لقاء حصري مع المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا لفهم ثالوث ريادة الأعمال
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
تعد قمة الويب تجمعا مهما لرواد الأعمال الباحثين عن مستثمرين لشركاتهم ومشاريعهم الناشئة حيث يمكنهم الالتقاء بالعديد من الأشخاص والجهات التي ترعى أفكارهم وتوصلهم بمن يمكنه تحقيق أحلامهم، من هذه الجهات واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا والتي تعرف اختصارا بـ "كيو إس تي بي" (QSTP).
وقد كان للجزيرة نت على هامش مؤتمر القمة في الدوحة الفرصة للقاء الدكتور جاك لاو رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا لسؤاله حول دور الواحة في دعم رواد الأعمال الموجودين حاليا في قمة الويب.
واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا هي مسرّع، وحاضنة، ومركز ابتكار لتطوير المنتجات التكنولوجية في قطر تم إنشاؤه لتسريع ودعم الشركات الناشئة والابتكار تحت مظلة مؤسسة قطر.
واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا كجسر بين المسار الأكاديمي ومسار الشركات الناشئةقبل الحديث عن إستراتيجية واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا لدعم الشركات الناشئة يرى الدكتور جاك لاو أنه يجب تغيير مصطلح "الشركات الناشئة".
فعادةً، عندما نتحدث عن الشركات الناشئة، يتبادر إلى الذهن صورة شاب يبلغ من العمر 22 عامًا تخرج للتو من الجامعة ويبدأ مشروعًا ما. لكن الحقيقة أن إيلون ماسك نفسه يقوم بإنشاء شركات ناشئة جديدة. نعم، حتى الملياردير يمكنه أن يبدأ مشروعًا جديدًا.
إذا نظرت إلى تعريف "الابتكار المضطرب" (disruptive innovation) الذي قدمه البروفيسور كريستيانسن من جامعة هارفارد لوصف الشركات الناشئة، فسترى أنه فضّل مصطلح "الابتكار".
إعلانلأن مصطلح "الشركات الناشئة" يوحي دائمًا بأشخاص يجلسون في مقهى أو في مرآب سيارات ويعملون على مشاريعهم. لكن الواقع اليوم مختلف تمامًا بحسب الدكتور لاو.
ويقول الدكتور لاو: "انظر إلى بعض الشركات في "بالو ألتو" في كاليفورنيا، حيث يبدأ التمويل الأولي للشركة بـ150 مليون دولار أميركي. في الماضي، عندما أسست شركتي، كان الحصول على 150 مليون دولار يعني بالفعل أنك وصلت إلى مرحلة الطرح العام الأولي (IPO)" "الأمور تتغير بسرعة هائلة. فيما يتعلق بالابتكار، فالمعادلة الجديدة تعتمد على مفهوم يسمى "الثالوث" (Triangulation) في ريادة الأعمال".
تطبيق الثالوث على الشركات الناشئة يعني أن أي ابتكار جديد، أو أي مواهب أو شركات ناشئة، يجب أن تتمكن من البقاء والاستمرار بحسب لاو.
الدكتور لاو: "مفهوم الثالوث بسيط فلنفترض أن إيلون ماسك يريد إنشاء شركة جديدة، فما الذي يحتاجه؟".
يرى الدكتور لاو أن إنشاء شركة جديدة يحتاج إلى الاندماج في النظام البيئي المحلي. صحيح أنه قد لا يحتاج إلى أي شخص بشكل مباشر، لكنه يحتاج إلى تأييد المجتمع المحلي والمستثمرين والحكومة. فحتى ماسك يحتاج إلى موافقة الجهات المعنية وإلى دعم السوق المحلي.
فالأمر بالنسبة للدكتور لاو لا يتعلق بالتمويل فقط، بل يتعلق أيضًا بقبول السوق والجهات التنظيمية. حتى لو كنت تمتلك التمويل الحكومي، فإن المنتج لا ينجح إذا لم يكن هناك من يريد استخدامه.
إذن، المعادلة الثلاثية تتكون من 3 جهات رئيسية:
الابتكار أو "الشركة الناشئة" – يمكن أن تكون التكنولوجيا أو المواهب أو حتى شركات كبيرة مستقرة. دعم النظام البيئي المحلي – يتمثل في الحكومة، كبار المستثمرين، المستهلكين، التشريعات، وحتى العوامل البيئية. المواهب البشرية – لا يمكن لأي شركة أن تعمل في قطر دون توظيف أشخاص محليين أو عالميين. إعلاندور واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا حسب الدكتور لاو هو أن تكون في المنتصف. فهي توفر منصة تجمع بين هذه الأطراف الثلاثة، مثل تنظيم حدث مثل "أسبوع الذكاء الاصطناعي"، حيث نخلق البيئة المناسبة لخلق الابتكار.
أم الابتكار "الشركات الناشئة" بالنسبة لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا فيتكون من جزأين:
العامل البشري وهم الأشخاص الذين يصنعون التكنولوجيا والبنية التحتية مثل المكاتب، التمويل، تراخيص الشركات، والاستيراد.
المعادلة بسيطة للغاية، لكن يمكن توسيعها حسب المجالات المختلفة. فعلى سبيل المثال واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بصدد الإعلان عن برنامج تسريع الابتكار بالشراكة مع شركة "شل" للطاقة في قطر يركز على الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء.
من أين جاءت معادلة الثالوث؟دكتور لاو:"أنا أركز على الفرص. دعني أسألك، إذا كنت تفكر في بدء مشروع جديد كان عليك اختيار عامل مساعد واحد فقط من هذه العوامل الثلاثة عميل مؤكد لأفكارك أو تمويل غير محدود لمشروعك أوفريق عمل متميز، فماذا ستختار؟".
الإجابة الصحيحة هي العميل، لأنه يضمن النجاح وهذا هو الفرق بين واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا وأماكن أخرى.
المال لا يجلب لك العملاء، وفريق العمل قد يطور منتجًا غير مطلوب. لكن وجود عميل حقيقي هو ما يحدد نجاح المشروع.
فهم السوق ومعرفة الطلب لهذا السوق هما أكبر تحديين يواجهان منطقة الشرق الأوسط.
تجربة السيارات ذاتية القيادة في مطار حمد الدولي كمثاليقول الدكتور لاو: "مؤخرًا، أطلقنا تجربة للسيارات ذاتية القيادة (المستوى الرابع) في مطار حمد الدولي. هذا يعد أول اختبار من نوعه في الشرق الأوسط".
هذه المركبات تقلل من انبعاثات الكربون، وتحسن الكفاءة، وتوفر بيئة أكثر أمانًا للموظفين الذين يعملون في ظروف شديدة الحرارة والرطوبة.
ويرى الدكتور لاو أننا بحاجة إلى هذه التقنيات في الشرق الأوسط، ليس لأننا كسالى، ولكن لأنها تجعلنا أكثر كفاءة، وتحسن جودة الحياة.
إعلانكما أن الخطوة القادمة هي تشغيلها بالطاقة الشمسية بالكامل. نحن نبحث في كيفية جعل كل شيء يعمل تلقائيًا، من إعادة الشحن إلى التشغيل بدون تدخل بشري حسب الدكتور لاو.
دور واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا كحلقة وصل في النظام البيئي القطريويشرح دكتور لاو دور واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا حيث تعمل كجهة ميسرة لتطوير ريادة الأعمال في قطر. فهم لا يمنحون الشركات الناشئة مكاتب فقط، بل يساعدونهم في بناء العلاقات الضرورية للنجاح.
يقول دكتور لاو: "نحن نساعد الشركات على دخول السوق المحلي، ونوفر لهم الموارد مثل التسجيل، المساحات المكتبية، وحتى الإقامات القانونية، فنحن لا نؤمن فقط بدعم الشركات الناشئة، بل بتوفير البيئة المناسبة لها لتحقيق النجاح".
وفي النهاية يرى الدكتور لاو أن الابتكار الحقيقي لا يحدث فقط من خلال امتلاك الفكرة، ولكن من خلال معرفة كيفية عرضها وجعلها قابلة للتنفيذ في السوق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب الشرکات الناشئة قمة الویب یحتاج إلى فی قطر
إقرأ أيضاً:
"استديو الشارقة" يخرج 19 شركة ناشئة من بين 2300 مترشح لدفعة 2024 ويؤهلها للتوسع الإقليمي والدولي
الشارقة - الرؤية
خرّج مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، يوم الاثنين الموافق 23 يونيو الجاري، دفعة عام 2024 من استوديو الشارقة للشركات الناشئة، خلال "يوم العروض النهائية" الذي أقيم في "يور سبيس" بمنطقة الجادة في الشارقة، بحضور سعادة نجلاء المدفع، نائبة رئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) وسعادة سارة بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع). وضمت الدفعة 19 شركة ناشئة أكملت برنامجاً مكثفاً امتد على مدار ستة أشهر، بهدف دعم نموها وتمكينها من التوسع والوصول إلى أسواق جديدة على المستويين الإقليمي والدولي.
واستهدف البرنامج الشركات الناشئة العاملة في القطاعات الأربعة الرئيسية والتي تمثل مراكز التميز في شراع، وهي؛ تكنولوجيا التعليم، والاستدامة، والتصنيع، والصناعات الإبداعية، بهدف تمكينها على التوسع، من خلال مجموعة مزايا وخدمات تتوزع بين الاستشارات، وتأمين فرص التمويل، والموارد الأساسية، والاستشارات المتخصصة.
وتتوزع أجندة البرنامج على ثلاثة محاور رئيسة، هي "التوسع" و"تأمين الفرص" و"الدعم"، حيث يوفر للمشاركين فرصة الاستفادة من الوصول إلى شركاء "مراكز التميز"، التي أطلقها "شراع"، بهدف تحفيز وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة، إلى جانب الوصول إلى الشركاء المحتملين، ما يساعد الشركات الناشئة على تحقيق التقدم الذي تسعى إليه على صعيد العمليات الداخلية وتوسيع الفريق بكفاءة وفعالية.
وقد تم اختيار الشركات الناشئة في دفعة 2024 من بين أكثر من 2,300 طلب مشاركة من أكثر من 75 دولة. وبلغ إجمالي التمويل الذي جمعته هذه الشركات نحو 19.3 مليون دولار، وحققت مجتمعة إيرادات تفوق 21.9 مليون دولار، كما استفادوا من دعم أكثر من 30 خبيرًا في مجالات إدارة الأعمال والتسويق وإدارة الموارد إلى جانب توفير مساحات عمل وترخيص لممارسة الأعمال في الشارقة.
وقالت سعادة سارة بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع): "يمثل يوم العروض النهائية تتويجًا لمسيرة من العمل المكثف والهادف، ويجسد التزام شراع بدعم شركات ناشئة قائمة قطعت خطوات متقدمة في مسيرتها، وتسعى اليوم إلى توسيع نطاق أعمالها. هذه المشاريع طورت نماذج أعمال واضحة، وأثبتت قدرتها على تقديم حلول عملية لتحديات قائمة في قطاعات استراتيجية. ومن خلال استوديو الشارقة للشركات الناشئة، حرصنا على تهيئة بيئة داعمة تدمج بين التوجيه المتخصص، والوصول إلى الشركاء المؤثرين، وتعزيز الجاهزية الاستثمارية، بما يمكّن رواد الأعمال من توسيع نطاق أعمالهم وتحقيق أثر مستدام يعزز من مكانة الشارقة كمحرك لريادة الأعمال في المنطقة."
وتضمن البرنامج جلسات إرشادية فردية، وتوجيهًا تقنيًا، وورش عمل تطبيقية في مجالات تطوير المنتج، ونماذج الأعمال، واستراتيجيات دخول السوق. كما شمل البرنامج زيارات ميدانية وعروض تقديمية في مقرات جهات رائدة مثل مايكروسوفت، ومجموعة بيئة، ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، والجامعة الأمريكية في الشارقة، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
وشملت التجربة أيضًا تدريبات مخصصة في القيادة الواعية وبناء الفرق، إلى جانب تدريب رواد الأعمال على تقديم عروض مقنعة للمستثمرين، مما ساعدهم على بناء خارطة طريق واضحة للنمو والتوسع.
وشكّل "يوم العروض النهائية" لاستوديو الشارقة للشركات الناشئة منصة حيوية جمعت مستثمرين، ورواد أعمال، وشركاء استراتيجيين، حيث أتيحت لهم الفرصة للتعرف على حلول مبتكرة جاهزة للتوسع، والتفاعل المباشر مع رواد الأعمال.
وضمّت قائمة المشاريع 19 شركة ناشئة من بينها منصة "سكويرل إديوكيشن" (Squirrel Education)، وهي منصة تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُعلّم الطلاب مفاهيم الثقافة المالية من خلال محاكاة تفاعلية؛ وتطبيق "دمدوم" (Damdoum) الذي يحوّل المعرفة الثقافية عبر تقديم محتوى محلي باللهجات العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع نظام مكافآت يُحفّز المستخدمين، إضافة إلى شركة "سيتي غرينز إنوفيشن" (City Greens Innovation)، المتخصصة في حلول الزراعة العمودية باستخدام تقنيات الأتمتة والذكاء الاصطناعي؛ و"ليتل سبروتيز " (Little Sprouties)، والتي تقدم أغذية صحية ومستدامة للأطفال الرضع والصغار، عبر عمليات مبتكرة ومكونات محلية من دولة الإمارات، بما يعزز مفاهيم التغذية السليمة والاستدامة؛ إلى جانب منصة "سكول فويس" (Schoolvoice)، التي تسعى لتعزيز التواصل الفعّال بين المدارس وأولياء الأمور.
ويعزز "يوم العروض النهائية" لاستوديو الشارقة للمشاريع الناشئة الدور المحوري الذي تؤديه الإمارة في تمكين المشاريع المدفوعة بالابتكار، وترسيخ مكانتها كمركز عالمي لانطلاق الأعمال ذات الأثر الواسع والطموح الواقعي.
والجدير بالذكر أن استوديو الشارقة للشركات الناشئة يُعد منصة متكاملة لدعم الشركات التي تسعى لتوسيع نطاق أعمالها، حيث يوفّر لرواد الأعمال الإرشاد الاستراتيجي، والموارد العملية، وفرص الوصول إلى الأسواق، لمساعدتهم على تطوير نماذج أعمالهم، وتعزيز جاهزيتهم للتوسع، وتسريع مسيرة طرح منتجاتهم في أسواق جديدة، إلى جانب تمكين النمو المستدام لمشاريعهم ذات الأثر.