الجزيرة:
2025-12-15@03:11:22 GMT

عواصف تصريحات ترامب مزاعم مرسلة

تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT

عواصف تصريحات ترامب مزاعم مرسلة

خلال شهر واحد منذ أدائه اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلسلة تصريحات عاصفة في كافة الاتجاهات، لم تقتصر فقط على قضايا الداخل الأميركي، بل امتدت لتشمل قضايا الجوار في الأميركيتين، مرورا بأوروبا، وروسيا وأوكرانيا وصولا إلى الصين في أقصى الشرق.

عواصف تصريحات تثير موجات من القلق على امتداد خريطة العالم لا تقتصر فقط على "المنافسين والأعداء" بل تشمل أيضا الحلفاء والأصدقاء، حول طريقة تفكير الملياردير الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الذي أكد لدى تنصيبه أن "العصر الذهبي لأميركا يبدأ الآن".

تفتقر هذه التصريحات في كثير منها إلى الدقة ولا تقوم على حقائق -حسب تقارير لوكالة أسوشيتد برس وشبكة "سي إن إن" الأميركيتين- راجعت خلالها عشرات التصريحات للتحقق من مصداقية الأرقام القائمة عليها، والأحكام المترتبة والأخطاء المعلوماتية التي تتضمنها على ذلك وتاليا بعض نماذج تلك التصريحات.

زيلينسكي وأوكرانيا

وتحت عنوان" التحقق من الحقائق: سلسلة الأكاذيب التي أطلقها ترامب بشأن زيلينسكي وأوكرانيا" ترصد تلك التقارير عددا من تصريحات ترامب بصفته رئيسا للولايات المتحدة منذ أدائه اليمين الدستورية قبل شهر.

إعلان

وفي حديثه إلى الصحفيين، أول أمس الثلاثاء، رفض ترامب شكاوى أوكرانيا بشأن استبعادها من المحادثات الأميركية-الروسية بشأن إنهاء الحرب، وقال عن أوكرانيا "لم يكن ينبغي لك أن تبدأها أبدا. كان بإمكانك عقد صفقة".

والحقيقة أن أوكرانيا لم تبدأ الحرب، لأن روسيا هي التي بدأتها بغزو أوكرانيا في عام 2022.

المساعدات الأميركية لأوكرانيا

في منشور له أمس الأربعاء على وسائل التواصل الاجتماعي، قال ترامب إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أقنع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار للدخول في حرب لا يمكن الفوز بها.

والرقم 350 مليار دولار مخالف للواقع، فوفقا لـ"معهد كيل للاقتصاد العالمي"، وهو مركز أبحاث ألماني يتتبع المساعدات لأوكرانيا في زمن الحرب، يقول إن الولايات المتحدة التزمت بإجمالي حوالي 124 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية ومالية وإنسانية لأوكرانيا بين أواخر يناير/كانون الثاني 2022، قبل الغزو الروسي مباشرة، ونهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.

في تصريحات له أول أمس ومنشور آخر على وسائل التواصل الاجتماعي أول أمس، جدد ترامب حديثه حول "التفاوت الهائل" بين حجم المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا وتلك التي قدمتها أوروبا.

وقال ترامب "أعتقد أن أوروبا قدمت 100 مليار دولار وقدمنا أكثر من 300 مليار دولار، وكتب أمس الأربعاء يقول "أنفقت الولايات المتحدة 200 مليار دولار أكثر من أوروبا".

وفي منشوره له أمس ادعى ترامب أن زيلينسكي "يعترف بأن نصف الأموال التي أرسلناها له "مفقودة". وقد أدلى بادعاء مماثل للصحفيين أول أمس لكن زيلينسكي اعترض على تلك "المزاعم المبالغ فيها حول مقدار الأموال الأميركية التي تلقتها أوكرانيا".

وقال في مقابلة أجرتها معه وكالة "أسوشيتد برس" في الأول من فبراير/شباط الجاري "على الرغم من أن الناس يتحدثون عن حصول أوكرانيا على ما يصل إلى 200 مليار دولار من المساعدات الأميركية، فقد تلقت أوكرانيا حوالي 76 مليار دولار في شكل أسلحة".

إعلان

وأضاف زيلينسكي أنه لا يعرف "أين ذهبت كل الأموال الإضافية المزعومة وربما تكون هذه الأرقام الأعلى صحيحة على الورق".

وحسب تصريحات خبراء في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في مايو/أيار الماضي فإن مفهوم المساعدة لأوكرانيا "تسمية خاطئة فعلى الرغم من صور صناديق النقود" المرسلة إلى أوكرانيا، فإن حوالي 72% من هذه الأموال بشكل عام، و86% من المساعدات العسكرية يتم إنفاقها في الولايات المتحدة.

والسبب وراء هذه النسبة المرتفعة هو أن الأسلحة التي تذهب إلى أوكرانيا يتم إنتاجها في مصانع الولايات المتحدة، ويتم إنفاق المدفوعات لأعضاء الخدمة الأميركية في الغالب بالولايات المتحدة، وحتى بعض المساعدات الإنسانية يتم إنفاقها في الولايات المتحدة.

إفراجات بايدن

في أول خطاب له بعد أداء القسم جدد ترامب العديد من التصريحات التي تعتبرها أسوشيتد برس "مزاعم كاذبة ومضللة" سبق وأدلى بها خلال حملته. وشملت قضايا الهجرة والاقتصاد والمركبات الكهربائية وقناة بنما.

وفي "قاعة التحرير" في الكابيتول، أصدر تصريحات أخرى على نفس المنوال، بما في ذلك ادعاء يشوه العفو الذي أصدره سلفه جو بايدن عندما ترك منصبه.

وقال ترامب "إن بايدن عفا عن 33 قاتلا،.. والقتلة مطلقون، هم أسوأ القتلة وعندما تحصل على حكم الإعدام في الولايات المتحدة، يجب أن تكون سيئا".

والحقيقة كما تذكر أسوشيتد برس أن بايدن أعلن في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي أنه سيخفف أحكام 37 من أصل 40 شخصا محكوما عليهم بالإعدام على المستوى الفدرالي، ويحول عقوباتهم إلى السجن مدى الحياة. ولا يبرئ تخفيف العقوبة أي شخص.

وفي إعلانه عن ذلك، قال بايدن "إن تخفيف العقوبة هذا يتفق مع وقف تنفيذ أحكام الإعدام الفدرالية، وهو ما فرضته إدارتي في قضايا أخرى غير الإرهاب والقتل الجماعي بدافع الكراهية".

وقد أنقذت هذه الخطوة حياة الأشخاص المدانين بارتكاب جرائم قتل، بما في ذلك قتل ضباط الشرطة والجيش، والأشخاص على الأراضي الفدرالية، وقتل أولئك المتورطين في عمليات سطو مميتة على البنوك أو صفقات المخدرات، فضلا عن قتل الحراس أو السجناء في المنشآت الفدرالية.

إعلان

والسجناء الفدراليون الـ3 الذين يواجهون الإعدام الآن هم ديلان روف، الذي نفذ عمليات القتل العنصرية في عام 2015 لـ9 أعضاء سود من كنيسة "إيمانويل الأسقفية الأفريقية" في تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية.

والثاني مفجّر ماراثون بوسطن عام 2013 دجوكار تسارنايف؛ أما الثالث فهو روبرت باورز، الذي أطلق النار على 11 من المصلين في "كنيس شجرة الحياة" في بيتسبرغ عام 2018، وهو أعنف هجوم يوصف بأنه "معاد للسامية" في تاريخ الولايات المتحدة.

تزوير انتخابات 2020

عاد ترامب ليكرر تصريحاته التي يدعي فيها أن الانتخابات الأميركية التي جرت عام 2020 والتي خسر فيها أمام بايدن "كانت مزورة تماما".

والحقيقة أن تلك الانتخابات لم تكن مزورة كما يدعي الرئيس الجمهوري، فقد خلصت السلطات التي راجعت الانتخابات -بما في ذلك المدعي العام لترامب نفسه- إلى أن الانتخابات كانت نزيهة.

وفاز بايدن بالهيئة الانتخابية بأغلبية 306 أصوات مقابل 232 لترامب، والتصويت الشعبي بأكثر من 7 ملايين بطاقة اقتراع. وأكدت إعادة فرز الأصوات في ولايات رئيسية فوز بايدن، ولم تنجح الدعاوى القضائية التي تطعن في النتائج.

هجوم الكابيتول

أطلق ترامب على اللجنة المختارة للتحقيق في هجوم 6 يناير/كانون الثاني عام 2021 على مبنى الكابيتول الأميركي اسم "اللجنة غير المختارة للبلطجية السياسيين"، وزعم أن رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي "رفضت عرض 10 آلاف جندي في ذلك اليوم وأنها كانت "مسؤولة عن الأمن في الكابيتول".

والحقيقة -كما تقول أسوشيتد برس- لم يصدر أي أمر أو طلب رسمي قبل أو أثناء أعمال الشغب، وتأخر وصول الحرس لساعات بينما كان مسؤولو البنتاغون يتداولون حول كيفية التعامل مع الموقف.

العداوة للمهاجرين

في خطاب تنصيبه قال ترامب "إن حكومة الولايات المتحدة تفشل في حماية مواطنينا الأميركيين الرائعين الملتزمين بالقانون ولكنها توفر ملاذا وحماية للمجرمين الخطرين، وكثير منهم من السجون والمؤسسات العقلية الذين دخلوا بلادنا بشكل غير قانوني من جميع أنحاء العالم".

إعلان

والحقيقة أن ترامب كرر إطلاق تلك المزاعم والاتهامات جزافا وفي أكثر من مناسبة خلال حملته الانتخابية، ولا يوجد دليل واحد على أن دولا أخرى ترسل مجرميها أو المرضى العقليين عبر الحدود.

جمارك وضرائب

وعد ترامب في خطاب تنصيبه بإنشاء مصلحة الضرائب الخارجية لجمع "جميع التعريفات الجمركية والرسوم والإيرادات"، معتبرا أنها "ستوفر مبالغ هائلة من المال تتدفق إلى خزانتنا، قادمة من مصادر أجنبية".

وعلى النقيض من ذلك يجمع خبراء الاقتصاد على أن المستهلكين الأميركيين سيدفعون جزءا إن لم يكن معظم، تكلفة التعريفات الجمركية. ويرون أن بعض المصدرين في الخارج قد يقبل أرباحا أقل لتعويض بعض تكلفة الرسوم الجمركية، ومن المرجح أن ترتفع قيمة الدولار مقارنة بعملات البلدان التي تواجه التعريفات الجمركية، والتي قد تعوض أيضا بعض التأثير.

لكن التعريفات الجمركية لن يكون لها التأثير المطلوب في تحفيز المزيد من الإنتاج في الولايات المتحدة ما لم تجعل المنتجات المصنوعة في الخارج أكثر تكلفة للمستهلكين الأميركيين.

وعلاوة على ذلك، يزعم العديد من أنصار ترامب، وحتى بعض المعينين من قبل إدارته، أنه يعتزم استخدام التعريفات الجمركية في المقام الأول كأداة للمساومة لانتزاع التنازلات من البلدان الأخرى. ولكن إذا تم إنشاء مصلحة الإيرادات الخارجية، فهذا يشير بالتأكيد إلى أن ترامب يتوقع فرض وجمع العديد من الرسوم الجمركية.

السيارات الكهربائية

في خطاب التنصيب قال ترامب "سنلغي تفويض المركبات الكهربائية، وننقذ صناعة السيارات ونحافظ على عهدي المقدس لعمال السيارات الأميركيين العظماء".

تقول أسوشيتد برس "إن هذا الزعم مضلل، ففي أبريل/نيسان 2023، أعلنت وكالة حماية البيئة عن حدود صارمة لانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري من المركبات الخاصة". وتضيف الوكالة أن "هذه الحدود يمكن الوفاء بها إذا كانت 67% من مبيعات المركبات الجديدة الكهربائية بحلول عام 2032".

إعلان

ومع ذلك، فإن القاعدة الجديدة لن تلزم شركات صناعة السيارات بتعزيز مبيعات المركبات الكهربائية بشكل مباشر، فهي تحدد حدود الانبعاثات وتسمح لشركات صناعة السيارات باختيار كيفية الوفاء بها.

قناة بنما

في حديثه عن رغبته في استعادة الولايات المتحدة لقناة بنما قال ترامب "يتم فرض رسوم زائدة بشكل كبيرعلى السفن الأميركية ولا يتم التعامل معها، وهذا يشمل البحرية الأميركية. وفوق كل شيء، تدير الصين قناة بنما".

وتعليقا على تلك التصريحات نفى المسؤولون في بنما مزاعم ترامب بأن الصين تدير القناة. وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس قال ريكاورتي فاسكيز، مدير القناة، "لا يوجد تمييز في الرسوم وقواعد الأسعار موحدة تماما لجميع أولئك الذين يعبرون القناة ومحددة بوضوح".

كما أكد أن الصين لا تدير القناة، وأوضح أن الشركات الصينية العاملة في الموانئ على طرفي القناة "كانت جزءا من اتحاد هونغ كونغ الذي فاز بعملية تقديم العطاءات في عام 1997″، مشيرا إلى أن الشركات الأميركية والتايوانية تدير موانئ أخرى على طول القناة أيضا.

وشدد فاسكيز على أن القناة لا يمكنها منح معاملة خاصة للسفن التي تحمل العلم الأميركي بسبب "معاهدة الحياد". وقال إن طلبات الاستثناءات تُرفض بشكل روتيني، لأن العملية واضحة ولا يجب أن تكون هناك اختلافات تعسفية. والاستثناء الوحيد في معاهدة الحياد هو السفن الحربية الأميركية، التي تحصل على مرور سريع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الولایات المتحدة التعریفات الجمرکیة أسوشیتد برس ملیار دولار قال ترامب أکثر من أول أمس فی ذلک

إقرأ أيضاً:

غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان

كما تتبع الفيلم -الذي يحمل عنوان "غنائم الانسحاب"- مصير الجيش الأفغاني الذي أنفقت عليه واشنطن مليارات الدولارات، وجنوده الذين تلقوا تدريبا أميركيا ليصبح بعضهم مرتزقة لاحقا في حرب أخرى بين روسيا وأوكرانيا، وذلك من خلال مقابلات خاصة بمسؤولين عسكريين وسياسيين أفغان.

ففي 31 أغسطس/آب 2021، غادر آخر جندي أميركي الأراضي الأفغانية، وبعد ساعات قليلة اقتحمت وحدات النخبة من قوات "بدر 313" التابعة لحركة طالبان مطار العاصمة كابل متسلحة بعتاد أميركي. وجاء ذلك بعد أن سيطرت الحركة خلال شهر واحد على مراكز المدن الأفغانية.

ويظهر في الفيلم المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي وهو ينفي أن تكون القوات الأميركية قد تركت معدات وأسلحة عسكرية في أفغانستان، إلّا أن تقرير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، أكد أن الوزارة سلمت الكونغرس تقريرا -لم ينشر في وسائل الإعلام- تذكر فيه أن حجم ما تركته الولايات المتحدة خلفها من معدات يقدر بـ 7 مليارات و100 مليون دولار.

ويوضح جيسون ديمبسي، المساعد الخاص السابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية في أفغانستان، أن المعدات التي تركها الأميركيون وراءهم هي نفسها التي قدموها للجيش الأفغاني، ويشير إلى أن طلبان لم يكن لديها طائرات هيلوكوبتر حتى وصلت إلى كابل، وأنها أخذت -وفق قوله- المروحيات التي تركت للجيش الأفغاني، كما استولت على كافة الأسلحة بعد انهياره.

ويعتبر ديمبسي أنه من العار أن الأميركيين تركوا أسلحتهم خلفهم وعجزوا عن تشكيل جيش أفغاني قادر على القتال.

ويقر بلال كريمي نائب المتحدث الرسمي للحكومة الأفغانية سابقا -في شهادته- بسيطرة طالبان على الأسلحة الأميركية، ويقول إن "الأسلحة والعتاد من الغزاة والقوات المساندة لهم قد وصلت إلى أيدي مجاهدي الإمارة الإسلامية وهي آمنة الآن"، مشيرا إلى أن أفغانستان تمتلك حاليا قوة مكونة من وزارة الدفاع والمخابرات ووزارة الداخلية التي تملك قوات أمنية.

حركة طالبان سيطرت على السلطة بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان (الجزيرة)مصير المعدات الأميركية

وعن مصير المعدات الأميركية التي وقعت في أيديهم، قال قائد الأركان الأفغاني قاري فصيح الدين فطرت إن "قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) حاولت إعطاب ما تركته خلفها من أسلحة ومعدات، لكن بعضها بقي سليما وصار في قبضة الإمارة الإسلامية، أما المركبات والمعدات التي دمرت جزئيا فنحاول إعادة تأهيلها وإصلاحها لاستخدامها".

وتمكن الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي من الوصول إلى قاعدة مطار كابل العسكري وتوثيق عدد من الطائرات العسكرية التي تستخدم في نقل الجنود والمعدات العسكرية، فضلا عن طائرات هيلوكوبتر قتالية أظهرت حالة معظمها أنها جاهزة للعمل.

وحسب بلال كريمي، فقد عمل الأميركيون قبل مغادرتهم على تدمير الطائرات وإتلافها، لكن الإمارة الإسلامية أصلحتها منذ توليها السلطة، وبعضها أصبحت جاهزة، ويجري العمل على إصلاح البقية، وفق تعبيره.

ويقول العقيد عباس دهوك، وهو مستشار عسكري سابق للخارجية الأميركية، إن الأميركيين تخوفوا بعد انهيار الحكومة الأفغانية أن تقوم طالبان باستخدام المعدات لخدمة مصالحها الخاصة، أو بيعها في السوق السوداء أو بيعها لدول مثل إيران أو روسيا أو الصين.

ويكشف -في شهادته- أن الطائرات والمعدات الحساسة قام الأميركيون بتعطيلها إلى حد ما، لكنه لا يستبعد أن تكون المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للقوات الأفغانية من مروحيات أو عربات الهمفي أو أسلحة قد انتقلت إلى طالبان قصدا.

كما تمكن الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي من دخول قاعدة بغرام العسكرية، التي كانت تعد من أكبر القواعد الأميركية في شمال العاصمة كابل، لكن لم يسمح له بالتصوير.

وعن حجم المعدات التي سيطرت عليها طالبان، جاء في الفيلم الوثائقي الذي بثته الجزيرة أن تقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان والتي استندت إلى تقارير وزارة الدفاع الأميركية، تؤكد أن طالبان سيطرت على أكثر من 900 مركبة قتالية مدرعة، و18 ألفا و414 مركبة ذات عجلات متعددة الأغراض عالية الحركة، و23 ألفا و825 مركبة تكتيكية خفيفة من نوع همفي.

كما استطاعت طالبان السيطرة على 131 طائرة من مختلف الأنواع منها 3 طائرات ضخمة تستخدم لنقل الجنود، وما يقرب من 33 طائرة هيلوكوبتر من نوع بلاك هوك، و56 ألف بندقية آلية و258 بندقية من طراز أم 4 وأم 16، إلى جانب 17 ألفا و400 جهاز رؤية ليلية، وأكثر من 150 ألف جهاز اتصال مختلف.

أين اختفى الجنود الأفغان؟

وعن مصير آلاف الجنود الأفغان الذين تركتهم الولايات المتحدة للمجهول، أظهرت المعلومات الواردة في تقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان أن كثيرا من الجنود والضباط الأفغان فروا من أفغانستان إلى الدول المجاورة مثل طاجاكستان وباكستان وإيران.

ويضيف التقرير أن عددا غير معروف من عناصر القوات العسكرية والأمنية المنحلة الذين بقوا في أفغانستان قد انضموا، إما إلى صفوف قوات طالبان أو تحالفوا مع جماعات أخرى مناهضة لطالبان أو جماعات مسلحة إقليمية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان.

والتقى الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي بشمس الدين أمرخي، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة في الجيش الأفغاني المنحل والذي عاد إلى أفغانستان أخيرا بعد مغادرته جبهة القتال في روسيا. ويقول إنهم ذهبوا إلى إيران للعمل بعد سقوط الحكومة وهناك شجعهم بعضهم على الذهاب إلى روسيا للمشاركة في الحرب الأوكرانية، لأن هناك كثيرا من المال.

وكشف أمرخي أن نحو 300 أفغاني شاركوا في الحرب الأوكرانية.

غير أن بلال كريمي، نائب المتحدث الرسمي للحكومة الأفغانية سابقا، أكد أن "الإمارة الإسلامية أعلنت العفو العام عن جميع أفراد الحكومة السابقة عسكريين ومدنيين، وحتى الآن يعيش عشرات الآلاف من أبناء النظام السابق في أفغانستان، وهناك ما يقارب 500 ألف مسؤول يعملون في الإمارة أو في الهيئات الحكومية".

Published On 12/12/202512/12/2025|آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • مجموعة أممية تطالب بالإفراج عن ناقلة النفط التي احتجزتها الولايات المتحدة في الكاريبي
  • أرحلوا حالًا… الولايات المتحدة تنهي الوضع القانوني المؤقت للإثيوبيين
  • اتفاق تاريخي بين الولايات المتحدة والمكسيك لتقاسم المياه بعد تهديد ترامب
  • أرحلوا حالًا... الولايات المتحدة تنهي الوضع القانوني المؤقت للإثيوبيين
  • الكرملين يعلّق على تعديل خطة السلام الأميركية في أوكرانيا
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • ترامب: النزاع في أوكرانيا قد يشعل فتيل حرب عالمية ثالثة
  • مادورو يتهم الولايات المتحدة بـالقرصنة.. وترامب يعلن قرب بدء مكافحة تهريب المخدرات برًا
  • دونالد ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لمنع الولايات الأميركية من تطبيق لوائحها الخاصة بالذكاء الاصطناعي
  • الولايات المتحدة تعتزم تفتيش حسابات التواصل الاجتماعي للراغبين بدخولها