16 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا متسارعًا في التوترات بين إيران وإسرائيل، مع نقل الولايات المتحدة لأنظمة دفاع جوي متقدمة إلى المنطقة، بما في ذلك منظومات اعتراض الطائرات المسيرة التي كانت مخصصة لأوكرانيا.

هذه الخطوة، التي أُعلن عنها في 15 يونيو 2025، أثارت تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن للانخراط في نزاع عسكري مباشر مع إيران لحماية حليفتها الاستراتيجية إسرائيل.

السياق الاستراتيجي: لماذا الشرق الأوسط الآن؟

تأتي خطوة نقل أنظمة الدفاع الجوي إلى الشرق الأوسط في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، خاصة بعد هجمات إسرائيلية استهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية في يونيو 2025. هذه الهجمات، التي تضمنت تدمير قاعدة جوية في تبريز وقتل قادة بارزين في الحرس الثوري، دفعت إيران إلى الرد بإطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل، مما استدعى تدخل أنظمة الدفاع الأمريكية “ثاد” لاعتراضها.

وتعكس هذه التحركات الأمريكية تحولًا في أولويات إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تبدو أقل اهتمامًا بدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، وأكثر تركيزًا على مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. وفقًا لمجلة “ناشيونال إنترست”، فإن هذا القرار يعكس إدراك واشنطن لمصالحها الملحة في المنطقة، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة من الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية.

الدوافع الأمريكية: بين الدبلوماسية والضغط العسكري

تاريخيًا، حافظت الولايات المتحدة على دعم قوي لإسرائيل، سواء عسكريًا أو سياسيًا، حيث بلغت المساعدات الأمريكية لإسرائيل منذ عام 1946 حوالي 158.6 مليار دولار. ومع ذلك، يبدو أن إدارة ترامب تتبنى نهجًا براغماتيًا يجمع بين التهديد العسكري والدبلوماسية. فقد هدد ترامب باتخاذ إجراءات عسكرية إذا فشلت المفاوضات النووية مع إيران، لكنه أبدى تفضيلًا للتفاوض على اتفاق يحد من البرنامج النووي الإيراني بدلاً من الانجرار إلى حرب شاملة.

تشير التقارير إلى أن ترامب تراجع عن دعم خطة إسرائيلية لضرب مواقع نووية إيرانية في مايو 2025، مفضلاً إعطاء الدبلوماسية فرصة. ومع ذلك، فإن نشر أنظمة دفاعية متقدمة مثل “ثاد” وبطاريات “باتريوت”، إلى جانب حاملات طائرات وقاذفات “بي-2” في المنطقة، يشير إلى استعداد أمريكي للرد العسكري في حال تصاعد الصراع.

ويظل الدعم الأمريكي لإسرائيل حجر الزاوية في سياسة واشنطن بالمنطقة. ومع ذلك، أعرب ترامب عن رغبته في تجنب “المغامرات العسكرية” الخارجية، مما يشير إلى أن أي تدخل أمريكي قد يكون محدودًا ومركزًا على الدفاع عن إسرائيل بدلاً من شن هجوم مباشر على إيران.

و تدرك إيران تفوق القوة العسكرية الأمريكية، مما يجعلها تميل إلى استراتيجيات غير تقليدية مثل الهجمات عبر وكلاء أو ضربات رمزية محدودة. ومع ذلك، فإن أي هجوم إيراني مباشر على القواعد الأمريكية قد يدفع واشنطن إلى الرد بقوة، خاصة إذا استهدفت مصالح أمريكية حيوية.

ويواجه ترامب ضغوطًا داخلية من قاعدته الانتخابية التي تعارض التدخلات العسكرية الخارجية. ومع ذلك، قد يرى البعض في إدارته أن التصعيد مع إيران يمكن أن يحول الانتباه عن القضايا الداخلية أو يعزز موقفه السياسي.
وشاركت دول عربية، مثل الأردن والسعودية، في أنظمة دفاع جوي مشتركة مع إسرائيل خلال العام الماضي، مما يعكس تحولًا في المواقف الإقليمية تجاه إيران. هذا التعاون قد يشجع الولايات المتحدة على تعزيز وجودها العسكري دون الحاجة إلى تدخل مباشر.
ومن المرجح أن تقتصر الولايات المتحدة على تقديم دعم دفاعي لإسرائيل، مثل استخدام أنظمة “ثاد” و”باتريوت” لاعتراض الصواريخ الإيرانية، مع تجنب الانخراط في هجوم مباشر على إيران. هذا النهج يتماشى مع تصريحات ترامب التي تؤكد على تجنب الحروب الشاملة.
وإذا ردت إيران بضربات مباشرة على القواعد الأمريكية أو المصالح الإسرائيلية، فقد تلجأ واشنطن إلى ضربات عسكرية دقيقة تستهدف منشآت عسكرية أو نووية إيرانية. ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يحمل مخاطر التصعيد إلى حرب إقليمية.

وفي الوقت الحالي، لا يبدو أن الولايات المتحدة تسعى إلى حرب شاملة مع إيران، بل تعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية في الشرق الأوسط لحماية إسرائيل وردع طهران.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط مع إیران ومع ذلک

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: إيران لن تتراجع عن تخصيب اليورانيوم ولم تهاجم القواعد الأمريكية

أكد الإعلامى أحمد موسى أن ترامب لم ينف أن بلاده قد تدخل الحرب على إيران وهنا يكون الحديث عن حرب شاملة لأن إيران وضعت خطوط حمراء وهو أن مشاركة واشنطن يعني توسع الحرب.

وتابع موسى عبر برنامج على مسؤليتى على قناة صدى البلد أن وزير الخارجية الإيراني أعلن عدم مهاجمة القواعد الأمريكية طالما أنها لم تدخل الحرب، لافتا إلى أن بلاده لن تتراجع عن تخصيب اليورانيوم وفي الوقت نفسه أكد ترامب عدم السماح لإيران بمواصلة البرنامج النووي.

وأوضح موسى، أن إيران سخرت كل مواردها واقتصادها من أجل البرنامج النووي على مدار سنوات طويلة ولا يمكنها أن تخسر كل هذا اليوم بعد كل ما وجدته وخسرته بسبب الحرب الإسرائيلية.

طباعة شارك أحمد موسى إيران إسرائيل ترامب

مقالات مشابهة

  • ترامب يعد بالتوصل "قريبًا" إلى سلام بين إسرائيل وإيران
  • هل تدخل الولايات المتحدة الحرب بين إيران وإسرائيل؟ ترامب يجيب
  • أحمد موسى: تدخل أمريكا في الحرب مع إيران يعني تصعيد شامل
  • أستاذ علوم سياسية: استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل يدفع أمريكا للتدخل المباشر
  • أحمد موسى: إيران لن تتراجع عن تخصيب اليورانيوم ولم تهاجم القواعد الأمريكية
  • ترامب: إسرائيل وإيران ستنعمان بالسلام “قريبا”
  • روسيا تعلن استعدادها للتوسط بين إسرائيل وإيران
  • خطه ضرب إيران وضعت نوفمبر 2024 .. الجيش الأمريكي أسقط صواريخ متجهة نحو إسرائيل
  • “بوليتيكو”: استهداف إيران يجرّ الولايات المتحدة إلى نزاع في الشرق الأوسط