سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على تحولت الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع خلال سنوات الثورة التي انتهت به في قصر الشعب قائد للمرحلة المقبلة من مستقبل سوريا.

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، باعتباره قائدا لجماعة مسلحة متحالفة مع تنظيم القاعدة خلال الحرب الطويلة في سوريا، دعم الرجل الذي كان يعرف  باسمه الحركي، أبو محمد الجولاني، الجهاديين الأجانب وأرسل انتحاريين لتفجير المواقع العسكرية وتعهد بإنشاء دولة إسلامية.

  

وقبل عقد من الزمان، قال لصحافي إنه يجب على المسلمين عدم المشاركة في البرلمان وأداء القسم على دستور كتبه البشر، لأنه يجب عليهم اتباع "حكم الله تعالى". وأصبح نفس القائد رئيسا جديدا لسوريا بعد أن أطاح تحالف المعارضة الذي قاده بالرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.  

وكان الشرع قطع علاقاته مع تنظيم القاعدة منذ سنوات، والآن يستخدم اسمه الحقيقي، أحمد الشرع. وقد استبدل زيه العسكري بالبدلات الرسمية، وشرع في دبلوماسية وعلاقات عامة تهدف لإقناع الزعماء الأجانب والسوريين بأنه قادر على إصلاح بلده المحطم وقيادته نحو الديمقراطية، أو شيء من هذا القبيل.  


وقال الشرع في مقابلة نشرت معه قريبا: "لو كانت الديمقراطية تعني أن يقرر الناس من سيحكمهم ومن يمثلهم في البرلمان،  فعندها، نعم، سوريا تسير بهذا الاتجاه".  

وتلفت الصحيفة إلى أن التناقض الحاد بين الشرع الجهادي والقومي البراغماتي اليوم ترك العديد من المسؤولين الأجانب في حالة  تساؤل عما يؤمن وكيف سيقود بلدا يقع في قلب الشرق الأوسط.  

وأشارت الصحيفة إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي بدأ يوم الثلاثاء وبمشاركة مئات الوفود وبهدف بناء إجماع حول المستقبل السياسي والاقتصادي. ولكن المؤتمر استبعد الجماعات الكردية التي تسيطر على شمال- شرق البلاد.

ويقول العديد من السوريين، الذين أنهكتهم حربا أهلية استمرت 13 عاما، إن أي شيء يفعله سيكون أفضل من البؤس والدمار الذي أحدثه الأسد.  

وفي المقابل يشك السوريون الذين لا يثقون بنهجه الإسلامي بأن وراء خطابه التصالحي ماض  شرير لم يتبرأ منه، حسب الصحيفة.

فمنذ ظهوره كزعيم جديد لسوريا، زاره كبار المسؤولين العرب والغربيين في دمشق أو استضافوه في عواصمهم للضغط عليه بشأن القضايا التي يهتمون بها، بما في ذلك مكافحة النفوذ الإيراني والحد من الوجود العسكري الروسي، ووقف صادرات المخدرات غير المشروعة، والقضاء على الجهاديين وضمان حقوق المرأة والأقليات الدينية. 

 وقال بعض المسؤولين الذين التقوه في أحاديث خاصة إنهم أعجبوا برسالة الشرع الداعية لشمل الجميع. ولكن قلة منهم وعدته بتنفيذ ما طلب، مثل تقديم الدعم المالي لتقوية الاقتصاد السوري وبداية إعمار البلاد ورفع العقوبات القاسية  التي فرضت على نظام الأسد.  

وفي يوم الإثنين أعلن الإتحاد الأوروبي عن موافقته على تعليق العقوبات على قطاع البنوك والطاقة والمواصلات وتوسيع الإجراءات لتسهيل المساعدات الإنسانية.  

وهناك عامل يعرقل التعامل الأجنبي مع الحكومة هو تصنيف الولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول أخرى، هيئة تحرير الشام التي يقودها كمنظمة إرهابية، فيما لا تزال دول أخرى تصنفه كإرهابي.  


وكانت باربرة ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط في إدارة بايدن من أول المسؤولين الأمريكيين الذين التقوا مع الشرع في دمشق، العاصمة السورية وبعد سقوط الأسد في كانون الأول/ديسمبر.  

