أعلنت الصين عن فرض رسوم جمركية إضافية على عدد من المنتجات الأمريكية، وجاء هذا القرار في إطار تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وكرد فعل على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الصينية، كجزء من سياسة حماية الصناعة المحلية الأمريكية.

وأشارت الصين إلى أن هذه الإجراءات تأتي للحفاظ على مصالحها الاقتصادية، ورداً على السياسات الأمريكية التي تعتبرها غير عادلة.

ومن بين المنتجات الأمريكية التي شملتها الرسوم الإضافية: السيارات، والمنتجات الزراعية مثل فول الصويا، بالإضافة إلى بعض المواد الكيميائية والمنتجات الصناعية الأخرى.

وتعكس هذه الخطوة استمرار التوتر في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وقد تؤثر على الأسواق العالمية بسبب حجم الاقتصادين الكبيرين وأثرهما على التجارة الدولية. يُتوقع أن تستمر المفاوضات بين الجانبين للوصول إلى حلول وسط، لكن الوضع يبقى معقداً في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الحالية.

قرارات رسمية

وأفادت وزارة المالية الصينية، بأنه سيتم فرض رسوم جمركية إضافية على بعض السلع المستوردة من الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الرسوم شملت 15% على القمح و10% على اللحوم البقرية والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان.

من جهتها، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن بكين رفعت دعوى قضائية أمام منظمة التجارة العالمية بسبب زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية.

وأكدت التجارة الصينية، في بيان لها، أن الصين ستدافع بقوة عن حقوقها ومصالحها المشروعة وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية، وستحافظ على النظام التجاري المتعدد الأطراف والنظام التجاري والاقتصادي الدولي.

كما أعلنت وزارة التجارة، أن بكين أدرجت 15 شركة أمريكية ضمن قائمة مراقبة الصادرات ذات الاستخدام المزدوج لحماية الأمن القومي، مشيرة إلى حظر استيراد أجهزة التسلسل الجيني لشركة إيلومينا الأمريكية.

المستفيد الأكبر

والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لها تأثيرات معقدة ومتعددة الأوجه على كلا البلدين وعلى الاقتصاد العالمي بشكل عام.

وتحديد «المستفيد الأكبر» يعتمد على الزاوية التي ننظر منها وعلى المؤشرات الاقتصادية والسياسية التي نركز عليها، ومع ذلك، يمكن تحليل بعض الجوانب الرئيسية:

الولايات المتحدة:

وقد تستفيد بعض الصناعات الأمريكية من الرسوم الجمركية العالية على الواردات الصينية، حيث تصبح المنتجات المحلية أكثر تنافسية، وقد تساهم الحرب التجارية في تقليل العجز التجاري الأمريكي مع الصين، خاصة إذا تم تحويل سلاسل التوريد إلى دول أخرى، وقد تكون الحرب التجارية مفيدة سياسيًا للإدارة الأمريكية، حيث يتم تقديمها كإجراء لحماية المصالح الأمريكية.

الصين

قد تدفع الحرب التجارية الصين إلى تسريع جهودها لتنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على التصدير إلى الولايات المتحدة، وقد تستثمر الصين أكثر في البحث والتطوير لتطوير تقنيات محلية وتقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأمريكية، وقد تستخدم الصين الحرب التجارية كفرصة لتعزيز علاقاتها التجارية مع دول أخرى، خاصة في آسيا وأفريقيا وأوروبا.

اقرأ أيضاًترامب يعلن مضاعفة التعريفة الجمركية على جميع البضائع الصينية

عاجل| «الخارجية الصينية» ترد على تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات

ترامب يعتزم بدء تطبيق الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين الأسبوع المقبل

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الصين الرسوم الجمركية الأمريكية المنتجات الأمريكية الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة الحرب التجاریة رسوم جمرکیة

إقرأ أيضاً:

ديون أمريكا تتخطى 37 تريليون دولار .. القنبلة الأكبر في الولايات المتحدة تدق ناقوس الخطر


تزداد أزمة الديون الفيدرالية الأمريكية تعقيداً يوماً بعد يوم، ما يرفع التحديات التي يواجهها أكبر اقتصاد في العالم, حيث تجاوز إجمالي الديون الأمريكية رسمياً حاجز الـ37 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ، بحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية.

ديون تمثل "رقم خيالي" حسب وصف دانيال شيفكس الرئيس التنفيذي لشركة هيرشويتز فاينانس المختصة بالشؤون المالية, وفق بحث نشره على صحيفة "معاريف" العبرية, حيث أكد أن المشكلة باتت كالقنبلة الموقوتة, ليس في الحجم فحسب، بل في ديناميكيات الأحداث.

اقتراض 780 مليار دولار خلال شهر واحد فقط
وأضاف شيفكس أن تراكم الديون في الولايات المتحدة, أشبه بكرة ثلج تتدحرج من أعلى جبل, حيث تتراكم عليها الثلوج أكثر فأكثر، وتتضخم إلى أحجام هائلة، مهددة بسحق كل ما في طريقها, مولدة "دوامة الديون" غرقت فيها أمريكا.


ويُرجع خبراء جزءًا من أسباب تفوق الدين العام الأمريكي ما نسبته 127% من الناتج المحلي البالغ نحو 29 تريليون دولار إلى القانون الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب، حيث سمح برفع سقف الاستدانة، ما أدى لاقتراض 780 مليار دولار خلال شهر واحد فقط، بمتوسط 22 مليار دولار يوميًا.

شيفكس, أعطى صورة انطباعية لما سيشعر به المواطن الأمريكي حين ترسل فجأة فاتورة إلى كل رجل وامرأة وطفل في الولايات المتحدة بأكثر من 108 آلاف دولار, فيما سيرد الكثير منهم بأن هذه مشكلة واشنطن, إلا أن الحقيقة هي كارثة تثقل كاهل المجتمع الأمريكي بأكمله.

هل المواطن الأمريكي مستعد للتضحية..؟!
متسائلًا :" هل المواطن الأمريكي العادي، الذي اعتاد على أحد أعلى مستويات المعيشة في العالم، وثقافة اشترِ الآن وادفع لاحقًا، مستعدٌّ حقًا للتضحية؟! وهل سيوافق على تخفيضاتٍ وزياداتٍ ضريبيةٍ وتغييرٍ جذريٍّ في العقد الاجتماعي لضمان مستقبلٍ مستقرٍّ للأجيال القادمة؟".

وتطرق دانيال شيفكس لما يروج له البعض مما وصفها بالخرافات, حيث يقول البعض أن أمريكا سبق وتجاوزت هذه المرحلة بعد الحرب العالمية الثانية, فيما تُظهر الدراسات الحديثة أن تلك "المعجزة" الاقتصادية لم تتحقق لمجرد تسارع النمو، بل اعتمدت بشكل كبير على انضباط مالي قوي عبر تأمين فوائض في الميزانية سددت تراكم الدين, فضلا عما سماه بـ"القمع المالي" وهي توفير بيئة أسعار فائدة منخفضة بشكل مصطنع فرضتها الحكومة, وهذه كلها ظروف لم تعد موجودة اليوم.

حروب أمريكا فاقمت ديونها
أما الخرافة الثانية والتي عدها بالخطيرة، والقائلة بأن الحرب يمكن أن "تنقذ" الاقتصاد, فقد أثبت التاريخ بـ ( حسب شيفكس ) وبشكل قاطع عكس ذلك تمامًا, حيث أن الحروب، امتدادا من حرب الاستقلال الأمريكية إلى العراق وأفغانستان، هي المحرك الرئيسي لتراكم الديون الأمريكية، لا لحلّها.


شيفكس تناول حلول لأزمة الديون التي قال إنها "أشبه بقائمة طعام، كل طبق فيها مؤلم", حيث يقدم مكتب الميزانية في الكونغرس قائمة طويلة من الخيارات، وكلها تتطلب تقديم التضحيات, ومنها "فرض ضريبة القيمة المضافة على مستوى البلاد، أو تخفيضات حادة في ميزانية الدفاع، أو إصلاحات مؤلمة للضمان الاجتماعي والرعاية الصحية", مؤكدا أن لا سياسي واحد يرغب في إخضاع الشعب الأمريكي لهذا القانون.

وبالتي وفق دانيال شيفكس, فأن هناك مساران محتملان, الأول هو أن يعتني الجميع بأنفسهم، وسيستمر السياسيون في الترويج للأوهام مقابل استمرار تضخم الدين, والنتيجة الحتمية لهذا المسار هي تراجع بطيء للقوة الاقتصادية وتراجع في فرص استمرار الولايات المتحدة في قيادة الاقتصاد العالمي.

أما المسار الثاني، فيتطلب شجاعة ونضجًا وطنيًا, إذ على الأمريكيين أن ينظروا في المرآة، وأن يدركوا أن حياة اليوم الرغيدة تُموّل بديون الغد، وأن يدركوا أن الوقت قد حان للبدء في السداد.

مقالات مشابهة

  • البحرية الصينية تظهر قوة كبيرة أمام أمريكا ببحر الصين الجنوبي
  • بعد رسوم ترامب الجمركية.. جنوب إفريقيا تعرض على واشنطن اتفاقا تجاريا منقحا وتستعد لحماية صناعتها
  • الصين تعلّق الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية لمدة 90 يومًا
  • ديون أمريكا تتخطى 37 تريليون دولار .. القنبلة الأكبر في الولايات المتحدة تدق ناقوس الخطر
  • ترامب يطَمئن الأسواق: الذهب لن يخضع لرسوم جمركية جديدة
  • سنتحول من دولة ميتة إلى فاشلة.. العدل الأمريكية تحذر من إلغاء رسوم ترامب
  • ترامب: لا رسوم جمركية على واردات الذهب رغم الجدل في الأسواق
  • ترامب يمدد تعليق رسوم جمركية على الصين
  • الشركات الأمريكية الصغيرة تواجه خسائر سنوية 202 مليار دولار بسبب رسوم ترامب
  • الصين تكسب الحرب التجارية