المنامة تحتضن مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي برعاية ملك البحرين وحضور شيخ الأزهر
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
تستضيف العاصمة البحرينية المنامة يومي 19 و20 فبراير الجاري مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي تحت شعار "أمة واحدة ومصير مشترك"، بمشاركة أكثر من 400 شخصية من العلماء والقيادات والمرجعيات الإسلامية والمفكرين والمثقفين والمهتمين من مختلف أنحاء العالم، وذلك بتنظيم من الأزهر الشريف، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين، ومجلس حكماء المسلمين وبرعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر أ.
ويأتي المؤتمر استجابةً لدعوة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر خلال ملتقى البحرين للحوار في نوفمبر 2022، لتعزيز وحدة المسلمين وتقوية الشأن الإسلامي، حيث يسعى المؤتمر إلى الانتقال من خطاب التقارب إلى تعزيز التفاهم حول المشتركات والتحديات، والتأسيس لآلية حوار علمي دائمة على مستوى علماء ومرجعيات العالم الإسلامي.
كما يهدف إلى لمِّ شمل الأمة بمكوناتها المتعددة، وتسليط الضوء على مساحات الاتفاق الواسعة بين المسلمين، ومنهج التعامل معها باعتبارها منطلقًا للحوار بين المذاهب المختلفة، بالإضافة إلى تعزيز دور العلماء والمرجعيات الدينية في رأب الصدع ونبذ خطاب الكراهية، والعمل على تجديد الفكر الإسلامي لمواجهة أسباب الفرقة والنزاع والتحديات المشتركة، وإبراز التجارب الناجحة في هذا المجال.
وأكد فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي يُمثل فرصةً بالغة الأهمية لمعالجة جذور الخلافات، وتجاوز النزاعات الطائفية والتوترات المذهبية التي تضعف كيان الأمة، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، يدرك جيدًا أهمية تعزيز الحوار الإسلامي - الإسلامي، لتحقيق التفاهم والوحدة، ولمِّ شمل الأمة، لافتًا إلى أن هذا المؤتمر يهدف إلى تأسيس منصة دائمة للحوار بين مختلف المرجعيات الدينية والفكرية، لضمان استدامة التعاون والتفاهم، وتحقيق تضامن حقيقي بين كافة مكونات الأمة الإسلامية.
من جانبه، صرح معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر، بأن رعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لهذا المؤتمر تأتي تأكيدًا لحرصه الكبير على كل ما من شأنه لمُّ شمل الأمة وتعزيز الوحدة بين المسلمين، وتكريس قيم التعايش والتعاون والتكامل والإخاء، مشيدًا بجهود حكومة مملكة البحرين لإنجاح هذا الحدث الكبير، ومعربًا عن تقدير المملكة لجهود فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في دعم وحدة الصف الإسلامي وتعزيز الشأن الإسلامي.
وأوضح المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي استجابةً لواجب ديني وإنساني تجاه الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أن التحديات الراهنة تتطلب صياغة حلول جذرية تعيد للأمة وحدتها ومكانتها، مؤكدًا أن مجلس حكماء المسلمين لديه قناعة راسخة بأن الحوار هو السبيل الأوحد لتحقيق وحدة الصف الإسلامي، معربًا عن أمله في أن يشكل هذا المؤتمر محطة رئيسية تُسهم في تأسيس شراكات جديدة بين مختلف المرجعيات الإسلامية، وترسّخ قيم الأخوة والتعاون لضمان انتقالها إلى الأجيال القادمة، موجهًا الشكر لمملكة البحرين على استجابتها لنداء شيخ الأزهر لعقد هذا المؤتمر الذي يركز على المشتركات وينبذ كل أسباب الفرقة والاختلاف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء مجلس حكماء المسلمين الملك حمد بن عيسى آل خليفة الأيام البيض ملك مملكة البحرين المزيد فضیلة الإمام الأکبر الحوار الإسلامی حکماء المسلمین الأزهر الشریف هذا المؤتمر شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر: «الاعتراف بالتعددية المذهبية والفكرية واحترامها ضرورة لفهم التاريخ الإسلامي»
أكد الدكتور إيهاب شوقي، المشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الاعتراف بالتعددية المذهبية والفكرية واحترامها يمثل ضرورة لفهم التاريخ الإسلامي بشكل علمي وواقعي.
وقال خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، إن "تاريخ الإسلام ليس رواية واحدة"، مشيراً إلى استحالة تقديم التاريخ الإسلامي من منظور أحادي، لأن التعدد يمنحنا فهماً أعمق وأكثر تنوعاً للأحداث والوقائع.
وأوضح شوقي أن دراسة آراء العلماء عبر العصور ضرورة لا غنى عنها، بدلاً من الاكتفاء بقراءة واحدة "مترفة" أو انتقاء الروايات التي توافق الهوى فقط، مضيفاً أن كثيراً من الأحداث التي يستند إليها المتطرفون لا تمتلك رواية واحدة متفقاً عليها.
وشدد على أن "قولنا إن التاريخ الإسلامي ليس له رواية واحدة لا يعني إنكار الأحداث أو التشكيك في التراث، بل دعوة للبحث العلمي المنهجي والانفتاح على الأصوات المختلفة داخله".
وأشار إلى أهمية مبدأ التجرد والموضوعية في تناول التاريخ، موضحاً أن الاستفادة الحقيقية لا تتم إلا عبر قراءة محايدة للأحداث، بعيدة عن التوظيف السياسي أو الأيديولوجي، والاعتراف بالسلبيات كما الإيجابيات.
ولفت إلى أن التاريخ الإسلامي لا ينبغي أن يُختزل في الجانب العسكري فقط، بل يجب إبراز بعده الحضاري، بما يشمل الفنون والعلوم والفلسفة والعمران وقيم التعايش والتسامح.
كما دعا شوقي إلى استخلاص الدروس من التاريخ دون تقديس الأحداث، مبيناً أن الهدف ليس التمجيد أو البكاء على مجد ضائع، بل الفهم والتحليل للاستفادة في واقعنا المعاصر، كما فعل ابن خلدون في مقدمته الشهيرة، التي أصبحت مرجعاً لعلم الاجتماع الحديث.
ولفت شوقي بأن المنهج العلمي في دراسة التاريخ الإسلامي يقوم على التدقيق والنقد وفهم السياقات والمقارنة، بعيداً عن النقل السطحي أو التلقين. مؤكداً أن "القراءة العلمية الواعية تحوّل التاريخ الإسلامي من مادة للصراع إلى مصدر إلهام حضاري يضيء لنا طريق الحاضر والمستقبل".