يمانيون../
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يوم الثاني عشر من فبراير خلال الأعوام: 2016 م، و2017م، و2018م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية ضد الإنسانية، بغاراتِه الوحشية، وقنابله العنقودية، على المنازل والممتلكات، والمدارس، والحدائق، والبنى التحتية والمنشآت المدنية، وآبار المياه في محافظات تعز، وصنعاء، وصعدة:

أسفرت عن 8 شهداء و10 جرحى بينهم أطفال ونساء، وتشريد عشرات الأسر، وحرمان الطفولة من حقها في التعليم، والرعاية الأسرية، وفقدان معيليها، وزيادة المعاناة الإنسانية، وتفاقم الأوضاع المعيشة، ومشاهد صادمة تهز وجدان كل حر.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

12 فبراير 2016..8 جرحى وتدمير حديقة ومدرسة ومنازل وممتلكات المواطنين بغارات سعودية أمريكية على صنعاء:

وفي الثاني عشر من فبراير عام 2016م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً، منازل وممتلكات المواطنين ومدرسة الديلمي وحديقة فان سيتي ومجمع رياضي في جولة المصباحي بمديرية السبعين، أمانة العاصمة صنعاء، أسفرت عن 8 جرحى، ودمار واسع، وتروعي الأهالي، وتشريد عشرات الأسر من مآويها، وإفزاع النساء والأطفال، ومضاعفة المعاناة.

في ذلك اليوم المشؤوم، كانت الحياة في جولة المصباحي كغيرها من أيام صنعاء. الأطفال يلعبون في حديقة فان سيتي، وطلاب المدارس يتوجهون إلى فصولهم في مدرسة الديلمي، والأهالي يمارسون حياتهم اليومية، لم يكن أحد يتخيل أنَّ الموت يحوم في الأجواء، ينتظر لحظة الانقضاض.

فجأة، دوى صوت الغارات الهاطلة من السماء، كانت طائرات العدوان تحلقّ فوق المنطقة، لم يطل الوقت حتى انهمرت الصواريخ والقنابل على جولة المصباحي، تناثرت الشظايا، وتلطخت الأرض بالدماء، وارتفعت صرخات النساء والأطفال امتزجت بصوت الانفجارات، تحولت المنطقة إلى جحيم.

بعد أن انقشع الغبار، كانت المشاهد مروعة، المباني محترقة، والمنازل مدمرة، ومدرسةٌ تحولت إلى ركام، وحديقةٌ أشعلت فيها الحرائق، مولدات الكهرباء في حديقة فان سيتي احترقت، وأجزاء من مدرسة الشهيد الديلمي دُمِّرت، والعديد من منازل المواطنين تضررت، محلات تجارية قريبة اشتعلت فيها النيران، وأكثر من 5 سيارات دُمِّرت.

لم تتوقف معاناة الأهالي عند هذا الحد، فقد جرح أحباءهم في أجسادهم وأرواحهم، وسيطر الخوف والرعب على المنطقة، وخسر الأهالي ممتلكاتهم وأمنهم واستقرارهم وبدأوا يعيشون حياة مختلفة تماماً.

يقول أحد الأهالي: “الأطفال كانوا راقدين، كسروا الطيقان إلى فوقهم، جرحى وأسعفناهم المستشفى، المنزل تخرب، أمهم بين الحياة والموت من الخوف، أيش ذنبنا مدنيين، يا سلمان الملعون، مدنيين، هذه صواريخ؟ هذه أسلحة؟ يا عالم، لماذا هذه الوحشية والتعمد في استهداف المواطنين؟ حتى كتاب الله ما سلم من طغيانكم يا مجرمين، مصحف تمزق وتوزعت أوراقه في كل مكان!”.

جريمة جولة المصباحي في صنعاء هي جريمة حرب مكتملة الأركان، وقصة تروي وحشية العدوان، ومعاناة المدنيين، إنها جريمة مدوية تطالب بوقف العدوان ورفع الحصار، وملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة، إعادة إعمار اليمن، ودفع التعويضات.

12 فبراير 2016.. جرح امرأة إثر انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان السعودي الأمريكي بصعدة:

وفي اليوم والعام ذاته، سجلت مخلفات قنابل العدوان السعودي الأمريكي، العنقودية المحرمة دولياً، جريمة حرب جديدة، إثر انفجارها، بإحدى النساء، في منطقة مران مديرية حيدان محافظة صعدة، أسفرت عن إصابتها بجروح، وتشوهات جسدية، وترويع أطفالها، وتقييد حركة الحياة، في المزارع والطرقات والمراعي، وتفاقم المعاناة الإنسانية.

في صباح ذلك اليوم خرجت الأم إلى إحدى المزارع لتجلب الأعلاف لمواشيها، ودون ما انتباه وقعت قدمها اليسرى على قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان كانت مغمورة بالتراب على حافة طريق العودة، وما إن حاولت رفعها حتى انفجرت بها ومزقت جزئها السفلي وكسرت ساقها، وألقتها على الأرض جريحة مضرجة بين الدماء.

نزيف الدم يتواصل وصراخها يتبع دوي الانفجار، والأهالي يتوافدون إلى المكان للتأكد من سبب الانفجار، ليجدوا أمماهم امرأة فقدت قدمها، وجروح عدة في جسدها، وهي تبكي وتنوح أطفالي، يبدأ الأهالي بإسعافها ومناداة زوجها وأقاربها ليحضروا إلى المكان، فتحرك جمع من الأهالي في موكب إسعافها إلى المستشفى، وبقي الحزن والرعب مخيماً على منطقة مران التي تقصف ليل نهار بغارات وصواريخ وقنابل عنقودية وبشتى أنواع الأسلحة المحرمة دولياً.

لم تعد للأم تلك قدمين كالعادة بل قدم واحدة والثانية صناعية تطلبت منها سنوات لتتدرب عليها، وهي أمام مسؤوليات جمة في تربية الأطفال، وجلب المياه والأعلاف وتربية المواشي، وإعانة زوجها في الزراعة، هكذا هي جرائم العدوان، تستهدف الإنسان والطاقات والعمل والجهود، وتسبب معاناة متتالية ليس لها أي طرف.

يقول قريبها من جوارها وهي على سرير المستشفى، والأطباء يحاولون مجارحتها: “هذه مرأة كانت راجعة إلى البيت من المزرعة، وعلى الطريق انفجرت بها قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان، هذه الجريمة ليس الأولى في مران بل هناك مئات المرات التي تنفجر العنقوديات والقنابل والصواريخ بين النساء والأطفال، لكن هذه الدماء لن تذهب هدراً وسوف نأخذ بالثأر في الجبهات، وقبائل اليمن حاضرة لمساندة المجاهدين بقوافل الرجال والمال للذود عن العرض والأرض والكرامة والشرف”.

12 فبراير 2017.. عدد من الجرحى إثر 4 غارات لطيران العدوان على مبنى هيئة تطوير تهامة بالحديدة:

في اليوم ذاته من العام 2017م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، تضاف إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بـ4 غارات وحشية، مبنى هيئة تطوير تهامة في مديرية زبيد بمحافظة الحديدة، أسفرت عن عدد من الجرحى، وأضرار في منازل وممتلكات المواطنين المجاورة، ترويع النساء والأطفال والمارة، وتشريد عشرات الأسر وقطع أرزاق عشرات الموظفين وأسرهم، وإتلاف الوثائق والكشوفات والتقارير والمكاتب والأثاث، وخسائر مالية كبيرة.

يقو ل أحد الأهالي: “هذه بقايا الصاروخ، ويرفع بيده اليمني شظية كبرى”، متابعاً “المخازن هذه تبع الهيئة، ما ذنب المخازن مواد بلاستيكية وأخشاب وحديد ومواسير، وأدراج، هذه ملايين تبع المواطنين، في هذا اليوم الأحد، تفاجأنا في مدينة زبيد بضرب طيران العدوان يضرب مبنى الهيئة ومخازنها، ووجدنا جرحى من الموظفين، وأسرة بيت الجنيد المجاورة فيها عدد من الجرحى”.

استهداف العدوان للبنى والمنشآت الخدمية، والمدنيين جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية والقانونية.

12 فبراير 2018.. 8 شهداء وجريح في استهداف طيران العدوان السعودي الأمريكي بئر ماء بتعز:

وفي اليوم ذاته من العام 2018م، تحولت منطقة ضبوان بمفرق الصلو في مديرية خدير بمحافظة تعز اليمنية إلى ساحة حرب مروعة، من طرف واحد، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي بئر ماء، كانت تمثل شريان حياة للأهالي، بغارات جوية أسفرت عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة آخرين، لم تكن هذه الجريمة مجرد خسارة في الأرواح، بل كانت فاجعة إنسانية عميقة، تركت بصماتها الدامية على قلوب الناجين وعذابات لا تنتهي في ذاكرة المكان، وسكان المنطقة، وجريمة تضاف إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن.

في صباح ذلك اليوم المشؤوم، كانت الحياة تدبُّ كعادتها حول بئر الماء، نساء يحملنّ أسطوانات بلاستيكية فارغةً على رؤوسهنّ، وأطفال يلعبون حول المضخة، وشيوخ يستظلون بظلال الأشجار القريبة، كانت البئر مصدرًا للحياة، ومكانًا للتلاقي وتبادل الأحاديث، لم يكن أحد يتخيل أنَّ الموت يحوم في الأجواء، ينتظر لحظة الانقضاض.

فجأة، دوى صوتٌ مرعبٌ في السماء، كانت طائرات العدوان تحلقّ فوق المنطقة، لم يطل الوقت حتى انهمرت الصواريخ والقنابل على بئر الماء، تناثرت الأشلاء وتلطخت الأرض بالدماء، صرخات النساء والأطفال امتزجت بصوت الانفجارات، تحولت المنطقة إلى جحيم.

بعد أن انقشع الغبار، كانت المشاهد مروعة، جثثٌ ممزقةٌ متناثرةٌ هنا وهناك، بعضها سقط في البئر، الذي تحول إلى بركة دماء، فاختلطت المياه بالدماء والدموع، محاولات انتشال الجثث كانت مؤلمة، وسط بكاء وعويل الأهالي،. الماء الذي كان مصدرًا للحياة، تحول إلى مزيج من الدماء والأشلاء.

لم تتوقف معاناة الأهالي عند هذا الحد، فقد فقدوا أحباءهم، وجُرحوا في أجسادهم وأرواحهم، نقص المياه تفاقم، حيث تلوثت البئر، الخوف والرعب سيطرا على المنطقة، صالات العزاء امتلأت بالحزن، والأطفال فقدوا براءتهم، وأمهاتهم، ومعيليهم.

يقول أحد المواطنين: “حسبنا الله ونعم الوكيل، سحبوا الجثث من بين الماء، هذه جرائم سلمان عند حفار مياه استهدف العاملين في الحفار، دون أي ذنب، وهذه أشلاء مواطنين، والله ما تسير يا سلمان، هذه الجريمة دون حساب أطفال لقيناهم أشلاء مقطعة”.

تجاوزت أصداء هذه الجريمة حدود اليمن، ونددت منظمات حقوق الإنسان بالجريمة، واعتبرتها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، لكن هل يكفي التنديد لوقف شلال الدم في اليمن؟

قصة بئر الماء في تعز هي قصة حزينة من آلاف قصص جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، إنها قصة تروي وحشية جريمة حرب ومعاناة المدنيين، إنها صرخة مدوية تطالب بوقف العدوان، وحماية الأبرياء، وإنقاذ ما تبقى من إنسانية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان السعودی الأمریکی النساء والأطفال هذه الجریمة جریمة حرب أسفرت عن

إقرأ أيضاً:

جرائم العدوان خلال3,900 يوم

وأوضح المركز أن إجمالي الشهداء والجرحىخلال3,900 يوم من العدوان والحصار، بلغ 54,219 مدنياً بينهم 19,446 شهيداً و34,773 جريحاً، فيما بلغ عدد ضحايا الأطفال 4,244 شهيداً و5,401 جريحاً، وعدد الرجال 12,659 شهيداً و26,135 جريحاً، فيما بلغ عدد النساء 2,543 شهيدة و3,237 جريحة.

وأشار المركز إلى أن العدوان استهدف 15 مطاراً و16 ميناءً و488 محطة ومولد كهرباء، إلى جانب 716 شبكة ومحطة اتصال، 3,577 خزان مياه، 2,501 منشأة حكومية، و8,869 طريقاً وجسراً.

ولم يتوقف العدوان عند هذا الحد، بل استهدف وفق الإحصائية ، 467 مصنعاً، 642 ناقلة وقود، 16,686 منشأة تجارية، 503 مزرعة دجاج ومواشي، 12,196 وسيلة نقل، و581 قارب صيد، إضافة إلى 1,172 مخزناً للأغذية، 565 محطة وقود، 735 سوقاً، و1,504 شاحنات غذاء.

كما طال التدمير البنية التحتية للمنازل والمؤسسات العامة، حيث استُهدفت 622,354 منزلاً، 203 منشآت جامعية، 2,018 مسجداً، 431 منشأة سياحية، و475 مستشفى ومرفق صحي، إضافة إلى 1,487 مدرسة ومرفقاً تعليمياً، 14,231 حقلاً زراعياً، 157 منشأة رياضية، 301 موقع أثري، و75 منشأة إعلامية.

 

مقالات مشابهة

  • حل لغز جريمة قتل بشعة لم تشهدها الكويت في تاريخها بعد نحو 3 أعوام من وقوعها
  • مركز حقوقي: ارتفاع إصابات العيون بين المدنيين في غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر
  • بعد 3 أعوام.. حل لغز جريمة لم تشهدها الكويت في تاريخها
  • ارتفاع عدد شهداء الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة إلى 70 ألفا و373 شهيدا
  • المرصد السوري: إنفلات أمني يهدد المدنيين ويُنذر بمزيد من الفوضى في اللاذقية
  • مركز عين الإنسانية يكشف عن إحصائية جرائم العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن خلال 3900 يوم
  • جرائم العدوان خلال3,900 يوم
  • استشهاد وجرح (54,219) مدنيا خلال 3,900 يوم من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي
  • مركز التعامل مع الألغام: 10,689 شهيداً وجريحاً بمخلفات الحرب والقنابل العنقودية حتى ديسمبر 2023
  • اليمن يحيي اليوم العالمي لحقوق الإنسان ويؤكد التزامه بحماية المدنيين