التأكيد على أهمية الاستثمار لتطوير الأنظمة الرقمية في إدارة الوثائق والمحفوظات
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
أكدت توصيات وقرارات المؤتمر الدولي الثالث للمكتبات والمعلومات على أهمية تشجيع الاستثمار في تطوير الأنظمة الرقمية والبرمجيات الداعمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة الوثائق والمحفوظات لتوفير بيئة رقمية متكاملة تضمن سهولة الوصول إلى المعلومات وتحليلها وتحسين عملية صنع القرار، واستثمار مؤسسات المعلومات ودوائر الوثائق في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الفهرسة والتصنيف والبحث واسترجاع المعلومات، جاء ذلك في ختام المؤتمر الذي نظمته الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات خلال الفترة من 11 إلى 13 فبراير الجاري تحت شعار "تعزيز خدمات المكتبات والمعلومات والأرشيف باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي" بمشاركة واسعة من أساتذةٍ وباحثين ومتخصصين وممثلي المكتبات في سلطنة عمان والوطن العربي وذلك بفندق معاني بمسقط.
وسجلت جلسات اليوم الأخير تفاعلا كبيرا ونقاشات هادفة أثرت الجلسات وأوراق العمل المقدمة وعززت من مخرجات المؤتمر حيث أقيمت اليوم جلسات اليوم الثالث والختامي للمؤتمر بتقديم الجلستين العاشرة والحادية عشرة، حيث تضمنت الجلسة العاشرة أربع أوراق عمل الأولى تناولت "دور الذكاء الاصطناعي فـــي التخطيط وصنع القرار بمراكز مصادر التعلم: دراسة حالة وزارة التربية والتعليم بسلطنة عُمان" قدمها أحمد المحروقي وليلى العقيلية، أما الورقة الثانية فتناولت "تأثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي فـــي تحسن تجربة القراءة لدى المكفوفين دراسة حالة" قدّمتها الدكتورة مريم الشيزاوية، وتضمنت الورقة الثالثة "تحديات دمج الذكاء الاصطناعي في إدارة المعرفة المؤسسية في المكتبات الأكاديمية" قدمتها حليمة البلوشية وأماني الرواحية، وتضمنت الورقة الرابعة "تقنيات الذكاء الاصطناعي فـــي المكتبات الأكاديميـة بسلطنة عُمان: الواقع والتحديات" قدمتها نجلاء البلوشية.
كما تضمنت الجلسة الحادية عشرة من المؤتمر التي أدارتها الدكتورة موزة السعدية ثلاث أوراق عمل تتضمن الأولى "تطبيقات أدوات الذكاء الاصطناعي ودورها في تطوير مراكز التعلم المدارس الحكومية في سلطنة عُمان" قدمتها نورة الرئيسية وحمدة البادية وجميلة العامرية، وتضمنت الورقة الثانية "توظيف الذكاء الاصطناعي في المكتبات ومراكز المعلومات دراسة تحليلية نقدية المقالات المنشورة بقاعدة بيانات سكوبس في ٢٠٢٤" قدمها الدكتور حمد العزري وخديجة العبرية وهالة المعمرية، أما الورقة الثالثة فتناولت "استخدام الذكاء الاصطناعي في المكتبات والمؤسسات العُمانية والتحديات المصاحبة لتطبيقها" قدمتها جيهان السعيدية.
مخرجات مهمة..
