انتقادات حقوقية للقاء مسؤول إيطالي مع المطلوب للعدالة نتنياهو
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
أثار لقاء عقده ماتيو سالفيني، نائب رئيسة الوزراء وزير النقل الإيطالي، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب في قطاع غزة، انتقادات واسعة في إيطاليا.
وقالت المقررة الأممية الخاصة بفلسطين الأكاديمية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز عبر منصة "إكس" إن "صورة نائب رئيس الوزراء وهو يقف بفخر إلى جانب نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية (…) وصمة عار لإيطاليا وشعبها، وإهانة للدستور الإيطالي".
ولفتت إلى أن نتنياهو "يُعد أحد مهندسي تدمير غزة، ويجب اعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وكان سالفيني أعلن عن لقائه نتنياهو في القدس مساء الاثنين، حيث كتب عبر منصة "إكس" أن الاجتماع كان "فرصة لتأكيد الصداقة بين إيطاليا وإسرائيل".
وأضاف أن اللقاء مع نتنياهو كان أيضا فرصة لـ"دعم أي مبادرة مفيدة لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط مع القضاء نهائيا على الإرهاب والعنف الإسلامي"، وفق قوله من جميع الأراضي لـ”مصلحة الشعب الفلسطيني نفسه".
ومواصلا تصريحاته المثيرة للجدل، هاجم سالفيني المحكمة الجنائية الدولية لإصدراها مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، واصفا قراراتها تلك بأنها "غير لائقة"، ومعتبرا أنه "يجب إعادة النظر في وجود وفائدة هذه المحكمة".
إعلانعلى النحو ذاته، أعرب زعيم كتلة حركة "خمس نجوم" المعارضة بمجلس النواب الإيطالي ريكّاردو ريتشاردي عن استيائه من لقاء سالفيني مع نتنياهو، وتصريحات الأول خلال اللقاء.
وقال ريتشاردي عبر منصة "إكس" الثلاثاء: "بينما تختبئ (رئيسة الوزراء جورجيا) ميلوني وتواصل الهرب، ينشغل نائبها بتشويه سمعة إيطاليا".
وأضاف مخاطبا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني: "عزيزي تاياني، من الضروري الاعتراف بدولة فلسطين، لأنه بدون ذلك، لن نصل أبدا إلى طريق السلام الذي يؤدي إلى حل الدولتين".
كما هاجم ريتشاردي، سالفيني على خلفية لقائه مع وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف، وسخر من أهدافه قائلا "ربما يريد بناء جسر بين إسرائيل وإيطاليا، لا أحد يعرف ما يدور في رأسه، لكنه صافح مجرم حرب (في إشارة إلى نتنياهو)".
واختتم ريتشاردي تصريحاته بانتقاد حاد "هذا التيار اليميني يريد قطع أيدي سارقي الدجاج، لكنه يضغط بحرارة على أيدي مجرمين ومرتكبي إبادة جماعية".
وماتيو سالفيني هو زعيم "حزب الرابطة" اليميني المتطرف في إيطاليا، ويُعرف بمواقفه المتشددة ضد الهجرة، والاتحاد الأوروبي، والإسلام السياسي، بالإضافة إلى دعمه القوي لإسرائيل.
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وجراء ذلك، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حريات الجنائیة الدولیة
إقرأ أيضاً:
موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة ترامب لضرب إيران
أورد موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي أن "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" تلعب دورا ضمن اللوبي الضاغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب للانخراط في الحرب الإسرائيلية على إيران.
وقال الكاتب روبرتو فيفالديلي في تقرير نشره الموقع إن الضغوط من أجل مشاركة الولايات المتحدة في الحرب لا تقتصر على لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، بل تشارك فيها أيضا "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" المعروفة اختصارا بـ"إف دي دي".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوموند: ستيفن ميلر كاره المهاجرين وكبير المنظرين الأيديولوجيين بالبيت الأبيضlist 2 of 2في غزة.. الإذلال والموت من أجل ما يسد الرمقend of listوأوضح الكاتب أن هذه المؤسسة المؤثرة في الولايات المتحدة هي مركز أبحاث في العاصمة واشنطن يتبنى أجندات المحافظين الجدد.
تغيير النظاموحسب الكاتب، تعمل "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" من خلال تقاريرها وتحليلاتها ومداخلاتها في مختلف وسائل الإعلام وأنشطتها السياسية ضمن أجندة تهدف إلى تغيير النظام في طهران، معرقلة بشكل منهجي الجهود الدبلوماسية التي تبذلها إدارة ترامب حاليا وكل الإدارات الأميركية السابقة.
ونقل الكاتب عن مجلة "ذا نيشن" الأميركية قولها إن المؤسسة اقترحت إجراءات "متطرفة"، مثل "تجويع الشعب الإيراني لتحفيزه على الثورة".
ومؤخرا، دعت المحللة أندريا ستريكر ترامب إلى "المطالبة بتفكيك منشأة فوردو بشكل فوري"، ودعم إسرائيل بأسلحة أميركية مثل القنابل الموجهة المضادة للتحصينات لتدمير المنشأة إذا رفضت إيران المقترح، مشددة على أن "أميركا وإسرائيل يمكنهما توجيه ضربة قاضية للبرامج النووية الإيرانية".
النفوذ والأجندة السياسيةأُسّست "إف دي دي" عام 2001، ومارست تأثيرا كبيرا على السياسة الخارجية الأميركية، لا سيما خلال ولاية ترامب الأولى (2017-2021).
وتتماشى أجندتها مع أطروحات أقصى اليمين الإسرائيلي والمحافظين الجدد في الولايات المتحدة مثل جون بولتون ومايك بومبيو.
وذكرت مجلة "مودرن دبلوماسي" أن هذه المؤسسة لعبت دورا مهما في تشكيل السياسة الأميركية تجاه إيران من خلال الترويج لنهج تصادمي.
إعلانوفي المدة الأخيرة، اكتسبت المؤسسة مزيدا من النفوذ، بعد تعيين ميراف سيرين، الموظفة السابقة في وزارة الدفاع الإسرائيلية والمتعاونة مع "إف دي دي"، في مجلس الأمن القومي الأميركي.
وأكدت مجلة "ريسبونسبل ستيتكرافت" أن هذا التعيين يمنح إسرائيل "أفضلية غير معتادة في المحادثات السياسية الداخلية".
وحسب الكاتب، فإن ذلك يعني أن مجلس الأمن القومي الأميركي أصبح يضم عضوا لا يخدم مصالح الولايات المتحدة، بل يخدم على الأرجح مصالح الحكومة الإسرائيلية، فضلا عن الضغوط الأخرى التي يتعرض لها ترامب، ومنها ما يتعلق بالتمويلات التي تلقاها من ميريام أديلسون خلال حملته الانتخابية.
تقويض الجهود الدبلوماسيةيضيف الكاتب أن المؤسسة لعبت خلال رئاسة ترامب الأولى دورا محوريا في الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الذي تم توقيعه عام 2015، وروّجت لإستراتيجية "الضغط الأقصى".
وحسب مجلة "مودرن دبلوماسي"، أسفر ذلك الانسحاب عن نتائج كارثية، فقد كثفت إيران أنشطتها النووية، فانتقلت من تخصيب اليورانيوم بنسبة 4.5% في عام 2019 إلى 60% وأكثر بحلول عام 2025.
تتلقى هذه المؤسسة دعما من مانحين أثرياء مؤيدين لإسرائيل، من بينهم بول سينغر المؤسس والشريك في صندوق إليوت، وبرنارد ماركوس الشريك المؤسس لشركة "هوم ديبوت"، حيث يمولان أنشطتها ويعززان نفوذها السياسي.
وقالت مجلة "ذا نيشن" إن ارتباط "إف دي دي" بمانحين مؤيدين لإسرائيل مثل سينغر وماركوس يضعها في قلب شبكة تروّج لمصالح اليمين الإسرائيلي.
وختم الكاتب بأن هذه التمويلات تتيح للمؤسسة الحضور بقوة في المشهد السياسي الأميركي والتأثير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مثلما فعلت سابقا عند الانسحاب من الاتفاق النووي، وتفعل حاليا بهدف اتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران.