توتر جديد بين الصين والولايات المتحدة بعد تعديلات أمريكية حول تايوان
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
حثت الصين الولايات المتحدة على «تصحيح أخطائها» بعد أن حذفت وزارة الخارجية الأمريكية إشارة سابقة على موقعها الإلكتروني تؤكد عدم دعم استقلال تايوان، واعتبرت الصين التعديلات التي أدخلت على موقع الوزارة «خطوة كبيرة إلى الوراء»، وفقًا لوكالة «رويترز».
الرد الصيني على الولايات المتحدةقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، إن التعديلات التي أدخلت على موقع وزارة الخارجية الأميركية بشأن تايوان «ترسل رسالة خاطئة بشكل خطير إلى القوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان».
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن هذا مثال آخر على تمسك الولايات المتحدة «العنيد» بالسياسة الخاطئة المتمثلة في «استخدام تايوان لقمع الصين».
وقال: «نحن نحث الجانب الأميركي على تصحيح أخطائه على الفور»، مؤكدًا أن الصين ستظل متمسكة بسيادتها على تايوان وأن أي تغيير أحادي في الوضع القائم غير مقبول.
الولايات المتحدة تثير غضب الصينتضمنت التعديلات التي قام بها الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية حذف عبارة «نحن لا ندعم استقلال تايوان»، وهو التزام كان في صميم الدبلوماسي تجاه بكين منذ أن أقام الرئيس نيكسون علاقات مع الصين في السبعينيات، بالإضافة إلى إشارات إلى التعاون بين تايوان والولايات المتحدة في مجالات مثل التكنولوجيا وأشباه الموصلات.
كما أكدت موقع الوزارة على دعم واشنطن لعضوية تايوان في المنظمات الدولية. ويعتبر ذلك أول رد فعل بعد 3 أسابيع من أداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليمين الدستوري لولايته الثانية.
ومن ناحية أخرى، أعرب وزير خارجية تايوان، لين تشيا لونج، عن تقديره لموقف الولايات المتحدة الداعم للجزيرة، معتبرًا أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا إيجابيًا.
ماذا يعني تحديث موقع وزارة الخارجية الأمريكية؟تعتبر تايوان جزءًا محوريًا في الصراع الجيوسياسي بين الصين والولايات المتحدة، ويشير تحديث موقع وزارة الخارجية بإزالة كلمة «عدم دعم استقلال تايوان» إلى موقف الولايات المتحدة الرسمي فيما يتعلق بالوضع السياسي لتايوان.
حيث يعني أن الولايات المتحدة لا تدعم فكرة أن تتخذ تايوان خطوة رسمية لإعلان استقلالها عن الصين، لكنها تدعم في نفس الوقت سيادة تايوان على أرضها وتدافع عن حقوقها في تحديد مستقبلها.
ومن جهة أخري، يعتبر موقف الولايات المتحدة مثير للجدل، حيث أنها لا تعترف بتايوان كدولة مستقلة ذات سيادة، لكنها في الوقت نفسه تدعم تايوان بشكل غير رسمي وتلتزم بتزويدها بالوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها.
وعلى الرغم من أنها تحكم نفسها كدولة مستقلة، إلا أن الصين تعتبرها جزءًا من أراضيها، كما أعلنت بكين مرارًا أنها لن تتردد في استخدام القوة لإخضاع تايوان تحت سيطرتها، ولكن الشعب التايواني رفض ذلك، متمسكًا بهويته كدولة مستقلة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصين تايوان الولايات المتحدة وزارة الخارجية الأمريكية الولایات المتحدة وزارة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
خبير: "واشنطن تدعم تغيير النظام".. هل يُخطئ وادفول في قراءة المشهد الإيراني؟
أثار وادفول جدلًا جديدًا بتصريحاته حول الصراع الإيراني الإسرائيلي، حيث أبدى ثقته بعدم تدخل أمريكا عسكريًا، ثم أكد أن واشنطن لا تريد تغيير النظام في إيران. يرى الخبير لانج أن أوروبا تخلق خطرًا بمحاولتها فرض دور دبلوماسي دون نفوذ حقيقي. اعلان
يواجه وزير الخارجية الألماني يوهان وادفول انتقادات واسعة تتعلق بمساره السياسي تجاه منطقة الشرق الأوسط. فقبل يوم واحد فقط من قيام الولايات المتحدة، تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، بتنفيذ ضربات عسكرية استهدفت منشآت نووية إيرانية، أكد وادفول أن واشنطن لن تتدخل عسكريًا في التوترات بين إسرائيل وإيران.
وفي إطار مبادرة دبلوماسية أوروبية لاحقة، قاد وادفول جهودًا للتوصل إلى محادثات مع إيران حول برنامجها النووي، حيث التقى يوم الجمعة الماضي بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على هامش مؤتمر في جنيف. لم تشارك كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في هذه المباحثات.
اتهم خبراء الوزير الألماني بعدم الواقعية في التعامل مع طهران، مشيرين إلى أن إيران تمارس لعبة دبلوماسية مع الجانب الأوروبي دون التزام حقيقي. كما لا تزال هناك انقسامات حادة حول فعالية الاتفاقات النووية الحالية في منع النظام من تطوير أسلحة نووية. وقد انتهت المحادثات في جنيف دون التوصل إلى أي تفاهم، وأعلنت إيران لاحقًا تعليق مشاركتها في المفاوضات.
وأثار وادفول غضبًا جديدًا يوم الاثنين خلال تصريحاته في بروكسل، قبل بدء اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، الذي يبحث اليوم الوضع المتوتر في الشرق الأوسط على مستوى الوزراء.
وقال وادفول إن تغيير النظام في إيران ليس هدفًا للولايات المتحدة، مؤكدًا تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، التي أوضح فيها أن واشنطن لا تسعى لتغيير النظام في طهران. وأضاف وادفول: "رسميًا، صرّح نائب الرئيس الأمريكي بذلك، وقد أعربت إسرائيل أيضًا عن نفس الموقف".
وتأتي هذه التصريحات متناقضة مع ما تناقلته الصحف والمواقع الإخبارية حول العالم يوم الاثنين، والتي أكدت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب خلال مقابلة الأحد عن رغبته الصريحة في تغيير النظام الإيراني، مما أثار استغرابًا واسعًا وامتعاضًا لدى العديد من الجهات المحللة والسياسية.
قبل ساعات: تحدث ترامب عن "تغيير النظام" للمرة الأولىوأوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تدوينات نشرها على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، أنه رغم عدم صواب استخدام مصطلح "تغيير النظام" من الناحية السياسية، إلا أنه أبدى تساؤلًا استفزازيًا بالقول: "إذا كان النظام الإيراني الحالي غير قادر على إعادة عظمة إيران، فلماذا لا يكون هناك تغيير للنظام؟!!!"
وهنا يكمن التناقض: فلأول مرة، تحدث ترامب بوضوح عن "تغيير النظام" في إيران، بل وتبنى شعار "إجعلوا إيران عظيمة مرة أخرى"، وهو خطاب يحمل دلالات أيديولوجية وسياسية عميقة.
وقد فسرت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، بما في ذلك صحيفة "وول ستريت جورنال"، ذلك على أنه إشارة واضحة إلى رغبة ترامب في تغيير الوضع القائم في طهران.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي لم يستبعد تقديم دعم لجهود تغيير السلطة في إيران، ما يُعد تصعيدًا ملحوظًا في لهجة الإدارة الأمريكية تجاه النظام الإيراني.
هل يمكن أن يكون وادفول مخطئًا مرة أخرى؟في مقابلة مع "يورونيوز"، أكد الخبير الأمني نيكو لانغ بشكل واضح: "نعم، الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد تغيير النظام في إيران".
وأوضح لانغ أن واشنطن تفضل في المقام الأول أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات وتتفق على تسوية جديدة. لكنه أشار إلى تصريحات الرئيس ترامب التي أظهرت بوضوح أنه "إذا لم تنجح الأمور مع الحكومة الحالية، فحينها يجب أن تكون هناك حكومة أخرى".
وأضاف الخبير أن الاستراتيجية المشتركة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة لا ترتكز على خيار التحرك العسكري المباشر لتغيير النظام، "لكن كلا البلدين يؤيدان تغيير النظام في إيران من خلال أدوات سياسية واقتصادية وربما دعم معارضة داخلية".
ُيشير الخبير العسكري نيكو لانغ إلى وجود مشكلة أعمق في المقاربة الحالية التي تتبناها الدول الأوروبية، وخاصةً ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ككل.
ويقول لانغ: "بغض النظر عن شخصية وزير الخارجية الألماني يوهان وادفول، فإن السؤال الجوهري هو إلى أي مدى قد تشكل السياسات الأوروبية الحالية خطرًا عكسياً على مصالح كل من الولايات المتحدة وإسرائيل".
ويستطرد الخبير موضحًا أن "الأوروبيين يتصرفون وكأنهم يمارسون دبلوماسية التفاوض بالوكالة عن الأمريكيين، في حين أن الرئيس ترامب يؤكد باستمرار أنه الوحيد القادر على إبرام صفقة حقيقية مع إيران".
كما يلفت لانغ الانتباه إلى أن "الاجتماع الذي عقد في جنيف يُصوَّر من قبل الأوروبيين بطريقة مختلفة تمامًا عمّا كانت عليه مخرجاته الواقعية"، مشددًا على أن "الدول الأوروبية لا يمكنها بأي حال التحدث باسم الولايات المتحدة أو إسرائيل، وهو ما يثير التساؤلات حول جدوى وفعالية هذه الجهود المنفصلة".
وحذر نيكو لانج من أن اللاعبين الإيرانيين يتعاملون بذكاء استراتيجي مع الموقف الأوروبي، ويصف سلوك طهران بأنه "ماكر للغاية"، وشددعلى ضرورة أن يكون الأوروبيون حذرين، موضحًا: "لو كنت مكان إيران، لدرست بجدية إمكانية التلاعب بالأوروبيين ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. هناك خطر حقيقي لأن تنجح إيران في استغلال هذا الانقسام".
وأشار الخبير إلى أن الأوروبيين يمثلون شريكًا أكثر ليونة ولطفًا في الحوار مع إيران، ولفترة طويلة اعتمدوا سياسة ناعمة لم تحقق أي نتائج ملموسة. ويضيف: "إيران تستغل تمامًا رغبة الأوروبيين في الاعتراف بهم كقوة دبلوماسية مؤثرة، بينما في الحقيقة، لا تمتلك هذه الدول الوسائل اللازمة لتحقيق أي تأثير حقيقي على الأرض".
وأكد لانغ أن "الضغط الحقيقي والتأثير الفعلي يقعان على عاتق الولايات المتحدة وإسرائيل، وليس لدى ألمانيا أو فرنسا أو الاتحاد الأوروبي عمومًا أدوات للعب دور فاعل في هذا الملف".
وحذر في الوقت نفسه من أن "استمرار الأوروبيين في السماح باستغلالهم من قبل إيران قد يتحول إلى خطر مشترك يهدد الجميع".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة