نجح نادي النهضة ممثل سلطنة عمان في التأهل وحجز مقعد له في دور المجموعات لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، وذلك بعد أن تفوق على نادي الخالدية في مباراة دور الملحق الآسيوي بنتيجة 3 أهداف مقابل هدفين، والتي أقيمت على أرضية ملعب علي بن محمد بمدينة المحرق بالبحرين، حيث تناوب اللاعبون عصام الصبحي وعمر المالكي وحمود السعدي على تسجيل الأهداف الثلاثة، بعد مستوى فني مميز ظهر عليه الفريق في مباراة فنية عالية المستوى رغم صعوبة عامل الطقس الرطب والإعياء الشديد للاعبين.

النهضة بدأ المباراة بتشكيلة مكونة من: إبراهيم المخيني في حراسة المرمى وفي خط الدفاع كل من أحمد المطروشي وغانم الحبشي وأحمد الكعبي وعبدالعزيز الشموسي، بينما لعب حارب السعدي وعبدالله فواز وصلاح اليحيائي والمنذر العلوي وعمر المالكي في خط الوسط، وبدأ عصام الصبحي في خط المقدمة وحيدا.

هدف عصام الصبحي

وحاول مدرب النهضة حمد العزاني من خلال التشكيلة وطريقة اللعب السيطرة على منطقة منتصف الملعب وكذلك الاستحواذ على الكرة بين اللاعبين لأطول وقت ممكن، وهي البداية المثالية التي ظهر عليها الفريق في أرضية ملعب المباراة، وعامل الانسجام بين اللاعبين من خلال تناقل الكرات البينية، ولم تكد تمضي الدقيقة الخامسة حتى ظهر اللاعب المهاري صلاح اليحيائي في كرة هجومية مميزة مررها بشكل رائع إلى عمر المالكي لم يتعامل معها بالشكل المطلوب، قبل أن تجد المهاجم عصام الصبحي الذي ركنها بدوره في شباك حارس نادي الخالدية عمار محمد، معلنا تقدم النهضة بالهدف الأول.

النهضة كان الأفضل في دقائق الشوط الأول من حيث الاستحواذ والانتشار في الملعب، وظهر صاحب الأرض والجمهور نادي الخالدية البحريني لا حول له ولا قوة، معتمدًا على الكرات السريعة والطويلة من أجل إيجاد مساحات في ظهر مدافعي النهضة، إلا أنه لم ينجح في ذلك مع الانضباط التكتيكي الذي مارسه لاعبو النهضة، وظهر هجوم الخالدية في كرة واحدة سددها المحترف وليسون بيساره، ذهبت بعيدة عن مرمى الحارس إبراهيم المخيني، بينما تحصل نادي النهضة الأفضل في كل شيء في الشوط الأول على عدد من الهجمات الخطرة التي لم تستغل بالأسلوب المناسب والشكل الصحيح، وكانت أخطرها تمريرة اليحيائي البينية المتقنة إلى المنذر العلوي الذي تأخر بدوره في اتخاذ القرار المناسب أمام مرمى الخالدية. أفضلية نادي النهضة في شوط المباراة الأول ظهرت حتى في الكرات الركنية الثابتة التي تحصل عليها الفريق، ليعلن بعدها حكم المباراة الأردني أحمد العلي على 4 دقائق وقت بدل ضائع للشوط الأول، الذي انتهى بنتيجة الهدف الوحيد لنادي النهضة.

المالكي يضيف الثاني

وفي الشوط الثاني حاول الخالدية البحريني صاحب الأرض والجمهور أن يغير من شكله الفني الذي ظهر عليه في الشوط الأول، وبدأ في الضغط السريع على دفاعات نادي النهضة، وتألق إبراهيم المخيني في إبعاد تسديدة قوية كادت أن تعلن عن عودة الفريق البحريني، الضغط الذي استمر لصاحب الضيافة من أجل العودة للمباراة، وظهور المخيني في تصد جديد ورائع لتسديدة اللاعب ضرغام إسماعيل القوية التي أبعدها المخيني إلى ركنية، والتي كادت أن تشهد هدف الخالدية من لعبة خلفية رائعة للمدافع أحمد بوغمار والتي مرت قريبة جدا من القائم الأيسر لحارس النهضة.

لتستمر جمالية الشوط الثاني في اللعب السريع من الفريقين، ومن كرة عكسية سريعة كاد المنذر العلوي -عند الدقيقة 51- أن يضيف الهدف الثاني لفريقه النهضة، لولا تألق الحارس في إبعاد الكرة بقدمه، إلا أن عمر المالكي كانت له كلمة مغايرة بإثبات أفضلية النهضة، عندما وجد نفسه مواجها للمرمى بعد فاصل جميل من المراوغات من قبل صلاح اليحيائي، الذي هيأ الكرة في المنطقة، لتجد المالكي الذي لم يتوان في هز شباك الخالدية بالهدف الثاني عند الدقيقة 54.

تقليص النتيجة للخالدية

أفضلية النهضة أجبرت مدرب الخالدية الجزائري حمدي ميلود على إجراء 3 تبديلات دفعة واحدة جديدة، بعد أن دفع باللاعبيّن سيد ضياء وميرزا بداية الشوط الثاني، وعند الدقيقة 66 أشرك المدرب الجزائري إسماعيل عبداللطيف ومهدي عبدالجبار وسيدينا دابو، وكان للمدرب ما أراد بعد دقيقة من التبديلات، عندما استغل المهاجم البديل وصاحب الخبرة الكبيرة إسماعيل عبداللطيف أول كراته في المباراة ليسكنها في شباك إبراهيم المخيني عند الدقيقة 68، وكاد الخالدية أن يعود للمباراة بالهدف الثاني في الدقيقة 73.

هدف ثالث للنهضة

المدرب حمد العزاني لم يقف مكتوف الأيدي، بل دفع بالمهاجم حمود السعدي بديلا للصبحي من أجل تنشيط خط الهجوم بالسرعة اللازمة، كما نشط خط الوسط عندما اشرك علي الهنائي وعلي ضاحي بديلين عن المنذر العلوي وعمر المالكي اللذين بذلا مجهودا كبيرا في المباراة، التغيرات التي أتت بثمارها عندما مرر الهنائي كرة بينية رائعة للمهاجم حمود السعدي الذي لم يتوان في تسجيل الهدف الثالث للنهضة وهز شباك الفريق البحريني عند الدقيقة 76 من مجريات الشوط الثاني.

نادي الخالدية رغم تأخره في النتيجة بثلاثية، إلا أنه كان جيدا من خلال الهجوم المستمر وخاصة المهاجم إسماعيل عبداللطيف الذي كان مزعجا جدا لدفاعات النهضة، وتمكن صاحب الضيافة عند الدقيقة 83 من تسجيل الهدف الثاني عبر رأسية متقنة من محترف الفريق سيدينا دابو الذي استغل كرة ركنية عالية لم ينجح المخيني في الخروج لها وإبعادها.

لتمضي دقائق الشوط الثاني سريعا على الخالدية البحريني بينما كانت بطيئة جدا على لاعبي النهضة، ليعلن الحكم الأردني عن 9 دقائق كوقت بدل ضائع للشوط الثاني، حاول من خلالها الفريق البحريني العودة للمباراة بالهدف الثالث والتعديل وشن هجوم ضاغط ومباشر على المناطق الخلفية لفريق النهضة، الذي استبسل لاعبوه في الذود عن المرمى وحماية عرين الحارس إبراهيم المخيني، وكان لهم ما أرادوا عندما أطلق حكم المباراة صافرة الختام، معلنا فوز النهضة بنتيجة 3 أهداف مقابل 2، النتيجة التي عبرت بالفريق وحجزت له مقعدا في دور المجموعات في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي للموسم 2024/2023.

