جوزاف عون وأحمد الشرع على طاولة واحدة في القاهرة فهل تجبّ القمة ما قبلها؟
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
بعد معارك دامية خاضاها في بلدة عرسال اللبنانية، وتكدست بينهما "أنهار من جثث ودم وحقد طويل"، اجتمع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، المكنى سابقا بأبو محمد الجولاني، مع الرئيس اللبناني، العماد جوزاف عون، على طاولة واحدة، ولم لا، على طاولة إفطار واحدة.. فهل تجبّ القمة العربية ما قبلها؟
تغير المشهد كثيرًا في بيروت ودمشق بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، وسقوط نظامبشار الأسد.
وفي القاهرة وفي إطار اللياقة الدبلوماسية ، تبادل الرجلان التهنئة على منصبيهما الجديدين. وبينما وُضعت تحركاتهما تحت المجهر، حرصا على مجاملة بعضهما، وعلى إظهار الودّ لـ"البلد الشقيق"، في مشهد رآه البعض سُرياليًا، أو يُشبه، إلى حد ليس ببعيد، تلك النكتة السمجة التي تصف ما يحدث بـ"أحلام العصر".
بين عامي 2014 و2017، وإبان الحرب الأهلية السورية، استولى مقاتلو جبهة النصرة، التي كان يتزعمها أبو محمد الجولاني، أحمد الشرع حاليا، على بلدة عرسال اللبنانية. واندلعت وقتها مواجهات عنيفة مع الجيش اللبناني بقيادة جوزاف عون، ومقاتلي حزب الله والعشائر اللبنانية الشيعية لدحر عناصر النصرة وجماعات متطرفة أخرى من المنطقة.
وقد أسفرت المعارك عن مقتل العشرات واختطاف عدد من جنود الجيش اللبناني في معركة سُميت بـ"فجر الجرود".
حينها، قطع عون على نفسه وعدًا للبنانيين وأهلي الجنود، بأنه "لن يتساهل مع من قتل أبناء الجيش اللبناني في أحداث 2014"، وهو وعد، لربما حالت دونه حسابات السياسة، وإرادات دول.
Relatedماذا يجري على الحدود بين سوريا ولبنان؟ محاولة لضبط الأمن أم تصفية حسابات مع حزب الله وعهد بشار الأسدميقاتي يلبي دعوة الشرع ويلتقيه في دمشق والأخير يؤكد على ضرورة التخلص "من ذهنية العلاقة السابقة"قمة عربية طارئة لتقديم مقترح بديل عن خطة ترامب بشان غزة وحضور لافت لأحمد الشرعهذا وقد بدأ "الغزل" بين الشرع وعون قبل انتخاب الأخير بفترة لا بأس بها، إذ سبق وأن زكّى رجل دمشق القوي ترشيح قائد الجيش للانتخابات الرئاسية اللبنانية، في واقعة أثارت الاستغراب.
اللقاء على هامش قمة الدول العربيةوعلى هامش قمة الدول العربية لبحث المقترح المصري بشأن غزة، التقى الرئيسان لأول مرة في القاهرة، و"تناولا عددًا من المسائل العالقة، حيث تم الاتفاق على التنسيق عبر لجان مشتركة تشكل بعد تأليف الحكومة السورية الجديدة. كما تم التأكيد على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين لمنع جميع أنواع التجاوزات"، وفقًا لبيان الرئاسة اللبنانية على منصة "إكس".
بيان الرئاسة اللبنانية بشأن لقاء عون والشرعوفي وقت سابق، شهدت الحدود اللبنانية السورية توترًا أمنيًا ملحوظًا، حيث اندلعت اشتباكات دامية بين القوات التابعة للنظام السوري، والتي تتألف بشكل رئيسي من عناصر هيئة تحرير الشام من جهة، والعشائر اللبنانية الشيعية التي تسكن منطقة الهرمل من جهة أخرى.
وقد أسفرت المعارك عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وشهدت المنطقة عمليات خطف أيضا، فضلاً عن تبادل لإطلاق النار باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. كما شارك الجيش اللبناني بالمعركة جزئيًا، حيث رد على مصادر النيران القادمة من الأراضي السورية.
وقد وصفت الإدارة السورية الجديدة تلك الاشتباكات بأنها محاولة للتصدي لـ"عمليات تهريب المخدرات"، بينما اعتبر بعض اللبنانيين أنها محاولة "للانتقام من المنطقة التي كانت سابقا مسرحا لمعارك فجر الجرود". قبل أن يتم التوصل إلى تهدئة، لحقن الدماء.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد خلاف زيلينسكي مع ترامب.. ميرتس يقترح إنشاء صندوقين للاستثمار في الدفاع والبنية التحتية إنجاز طبي في مصر.. استخراج هاتف محمول من معدة مريض بعد 6 سنوات الصين تفتتح الدورة السنوية لأعلى هيئة استشارية سياسية بحضور شي جينبينغ داعشسورياجامعة الدول العربيةتنظيم القاعدةأبو محمد الجولاني لبنانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي كندا الرسوم الجمركية جو بايدن ضرائب دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي كندا الرسوم الجمركية جو بايدن ضرائب داعش سوريا جامعة الدول العربية تنظيم القاعدة أبو محمد الجولاني لبنان دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي كندا الرسوم الجمركية جو بايدن ضرائب الصين بدون تعليق المكسيك الحرب في أوكرانيا قطاع غزة القاهرة الجیش اللبنانی یعرض الآنNext جوزاف عون
إقرأ أيضاً:
أمريكا تغازل القاهرة بصفقة مليارية.. هل تمنع صعود التنين الصيني في الجيش المصري
في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أقرت الولايات المتحدة صفقة تسليح ضخمة لمصر بقيمة تقارب 4.67 مليار دولار، لتزويدها بأحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في العالم، وسط تساؤلات عن الدوافع السياسية والعسكرية الكامنة وراء هذه الخطوة، وما إذا كانت محاولة واضحة لقطع الطريق أمام التوغل الصيني والروسي في مجال تسليح الجيش المصري.
الصفقة، التي وافق عليها البنتاغون وتم إخطار الكونغرس بها، تشمل تزويد مصر بمنظومة الدفاع الجوي "NASAMS" وصواريخ "AIM-120 AMRAAM"، وهي أسلحة طالما كانت واشنطن ترفض تسليمها للقاهرة بدعوى الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي.
اللافت أن هذه الموافقة جاءت دون اعتراض من تل أبيب، ما يطرح تساؤلات عديدة حول التحولات في الحسابات الإقليمية.
صفقة بمكونات استراتيجية تشمل الصفقة: 4 رادارات من طراز AN/MPQ-64F1، و100 صاروخ AIM-120C-8، ومئات من الصواريخ الاعتراضية والتدريبية، إلى جانب أنظمة اتصالات ومراكز قيادة وتحكم، وتدريب وتجهيزات دعم فني ولوجستي. وستتولى تنفيذها شركة RTX الأمريكية، عبر إرسال عشرات الفنيين والمستشارين إلى مصر.
أهداف الصفقة بين الأمن والمناورة الجيوسياسية يرى مراقبون أن الصفقة لا تهدف فقط إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي المصري، بل تحمل أبعادًا أوسع، في ظل تنامي القلق الأمريكي والإسرائيلي من تقارب القاهرة مع بكين وموسكو.
وتأتي هذه الصفقة في أعقاب تقارير عن سعي مصر للحصول على المقاتلة الصينية المتقدمة J-35، إلى جانب منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى HQ-9B.
رسائل للداخل والخارج وبالرغم من ما تحمله الصفقة من تعزيز لقدرات الدفاع المصري ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة، إلا أن خبراء عسكريين يرون أنها لا تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، ولا تُمكن مصر من مجابهة المقاتلات الشبحية مثل F-35، ما يجعلها أقرب إلى خدمة أجندة واشنطن الأمنية بالمنطقة، وليس انقلابًا نوعيًا في موازين القوى.
توقيت لافت.. في ظل أزمة اقتصادية خانقة ما يزيد من جدلية الصفقة هو توقيتها، حيث تعاني مصر من أزمة اقتصادية حادة، مع تراجع إيرادات قناة السويس والسياحة، وتفاقم الدين الخارجي الذي يتطلب سداد أكثر من 30 مليار دولار خلال عام 2025 فقط، بحسب البنك الدولي.
هل تنجح واشنطن في كبح التوجه المصري نحو الشرق؟ العديد من المحللين يرون أن هذه الصفقة تمثل محاولة أمريكية استباقية لقطع الطريق أمام مصر في حال فكرت بإتمام صفقات سلاح متقدمة مع الصين أو روسيا، قد تغيّر قواعد الاشتباك في المنطقة، خاصة مع محاولات القاهرة تنويع مصادر السلاح منذ عام 2015، عبر شراء مقاتلات "رافال" الفرنسية و"ميج-29" و"سو-35" الروسية.
في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح أمريكا في الحفاظ على ولاء القاهرة الاستراتيجي؟
أم أن الجيش المصري سيواصل السير في درب التعددية العسكرية، مهما كانت الإغراءات الغربية؟