وقالت في مقابلة إنه جاء إلى اللقاء جاهزا للاستماع إلى ما ستقوله الولايات المتحدة والرد. وقالت ليف: "وجدته يفكر بطريقة منهجية وبمستوى عال من البراغماتية".   

وأضافت أنها لا تعرف  إلى أي مدى يشكل ماضيه الجهاد آراءه كزعيم لدولة تخلصت حديثا من الديكتاتورية وتريد وبشكل ماس الاعتراف والدعم الدولي. 

 وعلقت قائلة: "إما أنه مجرد ممثل عظيم أو أن لديه شخصية أشبه بالإسفنجة تستفيد من الخبرة والسياق الذي يشكل البيئة الأكبر ويعدل تفكيره بناء عليها".  

ويواجه الشرع تحديات هائلة، فقد قتلت الحرب أكثر من 500,000 شخصا، حسب بعض التقديرات. وأجبر ملايين آخرين على الفرار إلى الخارج ودمرت مجتمعات بأكملها، تاركة العديد من اللاجئين بلا منازل يعودون إليها.  

وتسعى حكومته لبناء جيش وطني واستيعاب الميليشيات المسلحة، مع أن بعضها  يقاوم الفكرة ولا تزال تسيطر على مناطق ومصادر زراعية ونفطية. وخلفت الحرب الكثير من الأرامل والأيتام والمشوهين والمصدومين. 

 كما وسجل الراصدون للحرب عمليات قتل انتقامية في أنحاء البلد. ومن أجل الحفاظ على ما تبقى من أجهزة الدولة وخدماتها، طلب الشرع من الموظفين المدنيين البقاء في أعمالهم، لكن الرواتب قليلة والإقتصاد ضعيف والكهرباء غير متوفرة إلا لساعات في البيوت.  

وحتى قبل اختياره رئيسا الشهر الماضي في لقاء مغلق مع قادة الجماعات المسلحة، كان الشرع يعمل في الداخل والخارج لإعادة تغيير صورته. وقام بجولة في المحافظات السورية والتقى مع ممثلي المسيحيين والعلويين والدروز. ورغم النظرة الإسلامية لحكومته إلا أنها لم تمنع الخمور ولم تفرض زيا على النساء.  

وفي جولاته الخارجية كان يرسل في ملابسه رسالة إلى مضيفيه، فقد اختار ربطة عنق خضراء عندما التقى مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وربطة عنق حمراء عندما التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. واصطحب الشرع زوجته لطيفة الدروبي في رحلته إلى السعودية، حيث ظهرت أثناء أداء العمرة. وظهرت مع زوجة أردوغان أمينة، في زيارته لأنقرة.  

وتحدث بحذر عن إسرائيل التي احتلت أراض واسعة من سوريا وطلب منها الإلتزام باتفاقية هدنة عمرها نصف قرن، وكذا عن روسيا التي دعمت نظام الأسد وقصف جيشها قواعد المعارضة والمدنيين. ولكنه هاجم إيران لدورها في سوريا وعلاقتها مع الأسد. إلا أنه أكد أن سوريا لن تشكل أي تهديد على جيرانها.  

وظلت اتصالاته مع إدارة دونالد ترامب محدودة إلا أنه مدح في مقابلة مع بودكاست "ذي ريست إز بوليتكس- ليدينغ" ترامب واهتمامه بـ "ببناء السلام" و "نهجه الإيجابي للشرق الأوسط ومستقبل السياسة الأمريكية بالمنطقة". ويتهم نقاد الشرع بأنه يخبر كل من يلتقيه بما يريد سماعه، متجاهلا ماضيه الجهادي وعلاقته بالعنف.  

وكان أحمد الحايس، أحد المتمردين الذين شاركوا في انتخابه رئيسا، قائدا تتهمه الولايات المتحدة بالإشراف على تعذيب وقتل المعتقلين، والاتجار بالنساء والأطفال من أجل الفدية والابتزاز. وتتهم الولايات المتحدة مؤيدا آخر وهو محمد الجاسم، بقيادة قوات شردت السكان للاستيلاء على ممتلكاتهم وخطف الناس للحصول على فدية، "وهو ما من المرجح أن يدر عشرات الملايين من الدولارات سنويا.  

وفي عام 2017، شكلت هيئة تحرير الشام "حكومة الإنقاذ" لإدارة الأراضي التي تسيطر عليها في شمال - غرب سوريا. وبعد سقوط الأسد، أحضر  الشرع تلك الإدارة إلى دمشق لتكون بمثابة حكومة مؤقتة للبلاد حتى الأول من آذا/مارس، عندما من المفترض أن تتولى حكومة جديدة السلطة.  
وقال إنه لا يمكن إجراء انتخابات إلا بعد  ثلاث أو أربع سنوات، لأن سوريا في حالة من الفوضى. وتتكون الحكومة الحالية من الموالين للشرع. وكان بعض الأعضاء معه منذ أيامه الجهادية، ووزير الصحة هو شقيقه.  

وأشار التقرير إلى أن الحكومة في إدلب كان يسيطر عليها المتطرفين، حتى قبل أشهر من انتقالها إلى دمشق.  


وفي سيرته تغيرت ولاءات الشرع بشكل مستمر. فقد جاء إلى سوريا من العراق بدعم من تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه انفصل عن الجماعة لاحقا ثم تعهد بالولاء لتنظيم القاعدة قبل أن يعلن الانفصال عنه أيضا في عام 2016.

وخاضت مجموعته الأصلية، جبهة النصرة، معارك وتحالفت مع متمردين آخرين على مر السنين وأعادت تسمية نفسها مرتين، لتصبح هيئة تحرير الشام في عام 2017. 

 في السنوات التي تلت ذلك، ركز  الشرع على حكم شمال - غرب البلاد وقمع المتطرفين الذين يعتقد أنهم كانوا يخططون لهجمات خارج سوريا. 

ويقول عروة عجوب، طالب الدكتوراه في جامعة مالمو في السويد والذي يدرس هيئة تحرير الشام، إن تاريخ الشرع يشير إلى أنه كان يبحث عن  السلطة أكثر من  تكريس قناعاته الجامدة.

وأضاف عجوب "لقد تغير كثيرا، وهو صادق في هذا التغيير. ومن ناحية، فهناك براغماتية مشجعة وتمنحك بعض الأمل. ومن ناحية أخرى، فالمدى الذي الذي يستعد فيه للبقاء في السلطة مخيف".  

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الشرع سوريا دمشق سوريا دمشق الشرع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة هیئة تحریر الشام

إقرأ أيضاً:

سوريا ما بعد الأسد.. صراعات الجيران وانقسامات المجتمع مع انهيار دولة المخابرات

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، للصحفيين لويزا لوفلوك، وزكريا زكريا، وسلوان جرجس، قالوا فيه إنّ: "نظام بشار الأسد المخلوع كان قد حوّل سوريا إلى دولة مخابرات، بمراقبةٍ قلبت البلاد على نفسها". 

وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "الجيران والزملاء تبادل أخبار بعضهم البعض في كل حيّ ومكان عمل: ما قالوا، وأين ذهبوا، ومن جاء لتناول العشاء".

وتابع: "بعد أكثر من نصف قرن، انهار ذلك النظام الخانق بين عشية وضحاها في كانون الأول/ ديسمبر، مع زحف قوات الثوار نحو العاصمة دمشق. وخلّف وراءه مجتمعا منقسما، يُخيّم عليه سؤال عمّن ساهم سرا في استبداد آل الأسد".

وبحسب التقرير، كان حمدي البربري يعتني بمجموعة من الحمام الزاجل على سطح منزله في آذار/ مارس عندما سمع أول رصاصة تخترق وجهه. يتذكر أنه انحنى، ثم مرّت أخرى بسرعة، وسقط على ظهره وهو يصعد الدرج. كان يعرف من أي منزل انطلقت الرصاصات.

"شتم الجيران والده، أبو أيمن، الخباز، واصفين إياه بأنه مخبر لنظام الأسد خلال الحرب الأهلية السورية الطويلة" يردف التقرير، مبرزا أن "أبو أيمن ينفي كونه مخبرا، لكنه أقرّ في مقابلة أجريت معه مؤخرا بأنه قاد قوات الأمن من فرع المخابرات العسكرية، إلى منازل أشخاص يعرفهم، وقال إنهم هددوه. وهو وحمدي قد ماتوا أثناء الاحتجاز".

