انزعاج إسرائيلي من بقاء حماس حاكمة لغزة بعد الفشل في إخراجها من المشهد
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
لا زالت المشاهد القادمة من قطاع غزة، التي ظهر فيها عناصر المقاومة ويركبون سيارات "تويوتا" بيضاء اللون، ويُشهرون أسلحتهم، ويحتفلون في الشوارع ويحيطون بالأسرى الإسرائيليين، تثير تساؤلات عديدة في الرأي العام الإسرائيلي بدون إجابة، مع الاكتفاء بالانطباع الذي مفاده "أننا أمام حالة من الخزي والغضب والفجيعة".
وأكدت المستشارة الاستراتيجية إيديث درويان، في مقال نشره موقع "القناة 12" أن "المشاهد التي تبثها وسائل الإعلام على مدار الساعة من غزة بعد ساعات من وقف إطلاق النار تعطي وجاهة لشعار حماس بأنها انتصرت، فيما السياسيون والرأي العام الإسرائيلي منذ أشهر عديدة يعيشون وهم القضاء عليها، لكن ما عاشته غزة في الأيام الأخيرة يطرح تساؤلات حول مدى وجاهة المطالبة باستمرار القتال بهدف الإطاحة بها، في ضوء عدم القدرة على القيام بذلك الآن، بهذه القيادة العسكرية والسياسية الحالية".
وأضافت درويان أن "الواقع الجديد القديم في غزة المتمثل بسيطرة حماس التدريجية على غزة تُفقد الجيش والمستوى السياسي الشرعية اللازمة لطلب قوات الاحتياط من أجل العودة للمعركة بعد تعافي حماس، لأن مثل هذه الشرعية لن تتحقق إلا إذا استعد الجيش لحرب مختلفة تماما عن تلك التي خاضها حتى الآن في غزة، مع العلم أن الاتفاقات بين بيتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء ووزير الدفاع (الحرب) وكل هذا مدعوم بتصريح أميركي، بأن حماس لن تسيطر على غزة".
ومن ناحية أخرى، أكد الجنرال يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لقسم الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية، والباحث في مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية، وزميل بمعهد ميسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، أن "ما أسفر عنه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أن حماس تجني ثمار هجومها القاتل في السابع من أكتوبر، مما يجعله اتفاقاً يخلق مشاعر متناقضة بين الإسرائيليين، لأن الصورة الأوسع الناجمة عنه معقّدة، في ضوء أنه نجم عن بقاء حماس القوة المهيمنة في غزة".
وأضاف في مقال نشره موقع "القناة 12"، أن "عودة المختطفين مختلطة بالإحباط من الثمن الباهظ، وفي المقابل، فإن حماس وأنصارها من الفلسطينيين في العالم العربي والإسلامي وخارجه يحتفلون ويفرحون، لقد خرجوا وهم يحملون بين أيديهم الكثير من رغباتهم، أهمها نجاحهم في ضمان استمرار حكمهم في قطاع غزة، مع إطلاق سراح كبار الأسرى من السجون الإسرائيلية، فيما حقق الاحتلال نصف أهداف الحرب، صحيح أن الاحتلال ضرب حماس عسكريًا، ولكن ليس سياسيًا، ولا يوجد في الاتفاق ما يضمن أن حماس لن تستعيد قوتها، ولن تتمكن في الوقت المناسب من استئناف عملياتها".
وأشار كوبرفاسر إلى أن "حماس نجحت في تحقيق كل أهدافها تقريبا في الحرب ضد إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، رغم أنها دفعت ثمنا باهظا للغاية، أكثر كثيرا مما توقعت، ولكن ليس الثمن الذي قد يضر بقدرتها على شن حرب شاملة، مما يجعل هجوم السابع من أكتوبر بنظرها خطوة مبررة، وقد أثبتت فاعليته، ومن المرجح أن يؤدي لتعزيز مكانتها بين الجمهور الفلسطيني، وتعزيز مكانة الإسلام السياسي بشكل عام".
وأوضح ان "إسرائيل تحدثت كثيرًا عن ضرورة إزالة التطرف بين الفلسطينيين، لكن في الممارسة العملية، من المرجح أن نشهد مزيدا منه بين الفلسطينيين والعرب والمسلمين، مما قد يشجع مع مرور الوقت على محاولات إلحاق الضرر بأهداف إسرائيلية ويهودية وغربية، مما يعني أن فرصة إمكانية تجدد القتال في غزة تبدو منخفضة، لأن ترامب غير مهتم بذلك، وليس مرجحا أن تقدم حماس أي مبرر لذلك في المستقبل القريب".
وبيت أن "إسرائيل اضطرت لقبول شروط اتفاق وقف إطلاق النار لأن المؤسسة الأمنية والعسكرية فضلت النظر لتفكيك حماس من منظور عسكري، دون التعامل مع انهيارها من منظور حكومي، كما توقع المستوى السياسي، استناداً لذريعة مثيرة للجدل مفادها أن البقاء في غزة ينطوي على أثمان مرتفعة للغاية، ونتيجة لهذا، لم يكن هناك ضغط كاف على حماس للموافقة على اتفاق أفضل لإسرائيل من منظور استراتيجي، مما ولّد شعورا بالإحباط لعدم تحقيق الأهداف الاستراتيجية في حرب غزة".
وختم بالقول إن "إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً لفشلها في التصدي لهجوم حماس في السابع من أكتوبر، مما يستدعي منها التعامل مع تحديات جديدة في السياق الفلسطيني، أهمها تعزيز قوة حماس، وزيادة الضغوط للسماح بإقامة دولة فلسطينية، واستمرار الحملة ضد شرعية إسرائيل وأفعالها، بما فيها فرض عقوبات اقتصادية عليها، بجانب الموقف الإسرائيلي الصعب في المحاكم الدولية، وإمكانية رحيل أبو مازن عن المسرح السياسي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة المقاومة الإسرائيليين حماس الاحتلال إسرائيل حماس غزة الاحتلال المقاومة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أكسيوس: مقترح ويتكوف الجديد تم تنسيقه بالكامل مع إسرائيل
نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع أن المقترح الجديد للمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تم تنسيقه بالكامل مع "إسرائيل"، وكان نتيجة اجتماعه مع الوزير رون ديرمر، المقرب من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وجاء في تقرير للموقع أن "البيت الأبيض ينتظر رد حماس على مقترح صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، الذي قدمه ويتكوف، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يبدون أقل تفاؤلاً بشأن تحقيق تقدم وشيك مما كانوا عليه قبل ذلك".
وصرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، بأن "إسرائيل" وافقت على المقترح قبل أن يقدمه ويتكوف إلى حماس، وأن "البعض في الحركة يعتقدون أن عرض ويتكوف لم يتضمن أي لقاء ودي، بل تضمن تنازلات جديدة لإسرائيل".
وقالت ليفيت: "المناقشات مستمرة، ونأمل أن يتم وقف إطلاق النار في غزة حتى نتمكن من إعادة جميع الأسرى إلى ديارهم.. إذا دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فستسمعون عنه مباشرةً مني، أو من الرئيس، أو من المبعوث الخاص ويتكوف".
وأعلنت حماس في بيان أنها لا تزال تدرس المقترح. لكن أعضاء المجموعة أعربوا عن مخاوف جدية إزاء عدم وجود ضمانات واضحة بأن "إسرائيل" لن تنهي وقف إطلاق النار من جانب واحد مرة أخرى، كما فعلت في آذار/ مارس، وفقًا لمصدرين على دراية مباشرة.
وأكد الموقع أن "الاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، والذي بموجبه يضمن الرئيس ترامب امتثال إسرائيل، لا يختلف كثيرًا عن المقترحات السابقة، وهو يتضمن ذلك إطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 أسرى قتلى، ونصفهم في اليوم الأول والنصف الآخر في اليوم السابع من وقف إطلاق النار".
وأوضح أنه "في المقابل، ستفرج إسرائيل عن 125 أسيرا فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد في إسرائيل، و1100 فلسطيني آخرين احتجزهم الجيش الإسرائيلي في غزة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وجثث 180 فلسطينيًا قُتلوا خلال هجمات على إسرائيليين".
وذكر أن "الجيش الإسرائيلي سيعيد نشر قواته في غزة على مرحلتين، على أن يتم التفاوض على التفاصيل الدقيقة من قبل الطرفين قبل وقف إطلاق النار المؤقت، وسيتم استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال الأمم المتحدة والهلال الأحمر. ليس من الواضح ما يعنيه هذا بالنسبة لآلية المساعدات الجديدة المثيرة للجدل التي أُطلقت في وقت سابق من هذا الأسبوع".
وكشف الموقع أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى أن إسرائيل مستعدة للمضي قدمًا في اتفاق تبادل ووقف إطلاق نار في غزة بناءً على اقتراح ويتكوف، وفقًا لمصدر حضر الاجتماع".
أفاد مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع لموقع "أكسيوس" أن اقتراح ويتكوف الجديد تم تنسيقه بالكامل مع "إسرائيل"، وكان نتيجة لقائه مع رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، في البيت الأبيض يوم الثلاثاء.
ويتضمن اقتراح ويتكوف "التزامًا بأن يعلن ترامب شخصيًا وقف إطلاق النار المؤقت، وأن يعمل على ضمان إجراء مفاوضات بحسن نية، خلال تلك الأيام الستين حتى التوصل إلى تسوية نهائية".
وأكد الموقع أن "هذه المفاوضات ستركز على عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وشروط الانسحاب الإسرائيلي من غزة، والترتيبات الأمنية والحوكمة في غزة بعد الحرب مع عرض كل جانب لمواقفه".
وأشار إلى أن "الوثيقة تنص على ضرورة توصل الطرفين إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم خلال 60 يومًا. في حال التوصل إلى اتفاق، سيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين. وإلا، يُمكن تمديد وقف إطلاق النار بالتراضي".
وأضاف أنه "ينص الاقتراح على ضمان الولايات المتحدة وقطر ومصر إجراء مفاوضات جادة للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، طالبت حماس بضمانات أقوى بكثير من الولايات المتحدة بعدم انسحاب إسرائيل مجددًا".
وتابع أن "مسؤولي حماس يرون أن هذه العناصر من الوثيقة تُمثل تحولًا في الموقف الأمريكي لصالح إسرائيل، وفقًا لمصدرين مطلعين".
وأضاف المصدران أن مسؤولي حماس استاءوا أيضًا من عدم نص الاقتراح بوضوح على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية إلى نفس الخطوط التي كانت عليها قبل انهيار وقف إطلاق النار السابق في آذار/ مارس.