بعيدا عن مصر والأردن| ثلاث دول أخرى فكر فيها ترامب لتهجير سكان غزة.. تعرف عليها
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
شهدت الأيام الأخيرة موجة من التعليقات والانتقادات حول رؤية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن تهجير سكان غزة، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أيّد الفكرة خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز".
وقال نتنياهو إن "لا خطأ في فكرة ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة"، في إشارة واضحة إلى دعمه للمقترح المثير للجدل، رغم الإدانات الدولية الواسعة.
وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن ثلاث مناطق محتملة تفكر إدارة ترامب في نقل سكان قطاع غزة إليها، وهي أرض الصومال، بونتلاند، والمغرب.
وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن هذه المواقع جرى اختيارها ضمن خطط أميركية مسبقة، وليست مجرد تصريحات عابرة من الرئيس الأميركي.
البيت الأبيض: خطة تاريخية وليست احتلالاًوفي محاولة لتوضيح الموقف الرسمي للإدارة الأميركية، خرجت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، مؤكدة أن خطة ترامب لا تهدف إلى احتلال غزة أو نشر قوات أميركية فيها، بل تسعى إلى إعادة إعمار القطاع ونقل سكانه "بشكل مؤقت".
وقالت ليفيت: "الرئيس ترامب لم يتعهد بإرسال قوات برية إلى غزة، كما أن الولايات المتحدة لن تتحمل تكاليف إعادة البناء، بل ستعمل مع شركائنا في المنطقة لتنفيذ هذه المهمة".
وأشارت إلى أن المقترح يهدف إلى تحقيق "سلام دائم في الشرق الأوسط"، متوقعة أن توافق كل من الأردن ومصر على استقبال السكان الفلسطينيين مؤقتاً.
وزير الخارجية: عرض سخي وفريد من نوعهمن جانبه، أيد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، خطة ترامب، قائلاً إن الهدف منها هو "إخراج الفلسطينيين مؤقتاً من غزة ريثما تجري إعادة إعمار القطاع".
وأضاف: "إنها مبادرة فريدة من نوعها وسخية للغاية"، على حد وصفه، رغم موجة الانتقادات التي طالت المقترح من أطراف عديدة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
انقسام في صفوف الجمهوريينوداخل الحزب الجمهوري، أثارت خطة ترامب ردود فعل متباينة، حيث دعم بعض المسؤولين الفكرة، بينما انتقدها آخرون بشدة.
رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، أبدى تأييده للمقترح، قائلاً إن الجمهوريين في مجلس النواب سيدعمون ترامب في هذه المبادرة.
في المقابل، سخر السيناتور الجمهوري راند بول من الفكرة، قائلاً عبر منصة "إكس": "اعتقدت أننا صوتنا لأميركا أولاً! لا مصلحة لنا في خوض احتلال آخر قد يدمر ثرواتنا ويسفك دماء جنودنا".
أما السيناتور كريس فان هولن، فذهب إلى أبعد من ذلك، ووصف المقترح بأنه "تطهير عرقي باسم آخر"، خلال مقابلة تلفزيونية علي قناة "إم.إس.إن.بي.سي".
وفي سياق متصل، عبرت السيناتور ليزا موركوفسكي عن قلقها من أي مقترح يتضمن إرسال قوات أميركية إلى منطقة تعاني من اضطرابات، معتبرة أن ذلك سيكون "أمراً مخيفاً للغاية".
من جانبه، وصف مايكل ستيل، الرئيس السابق للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، الخطة بأنها غير قابلة للتنفيذ، مشككاً في جدواها وعواقبها المحتملة.
حتى أن السيناتور ليندسي غراهام، المعروف بولائه لترامب، اعتبر أن الاقتراح "إشكالي"، وحذر من إرسال قوات أميركية إلى غزة، مشيراً إلى أن الناخبين الأميركيين يرفضون ذلك.
