العراق وتحديات التحالف الإقليمي
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
24 فبراير، 2025
بغداد/المسلة:
العراق وتحديات التحالف الإقليمي: سيناريوهات المواجهة وأبعاد التحالف الاستراتيجي.
خالد الغريباوي
يشهد الشرق الأوسط تحولات جذرية وصراعات معقدة تتشابك فيها المصالح الدولية والإقليمية، مما يُلقي بظلاله على دول المنطقة، لا سيما العراق، تُطرح سيناريوهات متشابكة تُظهر أدوار اللاعبين الأساسيين في المنطقة، مثل تركيا، إيران، والجماعات المسلحة، وتأثيراتها المحتملة على استقرار العراق ومستقبله السياسي.
تحليل السيناريوهات
اولاً – لبنان وسيناريو تصفية حزب الله.
التصعيد ضد حزب الله من خلال دفع الجماعات المسلحة المتطرفة إلى الداخل اللبناني يمثل خطة لتقويض دوره الإقليمي وتحويله إلى لاعب داخلي منهك في حرب استنزاف. هذا السيناريو إذا تحقق، سيُضعف محور المقاومة ويُحول لبنان إلى ساحة صراع داخلي، مع احتمالية تقسيمه إلى كيانات طائفية. هذا الوضع سيكون له تداعيات غير مباشرة على العراق، عبر تراجع النفوذ الإيراني واهتزاز معسكر الحلفاء الإقليميين.
ثانيًا – سوريا: مستقبل النظام وتأثيره على العراق.
يُطرح احتمال تقسيم سوريا وفق نموذج “اتفاق دايتون”، مما يؤدي إلى تشكيل كيان علوي في الساحل، وتراجع سيطرة النظام في الداخل. هذا السيناريو، إلى جانب تمدد الجماعات المسلحة السنية، سيضع العراق أمام تهديد أمني مباشر، حيث قد تمتد تلك الجماعات إلى الداخل العراقي، خصوصًا في المناطق الحدودية.
ثالثاً – الدور التركي وخطر التفتيت.
تركيا تُظهر طموحات توسعية تُهدد وحدة سوريا والعراق على حد سواء، من خلال محاولاتها إنشاء منطقة عازلة على الحدود، والقضاء على قوات سوريا الديمقراطية (قسد). بالنسبة للعراق، هذه التحركات تهدد بتوسيع نطاق الصراع الكردي-التركي، مما يُعرض المناطق الشمالية لضغط عسكري وأمني مستمر.
خيارات العراق الاستراتيجية ؟
اولاً- التحالف مع الأكراد السوريين.
المزايا :
• تعزيز التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًا يُمكن العراق من كسب دعم واشنطن وتقوية موقعه الإقليمي.
• الضغط على تركيا من خلال التنسيق مع الأكراد السوريين قد يُخفف من التهديدات التركية للمناطق الحدودية.
• التحديات:
• تحالف كهذا قد يُثير حساسية تركيا ويُؤدي إلى تصعيد عسكري على الحدود العراقية-التركية.
ثانيًا- الاستفادة من السياسة الأمريكية.
• إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ركزت على تقليل التدخلات العسكرية المباشرة، بينما تتسم سياسة بايدن بمزيد من التشدد تجاه تركيا. العراق بحاجة إلى استغلال هذه التناقضات لتحقيق توازن في علاقاته مع الطرفين، دون الدخول في صراع مباشر.
ثالثًا: تعزيز الأمن الداخلي وتقليل التهديدات الإقليمية.
• تعزيز قدرات العراق العسكرية والأمنية في المناطق الحدودية مع سوريا وتركيا.
• بناء تحالفات إقليمية مرنة تُوازن بين الضغوط الإيرانية والتركية، مع الحفاظ على استقلالية القرار العراقي.
ختامًا..
يتطلب الواقع الإقليمي من العراق تبني سياسات متوازنة تستند إلى تعزيز التحالفات الذكية مع القوى الدولية والإقليمية، لا سيما مع الأكراد السوريين تحت مظلة الدعم الأمريكي. على العراق أن يُدرك أن دوره كحلقة وصل بين المحاور الإقليمية يفرض عليه تحجيم التهديد التركي واستثمار الخلافات الإقليمية لصالحه. القرارات الاستراتيجية اليوم ستُحدد مستقبل العراق واستقراره في مواجهة صراعات المنطقة المتصاعدة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تحولات استراتيجية تؤثر على العراق بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا
17 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: يتسارع انسحاب القوات الأمريكية من قاعدتين عسكريتين إضافيتين في شمال شرق سوريا، ويثير هذا التحرك قلقاً متزايداً في العراق بشأن تداعياته الأمنية والسياسية.
وأكدت مصادر ميدانية أن القوات الأمريكية أخلت قاعدتي حقل العمر النفطي ومعمل كونيكو للغاز في دير الزور، وسلمت مواقعها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد، في خطوة وُصفت بـ”الإعادة الاستراتيجية للتموضع”، لكنها أثارت مخاوف من فراغ أمني قد يعزز نفوذ تنظيم داعش.
وأفادت تقارير أن أكثر من 500 جندي أمريكي غادروا المنطقة منذ مايو 2025، مع خطط لتقليص الوجود إلى أقل من ألف بحلول نهاية العام، وفقاً لتصريحات مسؤولين أمريكيين.
ويعكس هذا الانسحاب تحولاً في السياسة الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تسعى لتقليص التكاليف العسكرية الخارجية، مع التركيز على مواقع استراتيجية مثل قاعدة الشدادي.
ويخشى قادة قسد، بقيادة مظلوم عبدي، أن يؤدي هذا التحرك إلى تهديدات من تركيا أو النظام السوري، مما قد يدفع القوات الكردية إلى مفاوضات مع دمشق لدمج قواتها في الجيش السوري.
وأشار العقيد محمد الفرحات في تصريح إلى أن قسد قد تلجأ إلى تحرير معتقلي داعش كورقة ضغط إذا شعرت بضغوط عسكرية.
ويستحضر هذا المشهد ذكريات انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011، عندما أدى الفراغ الأمني إلى صعود داعش، الذي سيطر على الموصل ومناطق واسعة بحلول يونيو 2014.
وشهد العراق آنذاك نزوح أكثر من مليون شخص ومقتل آلاف المدنيين. يحذر خبراء من تكرار هذا السيناريو، خاصة مع تصاعد المقاومة، التي استهدفت القوات الأمريكية بأكثر من 150 هجوماً بين 2020 و2023، وفقاً لتقارير المراصد .
ويتوقع محللون أن يؤثر الانسحاب على إقليم كردستان العراق، حيث تعتمد قوات البيشمركة على الدعم الأمريكي في التدريب والتسليح.
ويبرز الانسحاب تحديات إقليمية معقدة، حيث تسعى واشنطن إلى إعادة صياغة وجودها العسكري، مع الحفاظ على شراكات مع دمشق وأنقرة فيما يشدد خبراء على ضرورة التنسيق الإقليمي لمنع عودة داعش، خاصة مع وجود 14 ألف مسلح محتمل في سوريا والعراق، وفق تقارير أمريكية حديثة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts