الطلب على الشوكولا يهدد حشرة مميزة
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
يقود حب البشر للشوكولا، إلى أزمة غير متوقعة، حيث قد يؤدي لنهاية خنفساء عملاقة، هي الأكبر من نوعها على وجه الأرض، ما يضر بشكل كبير بالبيئة وينعكس على المحاصيل وغيرها من حلقات الطبيعة التي تزيد الأمر سوءاً لبني البشر.
وخنفساء "غالوت"، وهي حشرة معروفة بحجمها الهائل وقشرتها قزحية اللون، كانت تزدهر في الغابات المطيرة الكثيفة، والتي تتدمر الآن لمزارع الكاكاو المترامية الأطراف، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
ويقول لوكا لويزيلي، عالم البيئة الذي لديه عقود من الخبرة في التنوع البيولوجي في غرب إفريقيا، إن 80 % من هذه الحشرة Goliathus cacicus موجودة في كوت ديفوار انخفضت بسبب تدمير الموائل، وفي الوقت نفسه، عانت Goliathus regius بنسبة 40 % في موطنها الطبيعي.
وهذه الخنفساء يمكن أن تنمو حتى 110 ملم، وتلعب دورا حاسماً في الطبيعة، وهناك 5 أنواع مختلفة، الذكور لها قرون على شكل حرف Y، والإناث بلا قرون. وتتغذى يرقاتها على نفايات النباتات وأحياناً على اللحوم، وبذلك، تساعد في تحليل المواد الميتة، ما يحسن صحة التربة ويدعم أشكال الحياة الأخرى، وتعتمد الخنافس البالغة على نسغ الأشجار في الغابات المطيرة الاستوائية، ويمكن رصدها في دول مثل سيراليون، وليبيريا، وكوت ديفوار، وغانا، ونيجيريا، والكاميرون.
ويعتبر العلماء أيضًا هذه الخنفساء العملاقة مؤشراً بيئياً جيداً، ويقولون إن انخفاض أعدادها غالبا ما يشير إلى أن النظام البيئي تحت الضغط.
ولطالما كانت غرب إفريقيا مركز صناعة الكاكاو العالمية، حيث ساهمت بأكثر من 70% من إمدادات الشوكولا في العالم، غير أنها تدمر هذه الحشرة المذهلة.
كما ساهم افتتان البشر بجمع الحشرات النادرة بشكل كبير في تضاؤل أعدادها، وبسبب ندرة هذه الخنفساء ومظهرها المميز جدا، غالباً ما يصطادها جامعو الحشرات أو يقتلونها لجمعها أو بيعها في الأسواق الدولية أو الأسواق مثل eBay، وFacebook. وبينما لا تزال أنواع أخرى من الخنافس العملاقة، بما في ذلك Goliathus goliatus، شائعة، يخشى الخبراء أن تؤدي مثل هذه الأنشطة البشرية إلى تأجيج أزمة انخفاض أعدادها عموماً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية كوت ديفوار
إقرأ أيضاً:
ناسا تعيد تشغيل محركات أبعد جسم من صنع البشر عن الأرض
تمكن مهندسو وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" من إعادة تشغيل محركات احتياطية لمركبة "فوياجر 1"، التي تُعد أبعد جسم من صنع البشر عن الأرض، بعد أن توقفت عن العمل منذ 20 عاما، في خطوة وُصفت بالمنقذة للمهمة التي اقتربت من فقدان الاتصال نهائيا بالمركبة.
وذكر موقع "سبيس" في تقرير، أن هذه المحركات الاحتياطية، التي تُستخدم لضبط اتجاه المركبة، لم تفعل منذ عام 2004 وكانت تُعتبر غير صالحة للاستخدام.
ولفت إلى أن تدهور المحركات الرئيسية بسبب تراكم الرواسب قد يهدد قدرة "فوياجر 1" على توجيه هوائيها نحو الأرض، ما يُنذر بانقطاع الاتصال بها بعد قرابة 50 عاما من الخدمة المستمرة.
وأشار التقرير إلى أن المهندسين واجهوا مهلة حرجة لإتمام الإصلاح، إذ كان من المقرر أن يُغلق الهوائي الأرضي الذي يتواصل مع "فوياجر" في 4 أيار /مايو الجاري لإجراء ترقيات، ما كان سيجعل أي تدخل لاحق مستحيلا.
وكانت "ناسا" أطلقت مركبتي "فوياجر 1" و"فوياجر 2" عام 1977 لاستكشاف الكواكب الخارجية، قبل أن تتجه لاحقا لدراسة الفضاء بين النجوم.
وغادرت "فوياجر 1" النظام الشمسي في آب /أغسطس عام 2012، تلتها "فوياجر 2" في تشرين الثاني /نوفمبر عام 2018، وقد قطعتا معا أكثر من 46.7 مليار كيلومتر.
وأكد الموقع أن التحديات التقنية المرتبطة بالعمر الطويل وبعد المسافة عن الأرض دفعت "ناسا" لإيقاف بعض الأجهزة والسخانات للحفاظ على الطاقة، كما واجهت "فوياجر 1" خللا برمجيا في إحدى الشرائح تم حله مؤخرا، ما أعاد الاستقرار للمركبة.
ولفت التقرير إلى أن إحياء دافعات التدحرج الاحتياطية شكل "إنجازا هندسيا رائعا" ساهم في إنقاذ المهمة. وكانت هذه الدافعات توقفت عن العمل بعد تعطل السخانات المرتبطة بها، وفشل الفريق سابقا في إصلاحها عن بعد.
وقال كريم بدر الدين، مدير مهمة "فوياجر" في مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا"، "أعتقد أنه في ذلك الوقت، كان الفريق مرتاحًا لقبول أن محركات الدفع المتدحرجة الأساسية لم تعمل، لأن لديهم محركًا احتياطيا جيدا للغاية".
وأضاف أنه "وبصراحة، ربما لم يعتقدوا أن مركبات فوياجر ستستمر في العمل لمدة 20 عاما أخرى".
وبيّن التقرير أن الفريق واجه مخاطرة عالية عند إعادة تنشيط الدافعات، إذ تطلب الأمر إعادة محاذاة دقيقة لجهاز تتبع النجوم، تجنبًا لارتفاع الضغط الناتج عن إعادة تشغيل السخانات.
وقال تود باربر، قائد الدفع في البعثة، "لقد كانت لحظة مجيدة. كانت معنويات الفريق مرتفعة للغاية ذلك اليوم"، مضيفا “اعتُبرت هذه الدوافع معطلة. وكان هذا استنتاجًا سليمًا. كل ما في الأمر أن أحد مهندسينا أدرك وجود سبب محتمل آخر، وكان من الممكن إصلاحه. لقد كانت معجزة أخرى أنقذت فوياجر".
ويُظهر هذا النجاح مرونة تصميم المركبة وابتكار المهندسين الذين حافظوا على استمرارية مهمتها رغم مرور ما يقارب نصف قرن. ولا تزال المركبتان ترسلان بيانات فريدة من الفضاء بين النجوم، تُعزز فهم البشرية لمحيطها الكوني الأوسع، وفقا للتقرير.