خفضت الولايات المتحدة بشكل كبير ميزانيات برامج التنمية والمساعدات الخارجية مع تقليص العقود المتعددة السنوات بنسبة 92 في المئة أو ما يعادل 54 مليار دولار، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.

وفي أول يوم له في منصبه، وقع دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بتجميد كل المساعدات الخارجية الأميركية لمدة 90 يوما بهدف السماح للإدارة الجديدة بمراجعة الإنفاق الخارجي مع التركيز على إلغاء البرامج التي لا تتماشى مع أجندة ترامب « أميركا أولا ».

وطال القرار عقود مساعدات خارجية متعددة السنوات منحتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، مع إلغاء الغالبية العظمى منها خلال فترة المراجعة.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية في بيان « في ختام العملية التي أجرتها قيادة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية برئاسة وزير الخارجية (ماركو) روبيو، تم تحديد حوالى 5800 منحة بقيمة 54 مليار دولار لإلغائها كجزء من أجندة أميركا أولا، ما يعادل خفضا بنسبة 92 في المئة ».

ونظرت المراجعة أيضا في أكثر من 9100 منحة تتضمن مساعدات خارجية تقدر قيمتها بأكثر من 15,9 مليار دولار.

وفي ختام المراجعة، تقرر إلغاء 4100 منحة بقيمة 4,4 مليارات دولار تقريبا، وهو ما يمثل خفضا بنسبة 28 في المئة.

وجاء في بيان وزارة الخارجية أن « هذه الإلغاءات المنطقية ستسمح للمكاتب، إلى جانب مسؤولي العقود والمنح التابعين لها، بالتركيز على البرامج المتبقية، وإيجاد كفاءات إضافية وتصميم برامج لاحقة بشكل أكثر توافقا مع أولويات الإدارة في إطار أجندة +أميركا أولا+ ».

وقال الناطق إن البرامج التي لم تلغ تشمل المساعدات الغذائية والعلاجات الطبية المنقذة للحياة لأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا ودعم دول مثل هايتي وكوبا وفنزويلا ولبنان وغيرها.

والثلاثاء، أمهل قاض فدرالي إدارة ترامب أقل من يومين لإلغاء تجميد كل المساعدات، بعد تجاهل أمر المحكمة السابق الصادر قبل أسبوعين تقريبا.

وحظر القاضي أمير علي على كل هيئات الإدارة الأميركية « تعليق أو وقف أو عرقلة الإفراج عن أموال المساعدة الإنسانية الدولية المرتبطة بعقود ومنح واتفاقات تعاون وقروض (…) كانت نافذة بتاريخ 19 يناير 2025 » عشية دخول مرسوم الرئيس الأميركي حيز التنفيذ.

وقدمت إدارة ترامب التماسا لتعليق أمر المحكمة الابتدائية الذي وافق عليه رئيس المحكمة العليا الأميركية جون روبرتس مساء الأربعاء، وفقا لتقارير وسائل إعلام أميركية.

وكانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي أنشئت بعد مشروع قانون أقره الكونغرس في العام 1961، تضم قوة عاملة تزيد عن 10 آلاف موظف قبل التجميد، ما أثار صدمة وهلعا بين الموظفين.

وأعلنت الوكالة في 23 فبراير أنها ستسرح 1600 من موظفيها في الولايات المتحدة وتضع معظم الموظفين المتبقين في إجازة إدارية.

كما أثار قرار التجميد زلزالا حقيقيا للعديد من المنظمات غير الحكومية في كل أنحاء العالم لما لهذه المساعدات من أهمية بالنسبة إلى المساعدة الدولية.

جزء من هذه المنظمات يعمل بالمغرب، وقد تلقت توجيهات بدورها، لإيقاف كافة الأنشطة المتصلة بالتمويل المتحصل عليه من هذه الوكالة. لم يتسن بعد التحقق من حجم الميزانيات التي عُلقت بسبب قرار واشنطن في المغرب.

لكن يمكن الحصول على فكرة على حجم هذه الخسائر استنادا إلى بعض الأمثلة. ففي 2022، قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمنظمة الدولية غير الحكومية جيف دايركتلي 4 ملايين دولار إضافية لدعم التعاونيات الزراعية المغربية التي تأثرت بالصدمات الاقتصادية الأخيرة، بما في ذلك جائحة كوفيد 19 والجفاف والتضخم وأزمة الغذاء العالمية التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا.    

وقد وافق الكونجرس الأمريكي على مليوني دولار لصالح برنامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالمغرب، بموجب تشريع خاص يهدف إلى التخفيف من آثار أزمة الغذاء. تقدم جيف دايركتلي، وهي منظمة غير حكومية مقرها نيويورك متخصصة في التحويلات النقدية الرقمية، مليوني دولار من خلال برنامج التمويل التعاوني، والذي وزع 5.5 مليون دولار على 607 تعاونيات في مراكش-آسفي وبني ملال-خنيفرة لدعم ما يقرب من 4000 مستفيد.   

وقد تم تسجيل 486 تعاونية إضافية في مناطق درعة تافيلالت وفاس مكناس والشرق في البرنامج ليصل إجمالي عدد التعاونيات إلى 1093 وعدد المستفيدين إلى أكثر من 7000 شخص.  

 

كلمات دلالية المتحدة المغرب الولايات ترامب مساعدات منظمات

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المتحدة المغرب الولايات ترامب مساعدات منظمات للتنمیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

خبير إيطالي: كرة القدم في المغرب “محرك حقيقي” للتنمية

أكد الخبير الإيطالي أليسيو بوستيليوني، مؤلف كتاب “كرة القدم، السياسة والسلطة”، أن كرة القدم تعد “محركا حقيقيا للتنمية” في المغرب، بفضل الاستثمارات الكبرى والمشاريع المهيكلة في مجال البنية التحتية التي تم إطلاقها، تماشيا مع الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وقال الصحافي والأكاديمي الإيطالي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الاحتفال بعيد العرش: “في المملكة المغربية، لم تعد كرة القدم مجرد رياضة، بل أضحت لغة وطنية، ورافعة دبلوماسية، ومحفزا حقيقيا للتنمية”.

ولدى تطرقه لاستعدادات المملكة لاحتضان كأس الأمم الإفريقية 2025، وكأس العالم 2030 بمعية إسبانيا والبرتغال، وصف الأكاديمي الإيطالي هذه التظاهرات الكروية القارية والعالمية بأنها “تحد رياضي” و”مشاريع وطنية”، يتم الاعتماد فيها حصريا على الخبرة واليد العاملة المغربية.

وأشار في هذا الصدد، إلى أن عدد الملاعب المخصصة لكأس الأمم الإفريقية تضاعف من خلال تجديد عدد من المنشآت في الرباط والدار البيضاء وطنجة وفاس ومراكش وأكادير، بالإضافة إلى ملعب الحسن الثاني الكبير في الدار البيضاء، الذي من المتوقع أن يصبح أيقونة عالمية.

وأضاف أن هذه الاستثمارات لا تقتصر على كرة القدم، بل تندرج ضمن مخطط أشمل لتطوير البنيات التحتية يهم، على الخصوص، النقل وشبكة السكك الحديدية والموانئ والمطارات والمناطق اللوجستية.

وأكد الخبير الإيطالي أن “كرة القدم تتموقع بذلك في طليعة استراتيجية تنموية مستدامة وشاملة”، مبرزا أن جلالة الملك ركز في مناسبات عديدة على دور الرياضة كمحرك للتنمية البشرية والتماسك الاجتماعي، وباعتبارها أداة للقوة الناعمة، ورافعة للإدماج.

وبعد أن أبرز الإصلاحات التي باشرها المغرب تحت قيادة جلالة الملك، والتي حولت المغرب إلى قطب إقليمي هام، شدد السيد بوستيليوني على الدور البارز الذي تضطلع به البنيات الرياضية الكبرى، على غرار أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ومركب محمد السادس لكرة القدم.

وسجل في السياق ذاته، أن الأقاليم الجنوبية للمملكة ليست في معزل عن هذه الدينامية الإيجابية، حيث تم وضع مخطط للتنمية الشاملة في المنطقة لإنجاز بنيات تحتية رياضية عصرية ومراكز لتكوين الشباب.

وأوضح أن هذه المنشآت، التي تم تشييدها لاحتضان التظاهرات الوطنية والدولية، ليست واجهات رياضية فحسب، بل أيضا آليات لتحقيق التماسك الاجتماعي والجاذبية السياحية.

وخلص الخبير الإيطالي إلى أن المغرب نجح في الانخراط في مسلسل لا رجعة فيه من الإصلاحات، لا سيما الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية، متطلعا إلى جعل الرياضة جسرا بين الثقافات والشعوب.

كلمات دلالية التنمية المغرب كرة القدم

مقالات مشابهة

  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعود إلى إيران للمرة الأولى منذ حرب الأيام الـ12
  • ترامب يفرض رسوما جمركية على الهند ويتوعد بعقوبات إضافية.. توتر جديد بين واشنطن ونيودلهي
  • بمشاركة 112 طالبًا.. اختتام برامج المدرسة القرآنية الوقفية بالعامرات
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • خبير إيطالي: كرة القدم في المغرب “محرك حقيقي” للتنمية
  • إدارة ترامب توقف أكثر من نصف التمويل الفيدرالي المخصص للوقاية من العنف المسلح
  • معلومات الوزراء يستعرض تقرير الوكالة الدولية للطاقة حول سوق المعادن الحرجة
  • إيران تعلن عن زيارة مرتقبة لوفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • إختتام 5 برامج تدريبية في قيادة الحاسوب (ICDL) بمؤسسة نماء للتنمية
  • إيران.. وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران خلال أسبوعين