يشهد قطاع غزة تطورات متسارعة في ظل اتفاق هش لوقف إطلاق النار، يهدد بالانهيار في أي لحظة، وسط ضغوط أميركية متزايدة لتنفيذ خطط مثيرة للجدل تتعلق بمستقبل القطاع. وبينما يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض رؤيته التي تتضمن تهجير سكان غزة، تتوالى ردود الفعل العربية والدولية التي ترفض وتندد بهذه المخططات.

دعوة داود أوغلو: غزة تحت السيادة التركية؟

في خضم هذه الأحداث، أدلى رئيس "حزب المستقبل" التركي المعارض، أحمد داود أوغلو، بتصريحات أثارت جدلاً واسعًا، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي. ففي كلمته خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه "طريق جديد"، أكد أوغلو على ضرورة إعادة ربط قطاع غزة بتركيا، مقترحًا أن يصبح القطاع منطقة ذات حكم ذاتي تتبع للجمهورية التركية، حتى يتم إنشاء دولة فلسطين المستقلة.

غزة في التاريخ العثماني

استند داود أوغلو في طرحه إلى التاريخ العثماني، مشيرًا إلى أن سكان غزة لهم جذور تاريخية مشتركة مع تركيا، حيث كانت الدولة العثمانية آخر من حكم المنطقة قبل الانتداب البريطاني. واعتبر أن تركيا، بوصفها الامتداد الشرعي للدولة العثمانية، يجب أن تلعب دورًا في ضمان حقوق الفلسطينيين.

وقال أوغلو: "يجب أن يُجرى استفتاء شعبي عام في غزة ليقرر سكانها الارتباط بتركيا كمنطقة حكم ذاتي، إلى حين تحقيق الاستقلال الفلسطيني الكامل"، وهو طرح لاقى انتقادات واسعة من مختلف الأطراف".

ترامب وخططه المثيرة للجدل بشأن غزة

من ناحية أخرى، انتقد داود أوغلو التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تحدث فيها عن "شراء" غزة أو "امتلاكها"، مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقي من وراء هذه المخططات هو السيطرة على "فتحة البحر" الواقعة بين مصر وقبرص، حيث توجد حقول غاز طبيعي ضخمة.

وأكد أوغلو أن هذه الموارد هي "حق مشروع" للفلسطينيين، محذرًا من أن المخططات الأميركية-الإسرائيلية تهدف إلى الاستيلاء على هذه الثروات تحت غطاء اتفاقيات سياسية.

الإرث العثماني والمسؤولية التركية

لم يقتصر حديث داود أوغلو على الانتقادات السياسية، بل تطرق أيضًا إلى مسؤولية تركيا تجاه الإرث العثماني في فلسطين. وأوضح أن الفلسطينيين ما زالوا يحملون جزءًا من الهوية العثمانية في وجدانهم، مما يجعل من الضروري أن يكون لتركيا دور رئيسي في دعم حقوقهم واستعادة سيادتهم.

ترامب والاتفاقات الإقليمية

على الصعيد الدبلوماسي، جاءت تصريحات ترامب في أعقاب لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث أكد الرئيس الأميركي أن غزة ستخضع "لإدارة أميركية" تضمن الأمن والاستقرار. كما أعرب عن ثقته في التوصل إلى اتفاق مع مصر بشأن وضع سكان القطاع.

ونفى ترامب فكرة "شراء" غزة، مؤكدًا أن خطته تهدف إلى تحقيق السلام والتنمية الاقتصادية، وهو ما أثار مزيدًا من الجدل حول نواياه الحقيقية.

رفض مصري وأردني قاطع

في المقابل، أكدت مصادر مصرية أن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي مقترح يهدف إلى تهجير سكان غزة أو إعادة توطينهم خارج القطاع. كما شددت وزارة الخارجية، في بيان رسمي، على أن مصر تعتزم تقديم تصور متكامل لإعادة إعمار غزة، بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم ويحترم حقوقهم القانونية والتاريخية.

