يمانيون:
2025-06-17@10:07:31 GMT

بعد ثلاث سنوات من الحرب.. كيف خذلت أمريكا أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

بعد ثلاث سنوات من الحرب.. كيف خذلت أمريكا أوكرانيا؟

يمانيون../
في الذكرى الثالثة للحرب الأوكرانية، تجد كييف نفسها وحيدة في مواجهة روسيا بعد أن تراجعت واشنطن عن دعمها، وبدأت إدارة الرئيس دونالد ترامب بفرض شروط قاسية على أوكرانيا، ما يجعل الحديث عن نصر أوكراني حلماً بعيد المنال. فكيف تحولت أمريكا من الحليف الأقوى إلى العائق الأكبر أمام طموحات كييف؟

من الدعم المطلق إلى التخلي التدريجي.

. كيف بدأت القصة؟
عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، كان الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، يقف إلى جانب أوكرانيا بكل ثقله. تحركت واشنطن بسرعة لدعم كييف بالمساعدات العسكرية، والمالية، والاستخباراتية، وسارعت بفرض عقوبات قاسية على روسيا، بهدف شل قدراتها العسكرية والاقتصادية.

اعتمدت إدارة الرئيس جو بايدن استراتيجية واضحة لدعم أوكرانيا، تمثلت في أربعة محاور رئيسية:

الدعم العسكري: شمل تزويد أوكرانيا بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، مثل منظومات الدفاع الجوي باتريوت، والدبابات الحديثة، والصواريخ بعيدة المدى، مما ساعدها على الصمود في وجه القوات الروسية.
الدعم المالي: بلغ إجمالي المساعدات الأمريكية 130 مليار دولار خلال عامين ونصف، تم توجيهها لدعم الاقتصاد الأوكراني، ودفع رواتب الجنود، وتمويل مشتريات الأسلحة.
الاستخبارات والمعلومات الحربية: كانت واشنطن تقدم لكييف بيانات استخباراتية دقيقة عن تحركات القوات الروسية، ما ساهم في نجاح العديد من العمليات العسكرية الأوكرانية.
الدبلوماسية والعقوبات: فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزم عقوبات اقتصادية على موسكو، مستهدفة البنوك والشركات الروسية، إضافة إلى تقييد صادرات النفط والغاز.
كان الهدف من هذه السياسات هو إضعاف روسيا وإجبارها على التراجع عن الحرب، لكن مع مرور الوقت، بدأ موقف واشنطن بالتغير، خاصة بعد تصاعد الأصوات المعارضة لاستمرار الدعم المفتوح لكييف داخل الولايات المتحدة.

ترامب يعود إلى البيت الأبيض.. بداية التخلي عن أوكرانيا
مع فوز دونالد ترامب بولاية ثانية في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، تغيرت أولويات السياسة الخارجية الأمريكية بشكل جذري. فمنذ حملته الانتخابية، أبدى ترامب عدم حماسه لدعم أوكرانيا، ووجه انتقادات لاذعة إلى حلف الناتو، معتبرًا أن دول أوروبا لم تقدم ما يكفي لدعم كييف، مطالبًا بتوزيع الأعباء المالية بشكل أكثر إنصافًا.

وبمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، بدأ ترامب بتقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا تدريجيًا، وفرض شروطًا جديدة لمواصلة المساعدات العسكرية والمالية، كان أبرزها:

مشاركة واشنطن في ثروات أوكرانيا: طالب ترامب كييف بتوقيع اتفاق يمنح الولايات المتحدة حصة من الموارد الطبيعية الأوكرانية، مثل معادنها الثمينة وموانئها الاستراتيجية، مقابل استمرار الدعم العسكري.
وقف دعم انضمام أوكرانيا إلى الناتو: اعتبر ترامب أن دخول أوكرانيا إلى الحلف غير ضروري، وهو ما شكل ضربة قوية لطموحات كييف، التي كانت تأمل في الانضمام إلى الحلف كوسيلة لضمان أمنها.
الضغط على كييف لقبول تسوية مع موسكو: بدأت إدارة ترامب مفاوضات سرية مع روسيا، دون إشراك أوكرانيا أو دول أوروبا، لبحث إمكانية إنهاء الحرب عبر تسوية تفرض على كييف تقديم تنازلات إقليمية.
هذا التغير الحاد في الموقف الأمريكي أربك زيلينسكي وحكومته، الذين كانوا يعتمدون بشكل كامل على الدعم الغربي لمواصلة الحرب ضد روسيا.

زيلينسكي تحت الضغط.. بين رفض الإملاءات الأمريكية والخوف من العزلة
واجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مأزقًا حقيقيًا بعد تغير السياسات الأمريكية، خاصة أن أوروبا وحدها لن تكون قادرة على تعويض الفجوة التي سيخلفها تراجع الدعم الأمريكي.

زيلينسكي رفض بشكل قاطع الشروط الأمريكية الجديدة، واعتبرها ابتزازًا سياسيًا، قائلاً:

“أوكرانيا لن تكون رهينة صفقات سياسية تُبرم في غرف مغلقة.. هذه حرب وجودية، ولا يمكننا التنازل عن أراضينا تحت أي ظرف”.

لكن في الوقت ذاته، يدرك زيلينسكي أن مواجهة روسيا بدون دعم أمريكي قد يكون مستحيلاً، خاصة أن الحرب استنزفت موارد أوكرانيا، ودمرت بنيتها التحتية، وأثرت على اقتصادها بشكل خطير.

مفاوضات سرية بين موسكو وواشنطن.. أوكرانيا خارج الحسابات
مع تصاعد الضغوط على إدارة ترامب لإنهاء الحرب، بدأت محادثات سرية بين مسؤولين أمريكيين وروس، دون إشراك الحكومة الأوكرانية.

وفقًا لتقارير إعلامية، فإن المفاوضات تتضمن:

اعتراف أمريكي ضمني بسيطرة روسيا على بعض الأراضي الأوكرانية، خاصة في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
تعهد روسي بعدم التوسع أكثر في الأراضي الأوكرانية، مقابل تخفيف بعض العقوبات الغربية.
التزام كييف بالبقاء خارج حلف الناتو، وهو ما يمثل انتصارًا دبلوماسيًا لموسكو.
هذه التسريبات أثارت غضبًا واسعًا في كييف، حيث اعتبرت الحكومة الأوكرانية أن واشنطن باتت تتفاوض على مصير أوكرانيا من وراء ظهرها.

تراجع الدعم الشعبي الأمريكي لأوكرانيا
أحد العوامل التي دفعت إدارة ترامب إلى تغيير موقفها، هو التراجع الكبير في تأييد الأمريكيين لاستمرار دعم أوكرانيا.

وفقًا لاستطلاعات رأي أجرتها مؤسسة غالوب، فإن:

50% من الأمريكيين يفضلون إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، حتى لو كان ذلك يعني تقديم أوكرانيا تنازلات لروسيا.
48% فقط يؤيدون استمرار الحرب حتى تتمكن كييف من استعادة أراضيها المحتلة.
هذا التحول يعكس الإرهاق الذي أصاب الرأي العام الأمريكي بسبب التكاليف الباهظة لدعم أوكرانيا، في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من مشاكل اقتصادية داخلية.

ما هي السيناريوهات القادمة؟
في ظل هذا التحول الكبير، تبدو أوكرانيا أمام ثلاثة سيناريوهات رئيسية:

القبول بالشروط الأمريكية: وهو ما يعني تقديم تنازلات لموسكو، وفقدان جزء كبير من الأراضي الأوكرانية المحتلة.
الاعتماد على الدعم الأوروبي فقط: وهو خيار صعب، لأن الدول الأوروبية ليست قادرة وحدها على تقديم الدعم العسكري والمالي بنفس حجم المساعدات الأمريكية.
استمرار الحرب رغم الضغوط الدولية: لكن في هذه الحالة، ستكون أوكرانيا في وضع عسكري أكثر صعوبة، مع نقص الذخيرة والمعدات الحديثة.
الخاتمة
بعد ثلاث سنوات من الحرب، يبدو أن أمريكا لم تعد الحليف الذي يمكن لأوكرانيا الاعتماد عليه، فقد تغيرت المصالح السياسية، وتحولت الأولويات، وباتت كييف تواجه خيارًا صعبًا: إما الاستمرار في القتال وحدها، أو القبول بصفقة قد تجعلها تخسر جزءًا من أراضيها للأبد.

ويبقى السؤال: هل ستتمكن أوكرانيا من الصمود في ظل هذا التخلي الأمريكي، أم أن مصيرها بات مرهونًا بصفقات سياسية تُبرم خلف الكواليس؟

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

كييف تعلن إسقاط 125 مسيرة خلال الليل .. وتستلم رفات 1245 من جنودها القتلى

كييف "د ب أ" "العمانية": أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان عبر تطبيق تليجرام، اليوم، أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني اعترضت وأسقطت 125 من أصل 138 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل.

وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 138 طائرة مسيرة من طراز "شاهد"، وطرازات أخرى خداعية، تم إطلاقها من اتجاهات بريانسك وكورسك وأوريول وشاتالوف، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".

وأضاف البيان أن الهدف الرئيسي للهجوم الروسي كان منطقة دونيتسك.

وقال البيان إنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية وحدات الطائرات المسيرة وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين.

وأضاف البيان أنه بحلول الساعة 00:8 صباح اليوم أسقطت وحدات الدفاع الجوي 125 طائرة مسيرة في شمال وشرق وجنوب ووسط أوكرانيا، من بينها 84 طائرة باستخدام الأسلحة النارية، بينما تم فقدان أو تعطيل 41 طائرة مسيرة أخرى عبر وسائل الحرب الإلكترونية."

ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.

رفات 1245

قال مسؤولون أوكرانيون إن أوكرانيا تسلمت اليوم رفات 1245 من جنودها الذين قتلوا في الحرب مع روسيا، في المرحلة الأخيرة من عملية تبادل الجثث التي جرى الاتفاق عليها في محادثات في إسطنبول.

وقال وزير الدفاع رستم أوميروف "يمثل اليوم المرحلة الأخيرة من إعادة رفات الجنود الذين سقطوا في الحرب. منذ الأسبوع الماضي، عندما بدأ تنفيذ اتفاقيات اسطنبول، تمكنا من إعادة رفات أكثر من ستة آلاف جندي".

ويمثل هذا التبادل إحدى أكبر عمليات إعادة رفات قتلى الحرب منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل على أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات.

ويعد تسليم رفات الجنود جزءا من الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين روسيا وأوكرانيا خلال الجولة الثانية من المحادثات في إسطنبول مطلع الشهر الجاري.

وقال فلاديمير ميدينسكي مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوفد الروسي في محادثات السلام، إن موسكو سلمت رفات 6060 جنديا أوكرانيا. وأضاف أن روسيا تسلمت في المقابل رفات 78 من جنودها.

وأكد مسؤولون أوكرانيون استلامهم 6057 جثة. ولم يقدموا أي تفسير لهذا التباين في أعداد الجثث.

وعبرت وزارة الدفاع الروسية عن استعداد موسكو لتسليم 2239 جثة أخرى إلى أوكرانيا.

وأكدت كل من أوكرانيا وروسيا أن عملية تبادل أسرى الحرب لا تزال مستمرة.

وقال أوميروف في منشور على فيسبوك "لن نتوقف. أمامنا المرحلة التالية.. سنواصل الكفاح لاستعادة أسرانا".

وكانت اتفاقيات تبادل أسرى الحرب النتيجة الملموسة الوحيدة خلال المحادثات بين كييف وموسكو في إسطنبول. ولا يزال الجانبان متباعدين في رؤيتهما لإنهاء الحرب، كما فشلا في الاتفاق على وقف إطلاق النار.

قصف مصفاة نفط

أعلنت روسيا قصف مصفاة كريمينشوك النفطية الكبيرة بوسط أوكرانيا بوابل من الصواريخ والطائرات المسيرة، وهي المصفاة ذاتها التي سبق أن استهدفتها القوات الروسية في عام 2022. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان على تليجرام إن "ضربة بأسلحة جوية وبحرية عالية الدقة، إضافة إلى طائرات مسيرة" استهدفت المصفاة في مقاطعة بولتافا، وفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء. وصرّح القائم بأعمال حاكم المنطقة، فولوديمير كوهوت، بأن الأهداف الرئيسة لروسيا كانت منشآت الطاقة والزراعة في المدينة، الواقعة على بعد حوالي 300 كيلومتر (186 ميلاً) جنوب شرق كييف. وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي السماء فوق كريمينتشوك وهي تشتعل بسبب القصف الجوي. وكانت القوات الجوية الأوكرانية قد أعلنت أن روسيا أطلقت ليلة اليوم 183 طائرة مسيرة وأهدافًا وهميّة، بالإضافة إلى 11 صاروخًا، باتجاه أوكرانيا . وأضافت أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 111 طائرة مسيرة و8 صواريخ، في حين تم التشويش على 48 طائرة مسيرة أخرى. وقال مسؤولون في منطقة بولتافا إن الهجوم الليلي ألحق أضرارًا بالبنية الأساسية للطاقة والزراعة، لكن لم تسجل أي إصابات. وشددت روسيا من هجماتها على أوكرانيا منذ الهجوم الذي شنته الأخيرة داخل العمق الروسي واستهدف مطارات، ما أسفر عن تدمير طائرات عسكرية. وقال جهاز المخابرات الأوكراني إنه تم تدمير حوالي 34% من القاذفات الروسية القادرة على إطلاق صواريخ كروز. ووفقًا لتقديرات الجهاز، فإن قيمة القاذفات التي تم تدميرها أو إلحاق الضرر بها بلغت نحو 7 مليارات دولار.

مقالات مشابهة

  • ترامب شريك.. عبدالمنعم سعيد: روسيا والصين خارج الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • روسيا تعيد 1245 جثة إلى أوكرانيا وتكمل عملية أرجاع 6057 جثة
  • السفير الروسي في مصر: الغرب يستخدم أوكرانيا لضرب روسيا و”المنطقة العازلة” تحمي أمننا القومي
  • كييف تعلن إسقاط 125 مسيرة خلال الليل .. وتستلم رفات 1245 من جنودها القتلى
  • أمريكا ترفع درعها في الشرق الأوسط: هل يقترب تدخلها المباشر في الحرب؟
  • أحمد موسى: تدخل أمريكا في الحرب مع إيران يعني تصعيد شامل
  • روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
  • أحمد موسى: إيران لن تتراجع عن تخصيب اليورانيوم ولم تهاجم القواعد الأمريكية
  • ضمن اتفاق سابق بين البلدين.. أوكرانيا تتسلم 1200 جثة من روسيا
  • زيلينسكي: أوكرانيا أوقفت تقدم القوات الروسية في منطقة سومي