يعتبر متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني واحداً من أهم وأكبر المتاحف الخاصة في العالم بمقتنياته الفريدة التي يصل عددها إلى آلاف القطع النادرة، ومقصداً للزوار من داخل قطر وخارجها، بعد أن ذاع صيته دولياً بين المهتمين بكل ما هو قديم ونادر.

يقع متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني خارج المدينة في قلعة مصمّمة على الطراز التقليدي بمزرعة السامرية، ويضم مجموعة المقتنيات الشخصية للشيخ فيصل، بالإضافة إلى مجموعةٍ من الأعمال تشمل الفن الإسلامي والتراث القطري والمركبات والسجاد المصنوع يدوياً والعملات المعدنية من أكثر من 4 قارات.

وتسرد هذه الروائع المتنوعة والمنتقاة قصة مؤسس المتحف، الشيخ فيصل بن قاسم، وكذلك قصة الإنسانية بشكل عام، بحسب موقع “زوروا قطر” الذي أشار إلى أن زائر المتحف يجد نفسه في رحلة عبر العصور.

ولأهميته الثقافية رصد تقرير بموقع “سي إن إن” أبرز مقتنيات متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، ومنها السيوف، والعملات، والسيارات، والعربات المتوقفة، مؤكداً أنه يستحق الزيارة، خاصة بعد أن توسع اليوم “وأصبح واحداً من أكبر المتاحف الخاصة في العالم. ويضم أكثر من 30 ألف قطعة، بما في ذلك أسطول من القوارب الشراعية التقليدية (الداو)، وعدد لا يحصى من السجاد. ويتواجد أيضًا بيت سوري تقليدي كامل كان يقع ذات يوم في دمشق”.

يحتوي المتحف على اكتشافات أثرية يعود تاريخها إلى العصر الجوراسي، ونسخ قديمة من القرآن، وقسم يوضح أهمية صيد اللؤلؤ في تاريخ قطر، ومجوهرات يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، بالإضافة إلى عناصر من كأس العالم 2022 في قطر، بما في ذلك نسخ من الجوائز، والكرات المستخدمة في المباريات.

ويسرد موقع “سي إن إن” بعض من تاريخ المتحف، مشيراً إلى أنه يعود إلى عام 1998، عندما افتتحه الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني مبنى للجمهور في مزرعته الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً، شمال الدوحة، منوهاً بما يحتويه المتحف من مجموعة خاصة كبيرة من القطع الأثرية الإقليمية المهمة تاريخياً، إلى جانب بعض القطع الغريبة المثيرة الاهتمام، ما سمح للزوار بإلقاء نظرة عن كثب على الحياة والتاريخ القطري.

وعن فكرة المتحف، يستشهد “سي إن إن” بما قاله في مقابلة الشيخ فيصل في مقابلة أجراها مع قناة “الريان” في عام 2018، بأن المتحف بدأ كهواية: “كنت أجمع العناصر كلما سنحت لي الفرصة. ومع نمو أعمالي، نمت مجموعاتي أيضاً، وسرعان ما أصبحت قادراً على جمع المزيد والمزيد من العناصر حتى قررت وضعها في المتحف ليستمتع بها الجمهور”.

منذ ذلك الحين، تطورت خزانة التحف الخاصة به إلى مجمّع يمتد على مساحة 130 فداناً. وبعد بوابة المدخل التي تشبه القلعة، توجد محمية لحيوانات المها العربية، ومدرسة لركوب الخيل، وبركة للبط، ومسجد بني بمئذنة مائلة مميزة. وهناك الآن أيضاً فندق من فئة الخمس نجوم، واثنين من المقاهي، ومطعم يقدم المأكولات اللبنانية التقليدية بطريقة معاصرة.

بالطبع، هناك أيضًا متحف ضخم يعرض مجموعة سيارات من “رولز رويس” الكلاسيكية، إلى سيارات الجيب العسكرية، وسيارات بويك الملونة. في الخارج، ستجد طيور الطاووس تتجول في المساحات المحيطة، ولافتات تحذر السائقين من الانتباه للخيول وطيور النعام. كما يمكن للزوار استكشاف الأماكن المحيطة بالمحتف بحرية، ودخول اسطبلات الخيول، يقول “سي إن إن”.

