26 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:  أعلنت السلطات العراقية وشركة النفط البريطانية العملاقة “بريتيش بتروليوم” (بي بي) الثلاثاء التوصل إلى اتفاق نهائي لتطوير أربعة حقول نفطية في محافظة كركوك.

وسيشمل المشروع إنتاج النفط والغاز وإعادة تأهيل الآبار والمنشآت القائمة وخططا للاستثمار في الغاز.

وقعت شركة نفط الشمال التابعة لوزارة النفط العراقية وشركة “بي بي” الاتفاق الثلاثاء، حسبما أورد مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان.

ويشتمل الاتفاق على “تطوير” الحقول النفطية الأربعة الرئيسية في كركوك بشمال العراق وهي باي حسن وكركوك وجمبور وخباز “بما يضمن استثمار الغاز المصاحب وكذلك تأهيل وتوسعة منشآت الغاز في شركة غاز الشمال وإنشاء محطة كهرباء بطاقة 400 ميغاواط”، وفق المصدر نفسه.

من جهتها، قالت الشركة البريطانية في بيان منفصل إنها توصلت مع بغداد إلى “اتفاق نهائي” للاستثمار في حقول النفط في كركوك.

وأوضحت أن الاتفاق يتعلق بـ”مرحلة أولى تشمل إنتاج النفط والغاز بأكثر من ثلاثة مليارات برميل من مكافئ النفط”.

وستشمل الأعمال “برنامج حفر وإعادة تأهيل الآبار والمنشآت القائمة وبناء بنية تحتية جديدة ومشاريع توسعة الغاز”.

ولفتت الشركة إلى أن “أرباحها سترتبط بأحجام الإنتاج التزايدية والسعر والتكاليف”.

وتُعدّ شركة “بي بي” واحدة من أكبر الجهات الأجنبية الناشطة في قطاع النفط في العراق حيث يعود تاريخ إنتاج النفط إلى عشرينات القرن المنصرم عندما كان البلد تحت الانتداب البريطاني.

ويمتلك العراق 145 مليار برميل من الاحتياطي النفطي المؤكد، وهو من بين أكبر احتياطيات النفط الخام في العالم، بحسب البنك الدولي.

وقال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني لوكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير إن هدف المشروع هو زيادة الإنتاج اليومي إلى ما يصل إلى 500 ألف برميل في حقول الشمال التي يبلغ إنتاجها الحالي “حوالى 350 ألف برميل”.

وأوضح أن الهدف كذلك هو “استثمار الغاز” عوضا عن حرقه.

وإحراق الغاز هو التخلص من الغاز الطبيعي المصاحب لاستخراج النفط، ويعد مصدرا أساسيا لتلوث الهواء عبر انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان الخام والكربون الأسود.

وتعهدت السلطات العراقية مؤخرا بلوغ مستوى إيقاف حرق الغاز المصاحب إلى 80% في نهاية 2025، على أن يتوقف بشكل كامل بحلول نهاية 2027.

ويُعدّ العراق ثالث أكثر دولة تحرق الغاز المصاحب عالميا بعد روسيا وإيران، وقد بلغ مجمل الغاز الذي أحرقه عام 2023 نحو 18 مليار متر مكعب، بحسب بيانات للبنك الدولي.

وتؤكد بغداد سعيها إلى وقف حرق الغاز المصاحب واستغلاله لتشغيل محطات الطاقة، ما يُقلل اعتمادها على الغاز المستورد من إيران والمستعمل لإنتاج الكهرباء.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الغاز المصاحب

إقرأ أيضاً:

تنفس السُمّ في صمت.. بغداد في قبضة الكبريت

31 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: تعالت أصوات السعال في أزقة بغداد هذا الأسبوع، مع عودة السحب الكبريتية السامة لتخنق المدينة من جديد، وسط مشهد رمادي خانق بات مألوفاً لسكان العاصمة، الذين ألفوا رائحة “البيض الفاسد” المنبعثة من الغازات، دون أن يألفوا ما تتركه في رئاتهم من دمار غير مرئي.

ووثّق ناشطون على مواقع التواصل، من بينهم الطبيب عادل الحسني، تغريدات مصورة تظهر قراءات خطيرة لنسب ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين تجاوزت المعايير العالمية، فيما غرّد الصحفي عمر علوان قائلاً: “رائحة الكبريت عادت إلى منطقتنا في الدورة.. وجاري نُقل إلى المستشفى بعد نوبة اختناق حادة.. هل من مجيب؟”.

وأعلنت وزارة البيئة أن فرقها قامت بإغلاق أربعة معامل مخالفة جنوب بغداد، لكنها لم تخفِ أن العشرات منها لا تزال تعمل دون ترخيص أو رقابة، ما ينسف محاولات السيطرة على التلوث من أساسها، بحسب ما أفاد به مصدر في الوزارة لوسائل الإعلام المحلية.

وأكد المواطن علي خليل، من حي الشعلة، أن أبناء حيه باتوا يتنفسون بـ”حذر وقلق”، مشيراً إلى أن طفله نُقل مرتين هذا الشهر إلى الطوارئ بسبب أزمة ربو حادة. وأضاف في إفادة صحفية: “ما عدنا نعرف إذا نفتح الشباك للهواء أو نقفله للسمّ”.

وانتقد الخبير البيئي فاضل كاظم ضعف إجراءات الدولة، قائلاً: “ما يحدث هو جريمة بيئية متكاملة، لأن المشكلة لا تكمن في السحب فقط، بل في البيئة التي أنتجتها.. مصانع مخالفة، مولدات تشتعل بالزيت المحروق، محارق نفايات في قلب الأحياء”. ودعا إلى وضع خارطة وطنية لإعادة توزيع المنشآت خارج المدن، قائلاً إن “بغداد باتت مختبر غازات بلا مفرّات”.

وتمخضت التقارير الأخيرة لمنصة “العراق الأخضر” عن تحذير جديد من ازدياد حالات التسمم الحاد بين الأطفال وكبار السن، مؤكدين أن النسبة ارتفعت بـ17% مقارنة بشهر مايو الماضي، وأن استمرار الظروف الحالية قد يرفع النسبة إلى 30% بحلول سبتمبر، ما لم تُتخذ إجراءات فورية.

واشتدت المخاوف مع تداول صور أقمار صناعية، نشرتها صفحة “طقس العراق”، تُظهر سحباً صفراء تمتد من جنوب بغداد إلى شمالها، مما يعني أن التلوث لم يعد محصوراً في مناطق صناعية، بل بات يغطي نصف العاصمة تقريبا، دون سقف زمني للانحسار.

وهاجمت تدوينات أخرى عبر منصة “إكس” ما سمّوه “صمت حكومي فاضح”، متسائلين عن جدوى الميزانيات البيئية الضخمة، في وقت لا تزال فيه الكمامات هي “وسيلة النجاة الوحيدة”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • المكثفات تتجاوز 52 ألف برميل… أرقام جديدة لإنتاج النفط الليبي
  • كركوك.. تشكيل لجنة للتحقيق بانتشار رائحة الغاز واتهامات لشركة نفط الشمال
  • إنتاج النفط والمكثفات يقترب من 1.5 مليون برميل خلال 24 ساعة
  • العشائر العراقية.. حصنٌ ودرعٌ بوجه الفكر المنحرف
  • تنفس السُمّ في صمت.. بغداد في قبضة الكبريت
  • ترامب يعلن اتفاق تجاري شامل مع كوريا الجنوبية وفرض رسوم جمركية 15%
  • أنقرة تقايض أنبوب النفط بالماء والتعويض والشرعية القانونية
  • تنمية نفط عمان تسجل إنتاجا يوميا بـ679 ألف برميل في 2024
  • مؤسسة النفط: الإنتاج الخام يتجاوز 1.39 مليون برميل خلال 24 ساعة
  • مؤيد اللامي.. هل يكون رجل المرحلة لإنقاذ كرة القدم العراقية؟