ترامب يضع غزة على حافة الجحيم!
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في السياسة، كما في الحرب، هناك لحظات تتكثف فيها الأحداث، تتلاحق بإيقاع محموم، ويصبح كل تفصيل صغير مؤشرا على ما هو أكبر. ومنذ أن وطأت قدما دونالد ترامب البيت الأبيض، عاد المشهد إلى قواعده القديمة، حيث تُرسم خرائط الشرق الأوسط داخل الغرف المغلقة، وحيث تُطلق التصريحات كما لو كانت طلقات تحذيرية تسبق العاصفة المتوقعة!.
وفي الأسبوع الماضي، كنا أمام واحدة من تلك اللحظات الفارقة عندما جلس ترامب في لقاء علني مع ستة من الرهائن الإسرائيليين الذين تم إطلاق سراحهم في إطار اتفاق هش لوقف إطلاق النار في غزة. لم يكن اللقاء مجرد تعبير عن التعاطف، ولم يكن خطاب ترامب الموجه لحماس مجرد استعراض للقوة والسيطرة، بل كان رسالة واضحة لا تحتمل التأويل، إما الإفراج الفوري عن بقية المحتجزين، أو أن الجحيم قادم لسكان غزة!.
إسرائيل، بعد فترة وجيزة من التهدئة، وجدت نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما: إما استمرار وقف إطلاق النار بشروط غير مريحة، وإما العودة إلى دائرة النار، لكن هذه المرة بمباركة من ترامب لا تحتمل اللبس.
أما حماس، فتدرك أن لعبة الوقت قد تنقلب ضدها، وأن أي تصعيد قادم سيكون أكثر عنفاً من سابقه، لا سيما بعد التهديد المباشر من ترامب.
وبالتالي، فإن ما نشهده اليوم ليس مجرد تصريحات عابرة، بل هو إعادة ترسيم للمعادلة السياسية والعسكرية في غزة، حيث لم يعد هناك مجال للمناورة. ومن خلال قراءة المشهد الحالي يمكن استشراف سيناريوهات عدة منها ربما عودة التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد سكان غزة، وبعد أن حصلت إسرائيل على دعم أمريكي واضح، قد تبدأ جولة جديدة من العمليات العسكرية في غزة، مع استهداف مباشر لعناصر حماس، وتوسيع نطاق الضربات لتشمل كالمعتاد مزيداً من المناطق المدنية، بحجة الضغط للإفراج عن الرهائن.
فضلاً عن ضغوط أمريكية مباشرة من قبل واشنطن، في حال تباطأت إسرائيل، فإن واشنطن تمارس ضغطاً علنياً، ليس فقط بالتصريحات، ولكن أيضاً عبر دعم عسكري إضافي، أو عبر فرض عقوبات على أي جهة قد تتهم بعرقلة الإفراج عن المحتجزين، وربما يؤدى ذلك إلى انهيار التهدئة بشكل كامل، وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً، حيث تعود غزة إلى حالة الحرب المفتوحة، مجدداً، لكن هذه المرة وسط خطاب أكثر حدة، وغطاء سياسي واضح من واشنطن ودعم عسكرى بلا حدود، فمنذ أسبوع، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه وقع على تسليم نحو 4 مليارات دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل.وقال في بيان: "لقد وقعت على إعلان للإسراع في تسليم ما يقرب من 4 مليارات دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل"، مؤكداً إلغاء الحظر الجزئي على الأسلحة الذى كان جو بايدن قد فرضه. ولم يتكف بذلك لكنه مضى قائلاً إن إدارة الرئيس الأمريكي وافقت على مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة تبلغ نحو 12 مليار دولار، مضيفا أنها "ستواصل استخدام كافة الأدوات المتاحة لتلبية التزام الولايات المتحدة الراسخ تجاه أمن إسرائيل، بما في ذلك سبل مواجهة التهديدات الأمنية"!..
المؤكد أن الأيام القادمة ستحمل إجابات، لكن المؤكد أيضاً أن الإنذار الأخير قد وجه، إذا لم تستجب حماس!.. وأن غزة، كما كانت دائماً، قد تظل رهينة لمعادلات القوة، حيث لا صوت يعلو على صوت السلاح والترهيب والاعتداءات الغاشمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل حماس ترامب
إقرأ أيضاً:
عاجل. طائرة فاخرة من قطر بقيمة 400 مليون دولار تشعل غضب الديمقراطيين في واشنطن.. وترامب يدافع عن "هديته"
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه قبول طائرة بوينغ 747-8 فاخرة من العائلة الحاكمة في قطر، سيتم تعديلها واستخدامها كطائرة رئاسية خلال فترة ولاية الرئيس الثانيةـ،قبل أن تنقل لاحقا إلى مكتبة ترامب الرئاسية بعد مغادرة منصبه. اعلان
وفي منشور له على منصته "تروث سوشيال"، دافع ترامب عن الصفقة قائلًا: "فكرة أن وزارة الدفاع تحصل على هدية مجانية بالكامل، لطائرة 747 لتحل مؤقتًا محل الطائرة الرئاسية القديمة عمرها 40 عامًا، في صفقة علنية وشفافة، تُزعج الديمقراطيين الفاسدين الذين يطالبون بأن ندفع أعلى سعر ممكن!".
وتُعد هذه الطائرة، والتي تبلغ قيمتها التقديرية نحو 400 مليون دولار دون احتساب التعديلات الخاصة، واحدة من أغلى الهدايا التي قد تتلقاها الحكومةالأميركية على الإطلاق من جهة أجنبية، بحسب ما نقلته رويترز عن مصادر مطلعة.
ورغم تأكيد ترامب، أفاد المتحدث باسم الحكومة القطرية، علي الأنصاري، أن الصفقة لا تزال قيد النقاش بين وزارة الدفاع القطرية ونظيرتها الأميركية، وأن "أي قرار نهائي لم يُتخذ بعد". كما أفادت شبكة ABC News بأنها أول من كشف عن هذه الهدية المرتقبة.
لكن الجدل تصاعد في واشنطن، حيث اعتبر ديمقراطيون ونشطاء في مجال الحوكمة أن هذه الخطوة قد تخرق القوانين الأميركية.
وغرّد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، عبر منصة إكس: "لا شيء يعبّر عن ’أميركا أولًا‘ مثل طائرة رئاسية مقدّمة من قطر.. هذه ليست رشوة فقط، بل نفوذ أجنبي فاخر بمساحة إضافية للساقين!"
"لا شيء يعبّر عن ’أميركا أولًا‘ مثل طائرة رئاسية مقدّمة من قطر... هذه ليست رشوة فقط، بل نفوذ أجنبي فاخر بمساحة إضافية للساقين!"من جهتها، علّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، قائلة: "أي هدية تُمنح من حكومة أجنبية تُقبل دومًا بما يتماشى تمامًا مع القوانين المعمول بها. إدارة الرئيس ترامب ملتزمة بالشفافية الكاملة".
وبينما يُنتظر أن يزور ترامب قطر هذا الأسبوع، أكد مصدر مطّلع أن الطائرة لن تُعرض عليه ولن تُسلّم خلال الزيارة، مشيرًا إلى أن العملية لا تزال في طور المفاوضات.
وفي السياق ذاته، حذّرت منظمة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاقيات في واشنطن" (CREW) من أن الهدية قد تشكل خرقًا لبند "الهدايا الأجنبية" في الدستور الأميركي، الذي يمنع المسؤولين من تلقي هدايا من حكومات أجنبية دون موافقة الكونغرس.
وقال المتحدث باسم المنظمة، جوردان ليبوفيتز: "يبدو هذا وكأنه بلد أجنبي يمنح الرئيس هدية بقيمة 400 مليون دولار، قبيل لقائه برئيس تلك الدولة، بينما له تعاملات تجارية شخصية معها".
Relatedترامب سيعترف بالدولة الفلسطينية أثناء زيارته للشرق الأوسط (إعلام عبري نقلا عن مصادر خليجية) هل أقنع زيلينسكي أخيرًا ترامب بالوقوف إلى جانبه؟ ترامب يعلن عن اتفاق لوقف فوري وشامل لإطلاق النار بين الهند وباكستان بوساطة أمريكيةوكان ترامب قد تفقّد الطائرة القطرية في فبراير/ شباط الماضي أثناء توقفها في مطار بالم بيتش الدولي بفلوريدا، قرب منتجع مارالاغو، بهدف الاطلاع على تجهيزاتها ومقارنتها بالطراز المحدّث المنتظر لطائرة "إير فورس وان".
يُذكر أن مشروع تجديد الأسطول الرئاسي بطائرتين جديدتين من طراز 747-8 يعاني من تأخيرات كبيرة، رغم توقيع عقد مع بوينغ منذ 2018 لتسليمهما في 2024. وتشير التقديرات الجديدة إلى إمكانية الانتهاء من التجهيزات بحلول عام 2027، ما دفع ترامب للبحث عن بدائل مؤقتة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة