نصف خطوةٍ لليسار، خطوتان لليمين – مبادرة الحزب الشيوعي السوداني
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
حسام عثمان محجوب
تجاربٌ لا تُوَرث حكمةً
المبادرة التي أطلقتها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في ديسمبر كبرنامج عملٍ لوقف الحرب واسترداد الثورة تشير لاستمرار عجز الحزب عن اجتراح نموذج عملٍ سياسيٍّ ملهمٍ مختلفٍ، يملأ بعض فراغ الساحة السياسية السودانية، الذي يزيد اتساعاً مع التحديات غير المسبوقة في تاريخ شعبنا وبلادنا.
أتت المبادرة المقدمة لجماهير وقوى الشعب السوداني بعد عشرين شهراً من اشتعال الحرب، التي تشكل أكبر تهديدٍ وجوديٍّ للسودان، شعباً وكياناً ودولةً، وأثناء استقطابٍ قسَّم الشعب السوداني وقواه السياسية والمجتمعية بعمقٍ متزايدٍ منذ انطلاق ثورة ديسمبر. ولكن المبادرة تقاصرت عن الاقتراب من تناول قضايا شديدة التعقيد يناقشها السودانيون والسودانيات، بمن فيهم أعضاء وعضوات الحزب وأصدقاؤه وصديقاته، بصورةٍ يوميةٍ منذ اندلاع الحرب.
بدلاً من ذلك، يبدو أن من أهم ما حملته المبادرة تدشين محاولةٍ خجولةٍ لعودة الحزب الشيوعي إلى تحالف النادي السياسي القديم، وإكمال هذه الحلقة من مسلسل تحالفات الحزب السياسية المعاد، والتي يمكن تأريخها بنهاية ديسمبر 2018، حين شارك الحزب في تأسيس قوى الحرية والتغيير (قحت)، ثم انتقدها، وخرج منها، وأسس تحالف قوى التغيير الجذري المضاد لها، وها هو الآن يتهيأ للعودة لمتحورها تقدم (حين أطلقت المبادرة – أو المتحور الأحدث صمود). لتطرح أسئلةٌ مثل: فيم كان الخروج الأول، ولم العودة الآن، ولماذا تأخرت؛ إضافةً لأسئلةٍ أخرى أهم عن أداء الحزب ومنهجه وأولوياته.
ظلت قضية التحالفات مركزيةً في نظرية وممارسة الحزب الشيوعي السوداني منذ تأسيسه، ولقيت حظاً وافراً من المناقشة منذ منتصف التسعينات، خصوصاً مع التطورات الكبرى المتلاحقة التي واكبت تحالفي التجمع الوطني الديمقراطي وقوى الحرية والتغيير، وشعور عددٍ من العضوية بأن الحزب لم يقم بتوثيق ونقد هذه التجارب بمعايير النقد الذاتي الصارمة التي اختطها، ولذلك فلم يستفد منها وظل يُعيد بعض أخطائها.
تُكرر المبادرة المقولة/الشعار أن تجارب شعبنا تثبت أن وحدته كانت العامل الحاسم في نجاح ثورة ديسمبر وانتفاضة أبريل وثورة أكتوبر. ورغم فخامة هذه المقولة وشاعريتها، إلا أن الحقيقة أن التجارب الثلاثة تثبت أن الوحدة التي أدت لإسقاط الأنظمة الدكتاتورية الثلاثة، أو رؤوسها، كانت هي نفسها عاملاً مهماً في فشل الثورات الثلاثة في تحقيق شعاراتها وتطلعات الجماهير التي قامت بها. فهي وحدةٌ تقوم بتغبيش وعي الجماهير حول القضايا والمواقف ومواقع القوى والأفراد، وتخدرهم بمظنة وجود حلولٍ مختصرةٍ، وبوجاهة الاعتماد على القوى الحليفة، وحين تفشل المراحل التي تعقب هذه الثورات فإنها ترجعها لأخطاءٍ في التكتيكات أو التفاوض أو الأشخاص أو نصوص الاتفاقات أو تنفيذها، يمكن تلافيها في المرة القادمة. الإصرار على تكرار محاولة تحقيق هذه الوحدة مرةً بعد أخرى هو ضربٌ من الجنون وتجريب المجرب.
المبادرة تؤكد أن استعادة الوحدة التي أسقطت البشير ضروريةٌ الآن لإيقاف الحرب واستعادة الثورة، وهذا يعني عملياً وحدةً بين الحزب الشيوعي وتحالف قوى التغيير الجذري، الذي أشير له بـ "قوى ومنظمات التغيير الجذري"، من جانبٍ، وقحت/تقدم (والآن صمود) التي يمكن أن تدخل تحت مظلة "القوى السياسية الوطنية والقوى المدنية وحركات الكفاح المسلح والكيانات المهنية والمطلبية". ولأن ممارسات ومواقف قحت ونقد الحزب الشيوعي لها ما زالت حيةً في ذاكرة جماهير الحزب والشعب السوداني خارج قحت، فقد طلبت المبادرة من القوى السياسية النقد الموضوعي لتجربة الفترة الانتقالية كمقدمةٍ للوحدة.
ويبدو هذا الطلب (الشرط؟) ضعيفاً وقابلاً لتجاوزه في أولى خطوات الوحدة. فبإمكان قحت – إن أرادت الاستجابة لهذه المبادرة – إعادة التباهي بأنها نظمت ورشةً غير مسبوقةٍ لتقييم الفترة الانتقالية نشرتها في كتابٍ من 600 صفحةٍ، رغم النواقص الكبرى التي شابت تلك الورشة وما نتج عنها. وتكفل المبادرة قبول هذا التبرير، فالحزب الشيوعي نفسه لم يقم بنقد تجربة تحالف قوى التغيير الجذري، كما أن النقد الخجول الذي قدمه لمواقفه أثناء الفترة الانتقالية لا يختلف عن ورشة قحت إلا اختلاف مقدار، فالحزب لم يقم بَعدُ بِنَقد أدائه في تلك الفترة، مستقلاً وضمن تحالفات، بصورةٍ وافيةٍ، ولم يقم بِنَشر تفاصيل الأحداث والمواقف ولا محاضر الاجتماعات والتفاوض والنقاشات، كما أنه قام بتأسيس تحالف قوى التغيير الجذري على نفس شكل قحت. والدليل الأبرز على قصور نقد الحزب هو مبادرته هذه.
تعكس الأخطاء الواردة في نص المبادرة وهيكلها المرتبك ضعفها السياسي وتخبطها. من ذلك أنها تذهب في تفصيل أهداف لثورة ديسمبر موحيةً بكونها أهدافاً متفقاً عليها بين قوى الحرية والتغيير. والحقيقة أن تلك الأهداف لم ترد في إعلان الحرية والتغيير، ولم تلتزم أو تدع لها قحت أو الحكومة الانتقالية، بل بذلتا جهداً عظيماً في مهاجمتها وتسفيه القوى الداعية لها، ومنها قطاعاتٌ واسعةٌ من الجماهير ولجان المقاومة، إضافةً للحزب الشيوعي. أبلغ من ذلك أن قحت وحكومتها الانتقالية تراجعتا عن تنفيذ بنود إعلان الحرية والتغيير – وهو أقل جذريةً بكثيرٍ من الأهداف التي أوردتها المبادرة – ولم تبد قحت/تقدم/صمود أي إشارةٍ فيما بعد إلى أنها ترغب في مراجعة موقفها من هذه الأهداف.
ومن ذلك أيضاً إشاراتٌ لمواثيق لجان المقاومة والجبهة النقابية والتغيير الجذري التي هاجمتها أو تجاهلتها قحت/تقدم/صمود، وذكرٌ لسياساتٍ بديلةٍ تنصل عنها رئيس وزراء الانتقال إبان توليه منصبه، ثم تراجع هو وقحت عنها سياسةً سياسةً حتى الانقلاب، ولميثاقٍ يوحي نص المبادرة أنه تم توقيعه مع إعلان قوى الحرية والتغيير في يناير 2019، وهو ما لم يحدث.
كما تخص المبادرة بالذكر قضايا غير مترابطةٍ دون منطقٍ يوضح لماذا هذه القضايا وليس غيرها، ولماذا هذا التفصيل، مثل مهام المجلس التشريعي والتمييز الإيجابي للنساء. وتختتم المبادرة بالمؤتمر الدستوري، حجوة أم ضبيبينة التي تصر عليها أدبيات الحزب الشيوعي دون الاستفادة من دروس عشرات الوثائق الدستورية التي توافقت عليها القوى السياسية طوال تاريخنا الحديث، ثم اتضح أنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به.
أسئلة للإجابة
في قسم المبادرة الأهم الذي يتناول تكوين الجبهة الجماهيرية القاعدية العريضة لوقف الحرب، والمفترض أن يحدد واجباتٍ واضحةٍ للسودانيين والسودانيات أفراداً وجماعاتٍ، تبدو عدة تناقضات حول طبيعة الحرب وأدوار الأطراف المختلفة فيها، محليةً وخارجيةً. ويغيب تقديم وتحليل ونقاش سيناريوهات إيقاف الحرب، والمهام التي يمكن أن تقوم بها جماهير وقوى الشعب السوداني لتحقيق أفضل النتائج الممكنة بحسب هذه السيناريوهات.
مثلاً، تبدو المبادرة – والعديد من مواقف الحزب – ملتبسةً في علاقة الخارج بالداخل في الحرب، وكيفية تعاطي الجماهير مع الخارج لإيقافها. فرغم وثيقة الحزب الشيوعي المهمة " خمس سنواتٍ من اندلاع الثورة – عامٌ من الحرب" التي تناولت الوضع الدولي، إلا أنه ليس هناك تحديدٌ لحلفاء الطرفين الخارجيين ولا لأدوارهم، ولا توضيحٌ لواجباتٍ تستطيع الجماهير القيام بها لتجبر الطرفين والحلفاء على إيقاف الحرب، ولا شرحٌ لكيف توحد جهودها لـ "هزيمة التآمر والمخطط الخارجي" مع قوىً نعلم يقيناً اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى رضاها أن تكون دميةً لدى هذا الطرف الخارجي أو ذاك. كما لم يقدم الحزب آراءً واضحةً من الدروس المستفادة من تجارب العالم في مسائل خطيرةٍ مثل التدخل الدولي وحظر الطيران وتسليح الأطراف المتقاتلة.
حرب 15 أبريل هي مجموعة حروبٍ متعددةٍ ومتداخلةٍ ومعقدةٍ ومتحورةٍ، أدخلت باندلاعها واستمرارها البلاد وشعبها في محنةٍ لا يدل التاريخ والتحليل الموضوعي أن التعافي منها وتحقيق السلام الدائم العادل ممكنان قبل عقودٍ قادمةٍ. ولذلك فلا ينبغي تجنب طرح الأسئلة الصعبة ونقاشها بصورة جادة بما في ذلك الإقرار بأننا لا نملك إجاباتٍ عليها. الأسئلة التي يجب أن تكون هاديةً لنقاشات الحزب والقوى السياسية ومبادراتها حول الحرب يجب أن تنطلق من كيف يمكن حفظ حياة الناس وسلامتهم وممتلكاتهم وسبل عيشهم الآن وفي المستقبل، وما هي الأطراف التي يمكن أن تقوم بدورٍ في تحقيق هذه الأهداف، وما هي الأفعال التي يمكن للجماهير القيام بها لتحقيقها.
بالنظر عبر هذا الإطار ربما رأينا شعار "لا للحرب" شعاراً صحيحاً قابلاً للتنفيذ قبل قيام الحرب وفي أيامها الأولى – بما يعنيه من دعوة المتقاتلين لوقف إطلاق النار فوراً. وربما كانت الدعوة للتفاوض التي تستتبع الشعار صحيحةً وقابلةً للتنفيذ حينذاك أيضاً – بما تعنيه من تفاوضٍ بين المتقاتلين لا يمكن أن يفضي إلا لعودة الأمور لما كانت عليه قبل 15 أبريل مباشرةً.
ولكنهما أُفرغا من أي معنىً وقدرةٍ على حفظ حياة الناس وسلامتهم بعد تلك الأيام الأولى مع تمدد الحرب جغرافيةً وبأساً. وانضمت "لا للحرب" لقائمةٍ من الشعارات الجذابة الصحيحة المتفق عليها والعاجزة بذاتها عن القيام بأي فعل، من شاكلة السلام سمح، ووحدتنا في تنوعنا، والعدل أساس الملك. وانضمت الدعوة لمائدة التفاوض التي تنتهي عندها كل الحروب لقائمةٍ مشابهةٍ من الوسائل التي لا يرفضها عاقل، ولكنها لا تعني أي فعلٍ محددٍ، مثل العدالة الانتقالية، والمؤتمر الدستوري، وقسمة السلطة والثروة.
لم تتواضع القوى السياسية – بما فيها الحزب الشيوعي – حينذاك بالاعتراف لشعبنا بعجزها عن إيقاف الحرب، وأن قرار الحرب ووقفها بيد حملة السلاح وداعميهم من القوى الأجنبية. ولم توضح كيف يمكن للجماهير أن تُنَزل "لا للحرب" لبرامج وأفعال يمكن أن تُوقف إطلاق النار وتحمي حياة الناس، ولم تُفَصل المآلات المحتملة لمفاوضات سلامٍ بين الجيش والدعم السريع، وهل من بينها عودة الجيش للثكنات، وحل مليشيا الدعم السريع، وتخلي الطرفين – أو أحدهما – عن السلطة والاقتصاد، وتقديم قادتهما مجرمي الحرب الانقلابيين للمحاسبة؟
لم يكن مطلوباً من الحزب الإجابة على كل تلك الأسئلة، ولكن عدم قيامه بطرحها أبعده عن الجماهير المكتوية بنار الحرب أو التي تحسست لهيبها، وصرفه عن السعي لتقديم برنامجٍ عمليٍّ مبنيٍّ على "لا للحرب" قابلٍ للنقاش والتحقيق، يمكن أن يحشد دعم الذين تتهدد الحرب أرواحهم كل ساعةٍ، ومستقلٍ عن الصورة الشائهة للشعار التي أسهمت في رسمها مواقف قحت/تقدم/صمود وأخطاؤها، مثلما أسهمت في زيادة الاستقطاب وعودة الروح لجسد الكيزان ونظامهم المتعفنين.
ليس هناك توهمٌ أن الجماهير وهي تصارع للبقاء تنتظر تنظيراً سياسياً أو إرشاداتٍ من أحدٍ، ولكنها لن تنسى مواقف القوى السياسية في أعسر لحظات بقائها. كما أن هناك كثيرين خارج مناطق الحرب المباشرة ممن يبحثون عن ما يمكنهم القيام به لإيقافها.
لا يمكن إنكار تناول الحزب الشيوعي لمهام حفظ الحياة وسبل البقاء، وإسهام كادره مع الجماهير في مبادرات غرف الطوارئ وتقديم خدمات الطعام والمأوى والمسارات الآمنة والصحة والتعليم وغيرها، ولكنه تحاشى الإقرار الصريح بأن هذه المهام تعمل في مستوىً مختلفٍ عن إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار الذي كان يبتعد كل يومٍ أكثر عن متناول القوى السياسية المدنية، ويقترب من قوىً دوليةٍ يمكن الزعم بأن بعضها أكثر قدرةٍ على اتخاذ هذا القرار من الأطراف المتحاربة نفسها. ولم يصرح الحزب أنه وإن توقفت الحرب على أيادي المتحاربين أو القوى الدولية، فإن ما سيتحقق في المدى القصير ليس سلاماً بل هدنةٌ مؤقتةٌ، وأن ما يمكن لجماهير الشعب وقواه السياسية أن تقوم به الآن العمل على بناء واقعٍ جديدٍ تملكه الجماهير ينطلق من القواعد لمستقبلٍ قد يبعد بعدد السنين ولكنه يظل قريباً بعمر الشعوب.
من الأسئلة الواجب طرحها ونقاشها، خيارات الشباب والجماهير من الثوار وغيرهم، الذين لم تكن "لا للحرب" لتنجيهم حين ووجهوا بمقاتلين من دمٍ ولحمٍ وسلاحٍ وعنفٍ بالغٍ، تابعين لمليشيا فقدت السيطرة والتحكم في قواتها، فتحولت إلى مليشياتٍ متعددةٍ تجند مقاتلين برخصةٍ مفتوحةٍ للتغنم، نهباً وسلباً وخطفاً واغتصاباً، بدلاً عن المرتبات العالية التي عرفت بها فيما مضى (مقارنة بمرتبات القوات المسلحة). ويتبع ذلك نقاش الموقف ممن رأوا أن لا خيار أمامهم إلا حمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم، بدلاً عن انتقادهم وتسفيههم والحسرة عليهم، ونقاش خياراتهم في حمل السلاح، بين الانضمام للقوات المسلحة أو لمليشياتٍ قائمةٍ أو تكوين مليشياتٍ مستقلةٍ. ومناقشة أوضاع المواطنين الذين يتعرضون لهجمات القوات المسلحة والمليشيات المقاتلة معها، والمواطنين الذين اضطروا للبقاء في مناطق سيطرة المليشيا.
ومما لا يمكن تبريره تقصير الحزب الشيوعي عن التحليل الماركسي للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لمظاهر تحقق ثورة الجياع المسحوقين بما يسهم في تخفيف الحنق الاجتماعي من كادحي الشعب الذين فقدوا ممتلكاتهم على يد من هم "أكدح" منهم.
يجب على الحزب والقوى السياسية أيضاً مناقشة احتمالات وقف إطلاق النار بشفافيةٍ مع جماهير الشعب السوداني، وهل يمكن ذلك بدون التواصل والحوار مع الأطراف المتقاتلة وداعميهم محليين ودوليين، ومن يمكن أن يضطلع بهذه المهام، ومتى، وشروط وحدود هذه الحوارات، وهل يشمل الحوار كوادر المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية. وعلى الحزب يقع واجب القيام بتحليلٍ موضوعيٍّ مستندٍ على المنهج الماركسي للقوات المسلحة وقيادتها وأفرادها، والحركات المسلحة والمليشيات المتحالفة معها، ومقاتلي مليشيا الدعم السريع، ومواقف جماهير الشعب السوداني من هؤلاء جميعاً الآن وفي المستقبل.
تظهر المبادرة أن الحزب الشيوعي متنازعٌ بين ممارسة السياسة التقليدية الرسمية، بطريقتها الفوقية التي تدار في غرفٍ مغلقةٍ، بين مسميات أحزابٍ وأجسامٍ وشخصياتٍ، يستمد بعضها شرعيته من الخارج، ومخترقةٍ حتى النخاع بالأجهزة الأمنية الكيزانية، وبين ابتدار طريقٍ مختلفٍ صعبٍ وطويلٍ، ولكن رفقته الجماهير الواصلة ولو بعد حين.
لا تخوين بالضرورة لأصحاب الخيار الأول، ولكن التفرقة واجبةٌ بين إمكانيات التغيير والوسائل والمدى الزمني والحلفاء للخيارين. فإذا عزم الحزب على الأول، فليتوكل، وليقارع الكناتين الداخلية والمزادات الخارجية، خابراً أساليبها الانتهازية المتعجلة والمراوغة. أما مواصلة كونه الاثنين معاً، فتستوجب تقييماً صارماً لتاريخ وحاضر الحزب والسودان، وموازنة الجهد المبذول مع النتائج المتوقعة.
ومهما كانت خياراته، يعلم الحزب يقيناً أنه لن ترضى عنه الأحزاب ولا المجتمع الدولي والإقليمي، وأن طريق الشعب أوسع من زحام الضيق وقلب الشعب أرحب من رحاب الضو.
رابط المبادرة:
https://www.facebook.com/share/p/15mqYx8ivK/
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوى الحریة والتغییر القوى السیاسیة الشعب السودانی الحزب الشیوعی إطلاق النار التی یمکن یمکن أن ت قحت تقدم لا للحرب لم یقم من ذلک
إقرأ أيضاً:
عثمان باونين لـ "الفجر":الشباب أولًا والوحدة أساسًا.. تحالف القوى يحدد خارطة الطريق للسودان
قال رئيس تحالف قوى الخلاص الوطني السوداني، عثمان باونين، إن تحالف قوى الخلاص الوطني السوداني يواصل جهوده لحماية المدنيين وتعزيز السلام والاستقرار في البلاد،ونسعى لتوحيد جميع الفصائل المسلحة ضمن جيش وطني متماسك، وتوحيد الصف السوداني تحت حكومة وحدة، تجمع الكل مع اعتماد دستور منقح يحقق التوافق الوطني الشامل، وإجراء انتخابات دستورية تضمن تمثيلًا عادلًا لكل القوى السياسية المعتمدة والمجتمعية.
أضاف باونين في تصريحات خاصةلـ "الفجر"، أهمية التعاون مع الدول العربية والإفريقية ووالمجتمع الدولي لدعم جهود السلام وإعادة الإعمار، مع الحفاظ على رؤية سودانية خالصة؛ نرحب بالاتفاقيات الدولية بشرط مراعاة مصالح السودان، وندعم الجهود الأمريكية والمصرية والرباعية لوقف الحرب، مع تطوير العلاقات مع جميع الأشقاء والإصدقاء والجيران بشكل براغماتي؛ الشباب السوداني هم أمل المستقبل وأساس أي تغيير حقيقي، ووحدتهم ومشاركتهم الفاعلة مفتاح إعادة بناء الوطن.
ما هو تحالف قوى الخلاص الوطني السوداني؟
تحالف قوى الخلاص الوطني هو كيان سياسي سوداني يضم مجموعة من الأحزاب والقوى السياسية المعارضة التي تتشارك هدف إنهاء الأنظمة الاستبدادية والمساهمة في تحقيق التحول الديمقراطي في السودان.
ويسعى التحالف إلى توحيد الجهود السياسية والاجتماعية لمواجهة التحديات الداخلية، وتعزيز الحوار الوطني، والمطالبة بحقوق المواطنين، وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
تحالف قوى الخلاص الوطني - الفجريشارك التحالف في المبادرات الوطنية لتشكيل حكومة انتقالية، ودعم عملية المصالحة الوطنية، والعمل على إصلاح مؤسسات الدولة بما يضمن حكمًا رشيدًا وتوزيعًا عادلًا للسلطة والثروة، مع التركيز على تحقيق العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
أيضا التحالف موجود في جميع ربوع الدولة السودانية وأيضا يملك قنوات الاتصال متعددة مع جميع في الداخل والخارج.
لعب تحالف قوى الخلاص الوطني السوداني دورًا بارزًا في محاولة إيقاف الحرب الحالية من خلال دمج الجهود السياسية والعسكرية لمعارضة النظام السابق ودولته العميقة والمشاركة في النزاعات الإقليمية مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، مع السعي لحماية المدنيين والمجتمعات المحلية، والمشاركة في مفاوضات السلام لضمان حقوق الجماعات المتضررة وتقاسم السلطة والثروة.
حميدتي والبرهان - الفجركما أطلق التحالف العديد من المبادرات السياسية منذ اليوم الأول للحرب بهدف وقف نزيف الدم في السودان، على الرغم من رفض بعض القوى لهذه المبادرات. وقد لاقت هذه الجهود ترحيبًا من الأمم المتحدة، والأمين العام للأمم المتحدة، ومراكز القرار في الوايات المتحدة والاتحاد الإفريقي،وجامعة الدول العربية، وعدد من المنظمات الدولية الأخرى، معتبرة أن هذه الخطوات تمثل مساهمة مهمة في السعي نحو حل سلمي للصراع.
كيف تري تلك الحرب المندلعة الآن في السودان؟
هذه الحرب العبثية التي تدمر الدولة السودانية يجب أن تقف في الحال والبدء في خطة السلام الشامل الاي دعا إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خصوصًا أنها تلقي ترحيب من الجميع في السودان وأيضا هناك قبول من عدد كبير من قادة الجيش وأيضا قادة الدعم السريع يريدون وقفها ولكن بعض القادة المنتمين إلى الدولة العميقة، جماعة الاخوان المسلمين لا يريدون ذلك.
عندما تتوقف الحرب، يتحقق الاستقرار في السودان، وهو الشرط الأساسي لدمج جميع الفصائل المسلحة ضمن إطار وطني موحد، بالتوازي مع دعم الجيش والالتزام بالمعايير المهنية المعروفة.
ويهدف هذا الدمج إلى تأسيس جيش وطني متماسك لا يقوم على أساس قبلي أو جهوي أو انتماءات حزبية وسياسية أو أيدولوجية بالإضافة أن أرفض تفكيك الجيش نهائيا ولكن إعادة تنظيمه وأيضا نفس الحديث على الدعم السريع الذي يعد جزء من الجيش السوداني وفق قانون 2017.
كما يشمل مشروع الاستقرار توحيد الصف السوداني تحت قيادة واحدة وحكومة وحدة، بما يعزز القدرة على اتخاذ القرارات الوطنية بشكل متكامل.
واقترح اختيار دستور سوداني من الدساتير السابقة، على أن يتم تنقيحه من قبل متخصصين لضمان توافقه مع متطلبات المرحلة الجديدة، والعمل به كإطار قانوني شامل بدلًا من الوثيقة الدستورية التي كانت سبب حقيقي في إشعال الحرب وذلك ما حذرت منه مع العلم أننا جزء من قوي من الحرية والتغيير من أوائل الثوار.
أولًا، يجب على الأحزاب السياسية الابتعاد عن الأفكار والمعتقدات السابقة والعمل بروح جديدة تركز على الحفاظ على وحدة واستقرار الدولة السودانية.
ثانيًا، إطلاق مبادرة وطنية شاملة لإعادة بناء الدولة السودانية، تهدف إلى تعزيز مؤسساتها وتطوير البنية التحتية السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ثالثًا، بعد استكمال جهود إعادة البناء، يتم إجراء انتخابات شاملة يشارك فيها جميع أطياف الشعب السوداني، لضمان تمثيل عادل وشرعية وطنية لكل القوى السياسية والمجتمعية.
الأحزاب السودانية - الفجر ما هي المزايا الأساسية لتطبيق النظام الفيدرالي في السودان؟
من وجهة نظري، يُعد النظام الفيدرالي الاتحادي الأنسب للسودان نظرًا لتنوع أقاليمه وعرقياته وثقافاته، إذ يتيح لكل ولاية أو إقليم إدارة شؤونه المحلية بما يتوافق مع خصوصيته في إدارة التنوع، مع الحفاظ على وحدة وسيادة الدولة.
كما يوفر هذا النظام توازنًا بين الحكومة المركزية والوحدات المحلية، حيث تتولى الحكومة المركزية القضايا الوطنية الكبرى مثل الدفاع والسياسة الخارجية، بينما تتولى الولايات معالجة القضايا المحلية والتنموية بما يلبي احتياجات سكانها.
ويساهم النظام الفيدرالي في تقليل التوترات القبلية والإقليمية من خلال منح كل منطقة درجة من الحكم الذاتي، ويتيح مشاركة أوسع للشعوب المحلية في صنع القرار، مما يعزز الديمقراطية ويقوي شرعية الدولة.
وإذا تم تطبيق هذا النظام بشكل عادل وشفاف مع دستور واضح يحدد توزيع السلطات والصلاحيات بدقة بين المركز والأقاليم، فسيكون السودان قادرًا على إدارة أكثر فاعلية وبناء مرحلة جديدة من الاستقرار والمشاركة الحقيقية لجميع مكوناته.
