الزراعة تفتح منافذ تسويقية لتصدير التمور للأسواق العالمية
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
الاقتصاد نيوز _ بغداد
أعلنت وزارة الزراعة، اليوم الجمعة، عن خطة لزيادة النخيل إلى 30 مليون نخلة خلال 5 سنوات، فيما كشفت عن فتح منافذ تسويقية لتصدير التمور للأسواق العالمية.
وقال الناطق باسم الوزارة محمد الخزاعي، في حديث لوكالة الأنباء العراقية تابعته "الاقتصاد نيوز"، إن "العراق يشهد طفرة كبيرة في أعداد النخيل، حيث تجاوز العدد 22 مليون نخلة، وذلك بفضل المشاريع الاستثمارية الكبرى التي نُفذت في عدد من المحافظات".واوضح أن "من بين هذه المشاريع، مشروع شركة المهندس الذي زرع أكثر من مليون نخلة، إضافة إلى مشاريع العتبات المقدسة في كربلاء (العباسية والحسينية) والنجف الأشرف"، مشيرا الى ان "الفلاحين والمزارعين بدأوا في إعادة الاهتمام بزراعة النخيل نتيجة للدعم الذي وفرته وزارة الزراعة والحكومة الحالية، ومن أبرز هذه العوامل توفير منافذ تسويقية جديدة لتمور العراق في الأسواق العالمية".
واضاف، أن "العراق نجح في زراعة أصناف جديدة من النخيل ذات الجودة العالية تُباع في الأسواق الدولية بأسعار مرتفعة، مما أسهم في تحفيز المزارعين والمستثمرين على التوسع في هذا القطاع".
وبين، ان "الجولات الخارجية المتعددة لوزير الزراعة أسفرت عن فتح منافذ تسويقية مباشرة لتصدير التمور العراقية إلى دول عدة، منها المغرب وتركيا، بالإضافة إلى عدد من الدول الأوروبية مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا، مع وجود خطط للتوسع إلى بريطانيا".
ولفت، إلى أن "الاهتمام الحالي بزراعة النخيل سيؤدي، خلال السنوات الخمس المقبلة أو أقل، إلى تجاوز حاجز 30 مليون نخلة، وهو ما يعد إنجازًا كبيرًا للعراق، بعد التحديات التي واجهها هذا القطاع في السنوات الماضية".
وتابع، أن "العراق يستعيد مكانته الطبيعية بين الدول البارزة في سوق النخيل والتمور العالمية، ليس فقط على صعيد الزراعة، بل أيضًا في الصناعات المرتبطة بالتمور التي تحظى بقبول واسع في الأسواق الدولية".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ملیون نخلة
إقرأ أيضاً:
مصر لا تفتح حدودها بالفوضى… ولا تُغلق قلبها عن غزة
في زمنٍ تطغى فيه الفوضى على المنطق، وتضيع الحقائق تحت ركام الشائعات والدعايات المسمومة، يصبح من السهل أن تُوجّه الاتهامات جزافاً، ويُلقى على مصر من الباطل ما لا تحتمله الوقائع. في زحام هذا التزييف، برزت أقلام اعتادت الاصطياد في الأزمات، تحاول عبثاً تحويل مصر من داعم أصيل إلى متهم زائف. ذلك الانزلاق الأخلاقي والسياسي لم يكن إلا محاولة واهنة للنيل من دولة لم تتخل يوماً عن قضيتها المركزية، ولم تساوم على ثوابتها. فالقاهرة تتحرك بمنطق الدولة، وتحتكم لسيادة القرار، لا تُربكها الضغوط، ولا تستفزها حملات التشويه، لأنها تدرك هويتها، وتُحسن قراءة اللحظة، وتفعل حين يكون الفعل أبلغ من كل خطاب.
معبر رفح ليس بوابة عاطفية تُفتح تحت ضغط الأصوات المرتفعة، بل منفذ سيادي تُديره مؤسسات دولة تُدرك معنى القرار المسؤول وتتحمل تبعاته. الموقف المصري بعدم فتح المعبر بشكل شامل وعشوائي لم يكن تنصلاً من الدعم، بل حماية لحدودها من الانفلات، ورفضاً قاطعاً لتحويل سيناء إلى امتداد لأزمة لا تملك مصر مفاتيحها. فالجانب الفلسطيني من المعبر يخضع لسلطة احتلال تتحكم في المرور، وتمنع الإغاثة، وتقصف الطرق، بينما تُتهم القاهرة زوراً بأنها تُغلق الأبواب. من يطالب مصر بفتح الحدود دون قيد، إنما يدعوها فعلياً للمشاركة في مشروع تهجير تُحاك تفاصيله في العلن، متجاهلاً أن معبر رفح لم يُغلق يوماً من جانبها، وأن التعطيل الحقيقي مصدره من يحتل الأرض ويتحكم في مفاصلها.
مصر ليست ساحة لتصفية الحسابات، ولا متنفساً لغضب خارجي، بل دولة تُدير حدودها بعقل السيادة، وتقدم الدعم بالفعل لا بالضجيج. آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية تدفقت عبر رفح، الجرحى وُضعوا تحت الرعاية الطبية، والمستشفيات الميدانية أنشئت في قلب الأزمة، والطائرات أغاثت من السماء… وكل ذلك بصمت، لأن مصر لا تعلن دعمها… بل تنفذه. وكأنها تقول للعالم: صوت غزة لن يُسكت ما دامت مصر حاضرة.
وفي لحظة بالغة الحساسية، جاء بيان وزارة الخارجية المصرية ليضع النقاط على الحروف، ويوثق الحقائق في وجه حملات التزييف الممنهجة. المعبر المصري لم يُغلق، والتنسيق مستمر، والعبور مرهون بالسيطرة، لا بالفوضى. أما الطرف الذي يمنع ويفرض ويقصف، فهو ذاته الذي يُمسك بالمفاتيح ويتحكم في المعابر. حقيقة واضحة، لكن يتم التعمية عنها عمداً في ضجيج الاتهامات الجاهزة والتضليل المتعمد.
مصر لا تنتظر عرفاناً، ولا تسعى للأضواء، إنها دولة تُعرف نفسها بالفعل لا بالتصفيق، وتفرض حضورها بما تنجزه لا بما تروج له. لا تبتز ولا تُبتز، ولا تساوم على الثوابت ولا تتنازل عن السيادة. تدعم القضية الفلسطينية لأنها مسؤولية تاريخية متجذرة في وجدانها، لا ورقة تفاوض عابرة. وهي وتحمي أمنها لأنها تدرك أن السيادة لا تُجزأ، ولا تُدار بالمجاملات. ومن يطلب منها التخلي عن هذه المبادئ، فليبحث له عن وطن بلا حدود.مصر لا تُغلق أبوابها، لكنها تفتحها بمنطق الدولة، لا استجابة للضغط أو المزايدات. تمارس دورها كما يليق بدولة تعرف ثقلها الإقليمي ومسؤولياتها الاستراتيجية. ومن لا يُدرك كيف ترتبط جغرافيتها بأمنها القومي، لن يفهم لماذا تقف القاهرة بهذا الحزم والاتزان.
أما دعمها لغزة، فلم يكن يوماً استثناءَ ظرفياً، بل نهج ثابت تجسد في الحرب كما في الإعمار، في ممرات الإغاثة كما في جهود التهدئة، وفي المبادرات التي تُطلق بصمت حين تُغلق كل الأبواب.
تلك هي مصر… لا ترفع صوتها عبثاً، ولا تصمت ضعفاً. حين تتكلم تُنجز، وحين تصمت تُمهد لما هو أعظم.
اللهم كن لغزة وأهلها عوناً ونصيراً، وادفع عنهم البلاء والعدوان، واربط على قلوبهم كما ربطت على قلوب الصابرين.