إشادة كبيرة باللاعبين

قدم الشيخ أحمد بن ناصر النعيمي رئيس مجلس إدارة نادي النهضة تهنئته لجميع الجماهير العمانية على تحقيق نادي النهضة نتيجة الفوز والتأهل إلى البطولة الآسيوية، مضيفًا أن الفرحة للجميع خاصة وأن النهضة لا يمثل نفسه في هذه المسابقة وإنما هو تمثيل لسلطنة عمان بشكل عام، وأشاد الشيخ أحمد النعيمي في تصريح خاص لـ "عمان الرياضي" بعد المباراة بالمجهود الكبير الذي قدمه اللاعبون في أرضية الملعب إلى جانب الجهازين الفني والإداري، مُشيرًا إلى أن العطاء كان كبيرا من اللاعبين الذين كانوا عند الوعد بتركيزهم وحضورهم في المباراة، خاصة وأنها لم تكن سهلة، إلا أن أهميتها كانت في حلاوة التأهل والعبور إلى مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.

وأوضح رئيس مجلس إدارة نادي النهضة أن البطولة الآسيوية سيكون لها عملها وتحضيرها الخاص في قادم الوقت، وسيتم التركيز عليها بلا شك وكل شيء سيكون في وقته بإذن الله، وعن تدعيم صفوف نادي النهضة بالمحترفين الأجانب، قال النعيمي إنه سيتم الجلوس مع الجهاز الفني ومناقشة الأمر إذا ما كان الفريق بحاجة إلى لاعبين يقدمون الإضافة قبل انتهاء فترة التسجيل، وسنعمل على هذا الملف بكل تأكيد، وربما تكون الأيام المقبلة حافلة بالكثير بعون الله.

ظهور مشرف

من جانبه قال منصور النعيمي قائد النهضة سابقا وإداري الفريق حاليًا: الحمد الله على الفوز المستحق الذي جاء بعزيمة الأبطال في أرضية الملعب ومن خصم قوي في أرضه وبين جماهيره، والحمد لله أن هذا الفوز سيكون معنويا للجميع ودافعا للاعبين، كذلك من أجل تقديم موسم كروي طويل وشاق، وأوضح النعيمي أن الفريق قدم مباراة قوية وظهر بمستواه الفني الحقيقي وكان الجميع على قدر المسؤولية، ونبارك لمجلس إدارة النادي وعلى رأسهم الشيخ أحمد النعيمي والذين قدموا كل شيء للفريق وسهلوا مهمته، بداية من المعسكر الخارجي الإعدادي بدولة الإمارات العربية المتحدة وعملهم بلا شك يستحق أن يكون الفريق في أوج عطائه ومستواه، ونحمد الله أن أكرمنا بالفوز في مباراة الملحق الآسيوي والتواجد ضمن دور المجموعات في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.

وأشار منصور النعيمي إلى أن طموح الفريق هو الظهور بالصورة الجيدة والمشرّفة في البطولة الآسيوية وتقديم مستويات فنية تعكس مستوى الفريق ومستوى اللاعبين في أرضية الملعب، مضيفا: اللاعبون أصبحوا على مستوى عال من الاحترافية في التعامل مع المباريات الحاسمة واللعب تحت الضغط، خاصة وأن أكثر اللاعبين يمثلون المنتخب الوطني وتعودوا على مثل هذه المناسبات والأجواء المضغوطة والمشحونة.

طموحات عالية

من جانبه قال عمر المالكي لاعب خط الوسط المميز وصاحب الهدف الثاني للنهضة: الحمد لله، خرجنا بالنتيجة الإيجابية في مباراة صعبة للغاية، وطموحنا كان التواجد ضمن المجموعات في المسابقة الآسيوية، وهذا ما تحقق بمجهود كل الشباب الذين قدموا مستوى كبيرا ومميزا، وكذلك جهود الجهاز الفني والإداري، وأوضح المالكي أن الرتم انخفض قليلا في الشوط الثاني وهذا كان بسبب الجهد والإعياء من عامل الجو الرطب المتعب، حاولنا السيطرة والاستحواذ على الكرة لأكبر قدر من الوقت وتمكنا من التسجيل وهذا هو الأهم في المباراة.