من وجهة نظري، يمثل التعاون بين السودان والدول العربية والإفريقية والدولية في إطار خطة سلام شامل عنصرًا محوريًا لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم في البلاد. هذا التعاون يعزز الشرعية الدولية والدعم الخارجي لجهود التسوية، ويضفي ثقلًا سياسيًا ودبلوماسيًا على أي مبادرة سلام، ويضغط على الأطراف المتحاربة لقبول الحل السلمي. كما يمنح السودان شبكة أمان من خلال تأمين الحدود، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، ودعم إعادة الإعمار، بما يقلل من تداعيات النزاع على المدنيين ويحد من المخاطر الاقتصادية. إضافة إلى ذلك، يساهم التعاون الدولي والإقليمي في خلق بيئة سلمية ومستقرة تتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة، وإصلاح الهياكل الأمنية، وتعزيز العدالة الانتقالية، مع منع أي محاولات للتقسيم أو سيطرة جماعات مسلحة.
كما تدعم المشاركة الواسعة من الدول العربية والإفريقية والدول المانحة حوافز السلام من خلال دعم الاقتصاد، وبرامج التنمية، وإعادة الإعمار، ما يمنح المواطنين أملًا بمستقبل أفضل ويحد من جذور النزاع. شرط نجاح هذه المبادرات يكمن في أن تكون مبنية على رؤية سودانية خالصة، حيث يقود السودانيون أهدافهم بمبادرة محلية، مدعومة من الخارج بما يعزز السلام ويتيح الموارد والضمانات اللازمة.
كيف تري الجهود الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس ترامب لوقف الحرب في السودان؟من وجهة نظري، تُعد الجهود الأمريكية لوقف الحرب في السودان ذات أهمية كبيرة، لكنها تحتاج إلى صدقية وانخراط فعلي على الأرض لتحقيق نتائج ملموسة.
فالولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا في الدفع نحو هدنة أو وقف إطلاق النار من خلال المبادرات الدبلوماسية، مثل المبادرة الأخيرة ضمن «اللجنة الرباعية» (أمريكا، مصر، السعودية، الإمارات)، التي دعت إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر يليها مسار سياسي شامل.
كما أن تدخل واشنطن يشمل الضغط السياسي والاقتصادي عبر أدوات مثل العقوبات على قيادات النزاع، مما يضعف قدرة الأطراف المتحاربة على الاستمرار في القتال.
ومع ذلك، من الضروري أن تكون الأهداف واضحة، إذ أن الهدنة وحدها لا تكفي إذا لم تتبعها خطوات نحو سلام دائم وسد فجوة الحرب بين الخصمين، إصلاح مؤسسات الدولة، وضمان حماية المدنيين.
ويعتمد نجاح الجهد الأمريكي بشكل كبير على تعاون الأطراف السودانية، بما في ذلك الجيش وقوات الدعم السريع، للالتزام بآليات وقف إطلاق النار وعدم التسويف أو الخروج عن الاتفاقات.
وفي رأي، إذا نُفذت هذه الجهود بصدق وشفافية وبمشاركة فاعلة من داخل السودان، فإنها تمثل فرصة حقيقية لإنقاذ ما تبقى من الدولة، حماية المدنيين، وتمهيد الطريق نحو سلام دائم وبناء سودان جديد.
تصلنا عبر مراكز الدراسات وشبكات الأصدقاء في دوائر القرار بواشنطن مؤشراتٌ تُلمِّح إلى أدوار أوسع في المرحلة المقبلة، وبعض هذه الإشارات يمرّ عبر ما يمكن تسميته بـ“ظلّ الحكومة” في القنوات غير المعلنة. أمّا طبيعة تلك الأدوار فتبقى رهن المشاورات الجارية، وليس كل ما يُعرَف يُقال.
أما بخصوص المرحلة القادمة، فالأمر الأساسي أن الشعب السوداني هو صاحب الحق الأول في اختيار رئيس الحكومة القادم. فالمستقبل السياسي يجب أن يُبنى على إرادة المواطنين، مع ضمان مشاركة جميع الأطراف السياسية والاجتماعية في صياغة الحكومة المقبلة، بما يعكس تطلعات الشعب ويؤسس لحكم رشيد واستقرار دائم في السودان.
سنُدير العلاقة مع روسيا بقدر كبير من البراغماتية، مع إدراكنا لحساسية الدور الأميركي في السودان بوصفه جزءًا من الاستراتيجية الأميركية في قلب إفريقيا.
التعاون مع موسكو يظل ممكنًا في حدود تخدم الاستثمار والاستقرار، بينما تبقى أي ترتيبات عسكرية، ومنها مسألة القاعدة، مرتبطة بحسابات السيادة والتوازن بين واشنطن وموسكو، وبما يضمن ألا يتحول السودان إلى ساحة صراع نفوذ خارجي.
تلعب مصر دورًا كبيرًا وأساسيًا في إنهاء الأزمة السودانية من خلال دعم جهود السلام بشكل محوري واستراتيجي في ظل الحرب الدائرة. فهي تشارك بفاعلية ضمن اللجنة الرباعية مع الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، حيث أصدرت دعوات واضحة لوقف الحرب وبدء مسار سياسي شامل، بالإضافة إلى تواصل مباشر مع القيادة السودانية، مؤكدة دعمها لوحدة السودان وسيادته واستعدادها للمساعدة في إعادة الإعمار وترميم ما دمرته الحرب.
مصر والسودان - الفجركما تضع مصر ملف السودان على رأس أولوياتها الإقليمية، معتبرة أن استقرار السودان جزء من أمنها القومي. وتشترك القاهرة في جهود وقف إطلاق النار ودعم المدنيين وتأمين المساعدات الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، تولي مصر اهتمامًا بما بعد الحرب عبر تعزيز التعاون الثنائي لإعادة الإعمار، وتنشيط الاستثمار، وربط البنى التحتية، بما يعكس رغبتها في بناء مستقبل مشترك يخرج السودان من الأزمة.
إذا استمر هذا الالتزام الصادق، المبني على احترام سيادة السودان وتعاون حقيقي مع الأطراف السودانية، فإن الجهود المصرية ستكون ركيزة أساسية لأي خطة سلام شاملة، وتساهم في كسر حلقة العنف، واستعادة الاستقرار، وتمهيد الطريق نحو إعادة بناء الدولة ومؤسساتها.
كما استقبلت مصر الملايين من أبناء الشعب السوداني خلال هذه الأزمة، ووفرت لهم كل الدعم والخدمات، وهو ما يؤكد أن الشعبين المصري والسوداني شعب واحد.
ما هي فكرة البرلمان الشعبي مع مصر؟
من وجهة نظري، العلاقات القوية بين الدول تبدأ بالأساس من التواصل والتفاهم بين شعوبها. لذلك، بمجرد استقرار الأوضاع في السودان، يمكن العمل على إنشاء برلمان شعبي يُطلق عليه "برلمان شعبي وادي النيل"، ليكون منصة تمثيلية للمواطنين على المستوى الشعبي. يمكن أن يبدأ هذا البرلمان بتمثيل المواطنين مباشرة، ثم يتم تطويره وتوسيع نطاقه ليشمل المستوى الحكومي، بحيث تنتقل التجربة والمشاركة الشعبية إلى صُنع القرار الرسمي.
في المرحلة التالية، يمكن أن يمتد هذا البرلمان ليشمل الدولتين المشاركة في حوض نهر النيل، ثم يتم تعميم الفكرة على باقي الدول الإفريقية المعنية، ما يخلق شبكة حقيقية للتعاون الشعبي والدبلوماسي. هذه الخطوة من شأنها تعزيز الشراكة الحقيقية بين الدول الإفريقية والعربية، وتقوية الروابط الشعبية والسياسية، وتمهيد الطريق لإقامة مؤسسات مشتركة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة والسلام الإقليمي.
ما رسالتك إلى المواطن السوداني والشباب السوداني في هذه المرحلة الصعبة؟
إلى المواطن السوداني والشباب السوداني، أود أن أؤكد أنكم أمل المستقبل وعماد أي تغيير حقيقي في وطننا. يعيش السودان اليوم لحظة تاريخية مليئة بالتحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وفي ظل صراعات داخلية وخارجية على مصيره، تصبح أولويتنا إيقاف الحرب وإستتباب السلام استعادة السودان إلى ركب العالم المتقدم، وبناء دولة قوية وعادلة تقوم على إرادة سودانية حرة.
أدعوكم جميعًا إلى اليقظة والمشاركة الفاعلة في بناء وطنكم من خلال المبادرة والعمل المدني والتضحيات من أجل السلام والوحدة، لأن وحدتنا وشبابنا من كل أنحاء السودان هم أساس صمودنا وإعمارنا. في هذه اللحظة الحاسمة، يجب أن نكون قوة بناء لا خراب، وأن نضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار، ونعمل معًا لاستعادة الأمن واستقرار الدولة وإعادة بناء مؤسساتها. المستقبل يمكن أن يكون مختلفًا إذا تحركنا جميعًا بوعي وإرادة صادقة، فالسودان جدير بأن يعود فخورًا، حرًا وموحدًا، والشباب هم مفتاح هذا التغييروأعني شباب السودان في كل بقاعه شرقه وغربه جنوبه وشماله، لأنهم كان القدح المعلى فيإدارة التنوع في ثورة ديسمبر التي إنصهروا فيها جميعا دون جهوية أو عنصرية أو قبيلة.