مسودة اتفاق أمريكية تثير الذعر في أوكرانيا: اتهامات بـ"استعمار اقتصادي" واستحواذ على 50% من عوائد الموارد
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية عن تفاصيل مثيرة لمسودة اتفاق أمرييكية مُرسلة إلى الحكومة الأوكرانية، وصفته بأنه "يتجاوز بكثير السيطرة على المعادن النادرة" ويُهدد بتحويل أوكرانيا إلى ساحة لـ"استعمار اقتصادي قانوني" من قبل واشنطن، وفقاً لوثائق وصفتها الصحيفة بأنها أثارت حالة من "الذعر والهلع" في الأوساط الأوكرانية.
وأوضحت المسودة، التي وصلت إلى مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن الاتفاق المُقترح يشمل إنشاء "صندوق استثمار أميركي أوكراني مشترك" يُخصص لمراقبة عمليات إعادة الإعمار بعد الحرب، مع ضمان "عدم استفادة أطراف خارجية" من هذه العمليات، وهو ما فسّره محللون أوكران على أنه تقييد لسيادة البلاد في اختيار شركائها، وفتح الباب أمام الهيمنة الأميركية على القطاعات الاستراتيجية.
لكن البند الأكثر إثارة للجدل، بحسب الصحيفة، يتعلق بمنح الولايات المتحدة 50% من عائدات أوكرانيا الناتجة عن استخراج الموارد الطبيعية، بما في ذلك المعادن النادرة التي تُعتبر أساسية للصناعات التكنولوجية والعسكرية العالمية. ولفتت "التلغراف" إلى أن هذه النسبة غير المسبوقة تعكس محاولة أمريكية للسيطرة على ثروات أوكرانيا تحت غطاء "الشراكة الاستثمارية".
وأشارت مصادر أوكرانية إلى أن بنود الاتفاق وصلت إلى حدّ "الصدمة" داخل دوائر صنع القرار في كييف، وسط مخاوف من أن تُكرّس المسودة تبعية اقتصادية طويلة الأمد لواشنطن، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها أوكرانيا جراء الحرب مع روسيا. وعبّرت جهات سياسية وإعلامية محلية عن غضبها من اللغة "الاستعمارية" للاتفاق، واصفة إياه بأنه "استغلال للمعاناة الأوكرانية لخدمة مصالح أميركية".
من جهتها، لم تعلق الإدارة الأميركية أو الحكومة الأوكرانية بشكل رسمي على تقارير "التلغراف"، لكن مراقبين يُرجعون التسرّب الإعلامي للمسودة إلى صراعات داخلية في كييف حول مدى القبول بالشروط الأميركية، أو محاولة لكسب الوقت قبل إجراء مفاوضات أكثر شفافية.
يأتي الكشف عن هذه المسودة في وقت تُواجه فيه أوكرانيا تحديات هائلة لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة، مع تزايد الضغوط الدولية لتحديد أدوار الدول المانحة، ما يرفع من حساسية أي اتفاقيات قد تُنظر كمسّ بالسيادة الوطنية.
وأوكرانيا تُعدّ من أغنى دول العالم بالموارد الطبيعية، خاصة المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات العسكرية والرقمية، كما أنها تُعتبر سلة الغذاء الأوروبية بفضل أراضيها الزراعية الشاسعة.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا ستقدم خطة السلام المعدلة إلى أمريكا في هذا الموعد
لندن/كييف-رويترز
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف ستعرض على الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء خطة سلام منقحة تهدف إلى إنهاء الحرب في بلاده، وذلك بعد محادثات أجراها في لندن مع قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
ومع اقتراب الحرب من عامها الرابع، تريد كييف تحقيق التوازن مع مسودة مدعومة من الولايات المتحدة اعتُبرت على نطاق واسع مواتية لموسكو. وتتعرض أوكرانيا لضغوط من البيت الأبيض للموافقة سريعا على تسوية سلمية.
وكان الهدف من الاجتماع الذي رُتب على عجل أمس الاثنين بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس وزيلينسكي هو تعزيز موقف أوكرانيا.
وقال زيلينسكي للصحفيين بعد الاجتماع إن الخطة المنقحة تضمنت 20 نقطة، ولكن لم يتسن التوصل إلى اتفاق بشأن مسألة التخلي عن أراض، وهو ما تضغط موسكو من أجله.