غموض داخل الإدارة الأميركيةومن المفارقات التي كشفتها التقارير الصحفية أن العديد من مساعدي ترامب لم يكونوا على علم مسبق بخطته لتهجير سكان غزة، حيث علموا بها أثناء المؤتمر الصحفي الذي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وأشارت مصادر مقربة من ترامب إلى أن الرئيس لم يطرح هذه الفكرة خلال اجتماعاته مع الجمهوريين، وهو ما أكده أحد كبار مساعديه لشبكة "سي إن إن" قائلاً: "لم يذكر الرئيس كلمة واحدة حول هذا الأمر خلال الاجتماعات الخاصة".
في الوقت نفسه، لم يكن واضحاً ما إذا كان نتنياهو على دراية مسبقة بتصريحات ترامب، إلا أن الابتسامة التي ظهرت على وجهه خلال المؤتمر الصحفي أوحت بأنه كان مسروراً بما سمعه.
هل تصبح خطة ترامب واقعاً؟وبين التأييد والتحفظ والرفض، لا تزال خطة ترامب حول غزة تثير الجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وبينما يرى بعض الجمهوريين أنها قد تحقق أهدافاً استراتيجية، يعتبرها آخرون مغامرة غير محسوبة قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة.
أما على الصعيد الدولي، فإن أي خطوة في هذا الاتجاه ستواجه بلا شك معارضة شديدة، سواء من الفلسطينيين أو من الدول العربية والمجتمع الدولي. ومع اقتراب الانتخابات الأميركية، يبقى السؤال: هل سيمضي ترامب قدماً في تنفيذ خطته، أم أنها ستظل مجرد تصريحات إعلامية؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب نتنياهو دونالد ترامب البيت الأبيض غزة تهجير سكان غزة المزيد خطة ترامب
إقرأ أيضاً:
هجمات ترامب تركت ثلاث قضايا مجهولة.. ولم تجب على الأسئلة المهمة
ذكر المعلق في صحيفة "نيويورك تايمز" نيكولاس كريستوف أن الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية، خلقت ثلاث أمور غير معروفة.
وقال في مقال نشرته الصحيفة، إن الرئيس ترامب ادعى تحقيق "نجاح عسكري باهر" في تدمير ثلاثة مواقع في إيران "سنرى إن كان ذلك صحيحا ومن الواضح أنه دفع أمريكا إلى حرب مع إيران يقر بإمكانية تصعيدها" و "بغض النظر عن الشكوك حول الأساس القانوني لقصف إيران، يرى كريستوف أن الأمور المجهولة هي ثلاثة:
الاول، هو كيفية رد إيران على الولايات المتحدة. وقد وعد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، سابقا بأن "الضرر الذي ستتكبده الولايات المتحدة سيكون بالتأكيد لا يمكن إصلاحه إذا دخلت هذا الصراع العسكري".
وأضاف، أن لدى إيران خيارات عديدة، بما في ذلك شن هجمات على قواعد أمريكية في العراق والبحرين وأماكن أخرى في المنطقة. كما يمكنها شن هجمات إلكترونية، أو ضرب السفارات الأمريكية، أو دعم الهجمات الإرهابية.
كما لديها خيار شل حركة التجارة العالمية من خلال إغلاق مضيق هرمز، إما جزئيا أو كليا. وأشار الكاتب إلى سوابق منها عام 1988 عندما أغلقت إيران المضيق ولكن بثمن شل الفرقاطة الأمريكية صموئيل بي روبرتس. وكذلك ضرب القوات الأمريكية في العراق بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني عام 2020.
وتابع الكاتب "حدسي هو أن إيران ستضرب بقوة هذه المرة، وإن كان جزئيا في محاولة إعادة إرساء الردع، لكن قدرتها على ذلك قد تكون أكثر محدودية. ربما أضعفت الضربات الإسرائيلية قدرتها على تلغيم المضيق، على سبيل المثال، كما أن القيام بذلك سيعيق شحنات النفط الإيرانية إلى الصين، مما سيزعج أصدقائها في بيحين".
وأردف، "علينا أن نتذكر ما قاله جيمس ماتيس، وزير الدفاع في ولاية ترامب الأولى، ذات مرة: لا تنتهي الحرب حتى يقول العدو إنها انتهت. قد نفكر في الأمر، لكن في الواقع، للعدو صوت".
أما الغموض الثاني هو ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية والأمريكية قد أنهت الجهود النووية الإيرانية أو ربما سرعتها. يعتمد ذلك، جزئيا، على ما إذا كان قصف فوردو والمواقع الأخرى ناجحا كما ادعى ترامب، وقد يستغرق الأمر وقتا لمعرفة ذلك.
ولم يكن من الواضح أن قنابل خارقة للتحصينات زنة الواحدة منها 30,000 رطلا كافية لتدمير جبل.
وبين الكاتب، أن هناك اتفاق واسع النطاق على أن امتلاك إيران للسلاح النووي سيكون كارثة، وسيدفع دولا أخرى في المنطقة إلى تطوير برامجها النووية الخاصة، لكن تولسي غبارد، مديرة الاستخبارات الوطنية في إدارة ترامب، صرحت علنا هذا الربيع بأن إيران لا تصنع سلاحا نوويا، مع أن ترامب تجاهل تصريحاتها.
ويكمن الخطر في أن تؤدي الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على إيران إلى أن تقرر تلك الدولة أنها بحاجة إلى أسلحة نووية. ففي النهاية، لو كانت تمتلك أسلحة نووية، لكان احتمال قصف إسرائيل لها أقل بكثير.
أما المجهول الثالث، وهو الأهم: هل هذه نهاية الصراع أم بدايته؟
يبدو أن المتفائلين، مثل نتنياهو، يعتقدون أنه والولايات المتحدة قادرون على إنهاء البرنامج النووي الإيراني والنظام الإيراني، بحسب الكاتب.
وفي المقابل، يرى كريستوف أن نتنياهو كان مؤيدا قويا لحرب العراق، وظن أنها ستحدث تغييرا في إيران أيضا، لكن حرب العراق أفادت إيران. وحتى لو اختفت قدرة إيران على التخصيب، فمن غير الممكن على الأرجح القضاء على خبرة تخصيب اليورانيوم. لذا، إذا بقي النظام، فقد يكون هذا بمثابة انتكاسة أكثر منه نهاية للبرنامج النووي.
وأشار إلى أن فكرة أن القصف سيدمر النظام، فلا توجد مؤشرات تذكر على ذلك. فقد استنكر المعارضون الإيرانيون، مثل نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، القصف الأسبوع الماضي، ودعوا ترامب إلى وقف القصف، لا الانضمام إليه.
وخلال زيارة الكاتب لإيران، رأى مدى عدم شعبية النظام. لقد كانت إيران ـ على المستوى الشعبي ــ تبدو دائما واحدة من أكثر الدول تأييدا لأميركا في المنطقة، وذلك على وجه التحديد لأن الحكومة هناك مكروهة للغاية بسبب الفساد والنفاق والعجز الاقتصادي.
وأستدرك قائلا، "من هنا يبدو التأييد لأمريكا علامة خير، لكن حكومة موالية لأمريكا تبدو أقل احتمالا بعد شن أمريكا الحرب على إيران، في الواقع، قد يبدو تغيير النظام أشبه بانقلاب متشدد أكثر من أي شيء آخر".
ومرة أخرى، فإن نطاق الاحتمالات هائل، وبعضها مثير للقلق. ووصف السناتور الديمقراطي عن ولاية مريلاند، كريس فان هولين، المخاطر على النحو التالي: "بينما نتفق جميعا على أنه يجب ألا تمتلك إيران سلاحا نوويا، تخلى ترامب عن الجهود الدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف، واختار بدلا من ذلك تعريض حياة الأمريكيين للخطر دون داعٍ وزيادة تهديد قواتنا المسلحة في المنطقة، والمخاطرة بجر أمريكا إلى صراع طويل آخر في الشرق الأوسط. لقد قيمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية مرارا وتكرارا أن إيران لا تصنع سلاحا نوويا. كان هناك المزيد من الوقت للدبلوماسية لتنجح".
ويبدو هذا صحيحا، كان خطاب ترامب منتصرا، لكن من السابق لأوانه الاحتفال، ولا يزال هناك الكثير من عدم اليقين.