نتنياهو يهدد الهدنة .. وترامب يشعل الجدل | غزة بين مخاوف الانهيار ومخططات التهجير
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يحظى باهتمام واسع في الأوساط السياسية والإعلامية، إذ تنعكس تداعياته في المشهد الإقليمي والدولي.
وتبرز في هذا السياق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة، التي أثارت جدلاً واسعاً بين الأطراف المعنية.
وتُسلط كبرى الصحف الإسرائيلية والعالمية الضوء على هذه القضايا، وسط تحذيرات من انهيار الاتفاق والتداعيات المترتبة عليه.
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر إسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، محذرةً من أن “سلوك نتنياهو قد يؤدي إلى انهيار المرحلة الحالية من الاتفاق”.
وأكدت الصحيفة أن "حركة حماس، بمجرد إدراكها عدم وجود مرحلة ثانية من الاتفاق، لن تستكمل تنفيذ المرحلة الأولى منه"، في إشارة إلى عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق بشكل كامل.
وأوضحت هآرتس أن صور الأسرى الإسرائيليين المحررين كان لها تأثير سلبي على شعبية نتنياهو، حيث كشفت استطلاعات الرأي عن تراجع شعبيته بين الناخبين اليمينيين، الذين يعتبرون أن إسرائيل لم تحقق نصرًا واضحًا على حماس.
الانسحاب الإسرائيلي من ممر نتساريموفي السياق ذاته، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلى أن أمير عفيفي، نائب قائد فرقة غزة سابقًا في الجيش الإسرائيلي، حذر من أن الانسحاب الإسرائيلي من ممر نتساريم وعودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال غزة “أمر يمكن أن ينقلب تمامًا في غضون بضعة أيام، اعتمادًا على مدى عدوانية إسرائيل”.
كما نقلت الصحيفة عن إسرائيل زيف، القائد السابق لفرقة غزة، قوله إن ممر نتساريم "ليس مهمًا جدًا للجيش الإسرائيلي"، معتبرًا أن "أهميته الحقيقية تكمن في كونه وسيلة ضغط في المفاوضات مع حماس".
أوضاع سكان غزة في ظل الحصارصحيفة الأوبزرفر البريطانية سلطت الضوء على شهادات عدد من سكان غزة الذين عاشوا الحصار الطويل والمجاعة التي فرضها الجيش الإسرائيلي على القطاع لأكثر من 15 شهرًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن السكان يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، بالإضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية.
رفض الفلسطينيين خطة تهجير الغزيينأثارت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة رفضًا فلسطينيًا واسعًا، حيث نقلت الصحيفة البريطانية عن أحد المسنين ويدعى سالم، ممن عاصروا نكبة 1948، قوله: "لن نكرر خطأنا بهجرة قرانا مرة أخرى". كما قالت خالدة، وهي فلسطينية فقدت منزلها: "لا ترامب ولا أي شخص آخر قادر على محونا.. وسنتحمل حتى ينتهي هذا الكابوس".
ومن جانبها، أفادت صحيفة بوليتيكو الأميركية بأن نافي بيلاي، رئيسة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصفت خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة بأنها “غير قانونية بموجب القانون الدولي، وترقى إلى مستوى التطهير العرقي”.
وأضافت بيلاي: "سأدعم اتهام المحكمة الجنائية الدولية لإسرائيل بالفصل العنصري"، مشددةً على ضرورة فرض عقوبات دولية على إسرائيل، كما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
مخاوف اقتصادية بسبب مقترح ترامبأما صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فقد سلطت الضوء على تأثير مقترح ترامب على الاقتصاد العالمي، حيث نقلت عن مسؤولين في قطاع الشحن أن السيطرة على غزة قد تؤدي إلى تجدد هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما يعمق أزمة التجارة العالمية.
ووفق الصحيفة، فإن التوقعات السابقة بانتعاش حركة العبور في البحر الأحمر بعد اتفاق وقف إطلاق النار لم تتحقق، بسبب المخاوف المستمرة من التصعيد، لا سيما مع إعلان ترامب خطته المثيرة للجدل.
ويظل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة موضع جدل واسع، وسط مؤشرات على إمكانية انهياره بسبب سياسات نتنياهو ورفض إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق. في الوقت نفسه، تثير خطة ترامب لتهجير سكان غزة غضبًا فلسطينيًا واسعًا، إضافة إلى إدانات دولية معتبرة إياها تطهيرًا عرقيًا.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تتزايد المخاوف من تداعيات هذه التطورات على الاستقرار الإقليمي وحركة التجارة في البحر الأحمر، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا في ظل استمرار التوترات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب إسرائيل نتنياهو دونالد ترامب وقف إطلاق النار ممر نتساريم نتساريم المزيد اتفاق وقف إطلاق النار سکان غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يشعل الغضب بتصريحات جديدة حول ضم القدس للسيادة الإسرائيلية
في تصريحات مضللة جديدة، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حكومته ستواصل العمل من أجل الحفاظ على "وحدة مدينة القدس تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة"، مشددًا على أن المدينة ستظل "عاصمة لإسرائيل".
الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيلوقال نتنياهو في تصريحات صحفية: "سنشجع الدول على الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وسنواصل العمل على نقل سفاراتها إلى المدينة".
استدعاء السفير الإسرائيلي في واشنطنأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس الأحد، استدعاء السفير الإسرائيلي في واشنطن بناء على تعليمات هيئة تأديبية حكومية لمناقشة تصريحات أدلى بها في مقابلة "بودكاست".
وكان السفير يحيئيل لايتر قد ظهر في برنامج إذاعي على منصة "برايغر-يو" الأميركية اليمينية على الإنترنت، اتهم خلاله معارضي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتوجيه ما قال إنها "افتراءات دموية" إلى الزعيم الإسرائيلي.
وقال متحدث باسم الوزارة في بيان اليوم إن "المدير العام لوزارة الخارجية عيدن بار تال سيستدعي السفير في واشنطن الدكتور يحيئيل لايتر لجلسة استماع بشأن تصريحات أدلى بها خلال مقابلة إعلامية".
وأوضح المتحدث أن الاستدعاء جاء "وفقًا لتعليمات إدارة الانضباط في ديوان الخدمة المدنية".
رغم أن منصب السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة هو تعيين سياسي وأن نتنياهو هو من اختار لايتر، يتوقَّع عمومًا أن يمتنع الدبلوماسيون الإسرائيليون عن الإدلاء بتصريحات سياسية.
وفي المقابلة مع "برايغر-يو"، اتهم لايتر من سمّاهم بـ "المتطرفين اليساريين" ووسائل الإعلام الإسرائيلية بمحاولة الإطاحة بحكومة نتنياهو.
وقال السفير: "إنهم المتطرفون، ولن يتوانوا عن فعل أي شيء لإسقاط نتنياهو، وهذه افتراءات يجب فضحها"، متهمًا منتقدي رئيس الوزراء بتوجيه "افتراءات دموية ضده"، حسب تعبيره.
ورفض لايتر أيضًا الاتهامات الموجهة لرئيس الوزراء بإطالة أمد الحرب في غزة من أجل البقاء في السلطة ووصفها بأنها "جنون"، متسائلًا: "كيف يجرؤون على قول شيء بهذا الخبث؟".
وأظهر استطلاع للرأي نشرته القناة الـ12 الإخبارية الإسرائيلية السبت أن 55 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو مهتم بالبقاء في السلطة أكثر من إنهاء الحرب أو تحرير الأسرى الذين لا يزالون محتجزين في غزة.
وكان يحيئيل لايتر مستشارًا سابقًا لنتنياهو، وهو أصلًا من الولايات المتحدة وعاش في مستوطنة في الضفة الغربية. وكان ابنه موشيه لايتر قضى في القتال في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في قطاع غزة.