سودانايل:
2025-07-29@18:09:45 GMT

الأزمة و أربعة أفكار في اتجاهات مختلفة

تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT

قال غرامشي في كتابه كراسات السجن ( ليست أزمة التقدم أزمة فكرة التقدم ذاتها بل أزمة الحاملين للوائها، الذين أصبحوا جزءا من قوى الطبيعة التي يراد السيطرة عليها، في ظل هذا الوضع تكون الهجمات التي تشن على فكرة التقدم شديدة التحيز و تحركها دوافع المصلحة) إذا تأملنا في مقولة غرامشي، أن العمل من أجل انجاز أية أهداف يجب أن تكون القيادات المنوط بها عملية الإنجاز مدركة لدورها، و مستوعبة لطبيعة المرحلة التي تعمل فيها، و أيضا ملمة بمعرفة تناقضاتها و المكنزمات المؤثرة في المجتمع، حتى تستطيع أن تتعرف على البيئة التي تعمل فيها بشكل جيدة، و تتخطى التحديات التي تواجها، لكن إذا كان القيادات لا تنظر إلا من خلال مصالح شخصية، أكيد سوف تصطدم بعقبات عديدة تكون سببا في فشل الأهداف، و هذا هو الذي حدث لثورة ديسمبر أن القيادات التي تم أختيارها لإنجاز الأهداف كانت قليلة الخبرة، و من خلال الممارسة أتضح أن المصالح التي تعمل من أجلها غير متطابقة مع الشروط المطلوبة لإنجاز مثل هذه المهام.

. فالمشكلة ليست في فكرة التغيير و المطلوب انجازه، أنما تقع المشكلة على الحاملين لها و تواضع قدراتهم..
كان الأستاذ بكري عديل القيادي في حزب الأمة في وقت سابق قد صرح بقضايا حزبية في لقاء صحفي، و أعتبره الحزب خروج على لوائح الحزب، و تم إقافه ثلاثة شهور من النشاط الحزبي.. قال في ذلك الحادث لجريدة الصحافي الدولي يوم 20 أكتوبر 2002م ( أنه أغلق مكتبه و اعتكف بالمنزل و اعتبر الأمر برمته ليس مسألة شخصية بقدر إنها تعكس أزمة الديمقراطية و حرية الرأي الآخر داخل الأحزاب السودانية) قبل أيام ذهب رئيس حزب ألأمة المكلف برمة ناصر للإشتراك في تجمع نيروبي مناصرا لميليشيا آل دقلو.. أجتمعت هيئة الرئاسة، و اعتبرت ذلك خروجا على لوائح الحزب، و أيضا توقيع على وثيقة تحمل أفكارا مناهضة لخط الحزب.. هل هذه هي المرة الأولى التي تعد خروجا على لوائح الحزب.. و كل عضوية الحزب تعلم أن العربة التي يركبها رئيس الحزب مقدمة من الميليشيا، و حراس رئيس الحزب كانوا من الميليشيا.. و عندما اقام الحزب نشاطا لدعم الحزب تبرع رئيس الميليشيا بعشرات المليارات للحزب، لا تعد هذه خروجا على لوائح الحزب.. عندما يذهب حزب كبير كان قد حصل على أكبر مقاعد في البرلمان و يوقع على على وثيقة انتساب لتحالف تقوده عناصر مستقلة لا يعد ذلك خروجا على الحزب.. عندما يذهب الحزب تحت قيادات مستقلة، و يوقع على أعلان سياسي مع الميليشيا في اديس ابابا لكي يصبحوا جناحها السياسي اليس هذا يعد خروجا على مباديء الحزب، أم التمييز على الأفراد...
في أحدى المقابلات الصحافية التي أجريت مع الدكتور غازي صلاح الدين رئيس مجموعة الإصلاح الآن سأله الصحفي كيف تتعاملون مع الهجمة الشديدة على الإسلاميين؟ قال صلاح الدين (نحن الإسلاميون دائما نبني مواقفنا بالتأني، و نراهن على الزمن، و هو كفيل أن يغير المعادلات السياسية) و بالفعل أن الزمن قد غير المعادلات السياسية، و عندما كان الإسلاميون يحنون رؤوس للريح اعتقد البعض أنهم هزموا و خرجوا خارج الملعب السياسي، و الزمن قد أعادهم بقوة للساحة السياسية.. ورغم تعددت تنظيماتهم إلا أنهم استطاعوا يديروا معركتهم بأدوات مختلفة و متنوعة، و رغم تعدد تنظيماتهم لكنهم لا يدخلون في مناكفات مع بعضهم البعض، خلاف الآخرين الذين تفرقت بهم السبل، و لا يملكون رؤية للمستقبل، في الوقت تعدد تنظيمات الإسلاميين و لكن كل واحدة رؤيتها السياسية و الاقتصادية الخاصة التي تعتبر اجتهاد من عناصرها و قياداتها و هي رؤى مطروحة في وسائل الإعلام.. هناك حركة المستقبل للإصلاح و التنمية و الحركة الوطنية للبناء و التنمية.. و قبل أيام قلائل اصدر حزب المؤتمر الوطني رؤيته مشروع بعنوان " أجندة المستقبل" يقول في ديباجتها ( نعمل على مراجعة تجربتنا و سنشاركها مع عضويتنا و شركائنا من الأحزاب ) و تصبح مقولة غازي أنهم " يراهنوا على الزمن" صائبة.. في الوقت الذي تراجعت القوى السياسية الأخرى، و أصبحت مجرورة وراء أحداث تصنعها القوى السياسية الأخرى.. الآن الجيش بيصنع احداثا، و الميليشيا بتصنع أحداثا، و الإسلاميون أيضا يصنعون أحداثا.. الباقين معلقين على الأحداث..
يقول محمد ابراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السابق في لقاء صحفي مع جريدة " الرأي العام" نشر في 12 أكتوبر 2002م يقول ( تصنيف الدولة دينية – علمانية – مدنية لا يعفينا من تطوير ثقافتنا و معرفتنا بنظرية الدولة في حد ذاتها كظاهرة تاريخية اجتماعية بدلا من القناعة الكسولة بتوصيفها أو تصنيفها) و الغريب أن الحزب لم يطرح رؤي سياسية متكاملة.. لكنه جرى وراء مقولة علمانية الدولة في كاودا لكي يوقع مع عبد العزيز الحلو على مشروع الآخير.. و أيضا سعى وراء عبد الواحد محمد نور.. في الوقت الذي كتب فيه نقد رؤية متكاملة عن " مدنية الدولة" أطروحة استفاد فيها من نشاط التجمع الوطني الديمقراطي الذي كان قد وقعت عضويته على وثيقة الدولة المدنية لكي يتجاوزوا بها قضيتى " العلمانية و الثيوقراطية " في نيروبي في عام 1993م.. حيث وقف الحزب عند " تحالف الجذرية" و الآن هناك إرهاصات بدأت تخرج في الوسائط أن الحزب بصدد تكوين تحالف جديد من أجل " إكمال مهام الثورة" التي طوال هذه الحرب هي تنتظر الحزب على ناصية الشارع... أن الحزب إذا كان نشر اجتهاد نقد في " الدولة" المدنية كان فتح حوارا عميقا وسط القوى السياسية و أيضا تجمعات المثقفين، أو كان أوكل لعضويته أن تقدم أجتهادات في قضية الحكم في الدولة.. لكن القيادة الاستالينية في الحزب عجزت أن تفتح حوارت أو تقدم رؤى بديلة و اعتقدت: إذا استطاعت أن تجر الحلو و عبد الواحد و سوف تكسب الساحة السياسية.. هي نفس فكرة الميليشيا التي تطبقها الآن و تستخدم الدولار بدلا من الرأي..
أن القيادات السياسية لا تقرأ التاريخ و لا حريصة أن تتعرف على الأسباب التي أدت لفشل التجارب السابقة لكي تتجاوزها، هي وقفت عند كلمتين " كيزان و فلول" ترددهم باعتبار أنهم سوف يقناعوا العامة بأنهم يقدمون أدبا سياسيا رفيعا للناس حيث الكل يردد و وقف الانتاج العقلي.. رحم الله نقد و عبد الخالق و عمر مصطفي المكي.. نسأل الله حسن البصيرة..

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: خروجا على

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء اليابان يعتزم البقاء في منصبه

أشار رئيس وزراء اليابان شيجيرو إيشيبا إلى أنه يعتزم البقاء في منصبه، على الرغم من دعوات متزايدة داخل الحزب الحاكم له للاستقالة بعد انتكاسة في الانتخابات الأسبوع الماضي.
وقال إيشيبا في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية(إن.إتش.كيه) "إنني أنوي تكريس نفسي للشعب ومستقبل البلاد"، حسب وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الأحد. وأضاف أنه يجب أن يتحمل مسؤولية تنفيذ الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة واليابان، الذي أعلن عنه مؤخرا وأن العمل الحقيقي بشأنه يبدأ الآن.
ومن المقرر أن يتحدث أمام اجتماع لمشرعين من الحزب الديمقراطي الليبرالي غدا الاثنين.
وطالب أعضاء الحزب بتحمل المسؤولية عن الانتخابات التي جرت في 20 يوليو والتي شهدت خسارة الحزب  الديموقراطي الليبرالي لأغلبيته في انتخابات مجلس المستشارين الياباني.

أخبار ذات صلة منتخب الجودو يختتم المشاركة الناجحة في «منغوليا جراند سلام» 270 متفوقاً يطلبون «الخبرة» في 6 دول المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • مرشح الجبهة الوطنية بالغربية: كلنا خلف القيادة السياسية وصوتكم بانتخابات الشيوخ لمواجهة أعداء الوطن
  • المؤتمر الجماهيري للجبهة الوطنية في الجيزة يتحول إلى تظاهرة حاشدة في حب الوطن والاصطفاف خلف القيادة السياسية
  • قيادى بحزب الجبهة الوطنية: نعاهد الله والقيادة السياسية على بذل أقصى الجهد لخدمة الوطن
  • بأعلام مصر.. مظاهرة دعم وتأييد للقيادة السياسية بمؤتمر الجبهة الوطنية بالجيزة
  • شرط الحرية وجماهير مصر الثائرة.. والصامتة أيضا
  • التحركات المصرية في غزة بين البعد الإنساني والمبادرات السياسية.. وخبير: لها دور محوري باحتواء الأزمة
  • القصير من الإسكندرية: كلنا خلف القيادة السياسية.. ومصر أولًا وفوق كل اعتبار
  • محمود مسلم: انتخابات مجلس الشيوخ مختلفة حيث تعتمد على الشخصيات العامة التي لها ثقل سياسي في الشارع
  • رئيس البرلمان: لجنة تسوية الأزمة الكردية تبدأ مهامها مطلع أغسطس
  • رئيس وزراء اليابان يعتزم البقاء في منصبه