عُرف حافظ إبراهيم بلقب شاعر النيل، لكنه لم يكن مجرد شاعر للطبيعة أو للوطن فقط، بل كان أيضًا صوتًا للمظلومين والمهمشين في المجتمع المصري. تميز شعره بالبساطة والعمق، فكان لسان حال الفقراء الذين وجدوا في كلماته تعبيرًا صادقًا عن معاناتهم وآمالهم.

صوت الفقراء في شعره

تناول حافظ إبراهيم في العديد من قصائده قضايا الفقر والظلم الاجتماعي، حيث عبّر عن مأساة البسطاء الذين يعانون من الفقر والحرمان.

ففي إحدى قصائده، يصوّر بؤس العمال والكادحين، منتقدًا الفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء، ومنددًا باستغلال السلطة للضعفاء.

 العدالة الاجتماعية في شعره

لم يكن حافظ إبراهيم مجرد ناقل لمعاناة الفقراء، بل كان يدعو إلى إصلاحات اجتماعية واقتصادية تضمن العدالة للجميع. في قصيدته الشهيرة عن الفقر، يبرز كيف يعاني الفقير من قسوة الحياة بينما ينعم الأغنياء بالترف، مطالبًا بضرورة تحقيق التوازن في المجتمع.

 بساطة اللغة وعمق التأثير

ما ميز شعر حافظ إبراهيم أنه لم يكن معقدًا أو نخبويًا، بل استخدم لغة سهلة وقريبة من عامة الناس، مما جعله محبوبًا بين مختلف الطبقات. كما لجأ إلى الأسلوب الساخر أحيانًا، مما زاد من تأثير قصائده وانتشارها بين الفقراء والمتعلمين على حد سواء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العدالة الاجتماعية شاعر النيل الفقراء حافظ إبراهيم المزيد حافظ إبراهیم

إقرأ أيضاً:

العصابة الأحطّ والأقذر في التاريخ

 

ما يسمّى بـ”الجيش الإسرائيلي”، هو سليل عصاباتٍ وضيعة منتفية الأخلاق والقيَم، بل تأنف أخلاق المرتزقة والقتلة من مجاراة سلوكهم، عصابات مثل “الهاجاناه” و”شتيرن” و”الأرغون”، وكانت عصابة “الهاجاناه” تصدر بيانات إدانة لبعض عمليات عصابة “الأرغون”، ولنا أن نتصور حين يستعظم مجرمٌ ويستهجن أفعال مجرمٍ آخر! رغم أنّ التنسيق لم ينقطع بينهما.

ذلك “الجيش” سليل تلك العصابات، لا زال يمارس ذات الجرائم، منطلقًا من ذات العقيدة، عقيدة تقوم على السلب والنهب والقتل، وهم يمارسون هذه الجرائم ما استطاعوا، ولا شيء يوقفهم سوى القوّة والحزم، أمّا السكوت فهو في عرفهم دعوة للمزيد من السلب والقتل.

وهذه العصابات التي أصبح مرتزق العصابة فيها يسمّى “جنديًا”، تمتاز بالجبن والذعر، وصراخهم الشهير “إيما إيما” والمتكرّر في كلّ مواجهة مباشرة مع المقاومين، كما شهادات عدة لمعتقلين من غزّة، تم اعتقالهم من داخل بيوتهم، فكان الجنود حين يقتحمون المنازل ويشاهدون أنّه مأهول، يبدأون بالصراخ “خماس خماس” دون القدرة على استخدام السلاح، وكأنّهم ينسون من شدة خوفهم أنّهم مسلحون، ثمّ حين يطمئنون أنّ الموجودين في المنزل مجرد مدنيين عُزل، يباشرون الاستئساد والتنكيل والانتقام.

قال شاؤول موفاز رئيس الأركان السابق إبان الانتفاضة الثانية، “الجندي الذي سيُقتل، سأخرجه من قبره وأسأله كيف قُتل؟”، أيّ إنّ وسائل الحماية وطبقاتها التي تم توفيرها لهذا “الجندي”، لا تسمح لأيّ مقاتل بالوصول إليه، ولكن موفاز نسي أنّ هذا “الجندي المدرع”، لا يملك روحًا قتالية، هو مجرد سارق جاء لينعم بالأمن والرفاه لا ليقاتل ويموت.

وقد أصبح من المعروف في غزّة أو لبنان أو إيران أو اليمن، أنّ هذه العصابات لا تقاتل بل تقتل، وحين تتعرض لمواجهةٍ حقيقية مع مقاتلين حقيقين، يخسرون دائمًا، فيذهبون للانتقام من المدنيين أطفالًا ونساءً، ليزرعوا الروع في نفوس البيئة الحاضنة للمقاومة، فهذا المرتزق لا يكتفي بأن يكون جبانًا، بل بحكم طبيعته يصرّ على أن يكون نذلًا أيضًا.

وقد نقل الإعلام العبري مؤخرًا، أنّ الطائرات التي كانت تعود من مهامها في العدوان على إيران، ويكون لديها فائض قنابل، كان الطيارون يتصلون بفرقة غزّة، ويعرضون عليهم إلقاء الحمولة فوق غزّة، فترحب فرقة غزّة بذلك، فيتم إلقاء حمم الموت فوق الخيام المهلهلة، ففي أيّ كليةٍ عسكرية يتم تدريس هذا السلوك؟ إنّهم مجرد عصاباتٍ جاءت في غفلةٍ تاريخية، لتلطخ الشرف العسكري بعارٍ لن يُمحى.

يقول آري شافيط الكاتب الصهيوني في كتابه “أرضي الموعودة”: “عانت الصهيونية مما يمكن وصفه بالعمى الانتقائي، حين لم تستطع أو لم ترغب في رؤية ما ينتصب أمام ناظريها، وجود شعب آخر في “إسرائيل”. كان القرويون العرب موجودين في كلّ مكان، لكنّهم ببساطة لم يُروا، جدّي الأكبر لا يرى لأنّ ما يحركه كان ضرورة عدم الرؤية، إذ لو رأى كان عليه العودة من حيث أتى”، وهذا ما يفعله القتلة، وعلى رأسهم نتنياهو، حين يخرج ويردّد: “جيشنا” الأكثر أخلاقيةً في العالم.

بعيدًا عن الأعراض “السايكوباتية” لديه، فهو قد تدرّب على عدم الرؤية، وكلهم يمارسون ذات التدريب، أنّ الاحتفاظ بالنِهاب والأسلاب، يتطلب النكران، إنكار الوقائع والحقائق، ودفنها تحت جبالٍ من جماجم وأنهار دمٍ وركامٍ من دمار.

لا يمكن لأيّ لغةٍ شاملةٍ كاملة، أو صفحاتٍ بلا حدود، أن تتسع لمجرد أمثلةٍ من جرائم هذه العصابة، التي تجعل الإنسان يكتشف أنّ هناك بشرًا، يمتلكون القدرة على الوصول لهذا القاع الأخلاقي والإنساني، وأنّ هناك إنسانًا يستطيع التصرف كخنزير وحل، يهرس عظام البشر بتلذذ.

ونحن على أبواب مرحلةٍ تاريخيةٍ جديدة، وخرائط شرق أوسطية جديدة لا “إسرائيل” فيها، يجب أن نعطي دروسًا لأجيالنا، أنّه كان هناك محور قاوم بعظامه ودمائه، كيانًا أفنى كلّ القيم الإنسانية، وكاد يدفن الكوكب تحت أكوامٍ من الخسّة والنذالة والانفلات الأخلاقي، وأنّه لولا هذه الثلة الحاسمة، لأصبح كوكب الأرض مجرد حظيرة خنازير، ترتع في أوحالها وتأكل عظامها.

كاتب فلسطيني

مقالات مشابهة

  • العصابة الأحطّ والأقذر في التاريخ
  • أمسية تستحضر شاعر الأردن “عرار” في مادبا
  • معدلات الفقر في فرنسا ترتفع لأعلى مستوى منذ 30 عاماً.. هل فشلت السياسات الاقتصادية؟
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: معايير الشعب ومأزق التشكيل الوزاري
  • انتشال 4 جثث جرفتها السيول في مديرية الفقر في إب (الأسماء)
  • خليفة محمد الكعبي.. وداعاً شاعر التراث
  • ماذا قالت ندى القلعة عن إعادة تعيين جبريل إبراهيم وزيراً للمالية؟
  • العفو الدولية: التكنولوجيا الرقمية تزيد الإقصاء للفئات المهمشة في بريطانيا
  • الجنيه السوداني يواصل الهبوط والأسعار تتصاعد.. غذاء الفقراء يتحول إلى ترف
  • دمى تتكلم.. .ثم تُرمى خلف الستار.. !