سفينة صينية تصل إيران تكشف عن تطورات في برنامج طهران الصاروخي
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
(CNN)-- أظهرت بيانات تتبع السفن أن أول سفينة من اثنتين تحملان 1000 طن من مادة كيميائية صينية الصنع يمكن أن تكون مكونًا رئيسيًا في الوقود لبرنامج الصواريخ العسكرية الإيرانية قد رسا خارج ميناء بندر عباس الإيراني، الخميس.
وقد يكون هذا إشارة إلى أن برنامج إنتاج الصواريخ الإيراني عاد إلى العمل كالمعتاد بعد الهجمات المدمرة والمحرجة التي شنتها إسرائيل على مصانع رئيسية العام الماضي.
وغادرت السفينة، جولبون، ميناء تايكانج الصيني قبل 3 أسابيع محملة بمعظم شحنة 1000 طن من بيركلورات الصوديوم، المادة الأولية الرئيسية في إنتاج الوقود الصلب الذي يغذي الصواريخ التقليدية متوسطة المدى الإيرانية، وفقا لمصدرين استخباراتيين أوروبيين.
ويمكن أن يسمح بيركلورات الصوديوم بإنتاج الوقود الكافي لنحو 260 محرك صاروخي صلب لصواريخ خيبر شكن الإيرانية أو 200 صاروخ باليستي من طراز الحاج قاسم، وفقا لما قالته مصادر استخباراتية لشبكة CNN.
وتأتي هذه الشحنة في الوقت الذي عانت فيه إيران من سلسلة من الانتكاسات الإقليمية مع الهزيمة الجماعية التي تعرض لها حلفاؤها: سقوط بشار الأسد في سوريا وخسائر حزب الله في لبنان.
وفي أعقاب الضربة الإسرائيلية على منشآت إنتاج الصواريخ الإيرانية في أكتوبر/تشرين الأول، اعتقد بعض الخبراء الغربيين أن الأمر قد يستغرق عامًا على الأقل قبل أن تتمكن إيران من استئناف إنتاج الوقود الصلب.
وتشير عملية التسليم إلى أن إيران ليست بعيدة عن أو أنها قد تكون قد عادت بالفعل إلى إنتاج صواريخها.
ووفقا للمصادر، تم شراء الشحنة نيابة عن إدارة المشتريات في منظمة الجهاد للاكتفاء الذاتي، وهي جزء من الهيئة الإيرانية المسؤولة عن تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وقالت المصادر، لـCNN، إن السفينة الثانية، جيران، لم يتم تحميلها بعد ولتغادر الصين، ومن المقرر أن تنقل بقية الألف طن إلى إيران، حيث تدير شركة خطوط الشحن الإيرانية، كلا السفينتين، فيما غادرت السفينة جولبون ميناء تايكانج متوجهة إلى إيران في 21 يناير/كانون الثاني.
وتواصلت CNN مع شركة الخطوط البحرية الإيرانية للتعليق.
ولم تتمكن المصادر من تحديد ما إذا كانت الحكومة الصينية على علم بالشحنات قبل التقارير الإعلامية عن تحركاتها في أواخر يناير.
ويعد تسليم بيركلورات الصوديوم في حد ذاته ليس غير قانوني، ولا ينتهك العقوبات الغربية.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ للصحفيين في يناير أن بلادها لم تكن على علم بتفاصيل القضية، لكن الصين التزمت دائمًا بقوانين مراقبة الصادرات وكذلك الالتزامات الدولية للبلاد.
وفرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عقوبات على شركة خطوط الشحن التابعة لإيران، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الشركة هي "خط الشحن المفضل للإيرانيين ووكلاء المشتريات".
وقالت وزارة الخزانة البريطانية إن الشركة "متورطة في أنشطة عدائية" من قبل إيران وسلطت الضوء على روابطها بقطاع الدفاع الإيراني.
وتخضع كل من السفينتين جولبون وجيران لعقوبات أمريكية.
وفي الوقت نفسه، ظلت الصين حليفًا دبلوماسيًا واقتصاديًا لإيران التي تعاني من العقوبات، حيث نددت بالعقوبات الأمريكية "الأحادية الجانب" ضد البلاد ورحبت بطهران في التكتلات الدولية التي تقودها بكين وموسكو مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس.
وتظل الصين أيضًا أكبر مشترٍ للطاقة من إيران، رغم أنها لم تبلغ عن مشتريات النفط الإيراني في بيانات الجمارك الرسمية منذ عام 2022، وفقًا للمحللين.
وعلى الرغم من العلاقات التاريخية بين الصين وقطاع الدفاع الإيراني، يقول المراقبون إن بكين قلصت العلاقات الأمنية على مدى العقد الماضي في سعيها إلى تعزيز العلاقات مع السعودية ودول الخليج الأخرى.
ومع ذلك، فرضت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة عقوبات على عدد من الكيانات الصينية بسبب أدوار مزعومة في دعم إنتاج الطائرات العسكرية بدون طيار الإيرانية كما أشارت التدريبات البحرية المشتركة الأخيرة بين الصين وإيران وروسيا إلى تعميق محتمل للعلاقات الاستراتيجية بين الحكومات.
وقال الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فابيان هينز، لـ CNN: "في حين أن إيران ستحتاج إلى وقود صلب لمجموعة من الصواريخ، بما في ذلك أسلحة الدفاع الجوي الأصغر حجمًا، فإن حصة الأسد من مثل هذه الشحنات من المرجح أن تتجه نحو برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني".
على الرغم من أن تجارة بيركلورات الصوديوم ليست مقيدة بالعقوبات الغربية، إلا أنه يمكن تحويلها كيميائيًا إلى بيركلورات الأمونيوم - وهو وقود وهو منتج خاضع للرقابة.
وقال ، أستاذ الكيمياء غير العضوية في جامعة كوليدج لندن، أندريا سيلا لـCNN: "بيركلورات الأمونيوم هي المادة التي استخدمت في الوقود الصاروخي الصلب لمكوك الفضاء ولا يوجد حقًا الكثير من الأشياء البديلة" التي يمكن استخدام المادة الكيميائية في الشحنات الصينية من أجلها، بصرف النظر عن الوقود الصاروخي والألعاب النارية والوقود، مضيفًا: "بيركلورات لها نطاق ضيق إلى حد ما من الاستخدامات".
وأضاف أن زيادة الضوابط المفروضة على البيركلورات في الغرب جعلت الصين تصبح موردًا بديلًا رئيسيًا لمثل هذه المواد الكيميائية.
وقال مدير برنامج منع الانتشار النووي في شرق آسيا في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، جيفري لويس، لـCNN، إن الصين كانت منذ فترة طويلة "مصدرًا رئيسيًا لبيركلورات الصوديوم لبرامج الصواريخ الإيرانية، ويرجع تاريخها على الأقل إلى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين"، وأضاف: "هذه مجرد أحدث شحنة في نمط عمره عقود".
مشاكل الإمداد
وقال المحلل الدفاعي هينز إنه في حين كانت إيران تتفاخر سابقًا بقدرتها على إنتاج بيركلورات الأمونيوم بنفسها، فإن هذا التسليم يشير إلى اختناقات في سلسلة التوريد حيث لم يتمكن إمداد المواد الأولية المحلية من تلبية احتياجات إنتاج الصواريخ، وأضاف أنها مشكلة يمكن أن تواجهها حتى دول مثل الولايات المتحدة.
وذكر هينز أن البنية التحتية لإنتاج الوقود الصلب في إيران "توسعت بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية - وربما حتى منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023)"، مع بناء مواقع جديدة وتوسيع المواقع الموجودة.
ويبلغ مدى صواريخ خيبر شكن 880 ميلاً (حوالي 1420 كيلومترًا)، وصواريخ مثل الحاج قاسم يمكنها الوصول إلى أهداف على بعد 900 ميل (حوالي 1450 كيلومترًا)، وفقًا لمصدر استخباراتي غربي.
وعلى الرغم من أنها ليست الأسلحة الأكثر تقدمًا من الناحية الفنية في ترسانة إيران، فإن مداها يجعلها مهمة في الهجمات على إسرائيل.
وقال هينز إن الحوثيين المدعومين من إيران استخدموا هذه الصواريخ ضد إسرائيل، على الرغم من أن المسافة تفوق ظاهريًا المدى القياسي للصواريخ، وقال إن تعديلات الرأس الحربي يمكن أن تطيل مداها.
وأضاف أن الوقود الصلب يستخدم أيضًا في الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى - مثل تلك المستخدمة في الماضي ضد القواعد الأمريكية في المنطقة وفي الصادرات إلى روسيا.
وتستخدم الصواريخ الباليستية الإيرانية الأكبر والأقوى عادةً الوقود السائل.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، تم انتشال حطام صاروخ خيبر شكن واحد على الأقل بعد هجوم إيران على إسرائيل في الأول من أكتوبر 2024.
وأكد تحليل من أحد المصادر الغربية أن نحو 50 صاروخًا متوسط المدى يعمل بالدفع الصلب أطلقته إيران على إسرائيل في هذا الهجوم.
وقال مسؤول استخباراتي غربي، لـCNN، إنه على الرغم من أن الأجهزة الأمريكية على علم بالتسليم، إلا أن هناك قلقًا محدودًا بشأن الشحنة.
وأضاف المصدر إنه إذا قامت إيران بتوجيه المواد الكيميائية نحو إنتاج وقود الصواريخ، وخاصة على الأسلحة المخصصة لروسيا، فسيكون ذلك مصدر قلق أكبر.
ورفضت الحكومة الإيرانية التعليق ردًا على الأسئلة التي طرحتها CNN.
إسرائيلإيرانالصينبريطانياروسياالإدارة الأمريكيةالجيش الإيرانيالحكومة الإيرانيةالحكومة الصينيةالعقوبات على إيراننشر الجمعة، 14 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: بريطانيا الإدارة الأمريكية الجيش الإيراني الحكومة الإيرانية الحكومة الصينية العقوبات على إيران الصواریخ الإیرانی على الرغم من أن الوقود الصلب إنتاج الوقود على إسرائیل یمکن أن
إقرأ أيضاً:
رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران يزور العراق ولبنان
قالت وسائل إعلام رسمية إن رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني سيزور العراق اليوم الاثنين قبل أن يتوجه إلى لبنان حيث وافقت الحكومة على خطة لنزع سلاح حزب الله حليف طهران.
ذكر التلفزيون الرسمي إن "علي لاريجاني يغادر اليوم (الاثنين) إلى العراق ثم لبنان في زيارة تستمر ثلاثة أيام وهي أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه الأسبوع الماضي".
ومن المقرر أن يوقع لاريجاني اتفاقية أمنية ثنائية في العراق قبل أن يتوجه إلى لبنان، حيث سيلتقي كبار المسؤولين والشخصيات اللبنانية.
وتأتي زيارته إلى لبنان بعد أن أعربت طهران عن معارضتها الشديدة لخطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله حليف طهران، وهو الموقف الذي أدانته بيروت ووصفته بأنه "تدخل صارخ وغير مقبول".
قال لاريجاني للتلفزيون الرسمي قبل مغادرته: "تعاوننا مع الحكومة اللبنانية طويل وعميق. نتشاور بشأن مختلف القضايا الإقليمية. وفي هذا السياق تحديدًا، نجري محادثات مع مسؤولين لبنانيين وشخصيات نافذة في لبنان".
في لبنان، مواقفنا واضحة. الوحدة الوطنية اللبنانية مهمة ويجب الحفاظ عليها في جميع الظروف. استقلال لبنان لا يزال مهمًا لنا، وسنساهم في تحقيقه.
ووصف علي أكبر ولايتي، المستشار الكبير للمرشد الإيراني، السبت، خطة نزع سلاح حزب الله بأنها امتثال "لإرادة الولايات المتحدة وإسرائيل".
وجاءت حملة نزع السلاح في أعقاب الحرب التي اندلعت العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله .
ويأتي ذلك أيضًا وسط ضغوط من الولايات المتحدة والأحزاب المناهضة لحزب الله في لبنان، فضلاً عن المخاوف من أن إسرائيل قد تصعد ضرباتها إذا ظلت الجماعة مسلحة.
عيّنت إيران لاريجاني، البالغ من العمر 68 عامًا، رئيسًا للمجلس الأعلى للأمن القومي، المسؤول عن وضع استراتيجية الدفاع والأمن الإيرانية. وتتطلب قراراته موافقة المرشد للبلاد، علي خامنئي.
ويأتي هذا التعيين بعد حرب استمرت 12 يوما مع إسرائيل، التي بدأت الصراع بهجوم غير مسبوق على إيران في منتصف يونيو الماضي، حيث ضربت مواقع عسكرية ونووية وسكنية.