المستقبل يهيئ مطرقة العمل للعودة السياسية
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
كتب مجد بو مجاهد في" النهار": كانت الأيام التي قضاها الرئيس سعد الحريري في بيروت إحياءً للذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، كفيلة بوضع بعض النقاط المحدودة على الخريطة التحضيرية لسلوك درب الرجوع عن تعليق العمل السياسيّ.
الحال أنّ دخول مضمار السياسة بمعناها المتعارف عليه لن يكون صَوْلة واحدة، إنما سيحاول "تيار المستقبل" الانسجام التدريجيّ مع مدّ المجريات اللبنانية وجزرها رغم استقرار رئيس "التيار الأزرق" خارج لبنان.
تنسيقية يمكن أن يتخذها "المستقبل" مع القوى السياسية في فترة وجود الحريري خارج لبنان؟ وماذا عن مطرقة العمل المهيِّئ للرجوع السياسيّ؟
ثمّة دلالة لحضور النائبة السابقة بهية الحريري الاجتماعات السياسية التي عقدت في "بيت الوسط"، مع تأكيد المعطيات البحث بجديّة في إمكان تولّيها إدارة العمل التنفيذيّ والتنسيقيّ على الأرض في "تيار المستقبل" خلال المرحلة الانتقالية التحضيرية التدريجية نحو مزاولة السياسة تحت سقف رئيس "التيار الأزرق" وفي كنف مرجعيته. وإذ تحدّث الحريري عن صيغة جديدة ستُتّبع، فإنّ "المستقبل" سيعلن في الوقت الذي يراه مناسباً كيفية متابعة الاجتماعات
مباشرة ضمن تلك المنهجية أثناء وجود رئيس "المستقبل" خارج لبنان، وسبل حيازة "مطرقة العمل" داخليّاً والتواصل مع المرجعيات.
الاحتمالات على الطاولة، لكنّ حظوظ السيدة بهية الحريري تبقى الأكثر تقدّماً، والقرار النهائي سيعلن للرأي العام عند اتخاذه، فيحدّد الصيغة التي كان تحدّث عنها سعد الحريري في خطابه. وكذلك، سيكلّف رئيس "المستقبل" شخصيات للاضطلاع بمهمات داخل لبنان.
في معطيات لـ"النهار"، يتهيّأ "تيار المستقبل" لخوض الاستحقاقات الآتية بدءاً من الانتخابات البلدية، وسيتعامل مباشرةً مع ثلاث مدن رئيسية هي بيروت وصيدا وطرابلس، ويهتمّ بإبقاء المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المقاعد البلدية ضمن بيروت. ويترك القرار للعائلات في القرى والمناطق التي يغلب عليها الطابع المجتمعي لا السياسي. ويتوق إلى الانخراط في المعادلة الوطنية، على أن تكون الانتخابات النيابية اللاحقة محطة يستطلعها في ميزان العمل السياسيّ. ويدعم عهد الرئيس جوزف عون وخطاب قسمه على أنه يمثّل "المستقبل"، مع حضه اللبنانيين على دعم الحكومة أيضاً. ولن تكون هذه المرة الأولى يتابع الحريري تطورات الحياة السياسية من خارج لبنان، على أن يجري التعامل مع الاستحقاقات اللبنانية ضمن مرجعيته.
في المحصلة، يحضّر "المستقبل" لأسلوب آخر بعد سنوات من تعليق العمل السياسي، لإعادة شدّ العصب الشعبيّ حتى يكون على جهوزية للاستحقاقات.
غالبية الاجتماعات التي عقدها الحريري في لبنان، لم تأتِ على ذكر التنسيق السياسيّ مع الأحزاب. استنتج بعض الأفرقاء أنّه سيوكل إلى بهية الحريري استحقاق الانتخابات البلدية. وثمة انطباعات فحواها أنّ المعطى الاقليميّ لم ينضج لتسهيل رجوع رئيس "التيار الأزرق" كلّياً بالشكل السابق إلى الحياة السياسية. ولقد أكّدت اللقاءات مع حلفاء من مرحلة "انتفاضة الاستقلال" علاقة جيّدة وانتفاء الشوائب وانقسامات السنوات الأخيرة التي سبقت تعليق العمل السياسي، بما لا يمنع إمكان التعاون حالياً مع "تيار المستقبل" المهتمّ بالتركيز على بعض القضايا الإصلاحية، وسط تجانس مع القوى السيادية لناحية أولوية حصر السلاح وضمان الاستقرار.
في استنتاج حلفاء، العدّة تتحضر لمزاولة "المستقبل" السياسة ضمن مجالات محدودة، على أن يتضح إمكان التعاون مع أحزاب في استحقاقات لاحقة بعد أن يُستكمل التنسيق بادئ ذي بدء بين المسؤولين داخل "المستقبل" قبل انتقاله إلى القوى السياسية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: العمل السیاسی تیار المستقبل خارج لبنان على أن
إقرأ أيضاً:
مركز الملك سلمان للإغاثة يمنح «سلال الغذائية» شهادة العمل خارج المملكة
سلّم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اليوم، بمقره في مدينة الرياض، جمعية سلال الغذائية شهادة الموافقة الأولية للعمل خارج المملكة، في خطوة نوعية تعكس ثقة الجهات الرسمية بقدرات الجمعيات السعودية على التوسع في العمل الإنساني والإغاثي على المستوى الدولي.
قام بتسليم الشهادة الدكتور صلاح بن فهد المزروع، مساعد المشرف العام على المركز للشؤون المالية والإدارية، إلى الأستاذ صلاح الجهيمي رئيس مجلس إدارة الجمعية، والإستاذ عبدالله السبيعي عضو مجلس الإدارة وبحضور عدد من مسؤولي المركز والجمعية.
ويأتي هذا الاعتماد إنفاذًا للتوجيهات الكريمة الرامية إلى تعزيز دور القطاع غير الربحي في دعم الجهود الإنسانية العالمية، وتفعيل مساهمته في تقديم المساعدات والإغاثة خارج المملكة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تمكين الكيانات الوطنية من الوصول إلى العالمية في عطائها وتأثيرها.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية سلال الغذائية الأستاذ صلاح الجهيمي أن هذا الاعتماد يمثل مرحلة جديدة في مسيرة الجمعية، قائلاً:
“إن هذه الشهادة ليست مجرد وثيقة رسمية، بل هي جواز عبور نحو العالمية في مجال العمل الإغاثي، وتأكيد على ثقة الجهات الرسمية بكفاءة الجمعية وقدرتها على إيصال رسالتها الإنسانية إلى المجتمعات الأكثر احتياجًا، بالتعاون مع شركائنا المحليين والدوليين، وتحت مظلة نظامية تلتزم بأعلى المعايير الإنسانية والإغاثية العالمية”.
وأضاف الجهيمي أن الجمعية ستعمل خلال الفترة المقبلة على توسيع نطاق برامجها الغذائية المتخصصة لتصل إلى مناطق جديدة حول العالم، انطلاقًا من تجربتها الرائدة داخل المملكة في تقديم السلال الغذائية بمواصفات صحية واحترافية عالية.
ويُعد هذا الاعتماد إضافة نوعية لمسيرة جمعية سلال الغذائية التي انطلقت برؤية واضحة تقوم على ابتكار وتنفيذ برامج نوعية في مجال الإطعام والإغاثة، ومساندة الجهود البحثية والعلمية في تطوير السلال الغذائية، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.