وأورد: "على بُعد بضعة أبواب من منزل البربري، كانت تسكن عائلة المغربي، الذين قالوا إنهم معروفون في المنطقة منذ فترة طويلة كمعارضين للحكومة. استذكروا موجة من الخوف أطلقها خلال الحرب موالون للأسد، ضمّت أبو أيمن وابنه الأكبر وسيم. وقالوا إن أحمد المغربي وابن عمه موسى اعتُقلا على يد القوة وتعرضا للتعذيب لاحقا".

قال أحمد، مشيرا إلى قضيته: "كان المخبر أبو أيمن. لقد آذى عائلتنا كثيرا". بينما أنكر أبو أيمن تورطه في اعتقال أحمد، وقال إنه أبلغ عن مواطنيه السوريين في مناسبة واحدة فقط. وقال أبو أيمن: "كنت دائما مؤيدا لأهل حيي".


ووفقا للتقرير ذاته، فإنه: "في الأشهر التي تلت سقوط الأسد، تكرّرت حالات التوتر، كالتي بين هاتين العائلتين مرّات عدّة، بجميع أنحاء البلاد، إذ عبر من تمّ الإبلاغ عن شكاواهم ضد من زُعم أنهم خانوهم. تُشكل هذه الخلافات تحديا كبيرا للحكومة السورية الجديدة، التي تواجه أيضا انقسامات، حيث دعت السلطات الجديدة إلى التعافي والوحدة الوطنية، لكنها لم تُقدّم سوى اقتراحات قليلة حول كيفية تحقيق ذلك".

وأضاف: "تعيش عائلتا البربري والمغربي في حي التضامن بدمشق، الذي صُوّر في دعاية نظام الأسد كنموذج للوئام الاجتماعي. لكن على مدار الحرب، اختفى آلاف من سكان التضامن، بعضهم في السجون، والبعض الآخر في قبور ضحلة بين المنازل. غالبا ما كان الضحايا والجناة جيرانا".

ولفت إلى أنه: "في المدارس، قدّم المعلمون بلاغات بعد أن أفصح الأطفال عما سمعوه في منازلهم. في الأسابيع التي تلت سقوط الأسد، يتذكر السكان أن أحد الطلاب، عاد لمواجهة مديرة مدرسته، مُحمّلا إياها مسؤولية اختفاء والديه. وقالت امرأة أخرى إن أصدقاء زوجها المنفصل عنها أبلغوا السلطات بتعاطفها مع المعارضة".

ونقلا عن أبو أيمن البربري، تابع التقرير أنه: "بعد أن حاولت مجموعة من سكان حي مجاور ابتزازه للحصول على المال، ساعد قوات الأمن في تحديد هوية المسؤولين، وقاد القوات ليلا إلى منازلهم"، متابعا بأنه: "انضم لمجموعة محلية موالية للحكومة، تُعرف باسم قوات الدفاع الوطني، كانت تقوم بدوريات في المنطقة".

وتابع التقرير بأنّ: "أحمد المغربي قال إنه احتُجز بعد وقت قصير من رؤية شقيقته وهي تُهين صورة للرئيس. وأضاف أن ابن عمه موسى أُلقي القبض عليه بعد عدة أشهر، بعد اشتباك مع جاره في الطابق العلوي، الذي كان أيضا قد انضم إلى قوات الدفاع الوطني. سحبه ضباط بملابس مدنية من شاحنته، تاركين أطفاله الصغار وحدهم في المقعد الخلفي". 

واسترسل: "في فرع فلسطين، قال موسى، إن السجانين أطفأوا السجائر في أطرافه وجرحوها بالزجاج المكسور، وعلّقوا أحمد من معصميه حتى انكسرا. وعندما سُمح لأفراد عائلة المغربي أخيرا بزيارة السجن، قالوا إنهم لم يتعرفوا على الشابين إلا عندما نادوا بأسمائهم".

"قال إنه مع تقدم قوات الثوار نحو العاصمة السورية في 7 كانون الأول/ ديسمبر، ومع شروق شمس صباح الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، وقف موسى وأحمد المغربي مذهولين في الشارع بينما مزّقت الحشود ملصقات الأسد من الجدران. اختفت نقطة تفتيش قوات الدفاع الوطني، وانتهى معها الرعب الذي أثارته. سمح موسى لأطفاله باللعب في الخارج لأول مرة منذ سنوات" وفقا للتقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21".


وتابع: "اندلعت التوترات في الزقاق بعد ثلاثة أيام، بينما كان حمدي وإخوته يُجهّزون خبز اليوم داخل المخبز، حسبما أفاد أفراد العائلة. قال حمدي إن حوالي اثني عشر رجلا ملثما وصلوا مُسلحين، وسحبوا قمصان الرجال فوق رؤوسهم وأجبروهم على الوقوف على الحائط بينما أطلق المارة صرخات عدائية".

وأضاف: "صرخ أحدهم: والدك متورط في القتل. تذكر حمدي صراخه: أرجوكم، إذا كنتم ستتهمونه، فعليكم بتقديم دليل. كان يسمع زوجته تبكي وتتوسل إلى الرجال أن يرحموهم. في النهاية، رضوا".

وأورد: "في أول خطاب له كرئيس جديد لسوريا، خاطب أحمد الشرع، الأمة، قائلا إن العدالة الحقيقية تأتي من: تحقيق السلم الأهلي وملاحقة المجرمين الملطخين بالدماء السورية، سواء ممن اختبأوا داخل البلاد أو فروا خارجها".

وتابع: "أنشأت الحكومة مراكز مصالحة، حيث سلم الجنود السابقون وعناصر المخابرات، وهم قلقون وشاحبو الوجوه، أسلحتهم رسميا، مقابل بطاقات هوية مدنية. لكن العملية كانت اختيارية، وتجاوزها عدد متزايد من الموالين لنظام الأسد بالرحيل إلى مناطق أخرى من البلاد".

واسترسل: "في التضامن، صُدم العديد من السكان عندما انتشرت أنباء عن عودة فادي صقر، الرئيس السابق لقوات الدفاع الوطني، لفترة وجيزة حرا طليقا، بعد مصالحته رسميا مع السلطات الجديدة. وقال البعض إنه عاد لحضور اجتماع محلي؛ زعم آخرون، أنه زار موقع مجزرة اتُهمت قوات الدفاع الوطني بارتكابها. توافد السكان للاحتجاج بالمئات". 

"في أنحاء حي التضامن، أفاد سكان أن بعض المخبرين المعروفين والموالين للنظام حاولوا التفاوض مع جيرانهم. سلّم أحد الرجال شقته لمقاتلين من المعارضة عادوا مع سقوط الأسد. وقال إن العائلة التي حمّلها موسى مسؤولية سجنه حضرت لمنزله لتقدم له سيارة باهظة الثمن. وأضافوا أن عائلة المغربي عانت من ضائقة مالية بسبب الاعتقالات، حيث دفعوا أكثر من 200 ألف دولار رشاوى مقابل معلومات عن مكان موسى ونيل حريته" وفقا للتقرير.


وأبرز: "بعد إخلاء السجون وإطلاق سراح نزلائها الناجين، نشر الصحفيون الاستقصائيون قصصا تصف ما كُشف عنه في الملفات المُخزّنة هناك: أي العائلات لديها مُخبرون بينهم والتفاصيل التي أبلغوا عنها والتي شقت طريقها إلى تقارير الاستخبارات".

إلى ذلك، أجّجت مواقع التواصل الاجتماعي الشعور المتزايد بانعدام الأمن بين الموالين السابقين للأسد، بمن فيهم المُخبرون، مع تدفق مستمر من التقارير حول هجمات لجان الأمن الأهلية ضد أشخاص تربطهم صلات حقيقية أو مُتصوّرة بنظامه السابق.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الشرع يتلقّى تهنئة برفع العقوبات الأوروبية عن سوريا من رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا
  • سوريا ما بعد الأسد.. صراعات الجيران وانقسامات المجتمع مع انهيار دولة المخابرات
  • دمشق توضح طبيعة اللقاء الذي تم في إدلب بين الشرع والسفير السابق روبرت فورد عام 2023
  • سوريا.. الاتحاد الأوروبي يعلن رفع العقوبات ومصير تلك المفروضة على نظام الأسد
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • كيف تفاعل سوريون مع ادعاء سفير أميركي سابق تدريبه الشرع؟
  • الاتحاد الأوروبي يوافق على رفع كل العقوبات المفروضة على سوريا
  • الاتحاد الأوروبي يعلن رفع العقوبات عن سوريا
  • الأضحية عذاب للحيوان.. كيف رد الشرع على المشككين في السنة التي شرعها الله؟
  • في السجون والبحار.. كم عدد الذين اختفوا خلال الحرب السورية؟