موقع النيلين:
2025-05-20@02:19:11 GMT

هكذا تُصنع الفتن .. من يربح ومن يدفع الثمن؟

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

في زمن تعصف فيه الأخبار المتضاربة والمعلومات المغلوطة بكل شيء حولنا، تتجاذبنا تيارات من عدم اليقين، تغذّيها إشاعات تنتشر بسرعة البرق، حتى بات التمييز بين الحقيقة والخيال مهمة صعبة. … في ظل هذا الواقع الضبابي في مصداقيته، تبرز حقيقة أننا في زمن الفتن.. فتن تعززها منشورات منصات التواصل الاجتماعي وحالة السداح مداح في نشر الاخبار والتعليق عليها دون تدقيق أو تحقق.

في وسط هذا الضجيج، تبقى هناك حقيقة واحدة واضحة: الثقة هي العمود الفقري لاستقرار المجتمعات. وحين تتزعزع هذه الثقة، يصبح الجميع في حالة ترقب وقلق، ينتظرون رسائل طمأنة من الجهات المسؤولة، ويبحثون عن الحقائق وسط بحر من الافتراضات. لذلك، لا بد من العمل على تعزيز هذه الثقة وتنميتها، من خلال المصارحة والمكاشفة، والابتعاد عن التهرب أو التواري خلف أعذار واهية.

كل جهة أو شخص قد يخطئ وقد يصيب، فليس هناك طرف معصوم من الزلل. لكن المشكلة تكمن حين يقع الخطأ، سواء عن جهل أو عمد، ثم لا يجد صاحبه الشجاعة للاعتذار أو تصحيح المسار. الأزمات الأخيرة أثبتت لنا كم من أسماء رنانة تورطت في نشر أخبار خاطئة، أثارت بلبلة كادت تفتح أبواب الفتنة، ثم اختفت بصمت، غير مكترثة بعواقب ما فعلت. أو تعذرت بعبارات واهية لاتسمن ولاتغني من جوع … إن كان الخطأ واردًا، فالتراجع عنه واجب، والاعتذار عنه دليل نضج واحترام، لا ضعف أو تراجع.

المؤسسات الإعلامية، الجهات الرسمية، وحتى الأفراد، كلنا معنيون بإعلاء قيمة التحقق قبل نشر أي معلومة. علينا أن نسأل: من أين جاءت هذه الأخبار؟ من المستفيد من نشرها؟ هل هناك مصادر موثوقة تؤكدها؟ ففي زمن الفتن، يكون نشر الإشاعة أشد خطرًا من اختلاقها، لأنها تكتسب زخمًا كلما تداولها الناس دون تمحيص.

المصارحة هي الحل، والمكاشفة تبني الجسور بين الشعوب وحكوماتها، لأن إخفاء الحقائق لا يؤدي إلا إلى تعميق الشكوك. نعم، هناك أوقات عصيبة وأحداث معقدة، لكن مواجهتها بالحقيقة، مهما كانت مؤلمة، أفضل ألف مرة من ترك الناس نهبًا للتكهنات.

في النهاية، لا يمكن لأحد إيقاف سيل المعلومات في هذا العصر، لكن بإمكاننا أن نكون أكثر وعيًا في التعامل معها. لنتحمل جميعًا مسؤولية الكلمة، لأن الكلمة قد تكون طوق نجاة، وقد تكون شرارة فتنة.

حمى الله الأردن .. قويا آمنا وادعا مستقرا

سالي الأسعد – وكالة عمون الإخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

خلاف يدفع عاطلا لإشعال النار بتروسيكل انتقاما من مالكه فى كرداسة

ألقت مديرية أمن الجيزة القبض على عاطل، لاتهامه بإشعال النار بتروسيكل انتقاما من مالكه  لخلاف بينهما في كرداسة، وتم إحالته إلى النيابة المختصة للتحقيق.

ورد بلاغ لمديرية أمن الجيزة يفيد احتراق تروسيكل بكرداسة، واتهام عاطل بارتكاب الواقعة.

ذكر مقدم البلاغ أن المتهم أشعل النار بالتروسيكل الخاص به، بسبب خلاف بينهما، وألقى رجال المباحث القبض على المتهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله، لتتولى النيابة المختصة التحقيق.
 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • بطارية كارثية.. هل يدفع iPhone 17 Air ثمن تصميمه فائق النحافة؟
  • عالم يُقسَّم.. والشرق الأوسط يدفع الثمن
  • المفرج: طالب الخدمة العقارية هو من يدفع عمولة السعي 2.5% .. فيديو
  • مستثمر صيني يربح 1.5 مليار دولار من الذهب ويراهن بمليار على النحاس
  • استشاري الطب النفسي: «لما الكلمة توجع.. بقت تنمّر مش هزار»
  • خلاف يدفع عاطلا لإشعال النار بتروسيكل انتقاما من مالكه فى كرداسة
  • وداعاً لأوزيمبيك وويغوفي!.. ألواح كولاجين تُفقد الوزن بفعالية مذهلة
  • أتالانتا.. «الكلمة الأخيرة»
  • عاجل - غياب الكلمة وحضور الرسالة.. ماذا قال الأمير تميم بن حمد بعد قمة بغداد على إكس؟
  • أمريكا أولًا أم ترامب .. الجارديان: البيت الأبيض لمن يدفع أكثر