قالت صحيفة جيروزاليم بوستب إن تصاعد الحشد العسكري على طول حدود غزة، وتصلّب الخطاب الدبلوماسي، يجعل معاهدة كامب ديفيد للسلام، التي دامت 45 عاما بين مصر وإسرائيل، تواجه أخطر اختبار لها حتى الآن.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم يعقوب كاتز- أن الحديث الآن ينتشر في كل أنحاء الشرق الأوسط عن حرب محتملة بين إسرائيل ومصر، لتصبح معاهدة السلام التي كانت ركيزة للاستقرار الإقليمي مدة 45 عاما فجأة موضع تساؤل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقبlist 2 of 2صحف عالمية: ترامب يرضي اليمين الإسرائيلي وحكم غزة صعب دون رضا حماسend of list

وبدأ التوتر -كما تقول الصحيفة- في مايو/أيار، عندما شنت إسرائيل هجومها البري على جنوب غزة، وسيطرت على محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، على الحدود بين مصر وقطاع غزة، مما أثار رد فعل فوري من طرف القاهرة، التي قالت إن الانتشار العسكري الإسرائيلي على طول الحدود ينتهك اتفاقيات كامب ديفيد، وبدأت ردا على ذلك، في تعزيز وجودها العسكري في سيناء.

ومع أن إسرائيل تصر على أن تحركها لا يتجاوز محاولة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومنع الهجمات المستقبلية، وأن مصر تقول عن حشدها إنه مجرد موقف دفاعي، فإن في إسرائيل من يخشون أن يكون التحرك المصري جزءا من تحول إستراتيجي أكبر، رغم استمرار التنسيق الأمني ​​بين تل أبيب والقاهرة.

إعلان

وبالفعل اتهم السفير الإسرائيلي الجديد في واشنطن يحيئيل ليتر، مصر علنا بانتهاك معاهدة السلام، كما اعترف كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي بالحشد العسكري، لكنهم قللوا من المخاوف، وقالوا إنه لا توجد معلومات استخباراتية تشير إلى أن مصر لديها نوايا عدائية تجاه إسرائيل.

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى وجود حديث متزايد في إسرائيل عن "المخاطر إذا ما سقطت الحكومة المصرية الحالية وتم استبدالها بقيادة متطرفة"، مما يضع إسرائيل في مواجهة أكبر جيش في العالم العربي على طول حدودها الجنوبية.

خطة ترامب بشأن غزة

غير أن الذي جعل الوضع يتدهور أكثر -حسب الصحيفة- هو كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته لغزة، ومطالبه بأن تستقبل مصر والأردن مليوني نسمة من سكان القطاع، مما جعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلغي زيارة كانت مقررة لواشنطن، وسط تحذير من المسؤولين المصريين من أن أي خفض للمساعدات العسكرية الأميركية قد يعرّض معاهدة السلام مع إسرائيل للخطر.

وتجنب القادة المصريون الإدلاء بأي تصريحات علنية ترفض احتمال الحرب، لا لأنهم يريدون الحرب -حسب الصحيفة- ولكن لأنهم لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم ينحنون لترامب أو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، غير المحبوبين في مصر.

ومع أن الجيش الإسرائيلي لا يرى حاليا أن الصراع العسكري مع مصر يشكل تهديدا مباشرا، فإن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول أجبرته على إعادة تقييم كيفية التعامل مع كل تهديد محتمل.

ورغم فوائد السلام وما أشارت إليه الصحيفة من مخاوف، ما زال كل من نتنياهو والسيسي صامتين حتى الآن، صمتا تعتبره الصحيفة خطأ، لأن توضيح مواقفهما قد يهدئ الموقف، ويؤكد على أهمية المعاهدة، ويرسل رسالة مفادها أن أيا من الجانبين ليس مهتما بالسماح للأزمة بالخروج عن السيطرة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

ترامب يشكر إيران بعد قصف قاعدة العديد في قطر.. نستطيع الآن المضي للسلام

شكر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السلطات الإيرانية، قائلا إنها أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية مبكرا أنها تنوي قصف قاعدة العديد في قطر، ردا على ضرب مفاعل فوردو النووي بالقنابل الأمريكية.

وفي منشور له على منصته للتواصل الاجتماعي، قال ترامب: "ردّت إيران رسميًا على تدميرنا لمنشآتها النووية بردٍّ ضعيفٍ للغاية، وهو ما توقعناه، وتصدينا له بفعاليةٍ كبيرة. أُطلق 14 صاروخًا - أُسقط 13 منها، وأُطلق صاروخٌ واحدٌ لأنه كان متجهًا نحو اتجاهٍ آمن. يسرّني أن أُبلغكم أنه لم يُصب أيٌّ من الأمريكيين بأذى، ولم يُلحق بهم أي ضرر يُذكر. والأهم من ذلك، أنهم تخلصوا من كل شيء، ونأمل ألا يكون هناك المزيد من الكراهية".



وتابع: "أودّ أن أشكر إيران على إبلاغنا مُبكرًا، مما سمح بعدم إزهاق أرواحٍ أو إصابة أحد. لعلّ إيران تستطيع الآن المضي قدمًا نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماسٍ على أن تحذو حذوها. شكرًا لكم".

وأعلنت إيران، الاثنين، أنها أطلقت صواريخ على قاعدة العديد الأمريكية في قطر ردا على استهداف واشنطن منشآتها النووية، بينما أكدت الدوحة اعتراض الهجوم "بنجاح".

وأفاد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بأنه "ردّا على العدوان والتحرك الأمريكي الوقح ضد مواقع ومنشآت إيران النووية... هاجمت القوات المسلحة الباسلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية قاعدة العديد الأمريكية في قطر"، مضيفا أن عدد الصواريخ "يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في مهاجمة منشآت إيران النووية".

وفي حين أكد المجلس أن "هذا التحرك لا يشكّل أي تهديد لدولة قطر الشقيقة والصديقة"، نددت الدوحة التي تربطها علاقات جيدة بواشنطن وطهران، بالهجوم.

وفي حين أكدت الدوحة أن "الدفاعات الجوية القطرية نجحت في اعتراض هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد"، أعرب المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري عن "إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني".



وشدّد على أن الدوحة تعتبر الهجوم "انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي"، وتحتفظ "بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر".

أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إطلاق إيران للصواريخ، وأن الهجوم لم يسفر عن ضحايا.

وقال المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية، "يمكنني التأكيد بأن قاعدة العديد الجوية تعرضت إلى هجوم بصواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة المدى مصدرها إيران. في الوقت الحالي، لا توجد تقارير عن سقوط ضحايا أمريكيين".

من جهته، أكد الحرس الثوري أن القاعدة أصيبت بستة صواريخ، بحسب بيان أورده الإعلام الرسمي في طهران.

مقالات مشابهة

  • ديفيد هيرست: “إسرائيل” خرجت من مغامرتها ضد إيران بمحصلة هزيمة استراتيجية رغم الضربات الخاطفة
  • واشنطن بوست: لماذا كان ترامب واثقا من أن إيران تطوّر قنبلة نووية؟
  • ديفيد هيرست: إسرائيل خرجت من مغامرتها ضد إيران بمحصلة هزيمة استراتيجية رغم الضربات الخاطفة
  • جيروزاليم بوست: محادثة صعبة بين ترامب ونتنياهو بشأن إيران
  • ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • عضو في الكونجرس يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام
  • ترامب ينتصر للسلام
  • ترامب: أشكر إيران على إخطارنا المسبق بضرب "العيديد".. وأدعوها للسلام الآن
  • ترامب يشكر إيران بعد قصف قاعدة العديد في قطر.. نستطيع الآن المضي للسلام
  • لماذا رشّحت باكستان ترامب لجائزة نوبل للسلام؟