قالت النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، فى حوار مع «الوطن»، إن مجلس النواب يقترب من المحطة الأخيرة لمناقشة وإقرار مشروع قانون العمل الجديد، ووصفته بأنه «عمل كبير وعظيم، لأنه يعيد صياغة العلاقة بين طرفى العمل، ويُسهم فى استمرار عجلة الإنتاج والتنمية».. وإلى نص الحوار.

ما الأسباب التى أدّت إلى تأجيل مناقشة مشروع قانون جديد للعمل عدة مرات؟

- السمعة السيئة لقانون العمل الحالى هى السبب وراء تأجيل مناقشة ومراجعة جميع مشروعات قوانين العمل التى تم تقديمها من قبل، حيث لم تشهد توافقاً بين الأطراف المعنية، الأمر الذى دفع الحكومة إلى إعداد صياغات جديدة لمشروع قانون العمل، تحقّق المواءمة بين أطراف العمل، وهم العامل وصاحب العمل والمنشأة، وأسهمت المناقشات التى جرت داخل جلسات الحوار الوطنى، فى الوصول إلى صياغات دقيقة تتّفق مع الدستور المصرى.

البعض يرى أن الإفراط فى التعريفات الواردة فى مشروع القانون الجديد قد يؤدى إلى إعاقة التطبيق.

- غير صحيح، مشروع قانون العمل الجديد كان حريصاً على تحديد جميع التعريفات المتعلقة بمنظومة العمل، ومن بينها تحديد قيمة الأجر، لاسيما فى ظل الإشكاليات التى يواجهها القانون الحالى للعمل، لذلك تم النص على وضع الحد الأدنى للأجور للعاملين فى كل القطاعات على المستوى القومى، فى ضوء مراعاة احتياجات العمال وعائلاتهم وتكاليف المعيشة وتغيّراتها، ووضع القواعد المنظمة لصرف العلاوة الدورية السنوية، فضلاً عن حقوق العمالة الأجنبية.

من وجهة نظرك، ما أكثر الفئات إنصافاً فى مشروع قانون العمل الجديد؟

- مشروع القانون الجديد يتضمّن رؤية جديدة لحقوق العمال وأصحاب الأعمال، دون الإخلال بمبدأ التوازن بين الطرفين، وبالتالى جميع الفئات التى يُمثلها هذا القانون، حقوقها مصونة، فتم إلغاء استمارة 6، كما يحظر القانون الجديد الفصل التعسّفى، مع إنشاء صندوق لحماية تشغيل العمالة غير المنتظمة، وصندوق آخر لخدمات الرعاية الاجتماعية والصحية والثقافية للعمال.

ولماذا حرص المشرّع على النص بضرورة إلزام أصحاب الأعمال بإنشاء دور حضانة لأبناء العاملات؟

- الواقع العملى أثبت الحاجة الماسة إلى ضرورة إنشاء دار حضانة لأطفال العاملات، وينطبق ذلك على أماكن العمل التى يزيد فيها عدد العاملات على مائة عاملة فأكثر فى مكان واحد.

لجنة القوى العاملة أدخلت تعديلاً فى ما يتعلق بعمالة الأطفال، ما طبيعة ذلك التعديل؟

- نعم، اللجنة كان لديها حرص كبير على مراجعة القوانين الخاصة بالطفل، وهى الفئة التى تقل أعمارها عن 18 عاماً، وبالتالى يحظر مشروع قانون العمل الجديد تشغيل الأطفال قبل بلوغهم سن 15 عاماً، ولكن يجوز تدريبهم من سن 14 عاماً.

الحصول على الإجازات يعتبر إحدى المشكلات التى تواجه العاملين بموجب قانون العمل الحالى، كيف يُنظم مشروع القانون الجديد هذا الأمر؟

- ينظم مشروع قانون العمل الجديد حق العامل فى الحصول على إجازة عارضة وسنوية، وذلك بالتنسيق مع صاحب العمل، ويجوز الحصول على أجره بالكامل فى حالات المرض بعد تحديدها من الجهة الطبية المختصة.

لماذا يهتم المشرع بتخصيص باب كامل للعمالة غير المنتظمة؟

- تولى الدولة اهتماماً كبيراً بقضية العمالة غير المنتظمة، لذلك يستحدث مشروع القانون، لأول مرة، صندوق إعانات الطوارئ للعمالة غير المنتظمة، ويختص بصرف إعانات طوارئ للعمالة غير المنتظمة فى حالات الأزمات الاقتصادية، وتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية، والمساهمة فى سداد اشتراكات التأمين الاجتماعى وغيرها من الخدمات.

كيف يُسهم قانون العمل الجديد فى دفع عجلة الاقتصاد الوطنى؟

- القيادة السياسية حريصة على توفير مناخ جاذب للاستثمار المحلية والعالمية، دون إخلال بحقوق العمال، وبالتالى فإن إيجاد حالة متوازنة بين العامل وصاحب العمل، من شأنه أن يُسهم فى استمرار معدلات التنمية.

متى يبدأ العمل بالقانون الجديد؟

- عقب انتهاء مجلس النواب من مناقشة مشروع قانون العمل الجديد وإقراره ومصادقة رئيس الجمهورية عليه، ونشره بالجريدة الرسمية، يتم العمل به من أول الشهر التالى لانقضاء فترة 90 يوماً من تاريخ نشره.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قانون العمل الحكومة البرلمان عمال مصر مشروع قانون العمل الجدید القانون الجدید مشروع القانون غیر المنتظمة

إقرأ أيضاً:

قانون الإجراءات الجنائية الجديد يُعيد رسم خريطة سقوط العقوبات ورد الاعتبار وفقاً لنوع الجريمة

حدد مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، الذي وافق عليه مجلس النواب مؤخرًا، قواعد صارمة وواضحة بشأن سقوط العقوبات الجنائية ورد الاعتبار للمحكوم عليهم، بما يعزز مبدأ العدالة ويرسّخ حقوق الإنسان.

سقوط العقوبة بمرور الزمن

وفقًا للمادة (479) من القانون، تسقط العقوبة في الجنايات بمرور عشرين عامًا من تاريخ صيرورة الحكم باتًا، باستثناء عقوبة الإعدام التي لا تسقط إلا بعد ثلاثين عامًا. أما في حالات الجنح، فتسقط العقوبة بعد خمس سنوات، وفي المخالفات بعد عامين فقط.

كل 50 جنيهًا بيوم عمل.. إجراءات أداء المنفعة العامة بقانون «الإجراءات الجنائية» الجديدقانون الإجراءات الجنائية الجديد.. يُعرّف حالات التلبّس ويمنح سلطات أوسع للضبط القضائيمرونة في التقاضي بمشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديدوكيل مجلس الشيوخ: قانون الإجراءات الجنائية معروف في كل العالم أنه الدستور الثاني

وتنص المادة (480) على أن احتساب هذه المدد يبدأ من تاريخ صيرورة الحكم باتًا، بينما تُحسب المدة في الأحكام الغيابية الصادرة عن محاكم الجنايات من تاريخ صدور الحكم ذاته.

رد الاعتبار: فرصة جديدة للمحكوم عليه

خصص القانون مساحة واضحة لمفهوم "رد الاعتبار"، والذي يُعد بمثابة إعادة الاعتبار القانوني والاجتماعي للمحكوم عليه، كأنه لم يُدان. وتنص المادة (485) على إمكانية رد الاعتبار لأي شخص صدر بحقه حكم في جناية أو جنحة، متى توافرت الشروط القانونية.

شروط رد الاعتبار

يُشترط لرد الاعتبار:

تنفيذ العقوبة أو صدور عفو عنها أو سقوطها بمضي المدة.

مرور ست سنوات في حالة الجنايات، وثلاث سنوات في حالة الجنح، منذ تنفيذ العقوبة أو صدور العفو.

كما تتضاعف مدد السقوط في حالة العود، أو عند خضوع المحكوم عليه لمراقبة الشرطة، حيث يبدأ حساب المدة بعد انتهائها. وإذا كان الإفراج مشروطًا، تبدأ المدة من التاريخ الذي يصبح فيه الإفراج نهائيًا.

رد الاعتبار بنوعيه: قضائي وقانوني

ينقسم رد الاعتبار إلى نوعين:

رد اعتبار قضائي: يصدر بناءً على طلب المحكوم عليه بعد استيفاء الشروط.

رد اعتبار قانوني: يتم تلقائيًا دون حاجة لتقديم طلب، بعد مرور مدد محددة قانونًا.

تسهيل الإجراءات في الجنح البسيطة

ضمن التعديلات، تم تبني آليات لتبسيط إجراءات التقاضي في قضايا الجنح البسيطة، بهدف تحقيق العدالة الناجزة وخفض العبء عن كاهل المحاكم.

نقلة نوعية في العدالة الجنائية

يعكس القانون الجديد توجه الدولة نحو تطوير البنية القانونية وتوفير ضمانات عادلة للمواطنين، مع الحفاظ على هيبة القانون وحقوق المجتمع، ويفتح المجال أمام إصلاح حقيقي في النظام الجنائي يوازن بين الحزم والرحمة.

طباعة شارك قانون الإجراءات الجنائية الجديد مجلس النواب العقوبات الجنائية ورد الاعتبار حقوق الإنسان مرور الزمن

مقالات مشابهة

  • قانون الإجراءات الجنائية الجديد يُعيد رسم خريطة سقوط العقوبات ورد الاعتبار وفقاً لنوع الجريمة
  • إيلون ماسك: مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب شر مقيت
  • ماسك يكشر عن أنيابه في وجه ترامب.. فهل انتهى شهر العسل بينهما وما السبب؟
  • وداعًا الفصل التعسفي .. إجراءات جديدة لوقف العامل مؤقتًا عن العمل
  • ضوابط التشغيل والتعيين بالقطاع الخاص..إجراءات جديدة تنفذ قريبا
  • 3 حالات تستحق التعويض عن الحبس الاحتياطي بالإجراءات الجنائية الجديد
  • رقم خرافي.. المهيري: 84 مليون شخص يعملون في اقتصادات المنصات
  • بعد موافقة مجلس النواب.. تفاصيل تعديلات مشروع قانون الثروة المعدنية
  • إلزامية.. شهادة جديدة للعمال لمزاولة المهن.. تفاصيل
  • القانون القديم والواقع الجديد.. من يضبط الكلام في زمن فيسبوك؟