الباتّة في شئون مستقبل الانسان والدولة، فمسرح الحكم القادم أياً كان نوعه وكيفما كان شكله، لن يشمل طاقم الجنرال مجرم الحرب، من الساسة الفاسدين والعسكريين الخاضعين لأوامر مرشد اخوان السودان – علي كرتي، وهؤلاء هم العطا وكباشي وجابر وعقار ومناوي وجبريل وآخرون، إنّهم جوقة الفساد الكبير، وشرذمة الخطيئة التي جعلت من حرائر السودان سلعة رخيصة، تسام بمهانة في عواصم الدول التي هاجر إليها السودانيون، فهؤلاء وأدوا حلم الثورة بالإصرار على دوس الجماجم والأشلاء بأقدامهم، عسى أن يعيدوا ملكاً باطشاً قضى الله أن يكون منزوعاً، جميعهم سوف يجمعهم السجن الجديد، بجدرانه الصميم، والمخصص لحبس مرتكبي جرائم الحرب، وهنا نأمل أن تقوم منظومة الحكم المدني الديمقراطي الحقيقي القادمة، بجعل القصر الجمهوري الذي بناه المستعمر متحفاً للحقيقة والتاريخ، ليشهد على خطيئة الإخوان المسلمين، وأن لا يرمم ولا يصان ويترك بثقوب الجدار التي خرقها الثوار، وبسقفه المخروق بقنابل الطيران الأجير لمجرم الحرب، ليكون مزاراً للقادمين من احفادنا حتى يتعرّفوا على من خان، ويثمّنوا دور من صمد أمام الظلم والعدوان والطيران.

إسماعيل عبد الله
[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

البرهان يلتقي ممثل الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم يدين الحكومة الموازية

أكد ممثل الاتحاد الأفريقي في الخرطوم محمد بلعيش دعم الاتحاد لوحدة السودان واستقراره، خلال لقائه -أمس الثلاثاء- رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.

وقال بلعيش إنه نقل للبرهان دعم مفوضية الاتحاد الأفريقي لوحدة السودان واستقراره، مبينا أن اللقاء تناول مجمل تطورات الأوضاع في البلاد وكان مثمراً واتسم بالشفافية.

وأشاد ممثل الاتحاد الأفريقي بـ"دحر القوات المسلحة التمرد وإعادة الاستقرار إلى ربوع السودان" داعياً في الوقت نفسه إلى انتهاج الحوار لوقف الحرب وتسوية الخلافات على أرضية اتفاق جدة في مايو/أيار 2023.

واعتبر بلعيش أن تشكيل حكومة مدنية مستقلة ذات كفاءات وطنية خطوة مهمة لتخفيف معاناة أهل السودان، والشروع في إعادة الإعمار لتمكين النازحين واللاجئين من العودة إلى ديارهم.

وأمس، أصدر رئيس مجلس الوزراء السوداني كامل إدريس قرارا بتعيين 5 وزراء ضمن تشكيلته الجديدة "حكومة الأمل" ليرتفع عدد المعينين فيها إلى 20 من أصل 22 وزيرا.

إدانة الحكومة الموازية

من جانب آخر، أدان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية، وشدد على التزام الاتحاد بسيادة ووحدة وسلامة أراضي جمهورية السودان.

وطالب المجلس الأفريقي -في بيان- دول الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بـ"رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يسمى الحكومة الموازية" التي تشكل تهديداً بالغاً لجهود السلام ولمستقبل البلاد.

الاتحاد الأفريقي يؤكد دعم وحدة السودان ويدعو لرفض الاعتراف بالحكومة الموازية (مجلس السيادة)

وشدد على أن الاتحاد الأفريقي لا يعترف إلا بالمجلس السيادي الانتقالي والحكومة المدنية الانتقالية المشكلة أخيرا، وذلك إلى حين التوصل لترتيبات توافقية تُلبي تطلعات الشعب السوداني.

ودعا المجلس إلى إعلان وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، يليها حوار وطني شامل وانتقال سياسي، مشددا على عدم قابلية الحل العسكري للصراع في السودان.

إعلان

كما رفض جميع أشكال التدخل الخارجي بالسودان، مطالبا بوقف الدعم العسكري والمالي للجهات المتحاربة في البلاد.

والسبت، أعلن "التحالف السوداني التأسيسي" تشكيل "مجلس رئاسي لحكومة السلام الانتقالية" برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".

ومن جانبها أدانت الحكومة والجيش السودانيان هذا الإعلان، ووصفا ما صدر عنه بـ"الحكومة الوهمية".

ويمثل الإعلان أحدث خطوة يقوم بها "الدعم السريع" لإقامة حكم مواز، في تحد للإدارة التي يقودها الجيش ويدفع نحو مزيد من الانقسام في البلاد التي تشهد حربا دامية.

وتخوض قوات الدعم السريع بقيادة "حميدتي" -منذ 15 أبريل/نيسان 2023- حربا ضد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وأكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة، بحسب الأمم المتحدة التي تشير إلى انتشار المجاعة تدريجيًا.

مقالات مشابهة

  • البرهان يفاجئ أهالي حطاب بهذه الخطوة
  • علماء وخطباء حجة يؤكدون وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزة
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • هل اعترفت الهند بخسارة 7 طائرات و250 جنديا أمام باكستان؟ إليكم القصة الكاملة
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • البرهان يلتقي ممثل الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم يدين الحكومة الموازية
  • كيف أقلق البرهان واشنطن وتل أبيب؟
  • بين خطابين.. خليل الحية والجنرال السيسي
  • تجمع العلماء المسلمين يزور بلدية حارة حريك