ما هو أول واجب على المؤمن معرفته؟ علي جمعة يكشف عنه
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن أول واجب على المؤمن هو معرفة الله - سبحانه وتعالى فقد أمرنا الله - سبحانه وتعالى - في كتابه بالتفكير المستقيم ، حتى نتوصل به إليه ونتأكد من إيماننا به ، كما قال تعالى :{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
. تعرف عليها
وقال علي جمعة، في منشور له، إنّ التفكير المستقيم يقتضي منا أن ندرك الواقع كما هو عليه، ومن أجل ذلك، نعى الله -سبحانه وتعالى- على الكذب والافتراء وشهادة الزور، ونعى على من غيّر الحقائق حتى وصل بسيدنا رسول الله إلى أن قال قولته التي تواترت عنه فرواه عنه أكثر من مائةٍ من الصحابة : (من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) لأنه اختلق واقعًا غير الذي أراده الله ، وبدأ في تفكيرٍ خرافي ، وترك التفكير العلمي الواقعي الحق الذي أُمرنا به حتى نصل إلى الله - سبحانه وتعالى -.
وأضاف أن من أركان التفكير المستقيم أن نبتعد عن الأوهام، كما قال النبي: (كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع)، ومن أركان التفكير المستقيم أيضًا أن نقيم البرهان والدليل على ما نقول : {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
كما تُعدّ إحدى خصائص التفكير المستقيم أن نتبع خطوات تؤدي في نهايتها إلى طرح تساؤلات على القلب والسمع والبصر حول ما يُفعل وما يُعتقد.
وذكر علي جمعة، أن من أركان التفكير المستقيم أيضًا أن نبتعد عن الخرافة، وأن نعمل لتعمير الكون لا لتدميره، حتى نصل إلى نتيجة محسوسٍ نتركها وراءنا يراها الناس وينتفعون بها. مستندين إلى قوله تعالى : {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }. فلا بد أن يكون عملك ظاهرًا ونافعًا دائمًا ، إذ قال النبي: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) ، وأيضًا : (إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه).
وقال إنّ التفكير المستقيم يؤدي إلى معرفة الله -وهو أول واجب-، ويؤدي إلى اليقين، ويؤدي إلى عمارة الكون ونفع الناس ، ويبعدنا عن الترّاهات والكذب والافتراء، وشهادة الزور ، والأهواء التي قد تتملك الناس ، كما جاء في قوله تعالي : {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا }.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الكذب التفكير المؤمن الأزهر الشريف المزيد سبحانه وتعالى علی جمعة
إقرأ أيضاً:
كل ما تريد معرفته عن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
تُعد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) إحدى أبرز الاتفاقيات الدولية الهادفة إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية، وتعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والسعي نحو نزع السلاح النووي الكامل. وقد أصبحت هذه المعاهدة ركيزة أساسية في نظام الأمن العالمي منذ توقيعها وحتى اليوم، رغم التحديات التي تواجهها على الأرض.
توقيع المعاهدة وانتشارها العالميفُتح باب التوقيع على المعاهدة في عام 1968، ودخلت حيّز التنفيذ في 5 مارس 1970، وتم الاتفاق على تمديدها لأجل غير مسمى عام 1995، ما يعكس التوافق الدولي الواسع حول أهميتها. وبلغ عدد الدول المنضوية تحت لواء المعاهدة حتى عام 2016 نحو 191 دولة، ما يجعلها واحدة من أكثر المعاهدات قبولًا في التاريخ الحديث.
لكن، ورغم هذا القبول الدولي، لم تنضم بعض الدول إلى المعاهدة، من أبرزها الهند، باكستان، إسرائيل، وجنوب السودان، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى شمولية الاتفاق في معالجة الانتشار الفعلي للأسلحة النووية.
الركائز الثلاث للمعاهدةترتكز معاهدة عدم الانتشار على ثلاث دعائم رئيسية:
1. عدم الانتشار: تلتزم الدول النووية بعدم نقل الأسلحة النووية أو التكنولوجيا الخاصة بها، بينما تتعهد الدول غير النووية بعدم السعي للحصول عليها.
2. نزع السلاح: تتعهد الدول الحائزة للأسلحة النووية باتخاذ خطوات جدية نحو نزع السلاح النووي بشكل كامل، رغم أن التقدم في هذا المجال لا يزال محدودًا.
3. الاستخدامات السلمية للطاقة النووية: تؤكد المعاهدة على حق الدول في استخدام التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية، شريطة الالتزام بعدم تحويلها لأهداف عسكرية.
الدول النووية المعترف بها
تعترف المعاهدة بخمس دول فقط كقوى نووية رسمية، وهي: الولايات المتحدة، روسيا، المملكة المتحدة، فرنسا، والصين. في المقابل، تمتلك دول أخرى مثل الهند، باكستان، وكوريا الشمالية أسلحة نووية ولكنها ليست أطرافًا في المعاهدة، بينما تحتفظ إسرائيل بسياسة الغموض النووي ولم توقّع على الاتفاق.
تحديات وانتقاداترغم الأهداف النبيلة للمعاهدة، إلا أنها تواجه انتقادات مستمرة، أبرزها:
عدم التوازن بين الدول: إذ يُنظر إلى التزامات المعاهدة على أنها تميّز بين الدول النووية وغير النووية، مما يثير تساؤلات حول العدالة والإنصاف.
التقدم البطيء في نزع السلاح: لم تُحرز الدول النووية تقدمًا يُذكر نحو نزع أسلحتها، وهو ما يهدد مصداقية الالتزامات الواردة في نص المعاهدة.
الانسحاب والامتثال: انسحاب كوريا الشمالية عام 2003 مثّل اختبارًا حقيقيًا لفعالية آليات الرقابة والامتثال، وأبرز هشاشة بعض بنود الاتفاق.
أهمية المعاهدة في النظام العالمي
رغم ما سبق، تبقى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ركيزة أساسية للأمن العالمي، إذ تساهم في الحد من مخاطر الانتشار النووي وتعزز التعاون الدولي في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. ومع استمرار التحديات، تظل الحاجة قائمة لتضافر الجهود الدولية من أجل تعزيز الامتثال وتفعيل آليات نزع السلاح وتحقيق التوازن بين جميع الأطراف.