أما مدافع نادي النهضة ومنتخبنا الوطني أحمد الكعبي فقال في تصريح لـ "عمان الرياضي": نبارك لأنفسنا وللجهازين الفني والإداري نتيجة الفوز والتأهل، خصوصا وأن المباراة كانت صعبة وكنا ندرك أهميتها وصعوبتها خاصة مع فريق قوي وبطل وعلى أرضه وبين جماهيره، إلا أن الجميع كان مركزا وعازما على تحقيق الفوز والعبور، والحمد لله هذا ما تحقق في النهاية، وعن طموحات الفريق في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، قال الكعبي إن طموحات وآمال جميع اللاعبين عالية ومرتفعة، وهي بطولة مهمة للجميع وسنحاول أن نقدم كل ما لدينا من إمكانيات من أجل مواصلة المشوار والذهاب بعيدا في المسابقة.

مكافأة للاعبين

أمر رئيس مجلس إدارة نادي النهضة الشيخ أحمد بن ناصر النعيمي بصرف مكافأة خاصة للاعبين بعد فوزهم على نادي الخالدية البحريني بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين وتأهلهم إلى دور المجموعات لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي للموسم 2024/2023، وأفاد مصدر خاص لـ"عمان الرياضي" أن المكافأة مجزية نظير ما قدمه اللاعبون من مستوى فني كبير في مباراة مفصلية على أرض الفريق المنافس وبين جماهيره وفي أجواء جدا صعبة وحارة.

وعكة صحية لعبدالله فواز

تعرض لاعب خط وسط نادي النهضة ومنتخبنا الوطني عبدالله فواز إلى وعكة صحية، فور خروجه من أرضية ملعب المباراة، وذلك بسبب المجهود الكبير والضغط العالي الذي قدمه في المباراة، وقرر الطاقم الطبي للنادي الاستعانة بطلب سيارة إسعاف خاصة للتدخل الطارئ في معالجة حالة الإعياء الشديدة والانتكاسة الصحية للاعب، وبعد الكشف والاطمئنان على اللاعب من قبل الكادر الطبي رافق زملاءه إلى مقر البعثة بصحة جيدة.

النعيمي يحضر القرعة

غادر عيسى النعيمي مدير الفريق الكروي الأول لنادي النهضة متوجها إلى ماليزيا وذلك لحضور سحب القرعة الرسمية لدور المجموعات لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي للموسم 2024/2023، وتوجه النعيمي سريعا بعد المباراة إلى مطار مملكة البحرين للذهاب إلى ماليزيا للمشاركة في حفل القرعة الآسيوية الذي سيقام اليوم الخميس في العاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث ينتظر نادي النهضة مراسم القرعة والفرق التي سيتشارك معها منافسات المجموعة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الخالدیة البحرینی دور المجموعات نادی الخالدیة الهدف الثانی الشوط الثانی نادی النهضة عند الدقیقة فی المباراة الشیخ أحمد الفریق فی فی مباراة فی الشوط فی أرضیة إلا أن من أجل

إقرأ أيضاً:

الضبعة تزرع الأمل | السيسي يُطلق شرارة النهضة الزراعية.. وخبير: مصر تسعى لـ 13 مليون فدان قمح

لم تعد الزراعة في مصر مجرد قطاع إنتاجي تقليدي، بل أصبحت اليوم أحد أعمدة الاستراتيجية الوطنية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية. 

وفي هذا الإطار، شهدت محافظة مطروح، وتحديدًا منطقة الضبعة، زيارة تاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسي، لحضور فعاليات موسم حصاد القمح لعام 2025. لم تكن الزيارة مجرد مشاركة رمزية، بل حملت رسائل سياسية واقتصادية واضحة، تعكس إصرار الدولة على توسيع الرقعة الزراعية ومواجهة التحديات التنموية في قلب الصحراء.

فعاليات رمزية تؤسس لتحول استراتيجي

واستُهلت الفعالية بتلاوة مباركة من القرآن الكريم، إيذانًا ببدء موسم الحصاد، في مشهد جسّد قدسية الأرض والعمل، وأبراز الطابع الوطني لهذا الحدث. 

الحضور الرئاسي لموسم الحصاد لم يكن فقط للدعم المعنوي، بل جاء كجزء من رؤية متكاملة لتعظيم الاستفادة من الموارد الزراعية وتحفيز القطاع الخاص على المشاركة بفعالية في مشروعات التوسع الزراعي.

وقال الرئيس: "لما إنت بتفقدني فرصة، يعني لما أنا بقول عايز أدخل 600 ألف فدان على سبيل المثال في الزراعة، لو ضيعت مني سنة نتيجة أي شيء، أن إحنا تنسيقنا ماكنش كفاية أو عزيمتنا ماكنتش كفاية، مش هقول تمويل علشان لو مفيش تمويل مش هنقدر نعمل ده، لكن أنا بتكلم على حاجة تانية، بتكلم على أن لما تضيع مني موسم زراعي بتضيع مني سنة، طيب الـ600 ألف فدان تفتكروا متوسط دخلهم في السنة كام، يعني نقول 50 ألف جنيه للفدان، يعني 30 مليار جنيه، يبقى إنت ضيعت من مصر فرصة 30 مليار، أيوه إنت هتاخدهم السنة الجاية إن شاء الله، بس كنت ممكن تاخدهم السنة دي والسنة والجاية، فبدلًا ما كنت هتاخد في السنتين 30 مليار لا إنت زرعت السنة دي بـ30 والسنة الجاية 30".
 

دعم مباشر للقطاع الخاص والمستثمرين

وأعرب الرئيس السيسي عن رغبة الدولة في إشراك القطاع الخاص بشكل موسع في هذا التوجه الزراعي، موضحًا أن الأراضي التي تم تجهيزها لم تعد بحاجة إلى أي بنية تحتية جديدة من كهرباء أو طرق أو مياه.

وشدد على أن تكلفة تجهيز الفدان الواحد من الأرض الصحراوية للزراعة تتراوح بين 200 إلى 300 ألف جنيه، ما يعني أن مليون فدان قد يكلف الدولة من 200 لـ300 مليار جنيه.

البنية التحتية.. ركيزة التوسع الزراعي

وسلط الرئيس الضوء على البنية التحتية باعتبارها عاملًا حاسمًا في إنجاح المشروع، مؤكدًا أن توفير الكهرباء والمياه وتمهيد الطرق يمثل استثمارًا ضخمًا لكنه ضروري لتحويل الأراضي الصحراوية إلى أرض خصبة منتجة. كما أشار إلى أن بعض المناطق تقع خارج نطاق الشبكة الكهربائية، ما يتطلب جهودًا مضاعفة واستثمارات خاصة.

سيناء على خريطة الزراعة الجديدة

 لم تقتصر خطط التوسع الزراعي على الضبعة، بل امتدت إلى سيناء، حيث تحدث الرئيس السيسي عن مشروع استصلاح 500 ألف فدان، داعيًا المحافظين في شمال سيناء وبورسعيد والإسماعيلية للتعاون الكامل في إنجاح هذا المشروع.
 

زيارة تاريخية ودعم رئاسي للزراعة في مطروح

ووصف الدكتور عيسوي محمود عميد كلية الزراعة جامعة طنطا، زيارة الرئيس السيسي للضبعة بأنها "خطوة رائعة"، نظرًا لطبيعة المنطقة الصحراوية، معتبرًا أن هذه الزيارة تمثل دفعة قوية للقطاع الزراعي في مصر، وتؤكد اهتمام القيادة السياسية بالتوسع في الرقعة الزراعية وتحقيق تنمية متوازنة في كافة المحافظات، خاصة المناطق الحدودية.

وأوضح الدكتور عيسوي، أن المبادرة الرئاسية بزراعة 600 ألف فدان من القمح ستُوفر على مصر ما يقرب من 30 مليار جنيه سنويًا، وهي خطوة مهمة في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتعزيز الإنتاج المحلي.

أرقام قوية تؤكد نجاح السياسة الزراعية

وبحسب الدكتور عيسوي، فإن إجمالي المساحة المزروعة بالقمح في مصر حاليًا تبلغ حوالي 3.1 مليون فدان، بإنتاجية تتراوح بين 18 إلى 20 أردبًا للفدان. ويشير إلى أن القيمة الاقتصادية لهذه الزراعة تُقدر بنحو 155 مليار جنيه سنويًا، وهو ما يعكس أهمية القمح كمصدر قوي للدخل القومي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.