أما الأردن، فقد عبّر عن موقفه الرافض عبر تصريحات مباشرة للعاهل الأردني، الذي أكد، من خلال منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن بلاده تعارض بشكل مطلق أي محاولات لتهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة الغربية.

وأضاف الملك عبد الله أن الأولوية يجب أن تكون لإعادة إعمار غزة دون المساس بسكانها، محذرًا من خطورة المخططات التي تستهدف تغيير الواقع الديموغرافي للقطاع.

مستقبل غامض ومخاوف متزايدة

مع تصاعد حدة التصريحات والمواقف الدولية المتضاربة، يبقى مستقبل قطاع غزة غامضًا. وبينما تتزايد الضغوط السياسية والاقتصادية على الفلسطينيين، تظل المخاوف قائمة من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار والدخول في مرحلة جديدة من التصعيد، قد تحمل تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر تركيا الأردن غزة الرئيس الأميركي المزيد داود أوغلو

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو يوثّق الضربات التي استهدفت مواقع داخل إيران.. فيديو

خاص

نشر الجيش الإسرائيلي، مقطع فيديو يُظهر لقطات مصورة من العملية العسكرية التي نُفذت فجر الجمعة داخل الأراضي الإيرانية، واستهدفت مجموعة من المواقع الحساسة والاستراتيجية.

وشملت الضربات الجوية منشآت عسكرية، ومراكز قيادة، ومنصات إطلاق صواريخ، وأنظمة دفاع جوي في عدة مدن، من بينها طهران، نطنز، أراك، همدان وتبريز.

ويظهر في الفيديو استخدام ذخائر دقيقة التوجيه، وعمليات استهداف تمت بتنسيق مسبق يُعتقد أنه جمع بين الموساد وسلاح الجو الإسرائيلي، بهدف شلّ قدرات الرد الإيراني.

وأكدت مصادر عسكرية أن العملية تم تنفيذها بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، واستُخدمت فيها طائرات مسيّرة وصواريخ جو-أرض، إلى جانب أنظمة حرب إلكترونية ساهمت في تعطيل الدفاعات الإيرانية.

‎يذكر أنه سمع صباح اليوم الجمعة دوي انفجارات في العاصمة الإيرانية طهران، في وقتٍ قالت فيه إسرائيل أنها نفذت هجماتٍ تستهدف منشآت إيرانية. وأفادت وسائل الإعلام الرسمية في طهران بأن الانفجارات وقعت في الأجزاء الشمالية الشرقية من المدينة.

‎وأفادت بمقتل قائد الحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي. كما يُعتقد أن مسؤولاً آخر رفيع المستوى في الحرس الثوري، إلى جانب عالمين نوويين، لقيا حتفهما جراء الهجمات. وشددت الجمهورية الإسلامية على أنها سترد بقوة على ما وصفته بتصعيد خطير.

‎وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإيرانيةأن ضربة إسرائيلية استهدفت منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نطنز.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/WhatsApp-Video-2025-06-13-at-11.07.53-AM.mp4

 

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو يوثّق الضربات التي استهدفت مواقع داخل إيران.. فيديو
  • ترامب: قريبون من اتفاق مع ايران ولا اريد أن تتدخل إسرائيل وتخرب الاتفاق
  • ترامب يقول إن الضربة الإسرائيلية على إيران قد تحدث لكنه يريد تجنب الصراع
  • ترامب: أود أن أتجنب الصراع مع إيران
  • طوفان الأقصى واللوبي الإسرائيلي في تركيا
  • تركيا في القمة.. والفطور العربي حاضر! تعرف على ترتيب أفضل فطور في العالم
  • متظاهرون يغلقون طريق لوس أنجلوس السريع .. والشرطة تتدخل
  • خلال لقائه رئيس مجلس الشورى في دولة قطر: رئيس البرلمان العربي يشيد بالجهود التي يقوم بها أمير دولة قطر لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني
  • ما هي فصائل السلام التي شكلتها بريطانيا لقمع ثورة الفلسطينيين؟
  • المخرج الكبير داود عبد السيد يواصل رحلة العلاج.. ووزير الثقافة يتابع حالته عن كثب