هل هي الحرب الكبرى أم حافة الهاوية؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
ناصر قنديل
– نحن في قلب الحرب المفتوحة، مفتوحة زمنياً ومفتوحة سقوفها على الاحتمالات، لكنّها ليست بعدُ الحرب الكبرى، إذا وصفنا الحرب الكبرى بتلك الحرب التي تسقط معها كل الضوابط والسقوف والخطوط الحمراء. وهذه الضوابط والخطوط الحمراء التي توصف بالحرب الكبرى لا تزال تتمثل من جهة، باستهداف العمق السكاني في العاصمة أو ضاحيتها على الأقل بصورة عشوائية، واستهداف البنى المدنية الخدمية من مطار ومرفأ وكهرباء واتصالات ومستشفيات وسواها، ومن جهة موازية باشتعال الجبهات في محاولة التقدّم البري، بواسطة فرق المشاة والآليات، لكن عدد الشهداء والجرحى وحجم اتساع الاستهداف جغرافياً وشموليّته يضعُنا على حافة الهاوية لبلوغ الحرب الكبرى.
– بالتأكيد ليس ما يجري مجرد غضب ولا انتقام، وفيه بعض من هذا وذاك، لكنه يجري بوظيفة سياسيّة، وأمامنا اليوم حصيلة اعتداءات وجرائم تقارب الـ 10 آلاف بين شهيد وجريح خلال أيام قليلة، وحصيلة أمس وحدها تسجل أعلى رقم للشهداء والجرحى في يوم واحد من الحرب منذ 7 أكتوبر طوفان الأقصى، والهدف يرتبط بالسعي لتعويض الفشل بالمزيد من النار، والفشل هو في قدرة حزب الله على احتواء الضربات التي كانت مصمّمة لإسقاطه بالضربة القاضية المصممة أمريكياً والتي تفوق قدرات كيان الاحتلال وجاءت هدية تعوّض حال الانهيار التي عاشها قادة الكيان بعد ضربة الـ 8200 التي أحبطت عمليات الاغتيال وما صمم بالترابط معها أمريكياً بهدايا هي ملفات الاغتيال والداتا المرتبطة بالقادة المستهدَفين، فخرج قادة الكيان يقولون لا نريد الحرب ولا التصعيد قبل أن تصل جرعات الدعم. وهذا معنى أن يتم استهداف 5 بالألف من بيئته و5% من بنيته بضربة واحدة، أي ما يعادل 50 ألف جندي أميركي و175 ألف مدني أميركي بين قتيل وجريح بضربة واحدة خلال ثوانٍ، وهو ما يعادل عشرين مرة ما حدث في 11 أيلول 2001، عبر استهداف برجي التجارة الأمريكية، وأن يخرج حزب الله في اليوم التالي لاستئناف جبهة الإسناد بكفاءة أعلى استدعى هدية أمريكية لاحقة، هي عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية وربما الطائرة التي نفذتها والقنابل التي استخدمتها، لكن حزب الله مجدداً احتوى الصدمة وذهب إلى حيفا بصواريخه نحو مؤسسات الثقل الاستراتيجيّ للكيان، محققاً في الوقت نفسه معادلة، تريدون إعادة المهجرين بالقوة، سوف يزيد عدد المهجرين.
– المعادلة الجديدة التي يحاول قادة الاحتلال خلقها بواسطة هذا الشلال من الدماء، هي توازن ضغط قضية التهجير، ذلك أن المهجرين من شمال فلسطين المحتلة، ليسوا أكثر عدداً من مهجري جنوب لبنان، لكنهم معضلة سياسية بعكس مهجري الجنوب المحافظين على مساندتهم للمقاومة وصبرهم على المعاناة. وفي الكيان التهجير المتمادي والمتفاقم يتحدى صورة الجبروت وقدرة الردع الإسرائيلية، بينما في لبنان هو ثمن لا بد منه ترجمة للوقوف وراء المقاومة، لذلك يجري التوجّه لخلق معادلة جديدة تهجير أعداد أكبر بكثير ليست بالضرورة من صنف مؤيدي المقاومة ذاته، وحجمها فوق قدرة المقاومة على الاحتواء والإيواء، وتحويل قضية مهجري الجنوب إلى قضية وطنية تضغط على العمق اللبناني طلباً لحل سريع، هو ما يُراهن عليه أمريكياً وإسرائيلياً لفتح باب التفاوض على معادلة وقف النار بمعزل عن غزة وإعادة المهجرين على جانبي الحدود.
– ردود حزب الله التي تستهدف المنشآت الاستراتيجية لجيش الاحتلال، لكنها تصيب عمق الشمال الجديد في حيفا، وتفتح طريق المزيد من التهجير، وإقامة توازن أشد قوة في التهجير نفسه، لكنه تهجير يحمل عنواناً سياسياً يدفع قيادة الكيان نحو أحد ثلاثة أبواب، قصف العمق اللبناني وتلقي الرد المماثل بما يتضمن من مفاجآت، أو تفعيل الجبهة البريّة واكتشاف ما ينتظر جيش الاحتلال عندها، أو العودة إلى المربع الأول المتمثل باتفاق حول غزة يُنهي الحرب حتى يتوقف إطلاق النار على جبهة لبنان ويعود المهجّرون.
– نحن على حافة الهاوية لأن التوجه الأمريكي بدعم الكيان لا يزال عند وهم فصل الجبهات والتمهيد لاتفاق في غزة بشروط الاحتلال. وهذا يجعل الخيارات بين حرب الأعماق التي يخشاها الكيان ويريد من حزب الله أن يبدأها، وهو لم ولن يفعل، وإلا فنتوقع على طريقة حرب تموز 2006 ولكن أسرع بكثير الاندفاع نحو اختبار الحرب البرية التي ينتظرها المقاومون بفارغ الصبر.
– هذه الجولة تضعنا أمام استحالة النهايات الرمادية.
* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الحرب الکبرى حزب الله
إقرأ أيضاً:
الشيخ خالد الجندي: الرئيس السيسي حمى القضية الفلسطينية ومنع التهجير
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أننا نعيش "لحظات فارقة لم نكن نحلم بها"، مشيرًا إلى أنه طوال حياته كان يأمل في أن يرى انفراجة في القضية الفلسطينية لصالح الشعب الفلسطيني العظيم، وقد تحققت هذه الأمنية بفضل الله تعالى على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد: "هذا الشعب راهن على قيادته، وصدق رهانه، فقد اختار قائدًا أثبت ثباته في مواضع تذل فيها الرجال، وتحدث بشرف في أيام عزّ فيها الشرف، وأثبت بطولته في زمن ندر فيه الأبطال"، مؤكدًا أن الرئيس السيسي نال احترام وتقدير العالم كله.
الشيخ خالد الجندي عن أهل غزة: المؤمن المتمسك بعقيدته لا يُقهر
خالد الجندي محذرًا: لا ترددوا هذه الأدعية على النفس.. ومصايبنا جبناها بلساننا
يخالف القرآن.. خالد الجندي يحذر من مقولة "اعمل الخير وارمه البحر"
خالد الجندي: "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً" ليست آية في القرآن
وأضاف الشيخ خالد الجندي "أنا فخور جدًا بما قام به الرئيس من مواقف مشرفة وثبات وحكمة أجبرت العالم على احترام رأيه والانصياع له، فقد حمى القضية الفلسطينية، وحمى الأمة العربية، وصان أمن مصر بفضل الله تعالى".
وشدد الشيخ خالد الجندي على أن "الذين كانوا يشككون في القيادة المصرية ويهاجمون من يثقون في الرئيس، يعيشون اليوم قمة الندم"، مؤكدًا أن "النتائج على أرض الواقع خير دليل على صواب الرؤية المصرية".
وتابع الشيخ خالد الجندي "اختيار هذا القائد أمر مشرف للغاية، ومن أراد أن يصف هذا بالكلام المكرر أو التطبيل فليقل ما يشاء، فلن يبقى في الساحة إلا الصادق في كلمته وانتمائه".
ودعا الشيخ خالد الجندي "نسأل الله أن يتمم الأمر على خير، وأن يكتب النصر والثبات والنجاة لإخواننا وأبنائنا في غزة، وأن يحفظ مصرنا ورئيسها من كل سوء، فقد منع الرئيس السيسي مؤامرة التهجير التي سعى إليها العالم كله، وقالها بكل شجاعة: لا للتهجير".