وأكد أن هذا التوسع الزراعي لا يوفر فقط العملة الصعبة التي كانت تُنفق على الاستيراد، بل يُوفر أيضًا آلاف فرص العمل للأسر المصرية، ويمثل خطوة نحو الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية مثل القمح.

دعم الدولة للفلاح وتحفيز الإنتاج

وفي لفتة داعمة للفلاح المصري، أعلنت الدولة رفع سعر توريد أردب القمح إلى 2400 جنيه، ما يشكل حافزًا مهمًا للمزارعين. 

وأشار الدكتور عيسوي إلى أن زراعة القمح لم تعد مُكلفة كما في السابق، إذ أصبحت تعتمد على تقنيات حديثة وآلات زراعية متطورة تقلل من الجهد والتكلفة، وتُسرّع من وتيرة العمل في الأراضي الزراعية.

وأوضح أن زراعة القمح لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، ما يجعلها مناسبة للبيئة المصرية، خاصة خلال فصل الشتاء، ما يعزز من جدواها الاقتصادية والبيئية في آن واحد.

نظرة مستقبلية واعدة حتى عام 2027

وأضاف الدكتور عيسوي أنه من المتوقع أن تصل المساحات المزروعة بالقمح في مصر إلى 13.5 مليون فدان بحلول عام 2027، بفضل مشروعات الاستصلاح الزراعي الكبرى الجارية حاليًا في محافظات مثل المنيا، بني سويف، الفيوم، الدلتا، والدخيلة.

وأشار إلى أن هذه الزيادة في الرقعة الزراعية ستُسهم بشكل كبير في دعم الأمن الغذائي المصري وتحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة في ظل التغيرات المناخية والتقلبات الاقتصادية العالمية.

دور خريجي الزراعة في مستقبل التنمية

وفي سياق متصل، دعا الدكتور عيسوي إلى دعم خريجي كليات الزراعة وتمكينهم من لعب دور حيوي في مشاريع الاستصلاح، عبر منحهم قطع أراضٍ زراعية (خمسة أفدنة لكل شاب) وتسهيل عمليات السداد، وهو ما من شأنه تحفيز الشباب على العمل في الزراعة ورفع معدلات الإقبال على كليات الزراعة.

وأكد أن تمكين هذه الفئة المتعلمة والمدرّبة سيساهم في تحقيق طفرة زراعية حقيقية في مصر، ويعزز من توجه الدولة نحو التنمية المستدامة.


زيارة الرئيس السيسي إلى الضبعة لم تكن مجرد حضور لموسم حصاد، بل رسالة قوية تعكس توجه الدولة الاستراتيجي نحو دعم الزراعة كأداة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية. 

من خلال مبادرات مثل التوسع في زراعة القمح، وتمكين الشباب من دخول سوق العمل الزراعي، تسير مصر بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر أمنًا غذائيًا واستقرارًا اقتصاديًا.

طباعة شارك مصر مطروح القمح السيسي الصحراء

مقالات مشابهة

  • الضبعة تزرع الأمل | السيسي يُطلق شرارة النهضة الزراعية.. وخبير: مصر تسعى لـ 13 مليون فدان قمح
  • الأحمر يستعرض برباعية في شباك النيجر استعدادا للتصفيات
  • بهاء الغنام: الزراعة والصناعة جناحا النهضة.. ومشروع مستقبل مصر نموذج للتنمية المتكاملة
  • وليد الفراج: النخبة الآسيوية سعودية
  • تراجع إيرادات فيلم "نجوم الساحل" في شباك التذاكر
  • البليدة: الدرك يحجز أكثر من 37 طنا من اللحوم الفاسدة ببني تامو
  • خبير مصري يحذر من خطر داهم يهدد مصر والسودان بعد تأخير إثيوبيا فتح بوابات سد النهضة
  • صراع الوصافة يشتعل.. الوحدة إلى «الثاني» بـ«نقطة» الجزيرة
  • إثيوبيا تؤجل فتح بوابات سد النهضة وحاجة ملحة للتصريف مع بدء الأمطار.. خبير يكشف السبب
  • أم البواقي: الدرك يحجز 9 كلغ مخدرات ويوقف 3 أشخاص