عودة وباء قديم يحصد أرواح الآلاف في أمريكا.. ما هو؟
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخرًا، عودة مفاجئة لمرض قديم يُعرف بأنه "سارق الشباب"، وهو مرض السل الذي يُعد من أخطر الأمراض المعدية.
ومنذ يناير 2024، بدأ تفشي هذا المرض في مدينة كانساس سيتي بولاية كانساس وجوارها، مما أثار القلق بين الأوساط الطبية والعلمية، خاصة مع زيادة الحالات خلال الأيام القليلة الماضية.
حتى الآن، تم الإبلاغ عن إصابة 147 شخصًا بالسل في هذا التفشي، حيث ظهرت أعراض المرض على 67 شخصًا، بينما حمل الـ80 شخصًا الآخرين العدوى دون ظهور أي أعراض، وهو ما يُعرف بـ "العدوى الكامنة".
هذه الحالات تظهر أن السل لا يزال يمثل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، حيث يُعتبر من الأسباب الرئيسية للوفاة المعدية على مستوى العالم، إذ يأتي في المرتبة الثانية بعد مرض كوفيد-19 في السنوات الأولى من وباء كورونا.
تفشي هذا المرض بكثرة في مدينة كانساس سيتي بولاية كانساس والمدن والمناطق المجاورة.
ما سبب عودة السل؟في سياق عودة هذا المرض التاريخي، أشار علماء الأحياء الدقيقة، كارين دوبوس ومارسيلا هيناو-تامايو، إلى عدة أسباب تقف وراء هذا الانتشار.
يشير هؤلاء الخبراء إلى أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية، مثل الفقر والازدحام، تلعب دورًا كبيرًا في تسهيل انتشار العدوى. إضافة إلى ذلك، يُعتبر نقص الوعي حول كيفية انتقال المرض وطرق الوقاية منه عائقًا أمام السيطرة عليه.
السل النشط، وخاصةً إذا لم يتم علاجه، يُعرف بأنه مرض قاتل، حيث يُقدر أن حوالي نصف الأشخاص المصابين بالسل النشط غير المعالج قد يموتون نتيجة لذلك، بينما ينخفض معدل الموت إلى 12% فقط في حالة العلاج. هذا يعكس أهمية الكشف المبكر والعلاج الفوري للحد من انتشار المرض.
تاريخ مرض السللقد عانى البشر من مرض السل لآلاف السنين، حيث تم العثور على أدلة على وجوده تعود إلى حوالي 9000 عام في بقايا بشرية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. وقد وصفه أبقراط في العصور القديمة باسم "فثيسيس"، مما يدل على الشحوب والنحول الذي يُعتبر من الأعراض الرئيسية للمرض.
ومن الأسماء الأخرى التي أُطلقت على السل "شر الملك"، وهو شكل من أشكال المرض يسبب تورم الرقبة وتقرحات تُعرف باسم "داء الخنازير"، وخلال العصور الوسطى، كان يعتقد الناس أن لمسة الملك يمكن أن تشفي الشخص من هذا النوع من السل عبر تدخل معجزي.
كما أُطلق على السل اسم "سارق الشباب" بسبب ميله التاريخي لإصابة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عامًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أمريكا مرض السل انتشار مرض السل أعراض السل المزيد
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من تحول الانتحار الى وباء اجتماعي.. ضغوط نفسية واقتصادية تفتك بالمجتمع العراقي
28 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تسجل محافظة نينوى، مركز الصراعات التاريخية في العراق، ارتفاعاً مقلقاً في معدلات الانتحار، حيث أفادت مصادر أمنية، يوم السبت 28 يونيو 2025، بانتحار امرأة في حي الإخاء بمدينة الموصل شنقاً داخل منزلها.
وأوضحت المصادر أن التحقيقات الأولية تشير إلى دوافع نفسية واجتماعية دفعت المرأة، التي لم يُكشف عن هويتها، إلى إنهاء حياتها، فيما تستمر السلطات في التحقيق لكشف ملابسات الحادث.
ويأتي هذا الحدث كجزء من سلسلة متزايدة من حالات الانتحار التي تهز المجتمع العراقي، لا سيما في نينوى، التي عانت ويلات الحروب والإرهاب.
ويعزو مختصون اجتماعيون هذا التصاعد إلى تراكم الضغوط النفسية والاقتصادية، إذ أشارت دراسات حديثة إلى أن 43% من حالات الانتحار في العراق ترتبط باضطرابات نفسية، بينما تساهم الأزمات العائلية بنسبة 35% والمشاكل الاقتصادية بنسبة 15%.
وتبرز نينوى كإحدى المحافظات الأكثر تأثراً، حيث سجلت في مايو 2025 ما بين خمس إلى سبع حالات انتحار، وفقاً لدائرة صحة المحافظة، التي حذرت من تحول الظاهرة إلى “وباء اجتماعي” يتطلب تدخلاً عاجلاً.
وتلعب الوصمة الاجتماعية دوراً كبيراً في تفاقم الأزمة، إذ يتردد كثيرون في طلب العلاج النفسي خوفاً من نظرة المجتمع.
ويفتقر العراق إلى بنية تحتية كافية للصحة النفسية، إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية أن هناك ثلاثة أطباء نفسيين فقط لكل مليون مواطن، مقارنة بـ209 في دول مثل فرنسا. وتزيد الأوضاع الأمنية السابقة في الموصل، التي شهدت سيطرة تنظيم داعش بين 2014 و2017، من تعقيدات الوضع، حيث تركت تداعيات النزاع آثاراً نفسية عميقة على السكان.
وتشير تقارير إلى أن الفقر والبطالة، إلى جانب العنف الأسري والابتزاز الإلكتروني، تدفع الشباب والنساء على وجه الخصوص إلى حافة اليأس.
وتدعو الجهات المختصة إلى إنشاء مراكز علاج نفسي وتفعيل استراتيجيات وطنية للوقاية من الانتحار، فيما يطالب ناشطون بتحقيقات أعمق للكشف عن حالات قد تُسجل كانتحار لإخفاء جرائم قتل، خاصة ضد النساء.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts