تواصل الدولة جهود التحول إلى «الرقمنة»، حيث تعد من أبرز مستهدفات استراتيجية مصر الرقمية، التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما فى ذلك تمكين الشباب من الحصول على فرص عمل متميزة، وتأهيلهم لوظائف المستقبل، خاصةً أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لم يعد مقتصراً على التخصصات التكنولوجية فقط، ولكنه أصبح يتسع لجميع التخصصات وخريجى مختلف الخلفيات الأكاديمية والمهنية.

وبحسب وزارة الاتصالات، فقد تضاعفت أعداد وميزانية التدريب التقنى للوزارة من 4 آلاف متدرب، بميزانية 50 مليون جنيه، خلال العام المالى 2018/ 2019، إلى 400 ألف متدرب، بميزانية 1.7 مليار جنيه، فى عام 2023/ 2024، ومن المستهدف تدريب 500 ألف متدرب، بميزانية تبلغ 2 مليار جنيه، خلال العام المالى 2024/ 2025، حيث يجرى تنفيذ استراتيجية التدريب بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع كبرى الشركات التكنولوجية العالمية، بهدف تمكين الشباب من الحصول على فرص للعمل فى مشروعات التحول الرقمى، لخدمة متطلبات السوق المحلى، أو العمل فى أحد مراكز التعهيد لتصدير الخدمات الرقمية، بالإضافة إلى تشجيع الشباب على ريادة الأعمال، وتعزيز قدراتهم التنافسية فى سوق العمل الحر العالمى.

وتستهدف الوزارة التوسع فى البرامج التدريبية التى تستهدف بناء أجيال «مصر الرقمية»، المقدمة بالمجان، لتمكين جميع الفئات العمرية لعصر الرقمنة، بدءاً من الصف الرابع الابتدائى، وصولاً إلى طلاب الجامعات والخريجين من مختلف الخلفيات الأكاديمية، وذلك من خلال تنمية مهاراتهم فى التخصصات الحديثة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل المحلى والعالمى.

وقال المهندس وليد الإنجباوى، المدير التنفيذى لمبادرتى «براعم مصر الرقمية»، و«أشبال مصر الرقمية» بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن البرنامج يشمل تدريب النشء من تلاميذ المدارس من الصف الرابع الابتدائى إلى الصف السادس الابتدائى على ثلاثة مستويات تدريبية، مستوى خاص بكل صف دراسى، فى مجالات مثل البرمجة، والذكاء الاصطناعى، وتطوير الألعاب الرقمية، من خلال مبادرة «براعم مصر الرقمية»، حيث تم تدريب نحو 60 ألف تلميذ وتلميذة منذ العام الماضى 2024، ويجرى تدريب نحو 40 ألف تلميذ وتلميذة من 27 محافظة.

وأضاف «الإنجباوى»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن طلاب المدارس من الصف الأول الإعدادى وحتى الصف الثانى الثانوى يجرى تدريبهم على خمسة مستويات تدريبية فى مجالات مثل تطوير صفحات الويب، وعلوم البيانات، والذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى، والأنظمة المدمجة، والروبوتات، والفنون الرقمية، من خلال مبادرة «أشبال مصر الرقمية»، وقد تم تدريب نحو 48 ألف طالب وطالبة، ويجرى تدريب نحو 46 ألف طالب وطالبة من 27 محافظة.

من جانبه، أكد المهندس محمد دسوقى، المدير التنفيذى لمبادرة «بناة مصر»، أن المبادرة تستهدف صقل مهارات الخريجين المتفوقين لإعدادهم للتنافس فى سوق العمل العالمى، فى تخصصات محددة، بالتعاون مع المنصات التعليمية العالمية والجامعات الدولية، لتنمية المهارات فى عدد من التخصصات، تشمل علوم البيانات، والحوسبة السحابية، وتحليل الأعمال، والتسويق، والفنون الرقمية، والأمن السيبرانى، وتطوير وتشغيل البرمجيات والتطبيقات، وذلك من خلال برنامج متكامل يشمل تدريباً عملياً معتمداً من شركات عالمية ومحلية، وبرنامجاً لتنمية المهارات القيادية والإدارية واللغوية.

وأشار الدكتور هشام فاروق، مستشار التطوير التكنولوجى، إلى أن تدريب الطلاب وخريجى الجامعات من مختلف التخصصات فى مجال التقنيات الحديثة، من خلال مبادرة «رواد مصر الرقمية»، بهدف تأهيلهم للالتحاق بوظائف مميزة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومنها مجالات الذكاء الاصطناعى، وعلوم البيانات، وتحليل الأعمال، والأمن السيبرانى، والفنون الرقمية، كما يتم توفير منح التدريب الصيفى للطلبة، والتدريب المكثف لمدة 4 أشهر، والتدريب الاحترافى لمدة 9 أشهر لشباب الخريجين فى أحدث التخصصات التكنولوجية، ومنها إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعى، وأمن المعلومات، والروبوت، والألعاب الإلكترونية، والتسويق الإلكترونى والتصميم.

وأضاف أنه تم توفير منصة للتعلُّم الرقمى، وهى منصة «مهارة تك»، بهدف إتاحة منح تدريبية مجانية معتمدة لكل الفئات العمرية فى عدد من التخصصات التكنولوجية الدقيقة باللغة العربية؛ ومنها الذكاء الاصطناعى، وعلوم البيانات، ولغة البرمجة «بايثون»، بالإضافة إلى البرامج التى تستهدف تنمية مهارات العمل الحر، كذلك تدريب النشء بأعلى معايير الكفاءة والجودة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من خلال مدارس (we) للتكنولوجيا التطبيقية، التى وصل عددها إلى 19 مدرسة فى 19 محافظة، طبقاً لخطة تستهدف إنشاء مدرسة بكل محافظة، حيث توفر المدارس بيئة تعليمية محفزة على الابتكار، من خلال مناهج معتمدة دولياً، وعلى أعلى مستوى فى تخصصى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى تدريبات ميدانية، بخلاف برامج تدريبية فى قرى «حياة كريمة» للتثقيف الرقمى ومحو الأمية الرقمية، وتنمية المهارات الرقمية، بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى التمكين الاقتصادى الرقمى لأصحاب الحرف والمشروعات الصغيرة، من خلال تدريبهم على المهارات الرقمية اللازمة لتنمية مشروعاتهم، بالإضافة إلى البرامج التى تستهدف تنمية القدرات الرقمية للعاملين من المتخصصين وغير المتخصصين فى مجال تكنولوجيا المعلومات.

وتعمل وزارة الاتصالات على توفير برنامج تدريب متخصص فى مجال إنشاء وتشغيل وصيانة شبكات الألياف الضوئية، ما يتيح للمتدربين من الشباب فرص عمل متميزة وواعدة فى هذا المجال، فى ضوء توجه الدولة نحو التحول الرقمى، وما يستلزمه من تطوير للبنية التحتية الرقمية، والتوسع فى تدريب الشباب على مهارات العمل كمهنيين مستقلين، لتمكينهم من الحصول على فرص عمل عن بُعد، عبر منصات العمل الحر للشركات، ليس فى مصر فقط، ولكن على المستويين الإقليمى والدولى.

كما يتم توفير مساحات للعمل للمهنيين المستقلين داخل مراكز «إبداع مصر الرقمية» فى مختلف المحافظات، حيث يتم تدريب الشباب على جميع مراحل الإبداع الرقمى، والمهارات التقنية والتسويقية، بالإضافة إلى احتضان الشركات الناشئة، والربط بين الشباب والمستثمرين وكبرى الشركات العالمية والمحلية العاملة فى مجالات دعم الإبداع وريادة الأعمال، عبر البرامج المقدمة من مراكز «إبداع مصر الرقمية» بالمحافظات، التى يتم تنفيذها بالشراكة مع القطاع الخاص، لإتاحة التدريب على المهارات الرقمية، وإكساب المتدربين مهارات العمل الحر، بالإضافة إلى رعاية الإبداع التكنولوجى، ويبلغ عدد المراكز حتى الآن 23 مركزاً، ومن المستهدف الوصول إلى 27 مركزاً خلال العام الجارى.

