قال الدكتور أحمد سعيد، الخبير الاقتصادي، وأستاذ القانون التجاري الدولي، إن الغرب أعلن عن طريق بديل لمشروع الحزام والطريق الصيني، من خلال إنشاء طريق للمنتج الهندي الذي سيتم نقله إلى الإمارات عن طريق البحر، ومن ثم نقله إلى السعودية والأردن وصولًا إلى الاحتلال عبر السكة الحديد، ومن ثم نقله إلى قطاع غزة، ليتم شحنه بحرًا إلى أوروبا، مما يجعله منافسًا لقناة السويس.

وأضاف «سعيد»، خلال حواره ببرنامج «مساء الخير»، المذاع على فضائية «مي سات»، أن تكلفة هذا الممر البديل مرتفعة، لكن مع توتر الملاحة في باب المندب، أصبح يُشكل تهديدًا فعليًا لحركة التجارة عبر قناة السويس.

كما أوضح أن الغرب يسعى إلى تقديم الهند كبديل اقتصادي للصين، ومحاولة إخراجها من تحالف «البريكس»، في ظل العجز الأمريكي عن منافسة الاقتصاد الصيني.

أهمية السيطرة على قطاع غزة في المخطط الغربي

وأكد الدكتور أحمد سعيد أن الغرب يسعى للسيطرة على قطاع غزة لأنه يُشكل المنفذ البحري الوحيد لخط السكة الحديد المزمع إنشاؤه لنقل المنتجات الهندية عبر الإمارات والسعودية والأردن إلى الأراضي المحتلة، مما يسهم في تعمير صحراء النقب وصحراء السعودية والأردن.

وأضاف «سعيد»، أن مصر قدمت 80% من المساعدات الغذائية والدوائية لقطاع غزة منذ بدء الحرب، مشيرًا إلى أن بعض دول الجوار تصمت تجاه مخطط تفريغ القطاع، لما قد يعود عليها من فوائد اقتصادية من المشروع الجديد.

وأوضح أن مصر اتخذت خطوات استباقية بإنشاء خط سكة حديد يربط طابا بميناء العريش، ليكون بديلاً عن الممر الغربي المقترح، ما يوجه رسالة واضحة بأن مصر تقدم بديلًا اقتصاديًا للولايات المتحدة دون المساس بالقضية الفلسطينية أو تهجير الشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضاًكيف تؤثر العقوبات الغربية على التجارة الصينية والروسية؟.. اقتصادي يوضح

أستاذ قانون دولي: مصر وجهة استثمارية جذابة وسط تحولات الاقتصاد العالمي «فيديو»

مستشارة بالاتحاد الأوروبي: التهديدات الأمريكية تخلق تحديات اقتصادية وسياسية معقدة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قناة السويس النقل البحري التجارة العالمية البريكس التجارة الصينية الحزام والطريق الصراع الاقتصادي السيطرة على غزة الاقتصاد الهندي الممر البديل

إقرأ أيضاً:

السيسي يستقبل حفتر.. حين تُعيد الجغرافيا تشكيل السياسة وتختبر القاهرة بوصلتها في الغرب

في مساء شتوي بارد من ديسمبر 2025، كانت القاهرة تشبه مدينة تستعد لقراءة فصل جديد من خرائط الإقليم. لم يكن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشير خليفة حفتر في قصر الاتحادية مجرد لقاء عابر على صفحات البروتوكول، بل كان أشبه بفتح غرفة الخرائط على مصراعيها، حيث تتقاطع خطوط الحدود مع مصالح الأمن القومي، وتتجاور حسابات البحر مع حسابات الصحراء. لحظة تحمل رائحة السياسة الثقيلة، وتقول إن الجغرافيا ما زالت أقوى من كل خطابات النوايا.

القاهرة، التي تعتبر ليبيا امتدادًا مباشرًا لنَفَسها الغربي، كانت ترسل رسالة لا تحتاج إلى دبلوماسية: لا فراغ استراتيجي عند حدود مصر، ولا سماح بتحويل ليبيا إلى ساحة مفتوحة للمرتزقة وألعاب القوى الإقليمية. البيان الرسمي، وإن جاء هادئًا، أعاد التأكيد على وحدة ليبيا وخروج القوى الأجنبية وضرورة الذهاب إلى انتخابات شاملة، لكنه أخفى بين السطور ملامح رؤية مصرية أكثر حسمًا: حماية مصالحها، منع تهديد حدودها، وتحصين المتوسط من أي محاولة لإعادة رسم خرائطه دون حضور القاهرة.

في عمق المشهد، بدا اللقاء كأنه تثبيت لوزن شرق ليبيا في معادلات المرحلة المقبلة، وتعزيز لقدرة هذا التيار على الإمساك بخيوط التفاوض. لكنه في الوقت ذاته كشف إدراكًا مصريًا بأن القوة بلا سياسة تتحول إلى عبء، وأن ليبيا لا تحتاج طرفًا ينتصر بل دولة تستعيد تماسكها. فكل فراغ هناك يعني فوضى هنا، وكل انزلاق في الشرق أو الغرب ينعكس على القاهرة مباشرة، سواء عبر الحدود الرملية أو عبر البحر المتوسط.

