بيان من تحالف القوى المدنية لشرق السودان
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
تحية إلى الشعب السوداني في كل موقع، وهو يواجه بجسارة الحرب التي تستهدف فيها أرواحه وممتلكاته وارثه، وينزح بسببها عن دياره، وتقدير للشعب العظيم، وهو يسطر أروع الملاحم في التكاتف والتعاضد الإنساني بين مكوناته، والذي يستلهمه من تراثه الناصع.
ونحن في (تحالف القوى المدنية لشرق السودان) نبذل كل ما في وسعنا بالتعاون مع القوى المدنية الأخرى من أجل وقف هذه الحرب اللعينة وإنهاء معاناة الإنسان السوداني.
وتعليقا على التطورات المتسارعة في بلادنا نود توضيح ما يلي:
⭕ أولا: يضع التحالف هدف (وحدة القوى المدنية) في مقدمة أولوياته وهو ما سيسهم في وقف الحرب والتأسيس للدولة التي تعبر عن طموحات السودانيين في السلام والحرية والعيش الكريم. وقد شاركنا ضمن هذه الرؤية بفعالية وإيجابية في المجهودات كلها لتوحيد القوى المدنية بعد الحرب، والتي كان أحد أهم ثمراتها عقد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في مايو 2024، والذي كان حدثا أعطي إشارات إيجابية نحو المستقبل.
⭕ ثانيا: بذلت العديد من القوى السياسية ولجان المقاومة والمجتمع المدني والمهنيين كل ما في وسعها من أجل تفعيل العمل داخل (تقدم) بما يؤدي إلى تحقيق أهدافها في وقف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية، ولكن هذا العمل اصطدم بعوائق خارجية معلومة وبينها زيادة التدخلات الإقليمية والنشاط التخريبي الواسع للحركة الإسلامية ورعايتها للانقسامات الاجتماعية وخطاب الكراهية وتحديات داخلية أخرى تتعلق بضعف الإمكانات اللوجستية والتحديات التي يواجهها قادة وأعضاء القوى المدنية في أماكن النزوح واللجوء التي أقاموا فيها بعد الحرب.
⭕ ثالثا: طرحت بعض مكونات تنسيقية (تقدم) منذ مايو الماضي فكرة إنشاء حكومة في مناطق سيطرة (الدعم السريع) وقد وجدت الفكرة منذ طرحها رفضا من أغلبية مكونات (تقدم) لأسباب تم النقاش حولها داخل هياكل التنسيقية. وداخل هذه الهياكل طرح ممثلي التحالف رأيهم وهو رفض الفكرة التي تخالف أهم قيم (تقدم) وهي عدم الاصطفاف وراء أحد أطراف الحرب والحفاظ على استقلالية ووحدة الكتلة المدنية التي تعبر عن قضايا الشعب السوداني، وأشرنا إلى أننا لسنا على استعداد للمشاركة في تحمل جرائم أطراف الحرب - التي كنا مع شعبنا ضحايا لها - تحت أي مسببات، وبعد كل ذلك قناعتنا أنه ليس من الحكمة أن نخرج لشعبنا بخطاب تشكيل وزارات وجهاز دولة والشعب كله ما بين نازح ولاجئ ومكلوم.
⭕ رابعا: وصل الوضع إلى طريق مسدود بعد تسعة أشهر من النقاشات الداخلية والارتباك الذي ساد الخطاب السياسي للتنسيقية، ونتيجة لذلك وبموافقة الجميع اتفقت مكونات (تقدم) على فك الارتباط بين الأغلبية غير الموافقة على الحكومة المقترحة والمجموعة المؤيدة للحكومة، وتُوُوفِق على أن تعمل كل مجموعة وحدها مع احترام الرفقة النضالية والأمل في أن نجتمع مع كل القوى الأخرى من أجل وقف الحرب.
⭕ خامسا: نؤكد أننا سنستمر في العمل مع حلفائنا من أجل بناء الجبهة المدنية التي تنحاز إلى شعبها، وتعبر عن تنوعه العريض. وسنتمسك باستقلالية القوى المدنية مهما كلفنا ذلك.
⭕ سادسا: ندعو أطراف الحرب مجددا إلى التعقل ووقف الانتهاكات الواسعة التي يمارسونها ضد الشعب السوداني وارثه. ونذكرهم أن التعقيدات الاجتماعية الداخلية وانخراط الدول الإقليمية ومساندتها لأطراف الحرب ستقف عائقا أمام قدرة أي طرف على حسم الحرب بالقوة، وأنه لا سبيل لوقف الحرب سوى الجلوس إلى الحوار.
*صالح عمار*
المتحدث باسم تحالف القوى المدنية لشرق السودان
10 فبراير 2025
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوى المدنیة وقف الحرب من أجل
إقرأ أيضاً:
كيف تغلّبت المقاومة على تقدم الاحتلال من محاور عدة بخان يونس؟
قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن عمليات المقاومة تأتي استمرارا لكمائنها التي تنفذها بمناطق متعددة في قطاع غزة، لكن مع تركيز على مدينة خان يونس جنوبا وخاصة المحور الشرقي فيها.
ووفق حديث الفلاحي للجزيرة، فقد اتخذت فصائل المقاومة ترتيبات دفاعية في المنطقة الشرقية من خان يونس وخاصة عبسان الكبيرة أدت إلى إعاقة عملية تقدم جيش الاحتلال وأثخنت قواته وآلياته العسكرية.
وأوضح الخبير العسكري أن التقدم الإسرائيلي لا يكون عادة باتجاه واحد وإنما من اتجاهات متعددة، وهو ما يجبر فصائل المقاومة على الانتشار في رقعة جغرافية واسعة، مما يحد من إمكانياتها وقدراتها.
ولكن المقاومة نجحت في التغلب على ذلك بالعمل ضمن مجاميع عسكرية صغيرة قوامها 3 أو 4 عناصر، مما مكنها من تنفيذ عمليات نوعية خاصة في عبسان الكبيرة.
وحسب الخبير العسكري، فإن هذه المنطقة أقرب إلى المنطقة العازلة التي بقي فيها جيش الاحتلال ولم ينسحب منها طوال الفترة الماضية، في وقت نجحت فيه المقاومة في تنفيذ عمليات كثيرة "خلف خطوط العدو".
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تدمير دبابة ميركافا وجرافة إسرائيلية من نوع "دي 9" شرقي مدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة).
وكشفت السرايا عن أن عملية تدمير الميركافا جاءت بالاشتراك مع كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) باستخدام عبوة جانبية من نوع "ثاقب".
وشدد الفلاحي على أن حرب غزة "استنفدت أهدافها" لكن استمرارها يأتي بسبب إصرار القيادة السياسية في إسرائيل (على استمرار الحرب على غزة) مؤكدا وجود تكلفة كبيرة لا تتناسب مع القدرات والإمكانيات التي يمتلكها جيش الاحتلال.
وقد تكبد هذا الجيش تكلفة باهظة خاصة في القوة البشرية والمادية، وتحولت الحرب إلى عملية استنزاف، في حين ترتفع فاتورة الخسائر بشكل كبير وتتصاعد فيه الضغوط الداخلية والخارجية، حسب الفلاحي.
إعلانكما أن الجيش لم يستطع تحقيق أهداف الحرب مثل الحسم العسكري والسياسي، في وقت وصل فيه الحال إلى الاعتماد على آليات ومعدات قديمة في عملية المواجهة.
وخلص إلى أنه "لا يمكن الخروج بنتائج مغايرة في ظل نفس المعطيات" خاصة أنه لا يوجد تغيير في أساليب قتال جيش الاحتلال، كما أن إستراتيجيته تقوم على الحرب الخاطفة وليست الحرب طويلة الأمد.
وأشار إلى تقارير تحدثت عن سقوط ألف جندي إسرائيلي بين قتيل وجريح خلال حرب غزة، فضلا عن الإنهاك والحالات النفسية، مما يؤدي حتما إلى أداء قتالي ضعيف بدنيا ونفسيا.
وأمس، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا في قطاع غزة -بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة- منذ استئناف إسرائيل الحرب يوم 18 مارس/آذار الماضي.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة هآرتس أن 20 جنديا إسرائيليا قتلوا في القطاع خلال الشهر الجاري.