كما يتم توفير تعليم متخصص من خلال «جامعة مصر للمعلوماتية»، التى تعد أول جامعة متخصصة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى أفريقيا، وتضم الجامعة 4 كليات، تشمل علوم الحاسب والمعلومات، والهندسة، وتكنولوجيا الأعمال، والفنون الرقمية والتصميم، وتحرص الجامعة على إقامة شراكات علمية وبحثية مع كبرى الجامعات الدولية المرموقة، ويحصل خريجو الجامعة على شهادة جامعة مصر للمعلوماتية، وشهادة أخرى من الجامعة الدولية الشريكة، بما يؤهلهم للحصول على فرص عمل فى العديد من المجالات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرواد الرقميون المستقبل التكنولوجيا الجامعات الرقمنة الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات بالإضافة إلى مصر الرقمیة العمل الحر تدریب نحو سوق العمل من خلال فرص عمل على فرص فى مجال

إقرأ أيضاً:

قانون الشبكات الرقمية: ست دول في الاتحاد الأوروبي تبدي اعتراضًا جديدًا

تطعن ستّ دول في الاتحاد الأوروبي في قانون الشبكات الرقمية المرتقب، مطالِبةً بفرض سيطرة وطنية على قواعد الاتصالات، فيما تبدي جهات مستهلكة وشركاء تجاريون وهيئات رقابية أوروبية شكوكًا إزاء خطط المفوضية.

نُشر هذا المقال أولاً على "EU Tech Loop" وقد تمت مشاركته على يورونيوز ضمن اتفاق مع "EU Tech Loop".

دفعة جديدة من ست دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي ضد قانون الشبكات الرقمية (DNA)

أرسلت ست دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، النمسا وفرنسا وألمانيا والمجر وإيطاليا وسلوفينيا، مؤخراً موقفاً مشتركاً إلى مجلس الاتحاد الأوروبي يدعو الاتحاد مجدداً إلى إعادة النظر في مقاربته لـقانون الشبكات الرقمية المرتقب، وفق تقارير إعلامية مقرها بروكسل. ويعيد هذا الموقف التأكيد على مطالب ليست جديدة، من بينها احتفاظ الدول الأعضاء بسلطات سياسة الترددات وإدارتها، وغيرها. ورغم أن المفوضية الأوروبية يُتوقع أن تقترح النص المحدّث في يناير 2026، فإن الإشارات السلبية من الدول الأعضاء والشركات ومنظمات المستهلكين، وحتى من جهة رقابية تابعة لها، توحي بأن هذا سيكون من أكثر الملفات تحدياً أمام المفوضية العام المقبل.

الموقف الوزاري في مجلس النقل والاتصالات والطاقة (TTE)

في ديسمبر 2024، وخلال مجلس النقل والاتصالات والطاقة، ناقش الوزراء الورقة البيضاء "How to master Europe’s digital infrastructure needs?" التي شكّلت عملياً تمهيداً لـقانون الشبكات الرقمية. وفي ذلك الوقت، أبدى الوزراء رؤية متحفظة وحذرة إزاء الحاجة إلى آليات جديدة لحل نزاعات تشابك بروتوكول الإنترنت (IP) (أي رسوم الشبكة "de facto")، مؤكدين أن سوق تشابك بروتوكول الإنترنت في الاتحاد يعمل بصورة سليمة، وأن السلطات التنظيمية الوطنية تملك الخبرة الكافية لمعالجة تسوية النزاعات بنفسها. كما تساءل الوزراء عن إحدى الحجج الرئيسية وراء القانون، أي السعي إلى تكافؤ الفرص بين قطاعي الاتصالات والخدمات الرقمية عبر توسيع كتاب قواعد الاتصالات ليشمل قطاع التكنولوجيا "de facto". وجاء في الوثيقة الوزارية أن السعي إلى تكافؤ الفرص أمر محمود، لكنه "لا يعني بالضرورة أن تُطبّق القواعد نفسها عليهم، إذ يعتمد ذلك على أنشطتهم عبر سلسلة القيمة". وأخيراً، شكك الوزراء في نهج "تسهيل اندماجات شركات الاتصالات", مشددين على ضرورة احتساب أثر ذلك على المنافسة في تلك الأسواق الوطنية التي لا تزال عاجزة عن العمل على نطاق عموم أوروبي.