أما ملف الهجرة غير الشرعية فكان حاضرًا كظل لا يفارق الساحل الليبي، أي استقرار في الشرق سيحد من قدرة شبكات التهريب، ويمنح مصر مساحة أوضح لملاحقة خطوط التسلل، بينما أي انفجار سياسي سيحوّل البحر إلى ممر مفتوح للهاربين والفوضى معًا.

لذا بدا واضحًا أن ضبط الحدود البحرية والبرية لم يعد مسألة أمنية فقط، بل جزءًا من سياج استراتيجي يحمي الداخل المصري من ارتدادات الفوضى الليبية.

ومع ذلك، كان على القاهرة أن تتحرك بوعي تجاه مفارقات المشهد: ألا تتحول ليبيا إلى رقعة صراع بين محاور خارجية، وألا يُبنى النفوذ المصري على تحالف أحادي يُهمل المكونات الليبية الأخرى، وألا تجرّها معارك المتوسط إلى مواجهات جانبية مع لاعبين إقليميين يبحثون عن موطئ قدم في شرق البحر.

في المجموع، بدا استقبال السيسي لحفتر إعلانًا بأن مصر عادت لاعبًا مباشرًا في رسم مستقبل غربها، لا مراقبًا يتحسّس النتائج. لكنه إعلان يحمّل القاهرة مسؤولية شاقة: تثبيت الحدود، ضبط المتوسط، متابعة الداخل الليبي، ومراقبة ما يجري في السودان الممتد أثره حتى طرابلس وطبرق في آن واحد.

ولكي تحتفظ هذه الخطوة بزخمها، يصبح من الضروري التوازن بين ثلاثة مسارات:

ربط الدعم العسكري بمسار سياسي واضح يضمن انتخابات شاملة.

تشديد الرقابة على الحدود والبحر لوقف شبكات التهريب والهجرة.

تفعيل دبلوماسية إقليمية متوازنة تمنع الاشتعال في شرق المتوسط وتُبقي ليبيا خارج دوائر الحروب بالوكالة.

البعد الاستخباراتي، ما وراء الصور والتصريحات.

قد يبدو اللقاء سياسيًا في ظاهره، لكنه في عمقه يحمل إشارات استخباراتية واضحة:القاهرة تُعيد بناء شبكة تنسيق ميداني مع شرق ليبيا تشمل مراقبة الحدود، تبادل معلومات عن الميليشيات والمقاتلين الأجانب، ومسارات تهريب السلاح والبشر.

هناك اهتمام مصري برسم “خريطة مصادر التهديد” داخل ليبيا، من مواقع المرتزقة إلى ممرات الصحراء وصولًا إلى الموانئ التي يمكن أن تتحول إلى نقاط انطلاق للهجرة غير الشرعية.

المعلومات المتداولة تشير إلى رغبة مصر في امتلاك صورة كاملة عن التحركات الإقليمية في ليبيا: التمويل، السلاح، القيادات الجديدة، وتغيّر الولاءات القبلية.

كما تسعى القاهرة إلى ضمان ألا يتحول الساحل الليبي الشرقي إلى نقطة نفوذ لقوى قد تغيّر موازين المتوسط، سواء في الطاقة أو الحدود البحرية أو قواعد النفوذ العسكري.

إنها قراءة استخباراتية تقول إن ليبيا ليست مجرد جار، بل لوحة أمنية مفتوحة، وأي ضباب عليها يعني ظلامًا على حدود مصر.

(محمد سعد عبد اللطيف «كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية»).

اقرأ أيضاًمحامٍ لدى «الجنائية الدولية»: قائد الجنجويد الأسبق علي كوشيب ارتكب جرائم وفظائع في السودان

خالد الترجمان: الخطوط الحمراء المصرية بين سرت والجفرة منعت التوغّل نحو الحقول والموانئ النفطية

مقالات مشابهة

  • السيسي يستقبل حفتر.. حين تُعيد الجغرافيا تشكيل السياسة وتختبر القاهرة بوصلتها في الغرب
  • شريف عامر: تعاطف المصريين والإنجليز مع محمد صلاح كان واضحًا
  • حمزة نمرة يروج لاغنيته الجديدة على طريقة محمد هنيدي
  • براءة مصور فيديو واقعة الفعل الفاضح أعلى طريق المحور
  • كريم محمود عبد العزيز يروج لفيلم «طلقني».. ما علاقة أحمد سعد؟
  • مصر تواصل تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة إلى قطاع غزة.. فيديو
  • سفير باكستان بالقاهرة: نرحب بمقترح ربط ميناء جوادر بقناة السويس لإنشاء ممر اقتصادي استراتيجي
  • أحمد موسى: نقد الحكومة مباح ومن يروج لشائعات سيقع تحت طائلة القانون
  • مشاهدة مباراة تونس ضد قطر بث مباشر في كأس العرب 2025
  • فين الرجولة والجدعنة.. ريهام سعيد تُعلق على فيديو خنق شاب بالغربية