ولا يوجد اتفاق بشأن التنازل عن الأراضي الأوكرانية لروسيا.
وقال زيلينسكي "موقف الأمريكيين، من حيث المبدأ، يميل إلى إيجاد حل وسط. بالطبع، هناك قضايا معقدة تتعلق بالأراضي، ولم يتسن التوصل إلى حل وسط حتى الآن".
وكرر موقفه الذي أعلنه مرارا بأن أوكرانيا لا يمكن أن تتخلى عن أي جزء من أراضيها.
وتوجه زيلينسكي في وقت لاحق إلى بروكسل، حيث قال كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا ويضمن أمنها على المدى الطويل.
ووصف زيلينسكي اجتماعه مع فون دير لاين وكوستا، بالإضافة إلى الأمين العام لحلف حلف شمال الأطلسي مارك روته، بأنه "جيد ومثمر. نحن نعمل بطريقة منسقة وبناءة".
* الأصول الروسية المجمدة
وفي وقت سابق، قال مصدر حكومي بريطاني إن اجتماع الاثنين سيركز على استخدام قيمة الأصول الروسية المجمدة في الغرب.
وحث قادة كل من إستونيا وفنلندا وأيرلندا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا والسويد الاتحاد الأوروبي على التحرك سريعا بشأن اقتراح متوقف لاستخدام تلك الأصول لتوفير الأموال لأوكرانيا.
ويهدف كل من ستارمر وماكرون وميرتس وزيلينسكي كذلك إلى الحصول على ضمانات أمنية أمريكية للمساعدة في ردع أي هجمات أخرى من روسيا، التي شنت غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير شباط 2022.
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين قالوا إنهم في المرحلة النهائية للتوصل إلى اتفاق، فإنه لا توجد حتى الآن إشارات تذكر على استعداد أوكرانيا أو روسيا للتوقيع على الاتفاق الإطاري الذي وضعه مفاوضو ترامب.
وقال ستارمر بعد استقباله القادة في مقر إقامته في داونينج ستريت "نحن نقف إلى جانب أوكرانيا، وإذا كان هناك وقف لإطلاق النار، فيجب أن يكون عادلا ودائما".
وعبر ماكرون وميرتس أيضا عن تصميمهما على المضي قدما في خطة حازمة، في وقت وصفه المستشار الألماني بأنه "حاسم... بالنسبة لنا جميعا".
وأشار زيلينسكي إلى التوازن الدقيق الذي يتعين على القوى الأوروبية تحقيقه في أثناء محاولتها التفاوض على شروط أفضل للخطة الأمريكية المقترحة.
وقال "هناك أشياء لا يمكننا إدارتها دون الأمريكيين، وأخرى لا يسعنا التعامل معها من دون أوروبا، ولهذا السبب نحتاج إلى اتخاذ بعض القرارات المهمة".
* زيلينسكي يحدد أولويات أوكرانيا
وقال زيلينسكي للأوكرانيين في خطاب مصور في وقت متأخر من يوم الأحد إن "أسبوعا دبلوماسيا جديدا" قد بدأ.
وأضاف "القضايا الأمنية ودعم صمودنا وحزم الدعم لدفاعنا لها الأولوية على ما عداها. الدفاع الجوي والتمويل طويل الأجل لأوكرانيا في صدارة الأولويات أيضا. وبالطبع، سنناقش رؤية ومواقف مشتركة في المفاوضات".
تمر أوكرانيا بواحدة من أصعب فترات الحرب. فالقوات الروسية تتقدم في الشرق وتعاني المدن والبلدات الأوكرانية من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة بسبب تكثيف موسكو الضربات على شبكة الطاقة وغيرها من البنى التحتية الحيوية.
وعرض ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر خطة منقحة على موسكو الأسبوع الماضي، ثم عقدا محادثات مع المسؤولين الأوكرانيين في ميامي عدة أيام أخرى انتهت يوم السبت دون تحقيق أي تقدم.
ووصف زيلينسكي المناقشات بالبناءة ولكنها لم تكن سهلة. وقال ترامب يوم الأحد إنه يشعر "بخيبة أمل" من زيلينسكي، متهما إياه بأنه لم يقرأ المقترحات الأخيرة التي تدعمها الولايات المتحدة.