رسوم الشبكة بين انتقادات المستهلكين والالتزامات التجارية، ورأي الرقابة

في يوليو، وجّهت مجموعة من منظمات الأعمال والمستهلكين (بما فيها جهات غالباً ما تُحيّي نهج المفوضية الصارم تنظيمياً) انتقادات إلى إعادة إحياء مفهوم "الحصة العادلة"/رسوم الشبكة عبر آليات مقترحة لحل نزاعات تشابك IP. كما شدّدت الرسالة على أن "خطط" رسوم الشبكة التي دفعت بها شركات الاتصالات في 2022 قد جرى "رفضها بوضوح في مشاورات سابقة" بسبب آثارها السلبية على المستهلكين والمنافسة والابتكار وحياد الشبكة، وبالتالي يجب عدم إعادة فتحها. وعلى الرغم من أن العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كانت متوترة هذا العام، فقد أُبرم في أواخر أغسطس اتفاق تجاري بين الجانبين؛ وتنص المادة 17 صراحةً على التزام الاتحاد بعدم إدخال رسوم شبكة، وما إذا كان الاتحاد سيلتزم بذلك عملياً يبقى أمراً سنراه لاحقاً. وفي أواخر أكتوبر، يُقال إن مجلس التدقيق التنظيمي التابع للمفوضية الأوروبية، وهو هيئة مستقلة داخل المفوضية تُسدي النصح لكلية المفوضين وتوفّر "ضبط الجودة والدعم لتقييمات الأثر وتقييمات المفوضية في المراحل المبكرة من العملية التشريعية", قد أصدر رأياً سلبياً بشأن جاهزية قانون الشبكات الرقمية, ما عطّل خطط المفوضية لنشر النصّ الأولي في أواخر ديسمبر.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • مصر تعزز مكانتها الإقليمية عبر تطوير البنية الرقمية والاستثمار العالمي
  • "المهندسين" تنظم تدريبًا توعويًّا لمجابهة الابتزاز الإلكتروني والمخاطر السيبرانية
  • سويلم يتابع إجراءات تدريب العاملين على استخدام التطبيقات الرقمية في إدارة المياه
  • وزير الاتصالات: ديجيتوبيا مدينة المستقبل الرقمية والإنسان يظل قائد التكنولوجيا
  • وزير الاتصالات: ديجيتوبيا خطوة نحو بناء مصر الرقمية والشباب هم قادة المستقبل بعلمهم وعملهم
  • قانون الشبكات الرقمية: ست دول في الاتحاد الأوروبي تبدي اعتراضًا جديدًا
  • مدير هيئة الأمن السيبراني المكلف ينفذ زيارة ميدانية إلى مركز إنتاج الجواز الإلكتروني بمدينة بورتسودان
  • خبير أمني: 396 مليون دولار سنويًا لتأمين المعلومات.. والأمن السيبراني لا يقل خطورة عن الحرب
  • من البطالة إلى المشاريع الرقمية: كيف غدا الفريلانس خيار الشباب العراقي
  • وزيرا الاتصالات والتضامن يشهدان توقيع بروتوكول تمكين الشباب من ذوي التنوع العصبي عبر تدريب تقني متخصص