وفي ختام الجلسات والحلقات النقاشية المصاحبة استعرض عبدالله بن سالم الهنائي رئيس الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات قرارات وتوصيات المؤتمر والتي أكد خلالها على أهمية هذه المخرجات لتعزيز الذكاء الاصطناعي في إدارة الوثائق والمكتبات، وتحسين الخدمات الطبية والتعليمية، والمكتبات العُمانية، فقال: خرج المؤتمر الدولي الثالث بعدة توصيات وقرارات مهمة حيث أكدت التوصيات على أهمية استثمار مؤسسات المعلومات ودوائر الوثائق في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الفهرسة والتصنيف والبحث واسترجاع المعلومات، وتشجيع الاستثمار في تطوير الأنظمة الرقمية والبرمجيات الداعمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة الوثائق والمحفوظات لتوفير بيئة رقمية متكاملة تضمن سهولة الوصول إلى المعلومات وتحليلها وتحسين عملية صنع القرار باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، كما أكد المؤتمر على أهمية تطوير برامج تدريبية موجهة لأمناء المكتبات والكوادر المعلوماتية لتعزيز مهارات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وعلى ضرورة توفير الدعم المالي والمادي لدعم البرامج التدريبية التي ترفع مستوى الوعي لدى موظفي دوائر الوثائق ومؤسسات المعلومات حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف: من بين توصيات المؤتمر التأكيد على ضرورة تعزيز الشراكات والتعاون المؤسسي بين المكتبات ودوائر الأرشيف والمؤسسات الأكاديمية والبحثية لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودعم الدراسات التحليلية حولها، وتشجيع التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتبادل الخبرات وتنفيذ مشاريع مشتركة في التحول الرقمي وإدارة المعرفة، وإرساء سياسات وأطر تنظيمية لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مؤسسات المعلومات بشقيها المكتبات ودوائر الأرشيف، مع مراعاة المعايير الأخلاقية والمهنية والممارسات العالمية الفُضلى، وأكدت التوصيات على ضرورة تحديث قانون الوثائق والمحفوظات بسلطنة عُمان لتضمين نصوص قانونية متعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الوثائق والمحفوظات، ومواءمة البرنامج الوطني للتحول الرقمي الحكومي (2021-2025) - وغيرها من البرامج الوطنية المستقبلية - مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وبما يعزز إمكانية الاستفادة من هذه التقنيات في إدارة الوثائق والمحفوظات، وعلى ضرورة تشجيع البحث العلمي والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مؤسسات المعلومات، ونشر نتائج الأبحاث والدراسات العلمية لتعميم المعرفة وتحفيز الابتكار في هذا المجال، بالإضافة إلى أهمية تبني حلول الذكاء الاصطناعي لتطوير خدمات المعلومات والوثائق باستخدام الذكاء الاصطناعي وبما يتناسب مع احتياجات المستخدمين في العصر الرقمي، والاستفادة من التجارب الدولية والمحلية في استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير خدمات المعلومات وادارة الوثائق.
يذكر أن تنظيم الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات للمؤتمر جاء بهدفِ تبادلِ المعرفةِ وتشارُكِها بين الأساتذةٍ والباحثين والمتخصصين والمهتمين بالمجال من داخلِ سلطنة عمانَ وخارجِها، ورفْدِ الإنتاج الفكريِّ في مجالِ المكتبات والمعلومات والأرشيف، بمحتوى علميّ يُسهم بدوره في الرقيّ بهذا المجالِ وتطويرِه، وتفعيل التواصل العلميِّ المشترك بين المتخصصين والمهتمين، وتطويرِ المهنة وجعلها مواكبةً للتطورات العلمية، وكان المؤتمر ركيزة علمية مهمة أتاح المجال للباحثين والمهتمين بالتخصُّص؛ للدراسة والبحث اللذينِ من شأنِهِما تطويرِ التخصصِ وممارساتِهِ المهنية، وإيجادِ البيئةِ الملائمةِ للتواصلِ العلمي الفاعلِ بينهم داخل السلطنةِ وخارجها، وركَّزَتْ محاوِرُ المؤتمرِ على موضوعِ الذكاء الاصطناعي، وتطبيقه في كلٍ من: إدارة المعرفة، والخدمات العامة والفنية بالمكتبات ومؤسسات المعلومات، وتدريس علم المكتبات والمعلومات والأرشيف، وجاء اختيار موضوعِ المؤتمر مواكبًا للتغيرات الحاصلةِ بالتخصص، ومتزامِنًا مع التطوراتِ العالميةِ في العلومِ المختلِفَةِ، كونُ مجالِ المكتباتِ والمعلوماتِ والأرشيفِ جزءًا لا يتجزأُ من منظومةِ هذهِ العلومِ، وحجر أساس في العديدِ منها، إضافة إلى التأكيدِ على رؤيةِ السلطنةِ وتوجُّهِهَا نحوَ التحوُّل الرقمي، وتفعيل الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحديثة في خدماتها.
وتعد مخرجات المؤتمر خطوة مهمة لتعزيز المعرفة والمعلومات وتنظيم المكتبات والارشفة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی إدارة الوثائق والمحفوظات الذکاء الاصطناعی فی إدارة تطبیقات الذکاء الاصطناعی تقنیات الذکاء الاصطناعی للمکتبات والمعلومات مؤسسات المعلومات على ضرورة على أهمیة
إقرأ أيضاً:
متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟
د. عمرو عبد العظيم
السؤال المطروح في العنون يشغل بال الكثير من الطلبة والباحثين والكُتاب؛ حيث يقع الكثير منهم في حيرةٍ.. هل نستخدم الذكاء الاصطناعي في كتابة البحوث والمقالات أم يُعد ذلك سرقة أدبية؟
وإذا كانت الإجابة "نعم يمكن استخدامه ليكتب عنك" فيكون السؤال: وما دورك أنت إذن في هذه الحالة؟ وهنا يعُد استخدامه سرقة أدبية، في حين إذا كانت الإجابة لا فلماذا يسعى العالم لتطوير تلك التقنيات للاستفادة منها لتسهيل حياة البشر، مثل ما طوروا العديد من الأدوات البدائية والعمليات اليدوية إلى عمليات آلية تسهل حياة الإنسان ويستطيع من خلالها أن ينجز العديد من المهام في وقتٍ أقل وبمجهودٍ بسيط.
عزيزي القارئ حتى نحل هذه المعضلة، أريد أن أطرح لك التوجه العلمي والعالمي الآن في هذه القضية وكيف تتصرف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في حالة قام الطلبة بالنسخ المباشر من الذكاء الاصطناعي للبحوث والتقارير والأعمال التقييمية التي تُقدَّم لتلك الجامعات.
تضع هذه المؤسسات نسبة مئوية لا تتعدى في الغالب 25 بالمئة تقريبًا كنسبة للاقتباس من الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية المعروفة أو من مصادر أخرى، ودعنا نفصل في الأمر من حيث الناحية المنطقية والعلمية؛ لأنَّ الباحث أو الطالب إذا استخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد بحوثه وتقاريره فيكون في هذه الحالة قد أوقف الإبداع والابتكار، وفَقَدَ عدة مهارات كان يجب عليه أن يكتسبها من خلال دراسته أو بحثه، ومنها مهارة والبحث والاستقصاء وتجميع البيانات وتحليلها والتفكير المنطقي والدقة العلمية وغيرها. ومع الوقت ربما نجد جيلًا تنقصه هذه المهارات بشكلٍ واضح. إذن هل نوقف استخدامه؟ بالطبع لا، لكن هناك عدة معايير يجب وضعها في الاعتبار عن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ونماذجه في إعداد البحوث والتقارير العلمية وغيرها.
ومن هذه المعايير أن يُراعِي المُستخدِم أن يكون الذكاء الاصطناعي مُساعدًا له وليس بديلًا عنه؛ بمعنى أن ينظم له أفكاره ويُوسِّع له من مفرداته ويُساعده في ترتيب الفقرات، ويمكن أن يُعيد تنظيم العناصر ويُراجع الصياغة في بحوثه ويُحسِّنها، ومن هنا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُمثِّل المُشرف الأكاديمي على البحث؛ حيث يستطيع الباحث أن يعرض عليه مراحل البحث مرحلة تلو الأخرى ويطلب منه التصرف كأنه خبير أكاديمي محترف ومشرف خبير في البحوث، ليساعده في أن يُقيِّم كل خطوة وإجراء تم في هذا البحث، ويستطيع الذكاء الاصطناعي أن يُرشده بكل سهولة ويسر حتى يخرج هذا البحث في أفضل صورة.
لأن الباحث هو من يرى الواقع والميدان الذي يُجري فيه البحث، فيمكنه ذلك من اتخاذ القرار الصحيح، وفي الوقت نفسه فالذكاء الاصطناعي لا يمكنه رؤية ذلك بكل تفاصيله فهو مازال تقنية يتحكم فيها الإنسان وفق المعطيات والبيانات التي يمده بها، فهو فقط يرشد الباحث وفق مراحل البحث وظروفه، وبذلك يضمن الباحث أنه استخدم الذكاء الاصطناعي استخدامًا عادلًا كمساعد أو مشرف أكاديمي له.
الخلاصة.. إنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث والكتابة بفاعلية كمساعد دون إلغاء عقولنا أو أن يعوقنا عن تطوير مهاراتنا، يُعد من أهم طرق الاستخدام العادل والمتزن لتلك التقنية، والتي أصبحت لا غنى عنها اليوم في جميع القطاعات وخاصة في قطاع التعليم.
رابط مختصر