حملة كندية ضد إيلون ماسك.. هل يُسحب جواز سفره؟
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
يمانيون../
وقّع أكثر من 230 ألف كندي على عريضة تطالب رئيس الحكومة بسحب جنسية رجل الأعمال إيلون ماسك وجواز سفره الكنديين، متهمين إياه بدعم سياسات تهدد سيادة كندا والتدخل في شؤونها الداخلية.
وتتهم العريضة ماسك بـ”الانضمام إلى حكومة أجنبية تعمل على تقويض السيادة الكندية”، في إشارة إلى دعمه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا سابقًا إلى ضم كندا كولاية أمريكية.
وفي ردّ مثير للجدل، كتب ماسك على منصة “إكس”: “كندا ليست دولة حقيقية”، ما أثار موجة إضافية من الغضب بين المواطنين والسياسيين الكنديين.
العريضة، التي قدّمها النائب تشارلي أنجوس، تتطلب 500 توقيع فقط ليتم عرضها رسميًا في البرلمان الكندي، لكن الخبراء القانونيين يرون أن فرص نجاحها ضئيلة، إذ لا يمكن سحب الجنسية إلا في حالات نادرة، مثل التزوير أو الجرائم الكبرى.
ورأت أستاذة العلوم السياسية بجامعة “ألبرتا”، ياسمين أبو لبن، أن “إلغاء الجنسية أمر معقد، ويقتصر عادةً على الحالات التي تنطوي على عمليات احتيال أو تهديدات أمنية خطيرة”. فيما أكدت الخبيرة في شؤون الهجرة، إيرين بلومراد، أنه في ظل الجدل الدائر، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الكندية بشأن العريضة، لكن بعض المسؤولين أشاروا إلى أن مثل هذه المبادرات تعكس قلقًا عامًا من تصرفات ماسك وتصريحاته الأخيرة.
في المقابل، يواصل ماسك، الذي يحمل الجنسيات الكندية والأمريكية والجنوب أفريقية، انتقاداته للحكومة الكندية، وسبق أن أعرب عن تأييده لزعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بواليفير، المعروف بمواقفه اليمينية، مما عزز المخاوف بشأن تدخله في السياسة الداخلية للبلاد.
ويتزامن تصاعد الغضب الكندي مع تصعيد إدارة ترامب مواقفها ضد كندا، إذ هددت بفرض رسوم جمركية مشددة على الصادرات الكندية، بينما تتزايد الدعوات داخل الولايات المتحدة للنظر في “علاقة أكثر تحكمًا” مع جارتها الشمالية.
في هذا السياق، يرى محللون أن موقف ماسك يعكس توجهاً جديدًا بين بعض رجال الأعمال الأمريكيين الذين يدعمون أجندة ترامب الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك الضغط على كندا لتقديم تنازلات في ملفات تجارية وسيادية.
في الوقت الحالي، تبقى العريضة مجرد تعبير رمزي عن غضب الشارع الكندي، لكن استمرار ماسك في مواقفه قد يؤدي إلى ردود فعل رسمية أكثر صرامة من الحكومة المقبلة، خصوصًا إذا تزايدت الضغوط السياسية والشعبية لاتخاذ موقف ضده.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
جروك يثير عاصفة جديدة.. روبوت xAI يغرق منصة X بمديح مبالغ فيه لإيلون ماسك
مرة أخرى يجد روبوت الدردشة جروك نفسه في قلب عاصفة من الجدل على منصة X، بعد أن اضطرت شركة xAI للتدخل وحذف سلسلة جديدة من منشوراته المثيرة، لكن هذه المرة لم تكن مرتبطة بمحتوى سياسي متطرف أو إشادة بهتلر كما حدث سابقًا، بل موجة من المديح الغريب والمبالغ فيه لرئيس الشركة التنفيذي إيلون ماسك.
خلال اليومين الماضيين، بدأ العديد من المستخدمين يلاحظون أن جروك يطلق تصريحات غير منطقية حول ماسك، يرفعه فيها إلى مكانة أسطورية تتجاوز حدود الواقع. فقد وصف الروبوت ماسك بأنه قمة اللياقة البدنية بلا منازع، مدعيًا أنه أكثر لياقة من أسطورة كرة السلة ليبرون جيمس، وأنه يتمتع بذكاء يفوق ألبرت أينشتاين، بل وأضاف بثقة أن ماسك سيفوز في نزال ملاكمة افتراضي ضد مايك تايسون في أوج قوته.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فعندما سُئل جروك عن أعظم شخص في التاريخ الحديث، لم يتردد في الإجابة: إيلون ماسك، بدا لوهلة أنه لا توجد مقارنة في أي مجال لا يستطيع الروبوت أن يضع فيها ماسك على قمة العالم — سواء في الألعاب الرياضية، أو العلوم، أو السينما، أو حتى السياسة.
وفي سلسلة أخرى من المزاعم الغريبة، قال جروك إن ماسك لو شارك في مسودة الدوري الأمريكي لكرة القدم عام 1998 لكان اختير فوق اللاعب الشهير بيتون مانينج، وأضاف أنه لو لعب في دوري البيسبول، لتم اختياره راميًا أساسيًا لبطولة العالم عام 2001. وتجاوز الروبوت الحدود عندما وصف ماسك بأنه نجم سينمائي أفضل من توم كروز، وشيوعي أفضل من جوزيف ستالين.
واضطر العديد من مستخدمي المنصة إلى مشاركة لقطات لهذه الإجابات التي حازت على انتشار واسع، إلى أن وصل الأمر إلى ذروته عندما زعم جروك أن ماسك يتمتع بتفوق أخلاقي على يسوع المسيح، عند هذه النقطة، يبدو أن xAI قررت وقف هذه المهزلة، إذ بدأت الشركة بحذف المنشورات الأكثر إحراجًا على نطاق واسع.
إيلون ماسك نفسه علّق على الأزمة، لكنه لم يعترف بوجود مشكلة في النموذج، بل ألقى اللوم على ما وصفه بأنه تحريض عدائي أدى إلى انحراف إجابات جروك. وكتب في منشور على X قائلاً: تم التلاعب بجروك للأسف عبر تحريض عدائي ليقول أشياء مبالغًا فيها عني. لكنه لم يوضح كيف يمكن اعتبار الأسئلة المباشرة عدائية، أو لماذا بدأ هذا السلوك الغريب بعد تحديث Grok 4.1 الذي أطلق قبل أيام قليلة فقط.
ولم تجب xAI عن الأسئلة التي وُجهت إليها حول سبب حذف هذه المنشورات تحديدًا، لكن مصدرًا من الشركة اكتفى بالقول إن الإعلام يكرر الأكاذيب نفسها، دون تقديم توضيحات تقنية حول آلية حدوث هذا الانحراف في نموذج الذكاء الاصطناعي.
الحادثة أعادت للأذهان أزمات سابقة مر بها جروك، خاصة تلك التي اضطرّت فيها الشركة لتعطيل النموذج لفترة قصيرة بعد أن بدأ بإطلاق منشورات تشيد بالنازيين، وظهر فيها مصطلح ميكاهتلر الذي أثار انتقادات واسعة. كما أثار الروبوت جدلًا آخر عندما أصبح مهووسًا بمفهوم الإبادة الجماعية البيضاء في جنوب إفريقيا، وهي تصريحات وصفتها الشركة لاحقًا بأنها نتيجة تعديل غير مصرح به، دون تقديم أي تفاصيل حول طبيعة هذا التعديل أو كيفية حدوثه.
ويرى خبراء الذكاء الاصطناعي أن هذه الحوادث المتكررة تشير إلى غياب واضح للضوابط الداخلية والأنظمة الوقائية داخل نموذج جروك، مقارنة بمنافسين آخرين مثل ChatGPT أو Gemini، الذين يعتمدون على طبقات أمان متعددة لمنع الانحرافات السلوكية أو الاستجابات المسيئة. كما يعتبر البعض أن ارتباط جروك المباشر بإيلون ماسك، كمالك للمنصة وممول للشركة المطورة، يجعل أي انحراف في سياق المديح أو الهجوم السياسي أكثر حساسية وإثارة للجدل.
ومع أن xAI تؤكد أنها تعمل على تحسين النموذج باستمرار، إلا أن هذه الحادثة الجديدة توضح أن الطريق ما زال طويلًا قبل أن يصبح جروك قادرًا على التفاعل بمسؤولية مع ملايين المستخدمين على منصة X، خاصة في ظل التداخل بين مكانة ماسك داخل الشركة وبين قدرة النموذج على إبقاء مسافة آمنة بينه وبين صانعته.