كيف تعزز اختياراتنا اليومية من الملابس الأداء النفسي والسلوكي
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
أميرة خالد
تزداد أهمية العلاقة بين الملابس والمزاج والدافعية، إذ تشير الأبحاث إلى أن ما يرتديه الأفراد يمكن أن يؤثر بشكل كبير في حالتهم النفسية وسلوكهم اليومي.
ويؤكد خبراء النفس والسلوك، بحسب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن”، أن التعديلات البسيطة في الملابس يمكن أن تغير التجربة اليومية من خلال تعزيز الثقة والإنتاجية والمزاج العام.
وتوضح الدكتورة باربرا غرينبرغ، الأخصائية النفسية في ولاية كونيتيكت، أن هناك ارتباطًا مباشرًا بين ارتداء الملابس والشعور بالدافعية، حيث تقول: “عندما ترتدي ملابس معينة، تشعر بثقة أكبر، وهذه الثقة تعزز دافعيتك”.
ويتوافق هذا المفهوم مع الأبحاث النفسية التي تشير إلى أن التغيرات السلوكية قد تسبق التحسن العاطفي، وليس العكس، ويُعرف هذا التأثير بمفهوم “الإدراك المغلف”، الذي يعكس كيفية تأثير الملابس في العمليات النفسية.
وتقول المعالجة الأسرية ماريسا نيلسون: “ما ترتديه يؤثر في مزاجك بشكل مباشر. إن اختيار الملابس بوعي يمكن أن يعزز العقليات المناسبة للإنتاجية أو التركيز أو الاسترخاء”.
الملابس تلعب دور المحفزات التي تعزز سلوكيات معينة. على سبيل المثال، ارتداء ملابس الرياضة يزيد من احتمال ممارسة النشاط البدني، في حين أن الملابس المهنية قد تعزز الأداء في بيئة العمل، لهذا السبب، تعتمد بعض المدارس الزي الموحد لتعزيز الانضباط والاستعداد الذهني لدى الطلاب.
وتشير نيلسون إلى أن تأثير الملابس يختلف من شخص لآخر، قائلة: “بالنسبة للبعض، قد تمنحهم البدلة الرسمية شعورًا بالقوة والتحكم، بينما قد توفر لهم سترة ذات قيمة عاطفية شعورًا بالراحة والاطمئنان”، والمفتاح هو اختيار الملابس التي تتماشى مع الحالة العاطفية أو الهدف السلوكي المرغوب فيه.
وتتحدى غرينبرغ الفكرة الشائعة بأن على الشخص أن يشعر بالدافعية أولًا قبل اتخاذ أي خطوة، وتقول: “يعتقد الناس أنهم بحاجة إلى تغيير موقفهم أولًا، ثم يتبع ذلك التغيير السلوكي، لكن في الواقع، يحدث العكس في كثير من الأحيان. عندما يتغير السلوك، تتغير المشاعر تبعًا له”.
وهذا المبدأ مفيد بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من انخفاض في المزاج أو الطاقة، وبدلًا من انتظار الحافز، يمكن أن يكون اتخاذ خطوات صغيرة، مثل ارتداء ملابس الرياضة، حافزًا للمشاركة في الأنشطة المفيدة. تقول غرينبرغ: “إذا ارتديت ملابس التمارين الرياضية، فمن المرجح أن تمارس الرياضة. وإذا ارتديت ملابس العمل، قد تشعر بمزيد من الاستعداد لمواجهة تحديات اليوم”.
إلى جانب تحسين المزاج، يساعد ارتداء الملابس بوعي على إزالة العوائق التي قد تعيق تبني سلوكيات مفيدة. على سبيل المثال، التفاعل الاجتماعي وممارسة الرياضة يحفزان إفراز الإندورفين الذي يُحسن المزاج ويقلل من التوتر.
ومع ذلك، قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من انخفاض الطاقة صعوبة في البدء بهذه الأنشطة، وهنا تلعب الملابس دورًا في تسهيل تبني العادات الإيجابية. تقول نيلسون: “اختيارات الملابس هي التزامات صغيرة ولكن ذات معنى تجاه رفاه الشخص. إن ارتداء الملابس بوعي يهيئ الشخص ليوم يتماشى مع أهدافه الشخصية والمهنية”.
إقرأ أيضًا
8 أسباب نفسية وجسدية تتسبب في صعوبة مغادرة السرير صباحاً
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الأداء النفسي الصحة النفسية الملابس یمکن أن
إقرأ أيضاً:
نقص الملابس وارتفاع أسعارها.. معاناة أخرى تُثقل كاهل الغزيين
غزة- مدلين خلة - صفا "نحن لا نبحث عن الجديد، فقط نريد ما يسترنا".. بهذه الكلمات تصف الخمسينية ليندا معروف حال أبنائها في ظل شح الملابس والأحذية، وانعدام القدرة الشرائية على اقتناء المتوفر منها، بسبب ارتفاع ثمنها. لم يكن أمام معروف حلٌ سوى ترقيع الثياب البالية وخياطة الأحذية المهترئة يدويًا، في محاولة منها لستر أبنائها واستخدام القطعة منها لوقت أطول من المعتاد على أمل انتهاء الأزمة في وقتٍ قريب. معاناة لا تتوقف تقول معروف لوكالة "صفا": "لا يوجد أمامي حلول سوى إعادة خياطة الممزق من ثياب أبنائي القديمة عدة مرات، نحن نتطلع إلى تغطية الجسد لا إلى المظهر العام". وتضيف "في الوقت الذي اهترئّت فيه ثياب ابني الصغير قررتُ التوجه إلى السوق لشراء غيارين له، إلا أنني صُعقت بالثمن الباهظ لزي الرياضة، البالغ ثمنه 45 شيقلًا، بعدما كان يُباع سابقًا بـ5 شواقل فقط". وتتابع "واصلتُ بحثي كي أحظى ببائع لم تُغيره الحرب، لكن دون جدوى، فالأسعار فلكية، ولا نستطيع اقتناء الملابس الجديدة لأطفالنا، لذلك قررتُ العودة أدراجي وترقيع ما لديه من ثياب". و"لا يختلف سوق الأحذية عن الملابس، فالباعة هنا يتحججون بغلاء التنسيق وتكدس بضاعتهم على المعابر وعدم السماح بدخولها، الأمر الذي يجعلهم يرفعون ثمن ما لديهم من بضاعة لتقليل خسائرهم". وتشير معروف إلى أنها اعتمدت على الخياطة اليدوية، لإصلاح المهترء والممزق من ملابس وأحذية أبنائها. وتساءلت "ما هو الذنب الذي ارتكبه الصغار حتى تتحول حياتهم إلى جهنم؟، ألا يجدوا ما يستر أجسادهم ويقيهم حرارة شهر آب؟". ولم تعد المعاناة في قطاع غزة تقتصر على الجوع والقصف والقتل اليومي، بل تعدى ذلك ثانويات الحياة، وأدق تفاصيلها من انعدام الملبس والسير بأقدام حافية تحت لهيب الصيف، لينتهي الحال بهم يعانون من ضربة شمس وارتفاع في الحرارة دون دواء يُخفف حدة ألمهم. لا مكان لرفاهية الاختيار في غزة، لأن الحصول على حذاء بدون نعلٍ أصبح أمنية يحلم بها أهالي غزة الذي يقاسون الوجع والألم تحت وطأة حرب إسرائيلية مدمرة طالت كل مناحي الحياة. ومنذ حرب الإبادة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، يمنع جيش الاحتلال إدخال معظم السلع والبضائع لغزة، بما فيها الملابس الجاهزة والأحذية، ما فاقم معاناة المواطنين. أسعار مضاعفة المواطنة شيماء الهسي تقول لوكالة "صفا": "اضطررتُ إلى التوجه لمحل (البالة)، بيع الملابس المستخدمة، على أمل أن تكون الأسعار مناسبة وأشتري بعض الملابس لشقيقاتي، لكتي تفاجأتُ بارتفاع ثمن القطع أضعاف مضاعفة". وتضيف "حاولت تفصيل ملابس من أقمشة حصلت عليها من مركز إيواء، لكن دون جدوى، لأن الثياب ممزقة، وغير صالحة، والأقمشة لا تكفي، حتى الإبر والخيط ارتفع ثمنها". وتضطر الهسي إلى ارتداء ما كانت ترتديه منذ العام 2023، قائلة: "كل شيء تغيّر إلا ثيابنا، ومع الحرب، ونقص الماء، باتت الملابس متسخة طوال الوقت، فلا كهرباء لنغسل، ولا مياه كافية لتنظيفها". وتردف "في مخيم الإيواء نُغطي أقدامنا ببعض قطع القماش أو البطانيات الممزقة، والتي تم خياطتها على شكل حذاء أو جوارب سميكة تقي حرارة الرمال، أما حين نضطر للخروج فهناك حذاء وحيد مهترئ ومشقوق، لكنه ما زال يصلح للمشي". وعمّد حيش الاحتلال خلال حربه المتواصلة، إلى تدمير معظم المصانع والمنشآت الاقتصادية والتجارية في القطاع، ما أدى إلى توقف تام في خطوط الإنتاج المحلية، والتي كانت تُغطي جزءًا من احتياجات السكان.