وبحسب موقع “زوروا قطر” يمثل متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني إحدى الجهات الفاعلة المهمة في قطر؛ حيث يروج المتحف لتراث الدولة وثقافتها ويتتبع تاريخ شعب قطر والأثر الذي خلّفه على مجتمعها، موضحاً أن المتحف ينقسم إلى عدة أقسام؛ فتشمل أبرز الغرف غرفة القرآن، والتي تحتوي على عدد كبير من المصاحف، بالإضافة إلى الكسوة، وهي القماش الذي يغطي الكعبة المشرفة التي تعدّ أكثر الأماكن الإسلامية قداسة.

وتعرض أكثر من 700 سجادة تعكس مختلف أعمال النسيج، والصباغة، والأنماط من جميع أنحاء العالم، بينما يضم متحف السيارات أكثر من 600 مركبة أثرية تضم جميع الأنواع من السيارات البخارية إلى الشاحنات والسيارات المكشوفة. وتعرض صالة الملابس بعض الملابس والإكسسوارات من مختلف أنحاء المنطقة، ويكمل الأثاث الأثري والآلات الموسيقية المجموعة، فيما تتزين الجدران بالأعمال الفنية والصور الفوتوغرافية.

وعن “البيت الدمشقي” بمتحف الشيخ فيصل، يشير موقع “زوروا قطر” إلى أنه بيت سوري تقليدي نُقل من دمشق وأعيد إنشاؤه، ومفروش بالكامل ويتكون من فناء وغرفتي معيشة، ويحتوي على أعمال جميلة من البلاط والنقش الشبكي، كما يضم المتحف اثنين من البيوت القطرية النموذجية يحتويان على عناصر من منزل الشيخ فيصل.

الشرق القطرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: سی إن إن أکثر من

إقرأ أيضاً:

"الشامي" في طرابلس يحذر: الإعلام العربي يحتاج خريطة رقمية لعبور صحراء التحول التكنولوجي

"الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساندة في المشهد الإعلامي، بل تحول إلى العمود الفقري الجديد الذي يُعيد تشكيل الصناعة من جذورها"، بهذه الكلمات الصادمة افتتح الدكتور ياسر الشامي، عميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، مشاركته في جلسة "توظيفات الذكاء الاصطناعي في الإعلام" ضمن فعاليات منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي الذي انطلقت أعماله أمس الخميس 11 ديسمبر 2025 في العاصمة الليبية طرابلس.

وحذر الشامي من الانجراف غير الواعي وراء التكنولوجيا، خلال الجلسة النقاشية الثالثة للملتقي والتي ادارها الإعلام الليبي محمود الشركسي وقال أن الإعلام العربي يحتاج الآن إلى "خريطة رقمية" واضحة تعبر به من صحراء التحول التكنولوجي دون أن يفقد بوصلته أو هويته. وأوضح أن هذه الخريطة يجب أن تقوم على ركيزتين أساسيتين: الأولى تطوير منظومات مهنية وأخلاقية تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي وتحافظ على مصداقية المحتوى، والثانية بناء قدرات بشرية قادرة على توظيف هذه الأدوات بوعي ومسؤولية في غرف الأخبار والإنتاج الإعلامي بكافة أشكاله.

جاءت هذه التصريحات ضمن فعاليات منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي الذي ينعقد تحت رعاية رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، وبمشاركة رسمية رفيعة المستوى شملت وليد اللافي وزير الدولة للاتصال الليبي، وبرعاية السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد لقطاع الإعلام بجامعة الدول العربية، إلى جانب وزراء وممثلين عرب وسفراء، ونخبة من الإعلاميين والأكاديميين والمؤثرين.

وشهدت هذه الدورة مشاركة مميزة لكل من منظمة الإيسيسكو والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري لأول مرة بصفة مراقب، بعد انضمامهما لمجلس وزراء الإعلام العرب.

وفي إطار التطبيقات العملية، كشف الشامي عن التزام كليته بتحديث برامجها التعليمية لإعداد طالب إعلام يمتلك مهارات التفكير النقدي والوعي الرقمي، مؤكداً أن مستقبل الإعلام العربي يكمن في "الجمع بين الإبداع الإنساني والكفاءة التقنية"، مع الحفاظ على القيم الثقافية الأصيلة.

 

ناقش المنتدى من خلال ثلاث جلسات عمل عدداً من المحاور منها محور الهوية العربية وصناعة المحتوى الاعلامي؛ ومحور التدريب المهني للاعلاميين وتطوير المحتوي الرقمى؛ ومحور توظيف الذكاء الاصطناعي في الاعلام.
شارك في هذه الجلسات الثرية الوزير أسامة هيكل رئيس قطاع الإعلام بمنظمة الإيسيسكو ووزير الإعلام المصري الأسبق، محذراً من إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في التضليل وفي الوقت نفسه أشاد بدوره في اختصار الوقت والجهد. فيما تحدثت الدكتورة حياة عبدون، كبيرة مذيعي التلفزيون المصري، عن مواصفات الشخصية الكاريزمية. كما ناقشت الدكتورة هويدا مصطفى عميدة كلية الإعلام بجامعة مصر، والكاتبة أمل محفوظ خبيرة الإعلام العربي، موضوع الهوية العربية وصناعة المحتوى، فيما شدد الوزير المفوض الدكتور حيدر الجبوري على ضرورة الحفاظ على الهوية من خلال التمسك باستخدام اللغة العربية الفصحى التي تواجه تحديات كبيرة في الإعلام الرقمي والعولمة التي تفرض استخدام اللهجات العامية والمزج اللغوي وتؤثر سلباً على أصالة اللغة.

على هامش المنتدى، احتضنت "أيام طرابلس الإعلامية 2025" ورش عمل متخصصة ومعارض، وتكللت بحدث ثقافي بارز تمثل في الافتتاح الرسمي للمتحف الوطني الليبي في "قصر السرايا الحمراء" بعد تطويره وتجهيزه بتقنيات تفاعلية حديثة، في خطوة تجسد ترابط الإعلام بالهوية والتراث.

وحظيت الفعاليات أيضاً بحضور إعلامي لامع من مصر، حيث شارك باسم يوسف، منى الشاذلي، محمد سلام، ومحمود سعد في حوار مفتوح مع رئيس الوزراء الليبي، مجسدين دور الإعلام الجديد في بناء جسور الحوار.

وجاء نجاح هذا الملتقي بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومشاركة مصرية مميزة، وهذا يؤكد أن الطريق إلى خطاب عربي موحد ومؤثر يمر عبر تعاون استراتيجي حقيقي، و مصر شريك في أي مشروع لإعادة صياغة صورتنا العربية أمام العالم.



 

مقالات مشابهة

  • سمو رئيس مجلس الوزراء يزور معالي المستشار الشيخ فيصل الحمود في بوسطن للاطمئنان على صحته
  • محاكمة المتهمين فى سرقة الأسورة الأثرية من متحف التحرير اليوم
  • المركبات الملكية ينفذ برنامج ربط طلاب الجامعات بالخبرات العلمية للمتحف
  • "الشامي" في طرابلس يحذر: الإعلام العربي يحتاج خريطة رقمية لعبور صحراء التحول التكنولوجي
  • إب.. قيادات حوثية تعبث بالتراث وتحوّل متحفًا أثريًا إلى مقر أمني
  • من البردية الأطول في العالم إلى مقبرة صمّمها الأطفال… متحف شرم الشيخ يحتفل بخمس سنوات من الإبداع والحياة
  • فتح متحف السراي الحمراء في طرابلس لأول مرة منذ سقوط القذافي (شاهد)
  • متحف غريفان بباريس.. 250 تمثالا شمعيا لإضاءة صفحات التاريخ
  • في أنغولا.. متحف العبودية يشهد على أعظم فظائع التاريخ
  • روبوت قهوة بين سيارات ملكية.. مفاجأة تنتظر زوار متحف في عمّان