التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم في العاصمة الأسبانية "مدريد" ببيدرو سانشيز رئيس الحكومة الأسبانية، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس إلى مملكة أسبانيا، حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات بمشاركة وفدي البلدين،  تناولت مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع الإقليمية.

وأكد رئيس الحكومة الأسبانية اتفاق أسبانيا الكامل مع موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين، مضيفاً أن أسبانيا ترفض بشكل حاسم وقاطع تهجير الفلسطينيين، وأنها سوف تدعم كل ما سيصدر عن القمة العربية المرتقبة، التي سوف تعقد بمصر، بشأن إعادة إعمار قطاع غزة والخطة المصرية في هذا الشأن وبما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، مشدداً على ضرورة تطبيق حل الدولتين.

وأعقب ذلك قيام الرئيس ورئيس الحكومة الأسبانية بالتوقيع على إعلان ترفيع العلاقات بين مصر وأسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، كما شهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات مختلفة.

وعقد الجانبان مؤتمراً صحفياً تناول مجريات المباحثات بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة أسبانيا، وفيما يلي نص كلمة  الرئيس خلال المؤتمر الصحفي:

اسمحوا لى قبل أن ابدأ كلمتي أن أعرب عن الاحترام والتقدير لموقف أسبانيا.
اسمحوا لي في البداية، أن أعرب عن خالص الشكر والامتنان، للحفاوة التى لقيتها منذ وصولى إلى مملكة إسبانيا الصديقة.

إن هذه هى زيارتى الثانية إلى مدريد، وهو ما يعكس الرغبة الصادقة، فى تعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بين بلدينا، والتعاون المثمر بينهما، على أساس مشترك من الاحترام والتفاهم المتبادلين. وفى إطار العلاقات الثنائية الوثيقة بيننا، وسعينا المتواصل لتطويرها، وقعنا اليوم وثيقة لترفيع العلاقات المصرية الإسبانية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، والتى نتطلع إلى تطبيقها بشكل فعال .

 جنباً إلى جنب، مع جميع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة بيننا، بهدف تعميق التعاون الاقتصادى والاستثمارى، وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، وهى الأمور التي حظيت بأهمية كبيرة، خلال مباحثاتنا اليوم، حيث أكدنا فى ذات السياق، على ضرورة تعزيز تواجد الاستثمارات الإسبانية، والبناء على قصص نجاح الشركات الإسبانية العاملة فى مصر .

 كما أبدينا حرصنا، على تكثيف التعاون فى توطين الصناعة بمصر، فى كافة المجالات،بما فى ذلك مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة، والنقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعلومات، فى موضوعات إدارة وتنمية الموارد المائية، فى ظل ما تمثله مسألة الأمن المائى، من أهمية بالغة لمصر. 
 
لقد كانت الأزمات الإقليمية، محورا مهما خلال مباحثاتنا اليوم، مع  رئيس الوزراء، حيث استعرضنا التطورات المتعلقة بالحرب فى قطاع غزة، ومستقبل القضية الفلسطينية، وأكدنا فى هذا السياق، على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار تبادل الرهائن والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية اللازمة، لإنقاذ أهالى غزة من الأوضاع المأساوية التى يعانون منها. 
 
واسمحوا لى من هذا المنبر، أن أشيد بقرار إسبانيا الشجاع والتاريخى، الذى انحاز إلى الحق والعدل، عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، وعلى رأسها حقه فى تقرير المصير.

لقد اتفقنا فى هذا الصدد، على ضرورة السعى والدفع لإحياء عملية السلام، بهدف إقامة دولة فلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

كما أكدنا على أهمية دعم المجتمع الدولى، وتبنيه خطة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطينى وأكرر دون تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التى يتمسك بها، ووطنه الذى لا يقبل التفريط فيه، وبما يضمن البدء الفورى فى عمليات الإغاثة والتعافى المبكر.

وأكدنا كذلك، على ضرورة دعم المنظمات الدولية، العاملة فى المجال الإنسانى بالقطاع، وفى مقدمتها وكالة "الأونروا" التى لا يمكن الاستغناء عنها، فى تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية للشعب الفلسطينى.

لقد تناولت كذلك مع رئيس الوزراء، التطورات التى تشهدها سوريا، حيث أكدت دعم مصر الثابت للشعب السورى الشقيق، والوقوف إلى جانبه، لتحقيق تطلعاته المشروعة، وتوافقنا فى هذا الإطار، على أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، مع أهمية بدء عملية سياسية شاملة فى سوريا، بمشاركة كافة مكونات الشعب السورى، فضلا عن رفضنا التام للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للجولان.

تناولنا أيضا الأوضاع فى لبنان، حيث رحبنا بانتخاب رئيس جمهورية جديد، ورئيس حكومة جديد، وأكدنا على أهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضى اللبنانية.

كما اتفقنا على أهمية تكثيف التعاون، لوقف الهجمات ضد السفن التجارية فى باب المندب وتبادلنا وجهات النظر حول التطورات الإقليمية، فى منطقتى القرن الإفريقى والساحل.

وختاما، أتوجه إليكم  رئيس الوزراء مجددا،  بخالص الشكر على دعوتى لزيارة مملكة إسبانيا الصديقة ، وأتطلع للترحيب بكم وبجلالة الملك وجلالة الملكة فى مصر ، وكذا  للمشاركة فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، وهى الزيارات التى سوف تسهم بالقطع، فى تعميق علاقات التعاون، وترسيخ أواصر الصداقة التاريخية الممتدة، التى تجمع بلدينا وشعبينا الصديقين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيسي الفلسطينيين العاصمة الأسبانية المزيد على ضرورة على أهمیة

إقرأ أيضاً:

محسب: خطاب الرئيس وثيقة سياسية تؤكد جوهر الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية 

أكد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، أن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي الموجه إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، جاء ليضع العالم أمام حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي أن الشعب الفلسطيني، رغم سبعة عقود من الاحتلال والانتهاكات، لا يزال يقف بثبات استثنائي على أرضه، متمسكا بهويته وحقوقه الوطنية.

وقال "محسب"  إن الرئيس عبر في خطابه عن جوهر الموقف المصري الثابت، والذي لم يتغير رغم كل التحولات الإقليمية، موضحا أن مصر لا ترى القضية الفلسطينية مجرد ملف سياسي، ولكنها مسؤولية قومية وإنسانية ترتبط بثوابت الدولة المصرية ومكانتها التاريخية في العالم العربي، واصفا صمود الفلسطينيين بأنه " أسطوري" وهو ما يعكس تقديرا عميقا لإرادة لا تُكسر، ولشعب يواجه منظومة من القهر والعدوان دون أن يتخلى عن حلمه المشروع في إقامة دولته المستقلة.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الخطاب قدم قراءة واقعية وشاملة لطبيعة المأساة الفلسطينية، حيث شدد الرئيس على أن الانتهاكات لا تقتصر على غزة، رغم هول الدمار الذي شهدته، بل تمتد إلى الضفة الغربية والقدس، موضحا أن هذه الإشارة تعيد التأكيد على أن الصراع ليس محدودا بجغرافيا معينة، وإنما هو صراع شامل يستهدف الإنسان الفلسطيني في كل تفاصيل حياته، من تقييد الحركة والاستيلاء على الأراضي وصولا إلى الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين.

وشدد "محسب"، على أن دعوة الرئيس للمجتمع الدولي لتحمل مسئولياته في إعادة إعمار غزة تمثل نداء أخلاقيا لا يمكن للعالم الحر تجاهله، مؤكدا أن تجاهل هذه الكارثة الإنسانية سيظل وصمة على جبين المجتمع الدولي لعقود طويلة، قائلا: "مصر لا تكتفي بالمواقف الخطابية، ولكنها تتحرك على الأرض عبر جهود إنسانية ودبلوماسية ممتدة، وتسعى لتثبيت وقف إطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية، ودعم مؤسسات السلطة الفلسطينية حتى تستطيع أداء دورها تجاه شعبها".

وأضاف "محسب"،  أن الرئيس عبر بوضوح عن رؤية مصرية ثابتة، تضع الحل السياسي في مواجهة محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة، وتتمسك بحل الدولتين كمسار وحيد يؤدي إلى استقرار دائم في المنطقة، مؤكدا  أن إنهاء المعاناة يتطلب إرادة دولية صادقة تنهي عقودا من الظلم، وتعيد للشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف.

وشدد النائب أيمن محسب، على أن  خطاب الرئيس كان على قدر اللحظة، وإنه أعاد التأكيد على أن مصر ستظل سندا أصيلا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأن المصريين بكل فئاتهم يقفون خلف قيادتهم في دعم هذا الشعب البطل الذي يكتب بدمائه فصولا جديدة من الصمود والكرامة.

مقالات مشابهة

  • قطر والولايات المتحدة تبحثان العلاقات الإستراتيجية وسبل دعمها
  • استعراض مصري قوي داخل EDEX.. اتفاق على تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين صناعات مصر والسودان العسكرية
  • العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية.. تتميز بطعم «الشراكة الاستراتيجية»
  • رئيس اللجنة الأولمبية المصرية يشكر الرئيس السيسي على تهنئة أبطال مصر في الكاراتيه والسلاح
  • اللجنة الأولمبية المصرية تشكر الرئيس السيسي على تهنئة أبطال العالم في الكاراتيه والسلاح
  • رئيس اللجنة الأولمبية يشكر الرئيس السيسي على تهنئة أبناء مصر أبطال العالم في الكاراتيه والسلاح
  • برلماني: مصر لن تسمح بتغييب القضية الفلسطينية.. وخطاب الرئيس وثيقة حق للتاريخ
  • الرئيس تبون يؤكد أهمية المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة ويشدد على الشراكة الإفريقية
  • برلماني: خطاب الرئيس السيسي لفلسطين يؤكد أن القضية ستظل في صدارة أولويات الدولة المصرية
  • محسب: خطاب الرئيس وثيقة سياسية تؤكد جوهر الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية